بداية التنفيذ والرقابة!!
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
أطياف
صباح محمد الحسن
بداية التنفيذ والرقابة!!
الممعن جيداً في بيان الخارجية السعودية يدرك أن الوساطة الأمريكية السعودية قطعت أميالاً في طريق الحل للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل ونهائي ودائم وانتقلت من سطور الورق إلى الميدان لوضع اللبنات الأساسية والتمهيدية لذلك،
ومعلوم أن أي علاج لابد من أن تسبقه عملية تشخيص لذلك شرعت الوساطة في أول خطوة تمهيدية وانتقلت من المرحلة النظرية إلى العملية
ولنقف معاً على أهم ما رد في البيان لخصته فقرة واحدة في المقدمة تحتاج القراءة بعمق (إن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلتزمت باتخاذ خطوات لتسهيل زيادة المشاهدات الإنسانية وتنفيذ إجراءات بناء الثقة).
فماذا يعني الإلتزام بالمشاهدات!!
ومن الذي يقوم بعملية المشاهدة؟!
فالوساطة طرحت على طرفي الصراع إرسال وفد دولي للمراقبة ودراسة الأرض لأنها تعلم أن الصراع ليس بين الدعم السريع والجيش ثمة طرف ثالث، وأن المعارك الآن تدور في ظل غياب القادة وأن الحرب تحولت من معارك عسكرية إلى معارك فوضوية الميدان فيها أصبح مسرحاً لا تستطيع القيادة السيطرة عليه فكيف للوساطة أن تعلن وقف لإطلاق النار دون أن تعرف طبيعة ما يجري على الأرض فربما يوقع الدعم السريع والجيش على وقف النار هناك، ويرسل علي كرتي هنا في ذات الساعة مسيرات ليقصف مدينة بحالها، أو تعلن وقف إطلاق النار وتشن الدعم السريع هجوماً على احد المقار الرئيسية!! فالجيش ليس هو صاحب القرار في الميدان وكذلك الدعم السريع كلاهما يمكنه أن يوقع على وقف النار على الورق لكن لا يستطيع وقفها على الأرض لذلك رهنت عملية المشاهدة (الرقابة الدولية التي يقوم بها الوفد) ببناء الثقة عززته الفقرة 3 (تنفيذ إجراءات بناء الثقة فيما يخص إنشاء آلية تواصل بين قادة الجيش والدعم السريع)
والوساطة طلبت إذن للرقابة وافق عليه الجيش والدعم السريع لذلك قالت إنهما التزما بذلك
وإرسال وفود للمراقبة لعمل مشاهدات هي في العرف السائد في حل النزاعات، عملية غالباً ما تسبق دخول قوات دولية لذلك من المتوقع أن يكون عمل الوفد يتلخص في عدة مهام:
رسم خارطة طريق لفتح الممرات الآمنة لدخول المساعدات.
ورفع تقرير لتسهيل مهمة دخول قوات دولية للفصل بين القوتين فيتم المشاهدة سيرفع تقريره عن طبيعة الأرض، وحجم الضرر وسلوك القوات في الميدان وماهية الأرض المناسبة لهبوط القوات.
المهمة الثالثة هي الإشراف على تنفيذ خطة إزاحة الطرف الثالث المتسبب في إشعال الحرب والممسك بقرار استمرارها وهو أمر تقع مسؤوليته على القيادة العسكرية، (إصدار قرارات بحق القيادات الإسلامية وإعادة المحكومين للسجون) لكن هذا أمام عيون الرقابة الدولية
بصراحة أكثر أن البيان يشكل خطراً على الكيزان لم يسبقه خطر، ألم تحكي سطوره بشفافية عن (إتخاذ إجراءات حيال الأطراف المثيرة للتصعيد والمأججة للصراع)!! ألم نقل بالأمس إن عملية الوصول إلى سودان بلا حرب لن يتحقق إلا بتحقيق شعار (سودان بلا كيزان) وأن هارون وكرتي سبقا البيان بهروب من بورتسودان إلى جهة غير معلومة
لهذا فإن الذي ينتظر إعلان وقف النار دون أن يسبقه فعل على الأرض فهو ينتظر اتفاق (حبر على ورق) ويمكن أن ينهار في يوم أو في ساعة إعلانه،
إذن خلاصة البيان أن المفاوضات تجاوزت الاتفاق بين الطرفين على وقف النار، وبدأت في عملية تهيئة المناخ لوضع أساس قوي لتنفيذه على الأرض وذلك بخطوات لتحصينه من خطر الإنهيار، وقف دائم لا رجعة فيه لسودان آمن ومستقر
ولأن الأمر مرهون بتقرير لجنة الرقابة على الأرض لذلك قالت إنها ستناقش وقف إطلاق النار في الجولة الثانية!!
لهذا قد تتأسف الوساطة عن عدم الإعلان اليوم لكن ليس غداً!!
طيف أخير:#لا_للحرب
ما بين الجولة الأولى والثانية قرارات مفصلية ستطوي حقبة الدمار، وتكتب بداية عصر الإعمار.
الجريدة
الوسومأطياف الجيش الخارجية السعودية الدعم السريع السودان جدة صباح محمد الحسن علي كرتي قوات دوليةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أطياف الجيش الخارجية السعودية الدعم السريع السودان جدة علي كرتي قوات دولية الدعم السریع على الأرض وقف النار
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تعلن حالة الطوارئ جنوب دار فور وحركة نزوح جماعي في كردفان
أعلنت الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع في مدينة نيالا حالة الطوارئ والتعبئة العامة بولاية جنوب دارفور، عقب تقدمات لافتة للجيش السوداني في إقليم كردفان المتاخم.
وناشدت مفوضية "العون الإنساني" بجنوب كردفان المنظمات الوطنية والدولية بالتدخل العاجل لتقديم الدعم للنازحين الذين فروا من قرى بمحافظة الريف الشرقي والقطاع الغربي لكادقلي، عقب هجمات شنتها قوات تتبع للحركة الشعبية – جناح الحلو والدعم السريع.
وأكد المفوض فضل الله عبد القادر أبوكندي نزوح أكثر من 900 أسرة إلى مدينة كادقلي ومناطق أخرى، مشيرا إلى بدء تدخلات عاجلة لتوفير الغذاء والمأوى، بتنسيق مع حكومة الولاية والمنظمات وسط ترتيبات لمزيد من الاستجابة الإنسانية.
من جهته، قدم والي شمال دارفور حافظ بخيت محمد دعما إضافيا بقيمة 300 مليون جنيه لوزارة الرعاية الاجتماعية، مخصصا لتكايا الطعام بمدينة الفاشر، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة الناتجة عن الحصار المفروض من قوات الدعم السريع.
ووجه الوالي ببدء التوزيع الفوري للدعم، داعيا المنظمات الدولية للتدخل العاجل وفك الحصار.
إجراءات أمنية مشددة:
ألقت حملة نفذتها السلطات الأمنية بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان القبض على 30 أجنبيا بالمدينة دون مستندات رسمية وفتح في مواجهتهم بلاغ تحت المادة 30 من قانون الجوازات والهجرة بالقسم الأوسط.
انتهاكات مروعة في دار فور:
كشفت شبكة "صيحة" عن توثيق 14 حالة اغتصاب و64 حالة اختطاف لنساء وفتيات في مخيم زمزم شمال دارفور، بعد اجتياح قوات الدعم السريع للمنطقة في أبريل الماضي.
وشملت الانتهاكات اغتصابا جماعيا، تعذيبا، وطلب فدية مالية، وفق شهادات مباشرة للناجيات وشهود عيان.
توضيحات رسمية حول نبأ تشكيل حكومة تضم كتائب "البراء" و"درع السودان":
قال رئيس مجلس الوزراء كامل إدريس: في خطاب رسمي وجهه إلى "كافة وسائل الإعلام والشعب السوداني": "تابعت ببالغ الدهشة والاستغراب البيان الذي صدر عن قناة "سودانية 24" والذي نسب إلي فيه أنني، بصفتي رئيسا للوزراء، سأقوم بتشكيل حكومة تضم كتائب البراء ودرع السودان، وإني أؤكد أنني لم أدل بأي تصريح من هذا النوع".
وأضاف: "أود أن أوضح أنني حتى الآن لم أقم بأداء القسم الرسمي، ولم أبدأ أي خطوات عملية في مشاورات تشكيل الحكومة، وكل ما أُشيع خلاف ذلك، لا أساس له من الصحة، وصولي إلى السودان قد تأخر لأسباب تتعلق بإجراءات الخروج، وليس لأي أمر سياسي أو تنظيمي".
وتابع: "كما أنني أذكر بأن رئيس مجلس السيادة قد منحني كافة الصلاحيات في تشكيل الحكومة دون فرض أو إجبار على إشراك أفراد أو جهات بعينها، ومع ذلك، فإنني لا أنكر ولا أقلل من دور كتائب البراء ودرع السودان، ولا من تضحياتهم الكبيرة إلى جانب القوات المسلحة".
وأردف: "أشير إلى أن عملية تشكيل الحكومة حاليا ستتضمن إتفاقية سلام جوبا، مما يفرض علينا التزامات واضحة يجب احترامها في هذه المرحلة الدقيقة".