مرشحو جائزة زايد للاستدامة.. حلول مبتكرة تعالج تحديات الطاقة في المجتمعات الضعيفة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
يبذل المرشحون النهائيون لجائزة زايد للاستدامة عن فئة الطاقة جهوداً رائدة في مواجهة التحديات الماثلة أمام الوصول إلى مصادر الطاقة من خلال ما يقدمون من ابتكارات فعالة تعكس دورهم في توفير الطاقة النظيفة والموثوقة في المجتمعات المحتاجة على نطاق عالمي.
ويقدم المرشحون النهائيون لجائزة زايد للاستدامة عن فئة الطاقة حلولاً مبتكرة تعالج تحديات الطاقة في المجتمعات الضعيفة والمحتاجة بدءاً من توفير الشبكات المصغرة وأنظمة الطاقة الشمسية المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمجتمعات المهمّشة، وصولاً إلى أنظمة التبريد الصديقة للبيئة للمشاريع الصغيرة، يثبت المرشحون النهائيون عن فئة الطاقة أن الابتكارات المستدامة هي الطريق الأمثل لتحقيق الوصول الشامل للطاقة.
ويستعرض التقرير التالي ابتكارات المرشحين النهائيين عن فئة الطاقة ومساعيهم الملهمة التي تهدف إلى بناء مستقبل مستدام. وسيتوَّج أحدهم أمام العالم أجمع في حفل توزيع الجوائز الذي ستعقده جائزة زايد للاستدامة في الأول من ديسمبر 2023 خلال فعاليات مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28".
شبكات مصغرة ذات طاقة متجددة
"هاسك باور سيستم" هي شركة رائدة تُحدِث تغييراً ملموساً في حياة الأفراد في أرياف آسيا وأفريقيا من خلال تطوير شبكات مصغرة تعمل بالطاقة المتجددة بنسبة 100%، والتي تقوم بإمداد المناطق الريفية وشبه الحضرية بالكهرباء مع الحفاظ على بصمة كربونية منخفضة.
وكانت الشركة قد أنشأت في عام 2008 أول شبكة ريفية مصغرة للطاقة النظيفة في الهند، ومنذ ذلك الحين، قامت بتشغيل هذه الشبكات في أكثر من 200 مجتمع، مما أثر إيجاباً على نصف مليون شخص. ووفقاً لمانوج سينها، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، فقد واجهت الشركات الصغيرة والمتوسطة تحديات بسبب مدى تعقيد إمداد المناطق الريفية بالكهرباء، مما تطلّب الاستعانة بحلول رقمية مبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لإدارة الأصول عن بعد. كما سعت الشركة أيضاً إلى تحفيز الطلب في المناطق ذات الاقتصاد المنخفض.
وأشار سينها إلى أن "هاسك" تعمل في بعض المناطق الأكثر تحدياً في العالم، ونظراً للتعقيدات الماثلة أمام إنشاء أنظمة الطاقة الكهربائية في المجتمعات الريفية، فإن إيجاد نموذج عمل قابل للتطبيق كان بمثابة رحلة من التجارب واستكشاف الأخطاء.
وعلى الرغم من العقبات، واصلت "هاسك" التزامها الراسخ بمهتها. ولفت سينها إلى أن الشركة تأسست على يد رواد أعمال من منطقة الجنوب العالمي بهدف خدمة شعوب تلك المنطقة بالتحديد، مما يجعل كل عضو من فريق "هاسك" على تماس مباشر مع التحديات المتمثلة في الوصول المحدود إلى الطاقة النظيفة والموثوقة.
ومع نجاح الشركة مؤخراً بجمع 43 مليون دولار أميركي عبر جولة تمويل تهدف إلى توسيع نطاق عملياتها في تزويد المجتمعات الريفية بالكهرباء وخاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا، فإن الفوز بجائزة زايد للاستدامة من شأنه أن يمنحها الزخم الذي تحتاج إليه.
وبدعم من الجائزة، تهدف الشركة إلى تأسيس مئات الشبكات المصغرة، وإلغاء الحاجة إلى الآلاف من مولدات الديزل، وربط ملايين الأشخاص، ودعم الشركات المملوكة للنساء، وإيصال الكهرباء إلى مرافق الرعاية الصحية والمدارس في جميع أنحاء القارة.
إمداد المجتمعات المهمّشة بالكهرباء
تستخدم شركة "إغنايت باور"، التي يقع مقرها الرئيسي في رواندا، نموذج الدفعات الدورية (go-you-as-pay) لتمكين الوصول إلى الكهرباء النظيفة بأسعار ميسورة في القرى المحرومة والمهمّشة بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. وتشمل حلولها المنازل والشركات الصغيرة وأنظمة الري العاملة بالطاقة الشمسية والمرافق الصحية. وفي الوقت الحالي، تؤثر حلول الشركة بشكل إيجابي على أكثر من 2.5 مليون شخص، وتسهم في تفادي 600 ألف طن من انبعاثات الغازات الدفيئة. وتمتد حلول الشركة المبتكرة لتشمل الاتصال القائم على الطاقة الشمسية لمختلف التطبيقات، مما يساهم بشكل كبير في تحقيق العديد من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بما في ذلك الحد من الفقر، والتنمية الاقتصادية، والمساواة بين الجنسين، وتحسين الصحة، والتعليم.
وتتطلع "إغنايت باور" إلى تقديم المزيد نظراً للمنافع التي تعود بها حلولها على الأفراد والكوكب على حد سواء. وحول ذلك تقول أنجيلا حمصي، المؤسس المشارك ورئيس "إغنايت باور": "بمجرد أن ترى التأثير الكبير الذي يحدثه نظام طاقة شمسي أو نظام ري شمسي واحد على الأسرة، ورؤية البسمة التي ترتسم على وجوه الأطفال عندما تنار الأضواء، فإنك تشعر بالإلهام والدافع للاستمرار ومواجهة التحديات ومواصلة الابتكار لإيجاد حلول جديدة والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس".
ومن شأن الفوز بجائزة زايد للاستدامة أن يعزز من جهود "إغنايت" ويتيح لها توسيع نطاق مشاريعها المغيّرة للحياة. كما أنه سيوفر منصة لزيادة مستوى الوعي حول حاجة أفريقيا إلى بنية تحتية مستدامة وتعزيز الروابط مع صناع التغيير العالميين الآخرين. وهو ما يخدم رؤية الشركة التي تنتهجها على المدى الطويل والهادفة إلى صياغة نموذج جديد للبنية التحتية، وبناء مستقبل لامركزي وخالي من الكربون في أفريقيا.
أجهزة تبريد ثلجية مبتكرة لتمكين الشركات
تعمل شركة "كولبوكس"، التي تتخذ من فرنسا مقراً لها وتركز نشاطها على منطقة أفريقيا بشكل خاص، على تغيير المشهد السائد في مجال التبريد باستخدام تقنية مناخية مبتكرة من خلال تطوير أجهزة تبريد تعمل بالطاقة الشمسية والمياه ومزودة ببطاريات ثلج متطورة لتوفير خدمات التبريد على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع. وتتيح الشركة إمكانية الحصول على أجهزة التبريد من خلال نموذج التأجير المنتهي بالتمليك مع تقديم تسهيلات للدفع عبر الهاتف المحمول بنظام الدفعات الدورية (go-you-as-pay)، مما يلغي الحاجة إلى القيام باستثمارات كبيرة مقدماً.
ويمتد تأثير الشركة إلى ما بعد حلول التبريد، حيث توفر حلول الطاقة للأجهزة الإلكترونية وأنظمة الإضاءة للشركات الصغيرة الأفريقية. وتتميز حلول الشركة بالكفاءة العالية في ثلاثة مجالات رئيسية تشمل الحفاظ على الأغذية، والحد من الغازات الدفيئة، والمساواة بين الجنسين.
وحتى الآن، نجحت الشركة في منع هدر 407 أطنان من الطعام، وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بمقدار 1,688 طناً، ودعم 2,081 شركة مملوكة للنساء.
وحول رؤية الشركة، قالت نتالي كيسي، الرئيس التنفيذي للأعمال: "تهدف رؤيتنا إلى زيادة الوعي حول أجهزة التبريد الشمسية لتمكين الشركات من خفض التكاليف وزيادة الربحية وتقليل بصمتها البيئية. ونحن نؤمن أنه من خلال دمج الاستدامة في عملياتنا ومنتجاتنا، يمكننا إحداث تأثير إيجابي مضاعف يعزز رفاه جميع أصحاب المصلحة ويساعد في بناء عالم أكثر استدامة".
ويأتي اختيار الشركة ضمن قائمة المرشحين النهائيين لجائزة زايد للاستدامة بمثابة اعتراف عالمي بجهود "كولبوكس" ومساهماتها في الاستدامة البيئية والمساواة بين الجنسين وتمكين التنمية الاقتصادية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الطاقة جائزة زايد للاستدامة زاید للاستدامة الطاقة الشمسیة فی المجتمعات من خلال
إقرأ أيضاً:
انسحاب مفاجئ لمهندسي آبل في الهند يربك خطط الشركة التصنيعية
صراحة نيوز- سحبت شركة “فوكسكون” التايوانية مئات المهندسين والفنيين الصينيين من مصانع “آيفون” التابعة لها في الهند، في خطوة مفاجئة تهدد طموحات “آبل” التوسعية في البلاد، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ عن مصادر مطلعة.
وأفادت المصادر أن أكثر من 300 مهندس صيني غادروا الهند خلال الشهرين الماضيين، بناءً على طلب من الشركة، فيما لا يزال الفنيون القادمون من تايوان في مواقعهم. ولم توضح الشركة رسميًا سبب هذا الإجراء، إلا أن التوقيت يتزامن مع تحركات صينية رسمية تهدف إلى الحد من انتقال التكنولوجيا والكوادر الفنية إلى دول مثل الهند وجنوب شرق آسيا.
وتسعى بكين -بحسب بلومبيرغ- إلى كبح توسع التصنيع خارج حدودها، وسط تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. ويأتي هذا ضمن محاولات لمنع الشركات من نقل قدراتها التصنيعية إلى مناطق بديلة.
ويرى مراقبون أن انسحاب المهندسين الصينيين سيؤخر عمليات تدريب الموظفين الهنود ونقل الخبرات التقنية، ما قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج في المصانع الجديدة. وكان لهؤلاء دور أساسي في تأسيس وإدارة خطوط الإنتاج في الهند التي بدأت تجميع آيفون على نطاق واسع منذ أربع سنوات فقط.
ورغم أن الصين لا تزال تحتضن الحصة الأكبر من عمليات تجميع آيفون، فإن “آبل” تواصل تنويع سلاسل التوريد، مع خطط لزيادة الإنتاج في الهند لتصل إلى تصنيع خُمس أجهزة آيفون عالميًا هناك، بل وتطمح إلى تصنيع هواتف السوق الأميركي في الهند بحلول عام 2026.
يُذكر أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان قد انتقد نقل التصنيع إلى الخارج، في وقت يصعب فيه على “آبل” إنتاج الأجهزة داخل الولايات المتحدة بسبب ارتفاع تكلفة العمالة، بينما تقيد الصين في المقابل تصدير كوادرها الفنية والتكنولوجيا والمعدات الحيوية.