الحرارة فوق معدّلاتها الموسميّة في لبنان... فكيف سيكون الشتاء؟
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
كتبت شانتال عاصي في "الديار": يعتبر لبنان من الدول الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، حيث من المتوقع أن تشهد البلاد زيادة في درجات الحرارة وانخفاضًا في المتساقطات المطرية في السنوات المقبلة. ومن شأن هذه التغييرات أن تؤثر بشكل كبير في مختلف القطاعات، بما في ذلك الزراعة والمياه والسياحة والصحة. وتشير الدراسات العلمية إلى أن موجات الحرارة الشديدة ستصبح أكثر تواترًا وشدّة في المستقبل، مما سيشكل ضغطًا كبيرًا على الموارد المائية والبنية التحتية في لبنان.
كيف سيكون فصل الشتاء؟
كشف الخبير البيئي ورئيس حزب "البيئة العالمي" البروفيسور ضومط كامل، أنه لا يمكننا معرفة ما إذا كان فصل الشتاء سيكون قارساً أم لا، فالمسألة ترتبط بحركة الكتل الهوائية على كوكب الأرض. وبات مسار معظم الكتل الهوائية متغيراً في الآونة أخيراً بسبب الحروب القائمة والاحتباس الحراري، ونتيجةً لذلك، قد نشهد تساقط للثلوج في مناطق لم يسبق أن شهدت ثلوجاً والعكس صحيح.
وقال: نحن أمام اضطراب مناخي عالمي، ومسار معظم الكتل الهوائية تغيّر بشكل كبير، مما أدّى إلى خسائر كبيرة على مستوى الزراعة والمحاصيل". على سبيل المثال، زرع المزارعين الذين يعتمدون على الأمطار الموسمية لريّ مزروعاتهم مرتين هذا العام، كالخسّ، السلق والفول، وبالتالي تكبّدوا خسائر فادحة دون الحصول على أي نتيجة من محاصيلهم.
اضاف: وبالإضافة إلى الزراعة، من شأن الآثار السلبية لتغير المناخ أن تؤثر على مختلف القطاعات في لبنان، بما في ذلك:
- المياه: سيؤدي الانخفاض في المتساقطات المطرية إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية، مما سيشكل ضغطًا كبيرًا على الموارد المائية في لبنان.
- الصحة: ستؤثر موجات الحرارة الشديدة في صحة السكان، حيث ستزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات المرتبطة بالحرارة.
وعن مواجهة تحديات تغير المناخ، قال كامل : يجب على لبنان اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من آثار هذه التغييرات والتكيف معها. ومن أهمها:
- تعزيز كفاءة استخدام المياه: يجب على لبنان اتخاذ إجراءات لتقليل استهلاك المياه، مثل استخدام الري الذكي وتحسين إدارة شبكات المياه.
- زيادة حصاد الأمطار: يجب على لبنان تنفيذ مشاريع لحصاد الأمطار، مثل بناء السدود الصغيرة والخزانات لتخزين المياه.
- تطوير الزراعة المقاومة للجفاف: يجب على لبنان دعم المزارعين في تبني ممارسات الزراعة المقاومة للجفاف، مثل استخدام أنواع من المحاصيل تتحمل الجفاف وتحسين أساليب الري.
- توعية المجتمع: يجب على لبنان توعية المجتمع حول مخاطر تغير المناخ وتشجيع الأفراد على اتخاذ إجراءات لتخفيف آثار هذه التغييرات، مثل توفير الطاقة وترشيد استهلاك المياه. ومن خلال اتخاذ هذه الإجراءات، يمكن للبنان الحد من الآثار السلبية لتغير المناخ والتكيف معها بشكل أفضل.
تغير المناخ وآفاقه المستقبلية
شهد عام 2023 العديد من الظواهر الجوية المتطرفة التي نسبت إلى تغير المناخ، بما في ذلك موجات الحرارة الشديدة والعواصف الشديدة والجفاف. وشهد العالم أيضًا ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة العالمية، حيث تجاوزت المعدل الطبيعي بأكثر من درجة مئوية واحدة. وتشير التوقعات إلى أن تغير المناخ سيستمر في التفاقم في السنوات المقبلة، مما سيؤدي إلى زيادة تواتر وشدّة الظواهر الجوية المتطرفة. ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030، مما سيؤدي إلى زيادة خطر حدوث موجات الحرارة الشديدة، والجفاف، وفيضانات الأنهار.
ومن المتوقع أيضًا أن تتأثر المناطق الساحلية بارتفاع مستوى سطح البحر، مما سيؤدي إلى زيادة خطر حدوث الفيضانات والأمواج العاتية. كما من المتوقع أن تتأثر الغابات بنقص هطول الأمطار، مما سيزيد من خطر حدوث حرائق الغابات.
وإلى جانب هذه الآثار المباشرة، فإن تغير المناخ سيؤدي أيضًا إلى آثار غير مباشرة، مثل انتشار الأمراض المعدية، وانعدام الأمن الغذائي، والهجرة الجماعية.
ولمواجهة هذه التحديات، يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة والتكيف مع آثار تغير المناخ. ومن أهم هذه الإجراءات:
- الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة: يجب على الدول الاستثمار بشكل أكبر في مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المسبب الرئيسي لتغير المناخ.
- تحسين كفاءة استخدام الطاقة: يجب على الدول والمواطنين اتخاذ إجراءات لتحسين كفاءة استخدام الطاقة، مثل استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة وترشيد استهلاك الكهرباء.
- حماية الغابات: يجب على الدول اتخاذ إجراءات لحماية الغابات، التي تعتبر من أهم مخازن الكربون في العالم.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: موجات الحرارة الشدیدة درجات الحرارة اتخاذ إجراءات من المتوقع أن یجب على لبنان تغیر المناخ فی لبنان خطر حدوث
إقرأ أيضاً:
أفضل وأسوأ أوقات المشي في الشتاء على صحة القلب .. تفاصيل
قد تزيد نزهات الصباح الشتوية "المشي" من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، إذ يؤدي الهواء البارد إلى انقباض المجاري التنفسية والأوعية الدموية، مما يرفع ضغط الدم ويجهد القلب.
وتُعدّ ساعات الصباح الباكر الأكثر خطورةً بسبب انخفاض درجات الحرارة والضباب.
وينصح الأطباء بالمشي في وقت لاحق من اليوم، والتدفئة، وارتداء ملابس متعددة الطبقات، وشرب كميات كافية من الماء، ومراقبة ظهور أي أعراض تحذيرية.
لقد حلّ الشتاء، ومعه العديد من الأمراض والحالات التي تحدث في الطقس البارد.
بالنسبة لأولئك المهووسين باللياقة البدنية، الذين لا يفوتون نزهاتهم الصباحية - مهما كانت الظروف - عليهم أن يكونوا حذرين بعض الشيء لأن برودة الجو قد تكون خطيرة على صحة القلب.
وفقًا للأطباء، يمكن أن تزيد النزهات الصباحية في الشتاء بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية لعدة أسباب:
-التنفس بالهواء البارد يجهد الرئتين
يقول الخبراء، إن استنشاق الهواء البارد في الصباح الباكر قد يُفاقم مشاكل الجهاز التنفسي، خاصةً لمن يعانون من مشاكل في التنفس أو حالات مرضية كالربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
وتشير الدراسات، إلى أن انخفاض درجات الحرارة يُضيّق مجرى الهواء، مما يُسبب صعوبة في التنفس وزيادة في إفراز المخاط.
يكون هذا التأثير أكثر وضوحاً في الصباح الباكر، عندما تكون درجات الحرارة في أدنى مستوياتها.
-استنشاق الهواء البارد يجهد القلب
قد تكون صباحات الشتاء صعبة للغاية على قلبك، حيث تتسبب درجات الحرارة المنخفضة في انقباض الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وإجبار قلبك على العمل بجهد أكبر.
ويقول الأطباء إن النوبات القلبية أكثر شيوعًا في الصباح، ويزيد التوتر الناتج عن برودة الطقس من خطر الإصابة بها.
بالنسبة لمن يعانون من أمراض قلبية سابقة، قد يكون المشي صباحًا في الشتاء شديد الخطورة.
-يسبب الإجهاد البدني
قد يكون المشي أو ممارسة الرياضة في الطقس البارد أكثر إرهاقاً للجسم.
وعندما يقترن ذلك بانقباض الأوعية الدموية، فإنه يضع ضغطاً إضافياً على القلب ويزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
-يزيد من خطر وقوع الحوادث
غالباً ما تكون صباحات الشتاء ضبابية، مما يقلل من مستوى الرؤية. وهذا يشكل خطراً على السلامة، خاصةً في المناطق ذات الحركة المرورية الكثيفة.
وتشير الدراسات إلى ازدياد حوادث المرور المرتبطة بالضباب خلال فصل الشتاء، لأن انخفاض مستوى الرؤية يجعل من الصعب رؤية العوائق.
بحسب الأطباء، حتى لو خرجت للمشي في الطقس البارد، فأنت بحاجة إلى اتخاذ بعض الاحتياطات، والتي تشمل:
-ارتدِ ملابس مناسبة
احرص على ارتداء ملابس مناسبة، وخاصة الملابس الدافئة متعددة الطبقات، لحماية نفسك من البرد. فهذا يساعد على الحفاظ على درجة حرارة جسمك ويقلل الضغط على جهازك القلبي الوعائي.
-تمارين الإحماء
قبل مغادرة المنزل، تأكد من القيام ببعض تمارين الإحماء الخفيفة في الداخل لرفع معدل ضربات قلبك تدريجيًا
-حافظ على رطوبتك
على الرغم من برودة الجو، تأكد من أنك رطب، وهو أمر بالغ الأهمية لصحة القلب. اشرب كمية كافية من الماء قبل وبعد المشي لمنع الجفاف
-خطط لنزهاتك بحكمة
بدلاً من المشي في الصباح الباكر جداً، حاول الذهاب في نزهات خلال الأوقات الأكثر دفئاً من اليوم، مثل منتصف الصباح أو بعد الظهر، عندما تكون درجة الحرارة أعلى نسبياً.
-لا تتجاهل علامات التحذير
إذا شعرت بأي علامات تحذيرية أو أعراض تشير إلى مشاكل في القلب، مثل ألم الصدر، أو ضيق التنفس، أو التعب المفرط، أو الدوخة، فلا تتجاهلها واستشر طبيبك على الفور.
المصدر: timesnownews