سلَّط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الضوء على التقرير الصادر عن "المنتدى الاقتصادي العالمي" بعنوان "الشركات الصغيرة أمرًا حيويًا لتوفير المزيد من فرص العمل".

وأشار التقرير إلى أهمية الشركات الصغيرة في توفير المزيد من فرص العمل في الجنوب العالمي، وأهميتها أيضًا في تعزيز النمو الاقتصادي.

وأكد المركز أن التقرير أشار إلى وجود أزمة وظائف عالمية، تؤثر بشكل خاص على الشباب، ولا تزال معدلات البطالة ونسبة الشباب الذين لا يعملون ولا يدرسون أعلى مما كانت عليه قبل الوباء، حيث يتعين على العالم أن يوفر 600 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030 لاستيعاب العدد المتزايد من السكان.

وفي هذا السياق، سوف تكون تلبية هذا الطلب على الوظائف الجديدة مستحيلة دون نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، والتي تسهم في توظيف أكثر من 70% من العمالة في الجنوب العالمي.

ومن الممكن أن تصبح هذه الشركات، إذا حظيت بالدعم المناسب، محركات لنمو الوظائف.

وأوضح التقرير أن الشركات الصغيرة غالبًا ما تكافح من أجل النمو حتى في أفضل الأوقات، وفي معظم أنحاء الجنوب العالمي، هذه ليست أفضل الأوقات، بسبب الأزمات العالمية المتلاحقة، فعلى سبيل المثال، تم إغلاق ما يُقدر بنحو 22 ألف شركة صغيرة ومتناهية الصغر في المكسيك؛ وفي جنوب أفريقيا، اضطر ما يصل إلى 60% من الشركات الصغيرة إلى وقف عملياتها.

وأضاف التقرير أنه استنادًا إلى عقود من الخبرة التي تتمتع بها شركة (TechnoServe) - وهي شركة تأسست في دبي بالإمارات العربية المتحدة وتتمتع بخبرة واسعة في تقديم منتجات وخدمات متميزة للصناعات الكيميائية والأسمنت والطاقة والتعدين والصلب في منطقة الشرق الأوسط- في العمل مع الآلاف من الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر في أكثر من عشرين دولة لخلق فرص العمل أو تعزيزها، يعتقد أن هناك ثلاثة آليات لتعزيز دور تلك الشركات في مجال التوظيف، وتضمن هذه الآليات ما يلي:

- بناء المهارات التجارية والإدارية الهامة: فوفقاً للتقرير، تعد المهارات الأساسية، مثل تتبع التدفق النقدي أو تسعير السلع والخدمات بشكل صحيح، أمرًا حيويًا لضمان بقاء الأعمال التجارية الجديدة، في حين أن المهارات الأكثر تقدمًا حول موضوعات مثل الاستراتيجية والموارد البشرية والإدارة والتجارة الإلكترونية ونماذج الأعمال الدائرية مهمة لتعزيز النمو.

وأوضح أنه لمساعدة أصحاب الأعمال على بناء تلك المهارات، يجب على الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص توفير تدريب جذاب وتفاعلي وسهل الوصول إليه يعترف باحتياجات مختلف شرائح رواد الأعمال ويلهم تغيير السلوك.

ولحسن الحظ، فإن التكنولوجيا تجعل هذا الأمر أسهل للقيام به وعلى نطاق واسع. 

ومع تسارع الوباء، حدث تحول نحو استخدام التعلم الرقمي والتعلم عن بعد في التدريب على ريادة الأعمال، بدءًا من تطبيق واتساب وحتى منصات التعلم الإلكتروني المتكاملة للوسائط المتعددة، ويمكن لهذه الأدوات أن تساعد في جعل التدريب أكثر كفاءة وفعالية، كما كانت للتكنولوجيا أهمية خاصة في الوصول إلى رائدات الأعمال، وبما أن النساء يقمن عادةً بمعظم الأعمال المنزلية في العديد من المجتمعات، فإن التعلم عن بعد يساعدهن بسهولة أكبر على تحقيق التوازن بين التدريب على ريادة الأعمال ومسئولياتهن الأخرى.

- ربط رواد الأعمال بالتمويل والأسواق: حيث اهتم التقرير بتضمين حصول رواد الأعمال على رأس المال الذي يحتاجونه لتوسيع أعمالهم، ووفقًا لمنتدى تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، هناك 131 مليون شركة متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة الحجم لديها احتياجات تمويلية غير ملباة.

- إنشاء نظام بيئي لدعم نمو الأعمال الصغيرة وتوفير فرص العمل: فإحداث تغيير دائم للشركات الصغيرة والعمال الذين توظفهم، ينبغي تضمين وجود بيئة تمكينية داعمة، وهذا يعني العمل مع الحكومات لوضع سياسات لدعم نمو الأعمال التجارية، وبناء قدرات مقدمي الخدمات في القطاعين العام والخاص لمساعدة رواد الأعمال وتعزيز شبكات الأعمال والموائد المستديرة.

وفي الختام، أكد التقرير ضرورة معالجة القضايا المتعلقة بالعرض والطلب على رأس المال للشركات الصغيرة.

ففي جانب الطلب، يحتاج رواد الأعمال إلى فهم احتياجاتهم التمويلية بشكل أفضل، والتي يبالغون في تقديرها في كثير من الأحيان، وفي جانب العرض من الضروري ربط رواد الأعمال بالمستثمرين والبنوك والمؤسسات المالية الأخرى، فضلًا عن العمل مع المقرضين لتطوير المنتجات المالية التي تخدم احتياجات رواد الأعمال.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشرکات الصغیرة رواد الأعمال فرص العمل

إقرأ أيضاً:

فاروق الباز: الإمارات أصبحت من رواد الفضاء إقليمياً وعالمياً

الباز للشباب العربي: تستطيعون أن تصنعوا المعجزات بالعلم والتطور يمكن سد الفجوة الكبيرة بتطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي باللغة العربية

أكد عالم الفضاء الدكتور فاروق الباز، مدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن الأمريكية، أن دولة الإمارات خطت خطوات كبيرة في مجال الفضاء، وأصبحت من الرواد إقليمياً وعالمياً ببرامج طموحة يقودها شباب.

جاء ذلك خلال افتتاح المنتدى العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي (AIJWF) الذي أطلقته مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي «AIJRF» بدورته الرابعة بالتعاون مع جامعة دبي، وبحضور أكثر من 150 من الباحثين والخبراء من 15 دولة عربية وأجنبية.

وقال «الباز» مخاطباً الشباب العربي: «تستطيعون أن تصنعوا المعجزات بالعلم والتطور، والأمل في غد مشرق.. ومن واقع تجاربنا السابقة في تدريب وتطوير مهارات العديد من رواد الفضاء في ناسا وغيرها من المواقع العالمية أؤكد لكم أن قطار التكنولوجيا سريع ومتطور ويسابق يوماً بعد يوم قدرات البشرية؛ لذا يجب علينا ألّا نفوّت الوقت أو الجهد في التعلم المستمر، واستغلال جميع الفرص لدمج الذكاء الاصطناعي أو التكنولوجيا المتقدمة في حياتنا اليومية».

وأشار الباز في كلمته التي ألقاها نيابة عنه - الدكتور محمد عبد الظاهر رئيس مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي «AIJRF» إلى أنه يمكن للمؤسسات العربية سد الفجوة في تقنيات الذكاء الاصطناعي وإدماجها في اللغة العربية وقال: «هناك تحديات للغة العربية وصناعة أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي باللغة العربية وهي ليست بالصعبة ويمكن سد الفجوة الكبيرة في تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي باللغة العربية عن طريق تحفيز العلماء والمبرمجين العرب على صناعة تطبيقات وأدوات خاصة تتوافق كلياً مع مفردات اللغة العربية الثرية وعبر تبنّي الحكومات العربية برامج بحثية طويلة الأمد بهدف صناعة أدوات تكنولوجية متقدمة تتوافق مع اللغة العربية وثقافتنا العربية وبناء جيل من الشباب وصغار السن للتخصص الدقيق في الذكاء الاصطناعي وتقنيات الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة، داخل المدارس والجامعات العربية».

من جانبه أكد الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، أهمية دور الجامعات العربية بوصفها حاضنات في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بمختلف جوانب العملية التعليمية وتعزيز دور الطلبة والخريجين في فرص العمل المستقبلية، مشيراً إلى المبادرة التي أطلقتها جامعة دبي في مايو الماضي بإطلاق المؤشر العربي للذكاء الاصطناعي في الجامعات وهو المؤشر الأول من نوعه في العالم الذي يسلط الضوء على استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الجامعات العربية، ويرصد وبحلل دمج هذه التقنيات في العلوم الإنسانية والنظرية بمؤسسات التعليم الجامعي.

ولفت إلى أهمية تطوير الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع اللغة العربية ودعم أي مبادرات عربية فيما يتعلق بتصميم تطبيقات وأدوات تتوافق مع اللغة العربية بما يعود بالنفع على الثقافة العربية وعلى الطلبة والخريجين وعلى المجتمعات العربية وبما يتجاوز التحديات التي تواجه التطبيق.

وتناول الدكتور عبداللطيف الشامسي، المستشار الأكاديمي في المكتب التنفيذي للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، أهمية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة في الجامعات والمدارس وأهمية تعليمها الطلبة مشيراً إلى أن العالم العربي الآن ينتقل إلى مرحلة جديدة في تبني هذه التقنيات على مستوى العديد من القطاعات وأشاد بالمبادرات العديدة التي أطلقتها دولة الإمارات ومنها مبادرة مليون مبرمج والتي تساهم بشكل كبير في دعم اللغة العربية ودمجها في العديد من هذه التقنيات على المستوى العربي.

وأكد الدكتور محمد عبد الظاهر رئيس المنتدى العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي «AIJWF» أن العالم يشهد حالياً تطورات متسارعة جداً في التكنولوجيا المتقدمة وتقنيات الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة والتي ألقت بظلالها على صناعة المحتوى في شتى مجالات الحياة وصناعة المحتوى، التي تعزز روافد الاقتصاد الرقمي العالمي.

وأضاف أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي في مجال الإعلام والترفيه يقدر بنحو 14.81 مليار دولار أمريكي في عام 2022 ووصل إلى 19.75 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 26٪ من عام 2023 إلى عام 2030.. والسؤال المهم هنا هو ما حجم هذا السوق في المنطقة العربية وأقصد هنا حجم الإنتاج وليس حجم استهلاك تلك التقنيات.

وركزت الدورة الرابعة من المنتدى العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي على تطويع اللغة العربية للذكاء الاصطناعي، وتناولت عدة محاور منها الذكاء الاصطناعي التوليدي وصناعة المحتوى الإعلامي العربي، نسبة المحتوى الإعلامي العربي في عالم الميتافيرس، وتحديات النشر والترويج، المحتوى الخدمي عبر المؤسسات الحكومية، وتحديات صناعة المحتوى الإعلامي العربي.

(وام)

مقالات مشابهة

  • حاضنة طلابية بجنوب الشرقية لتشجيع ريادة الأعمال
  • الغرفة تطلق مبادرة دعم لتمويل عقود الشراء
  • موجز
  • برنامج دبي لتدريب رواد الأعمال يحتفي بتخرج الدفعة التاسعة
  • بعد روسيا... وزير الصناعة يسافر لتركيا لتعزيز التعاون التجاري مع كبري الشركات
  • جهاز تنمية المشروعات: نحرص على تبادل الخبرات مع مجتمع الأعمال في لبنان لتعزيز التعاون الاقتصادي
  • فاروق الباز: الإمارات أصبحت من رواد الفضاء إقليمياً وعالمياً
  • لتشجيع الاسثمار والتجارة.. انعقاد منتدى الأعمال الأول بين الاتحاد الأوروبي والأردن
  • مركز تحديث الصناعة يستعرض الخدمات المقدمة إلى الشركات لدعم التحول الأخضر
  • «العامة للاستثمار» تبحث آليات دعم رواد الأعمال والشركات الناشئة