قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان، إن "الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، فشلت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، كما أنها أخفقت بشكل مضاعف في قدرتها على ضمان حماية الشعب الإسرائيلي من خلال فشل صد الهجوم حيث يتحمل نتنياهو المسؤولية المباشرة عن ما حدث".

وأضاف دوفيلبان خلال مقابلة تلفزيونية: "لقد شجع الفشل سياسة الاحتلال والاستعمار التي تستمر حتى هذه اللحظة في الضفة الغربية وتشكل تهديدا آخر لـ ’إسرائيل’ إذا تم فتح جبهة ثانية في الضفة الغربية".



Another masterful interview on Gaza of Dominique De Villepin, former Prime Minister of France, who IMHO is the best diplomat the West has produced in decades.

Again I believe that his words are so important and so rare among Western leaders today, that I decided to translate it… pic.twitter.com/EEMSEYc8EG — Arnaud Bertrand (@RnaudBertrand) November 8, 2023

‏وأكد أن "القوة لا تضمن أمن الشعب، وهذا ما يجب على جميع الإسرائيليين أن يفهموه اليوم، ونحن نرى اليوم أنه كان خيار حكومة نتنياهو منذ السابع من الشهر الماضي، هو تصعيد استخدام القوة، بينما لا يمكن للقوة ولا الانتقام أن يضمنا السلام والأمن"، مبينا أن العدالة هي الضامن الحقيقي للسلام والأمن، "والعدالة لا تتحقق اليوم".


وأوضح، أن "المنطق الذي تسوقه الحكومة الإسرائيلية وراء التفجيرات التي تحدث اليوم معيب، ويمكن للمجتمع الدولي برمته أن يرى ذلك. 

وتابع، دوفيلبان الذي تولى أيضا منصب وزير الخارجية، أن "مبدأ الاحتلال هو: ’نحن نستهدف الإرهابيين، وللأسف، هناك أيضاً سكان مدنيون’، وهو ما يسمى ملطفا باللغة العسكرية ’الأضرار الجانبية’، ويجب أن يكون مفهوما أن هذا الضرر الجانبي ليس عرضيا، وهذا يعني أنه يمكن التنبؤ به ومقبول تماما".

وعندما تحدث المذيع المُحاور، بأن المسؤولية ليست على الاحتلال فقط، قال دوفيلبان: "دعونا نتوقف عن السؤال حول المسؤولية؛ فلننظر إلى حقيقة ما يحدث على الأرض، إسناد الخطأ، اسمحوا لي أن أقول لكم، سنترك ذلك للمؤرخين".

وأوضح، أن "ما نريده هو وقف هذا العنف، ووقف هذه المذابح. إن ’إسرائيل’ تعرض نفسها للخطر، اليوم بشكل أكبر، بهذا النوع من الحرب وهذا النوع من الضربات".

‏وأردف: "نحن نتعامل بشكل أساسي مع سياسة الانتقام التي تنتهجها حكومة نتنياهو. لـ’إسرائيل’ الحق في الدفاع عن النفس، لكن الدفاع عن النفس لا يعطي الحق العشوائي في قتل السكان المدنيين".

وبين، أنه "عندما تستهدف سيارة إسعاف، يمكنك دائمًا أن تتخيل أن هناك إرهابيا في إحدى سيارات الإسعاف، أم لا، لكن النتيجة هي أن هناك أطفالا ونساء يموتون، كل طفل وكل امرأة تقتل، هذا يعني المزيد من المسلحين، ولذلك فإن هدف ’إسرائيل’، ما تحققه ’إسرائيل’، هو عكس ما ترغب فيه تماما لذا، فإنه لا بد اليوم من تغيير هذا المنطق والعودة إلى الاستراتيجية السليمة".


وأكد، أن "بنيامين نتنياهو يشن حربا ليفعل كل شيء حتى لا يأتي الحل السياسي إلى الطاولة، ويجب على المجتمع الدولي وأوروبا والولايات المتحدة أن يقولوا لبنيامين نتنياهو إن هذه الحرب غير مقبولة، غير مقبولة لأنها تقودنا مباشرة إلى التصعيد، لأننا نرى ذلك جيدا، من ’حماس’ سننتقل إلى إيران، ومن إيران سننتقل إلى أهداف أخرى، ومن ثم ندخل في منطق صراع الحضارات".

و"عندما يقول نتنياهو إن هناك شعب النور ومن جهة أخرى هناك شعب الظلام، فيمكننا أن نرى نوع الدوامة التي ندخل فيها"، وفق دوفيلبان.

‏وأشار إلى أن "كل الحروب التي استمرت طوال العشرين عاما الماضية هي حروب تبدأ ولا تنتهي، هذه صراعات مجمدة، نحن نعرف كيف نبدأ الحرب، ولا نعرف كيف ننهيها".

وقال: "إذا تمكن نتنياهو من السيطرة على غزة، فلن يغير ذلك شيئا، ستستمر الهجمات، وسيستمر الإسرائيليون في العيش في خوف، يجب أن نخرج من هذا".

وتابع: "السبب الثاني وراء كون هذه حرب الأمس هو أن الحرب ضد الإرهاب لم يتم تحقيق النصر فيها في أي مكان، القوة ليست الحل مرة أخرى، والانتقام ليس هو الحل. الجواب هو العدالة، وهذا ما تطالب به جميع شعوب العالم، وكل من يشاهد اليوم ما يحدث".

‏واستدرك، بأن "الاتجاه الذي يجب أن نسير عليه اليوم هو منع نتنياهو من الاستمرار في منطقه الانتحاري الذي سيجعل ’إسرائيل’ دولة محاصرة، حيث يمكنهم أن يحاصروا غزة، لكنهم سيحاصرون". 

وبين، أن "الغرب و’إسرائيل’ لو يحظون ولو مرة أخرى بخطاب سلمي مع السعودية، ومع الدول العربية التي ستعمل على تطبيع الوضع. إن جراح التاريخ تستيقظ".

‏ولفت، إلى أن "مصلحة ’إسرائيل’ هي أن تكون هناك دولة مسؤولة إلى جانبها، وهذه الدولة المسؤولة، دعونا نتوقف عن التقسيم، يجب أن تكون بوضوح الضفة الغربية، كل الضفة الغربية، ويجب أن تكون غزة، مع إمكانية الوصول بين المنطقتين، والقدس الشرقية". 

وأكد دوفيلبان أن "المشكلة، وجوهر تصعيد نتنياهو، هو أنه لا يريد ذلك، وسياسة الانفصال يجب أن تكون كريمة، أي أنه يجب أن يمنح الفلسطينيين دولة يمكنهم أن يعيشوا فيها، دولة قابلة للحياة، دولة حقيقية، يمكنها أن تبني نفسها وتكون في سلام أكبر".

‏هل يجب إزالة المستوطنات في الضفة الغربية؟
‏يقول دوفيلبان: "عندما غادرنا الجزائر، كان هناك مليون فرنسي غادروا الجزائر، اليوم هناك 500 ألف إسرائيلي يستعمرون الضفة الغربية، و200 ألف في القدس الشرقية".

‏وتابع: "يجب عليهم مغادرة الضفة الغربية، هذا هو التاريخ، تلك هي المسؤولية، هذا هو الثمن، أقول لكم بكل جدية هذا هو ثمن الأمن بالنسبة لإسرائيل! وكل أولئك الذين يعتبرون اليوم أن ذلك لن يكون كافيا أبدا، يتبعون أسوأ السياسات".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال حماس غزة حماس فرنسا غزة الاحتلال العدوان سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة أن تکون یجب أن

إقرأ أيضاً:

600 يوم من الحرب فشل إستراتيجي لإسرائيل ونتنياهو في مرمى الانتقادات

في الذكرى الـ600 لاندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة زخرت الصحف الإسرائيلية بالمقالات التقييمية لوضع إسرائيل، حيث ركز العديد منها على فشل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو في تحقيق الأهداف المعلنة للعملية العسكرية، والتي كان أبرزها القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن واستعادة الأمن على المدى الطويل.

وسيطرت على هذه المقالات سمة التشاؤم وانعدام التصور للخروج من الأزمة في ظل تعدد الساحات التي يخوضها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن وحتى إيران، فضلا عن تخلخل الساحة الداخلية في ضوء الخلافات المستعرة بشأن أهداف الحرب.

مأزق إستراتيجي

وفي مقال شديد اللهجة نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" قال المحلل السياسي ومراسل شؤون الاستيطان أليشع بن كيمون إن "الواقع في غزة لم يتغير، والقيادة الإسرائيلية فشلت في كل اختبار، وعلى رأسها رئيس الحكومة الذي يتهرب من اتخاذ القرارات ويقود البلاد إلى مأزق إستراتيجي عميق".

ويضيف المحلل السياسي أن الجيش الإسرائيلي ورغم العمليات المكثفة التي أسفرت عن تدمير مناطق واسعة من غزة ومقتل نحو 20 ألفا من عناصر حماس -وفقا للتقديرات الإسرائيلية- فإنه لا يزال يضطر للعودة مرارا إلى المناطق ذاتها لمواجهة ما تبقى من خلايا المقاومة، وقال "صحيح أن البنية التحتية لحماس تضررت، لكنها لا تزال موجودة وتعمل وتتنفس".

إعلان

كما أشار إلى أن محاولات الحكومة لإضعاف الحركة من خلال توزيع المساعدات الإنسانية المباشرة على السكان لم تحقق أهدافها حتى الآن رغم الترويج لها كنقطة تحول.

واستشهد المحلل السياسي بفشل المبادرات السابقة في مناطق مثل مستشفى الشفاء، ورفح، وطريق فيلادلفيا، معتبرا أن "الزمن هو وحده الذي يتغير، أما الواقع فيبقى على حاله".

وعلى صعيد ملف الرهائن، يوضح بن كيمون أن إسرائيل استعادت حتى الآن 145 من أصل 251 رهينة أسروا في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين لا يزال 58 منهم محتجزين في غزة "بعضهم لم يعد على قيد الحياة".

واعتبر أن حكومة نتنياهو فشلت في خلق أي نفوذ فعال على حماس للضغط من أجل الإفراج عنهم، قائلا "لا أتوقع من منظمة إرهابية أن تبدي رحمة، لكنني كنت أتوقع من حكومتي أن تتصرف بطريقة تجعل الخاطف يندم على فعله".

أمن مفقود وقيادة مترددة

ويرى المحلل السياسي أن الأمن الذي وعدت به الحكومة لا يزال بعيدا عن التحقق، فالصواريخ ما زالت تنطلق من غزة وإن بوتيرة منخفضة، والحوثيون في اليمن يواصلون استهداف الممرات البحرية، والحدود الشمالية مع سوريا تشهد تصعيدا متزايدا، في حين لم يعد جميع سكان غلاف غزة إلى منازلهم حتى الآن.

ويقول بن كيمون إن سبب هذا التعثر هو "عجز نتنياهو عن الحسم"، واصفا إياه بأنه "رجل يحب إبقاء كل الخيارات مفتوحة، ويتهرب من القرارات الحاسمة".

واعتبر أن الفشل لا يقتصر على المستوى العسكري، بل يمتد إلى انقسامات داخلية في الحكومة، حيث تتجاذبه تيارات من أقصى اليمين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وأخرى أكثر براغماتية، مما يعطل مسارات اتخاذ القرار.

ويضيف أن نتنياهو غالبا ما يعطل صفقات وقف إطلاق النار، تارة نتيجة ضغوط سياسية، وتارة أخرى بسبب خلافات مع الجيش أو جهاز الأمن العام (الشاباك)، مما أدى إلى "شلل إستراتيجي لا هو بالانتصار ولا بالتراجع".

إعلان

وبينما ينتقد أداء الحكومة في غزة يقدم بن كيمون الضفة الغربية كنموذج معاكس، حيث يزعم أن إسرائيل تحقق فيها "نجاحا في تغيير الواقع" من خلال عمليات أمنية مكثفة داخل المخيمات والمدن وتوسيع المستوطنات بسرعة غير مسبوقة.

ويشير إلى أن رؤساء المجالس الاستيطانية يتحدثون بصراحة عن السيطرة على مزيد من الأراضي وفرض الوقائع، مؤكدا أن "إسرائيل هناك تملك رؤية واضحة وتنفيذا متسقا، في حين تسود الفوضى والتردد بغزة".

ويختم المحلل السياسي مقاله بالتأكيد على أن غزة لم تعد مجرد ساحة حرب، بل باتت "اختبارا للقيادة الإسرائيلية"، وهو اختبار فشلت فيه الحكومة، على حد قوله.

ويضيف أن "600 يوم من القتال لم تؤدِ إلى نتائج حاسمة، وكل ما تحقق حتى الآن هو مزيد من الدماء والجمود".

لا خطة للخروج

من ناحيته، قال آفي أشكنازي المراسل العسكري لصحيفة معاريف إن إسرائيل تمر بحالة من التيه الإستراتيجي في حربها المتواصلة منذ 600 يوم ضد حركة حماس.

وأشار أشكنازي إلى أن الفشل ليس عسكريا بقدر ما هو سياسي، وكتب في مقال نشر الأربعاء في الذكرى الـ58 لحرب يونيو/حزيران 1967 أن "إسرائيل التي احتلت الشرق الأوسط في 6 أيام لا تستطيع منذ نحو عامين الانتصار على منظمة مسلحة ببنادق كلاشينكوف"، على حد وصفه.

ورأى أشكنازي أن الحكومة الإسرائيلية لا تعرف ماذا تريد من هذه الحرب، ولا تمتلك خطة خروج ولا حتى مؤشرات حقيقية للنجاح، بل تتصرف في حرب بلا نهاية واضحة، لافتا إلى أن الجيش وأجهزة الأمن تمكنت من التعافي بعد صدمة 7 أكتوبر، لكنها تفتقر إلى التوجيه السياسي الواضح.

وقال إن المأزق يتجلى في عجز القيادة السياسية عن تحديد ما إذا كانت إسرائيل تريد إنهاء حكم حماس في غزة، أم إعادة الاحتلال والاستيطان، أم مجرد ردع مؤقت.

وفي هذا السياق، أشار أشكنازي إلى أن "اليمين المتطرف يريد التمسك بالقطاع وتجديد الاستيطان فيه، في حين لا يوجد توافق على أهداف العملية أو حتى اسم موحد لها"، حيث استُخدمت حتى الآن عشرات الأسماء المتناقضة لوصف الحملة.

إعلان

وفي مقارنة لافتة، أشار الكاتب إلى أن إسرائيل تقيم اليوم ذكرى انتصارها الساحق في حرب 1967، في حين تغرق في "وحل غزة" منذ ما يقارب عامين، من دون أن تتمكن من تحرير 58 رهينة ولا إعلان موعد لانتهاء الحملة.

وأضاف أن ما بدأ كحرب عادلة ضد ما وصفه بالاعتداء الدموي تحول إلى "مستنقع بلا أفق"، متوقعا أن يستمر هذا الوضع حتى اليوم الـ700 وربما الألف، بلا اسم، وبلا نهاية، وبلا أفق سياسي.

ضربة تاريخية وإسرائيل تعود للهزيمة مجددا

ويعرض الكاتب الإسرائيلي بن كسبيت في مقاله بصحيفة معاريف أيضا سردا تفصيليا لما يعتبرها إحدى أحلك الحلقات في تاريخ إسرائيل، بدءا من الهجوم الكاسح لحماس في 7 أكتوبر، وصولا إلى تعافي الجيش ثم تعثر الدولة مجددا بسبب قيادة نتنياهو الذي ركز منذ اللحظة الأولى بعد الهجوم على البقاء السياسي بدلا من استخلاص الدروس أو تصحيح المسار.

ويصف بن كسبيت هجوم حماس بـ"الهزيمة الأصعب في تاريخنا"، مشيرا إلى أن خطة "طوفان الأقصى" نجحت في اختراق الدفاعات الإسرائيلية على الحدود مع غزة، واحتلال مواقع عسكرية وقتل المئات من المدنيين والجنود، وفرض حالة من الرعب الوجودي بين الإسرائيليين لم تشهدها البلاد منذ حرب الاستقلال.

ويؤكد أن الخطر لم يكن فقط في حجم الدمار أو عدد القتلى، بل في إدراك الإسرائيليين أن دولتهم ليست بمأمن، وأنها باتت هشة أمام أعدائها.

ورغم ذلك فإن بن كسبيت يلفت إلى أن الجيش الإسرائيلي تمكن بعد 3 أيام من استعادة السيطرة، وتحرير المناطق التي احتلها مقاتلو حماس، وبدأ مرحلة الرد والهجوم.

وبحسب الكاتب، فقد حققت إسرائيل "انتصارا حقيقيا" في الأسابيع التي تلت الهجوم، حيث تم القضاء على مستويات قيادية في حماس، وتدمير جزء كبير من بنيتها التحتية، خاصة الأنفاق، مع استمرار التفوق الجوي والتفوق في العمليات داخل غزة.

لكن هذا الزخم العسكري -بحسب بن كسبيت الذي يعرف بانتقاداته اللاذعة والحادة لنتنياهو- لم يتحول إلى إنجاز سياسي أو إستراتيجي بسبب فشل القيادة السياسية، وتحديدا نتنياهو الذي اتخذ من الكارثة فرصة لتعزيز بقائه في السلطة.

إعلان

ويشير الكاتب إلى أن نتنياهو اجتمع في اليوم التالي للهجوم مع المقربين منه، ليس لمناقشة الرد أو إدارة الأزمة، بل لوضع "خطة البقاء السياسي"، وكيفية تحميل المسؤولية للآخرين، وتجنب المحاسبة.

ويسخر بن كسبيت من محاولات نتنياهو تحميل رئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان أو مسؤولين آخرين المسؤولية، في حين أن فشل الحكومة والاستخبارات والعسكر يعود إلى سياساته الطويلة الأمد، كما ينتقد استغلاله انضمام رئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس وغادي آيزنكوت إلى الحكومة بعد الهجوم، لتثبيت موقعه واستعادة جزء من شعبيته، دون إحداث تغيير حقيقي في إدارة الدولة أو الحرب.

ويرى الكاتب أن إسرائيل أضاعت فرصة إستراتيجية بعد نجاحها العسكري، إذ تراجعت في الجبهات السياسية والدولية، في حين كان العالم العربي والدولي مستعدا للتقارب مع إسرائيل ضمن زخم جديد تقوده الولايات المتحدة.

لكن سياسات نتنياهو وتحالفه مع أقصى اليمين أفشلا هذه الفرصة، وجعلا من إسرائيل "دولة منبوذة" على حافة فرض العقوبات والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ويختم بن كسبيت مقاله بالقول إن إسرائيل هُزمت ثم انتصرت، لكنها تعود إلى الهزيمة مجددا بسبب قيادتها، أما نتنياهو فقد نجح في هدفه الشخصي بالبقاء في الحكم، لكن على حساب الدولة ومؤسساتها ومستقبلها.

الإرهاق يلف المجتمع

وفي مقال يعكس إحباطا متزايدا داخل قطاعات من الرأي العام الإسرائيلي -خاصة من استمرار الحرب دون نتيجة حاسمة- تناولت الكاتبة كارني ألداد في صحيفة "يسرائيل هيوم" مرور 600 يوم على الحرب الجارية، معبرة عن الإرهاق العميق الذي يلف الجنود والمختطفين وعائلاتهم والداخل الإسرائيلي، بل والمجتمع الدولي برمته، في حين تستمر المعارك دون أفق واضح لنهايتها، وطالبت بما تسميها "صورة النصر" التي ترى أن الشعب الإسرائيلي يستحقها بعد هذه المعاناة الطويلة.

إعلان

وتصف ألداد الواقع الميداني والنفسي قائلة "الإرهاق يترك بصماته على جنودنا بشكل لا مثيل له وعلى المختطفين وعائلاتهم وعلى العائلات والجبهة الداخلية"، وهذا الإرهاق -بنظرها- يعكس حجم الأزمة الممتدة، وسط غياب أي حسم واضح للحرب.

وتنتقد الكاتبة التباطؤ في حسم المعركة، مستشهدة بأمثلة من التاريخ لتُظهر ما يمكن تحقيقه خلال 600 يوم من الحرب، قائلة إن نابليون خلال فترة مماثلة "غزا النمسا وبروسيا وبولندا وأجزاء من ألمانيا، وغيّر خريطة أوروبا، وأسس إمبراطوريات ودولا جديدة".

كما تشير إلى إنجازات يوليوس قيصر في بلاد الغال، حيث بسط النفوذ الروماني على مساحات واسعة خلال أقل من عامين.

ثم تقارن ذلك بالحرب الحالية قائلة "صحيح أن العالم ليس هو نفسه، وليس لدينا الترتيب العسكري لتلك الجيوش، لكننا أيضا لا نسعى إلى إقامة إمبراطورية، بل إلى أهداف واضحة وبسيطة: هزيمة حماس وإعادة الرهائن".

ورغم ذلك فإن الكاتبة تتساءل بنبرة تشكك في القيادة الإسرائيلية "فكيف لم نحقق هذه الأهداف بعد؟ هل نسينا كيف ننتصر؟ هل تفتقر القيادة التي اعتادت على الجولات المحدودة إلى الخيال والقدرة على تصور نصر كامل؟".

وتتحدث الكاتبة عن رؤيتين داخل المؤسسة الأمنية: الأولى يمثلها رئيس الأركان إيال زامير الذي يعتقد أن الحرب اقتربت من نهايتها بهزيمة العدو، والثانية يعبر عنها الرئيس الجديد لجهاز الشاباك ديفيد زيني الذي يعتبر أن إسرائيل تخوض "حربا أبدية".

وتعلق ألداد "من الناحية التاريخية زيني محق، فالحرب ضدنا بدأت منذ أكثر من مئة عام، وليست ضد دولة إسرائيل، بل ضد وجود اليهود في الفضاء الإسلامي".

ومع ذلك، تؤكد الكاتبة أن هذا "الفصل من الحرب يجب أن ينتهي، وينتهي بشكل جيد".

وفي نهاية مقالها توجه ألداد نداء إلى الحكومة الإسرائيلية "هذه الأمة تستحق صورة النصر، تستحق أن تستريح قليلا وتلعق جراحها، أن تعيش في بلد سيكون هادئا لمدة 40 عاما، على الأقل حتى الجولة التالية".

إعلان

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعلن قبول إسرائيل مقترح لوقف إطلاق النار في غزة
  • إعلام عبري: نتنياهو يعلن موافقته على مقترح ويتكوف الجديد لوقف الحرب في غزة
  • 600 يوم من الحرب فشل إستراتيجي لإسرائيل ونتنياهو في مرمى الانتقادات
  • الرئيس بوتين يؤكد التزام روسيا بدعم اليمن وتطلعاته في الأمن والسلام
  • نتنياهو يعدد إنجازاته بجلسة برلمانية صاخبة وأولمرت: ما يحدث بغزة جرائم حرب
  • نتنياهو: إسرائيل تغير وجه الشرق الأوسط وتعزز مكانتها كقوة إقليمية
  • رئيس وزراء الاحتلال الأسبق: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة
  • عاجل| نتنياهو: ما زال هناك 20 محتجزا أحياء في غزة وهناك 28 قد فارقوا الحياة
  • تعرف على الأزمات والخلافات الداخلية لإسرائيل بعد 600 يوم على الحرب
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: "كفى.. طفح الكيل! إسرائيل ترتكب جرائم حرب"