يظل اليوم التاسع من نوفمبر من كل عام يوماً مشهوداً في تاريخ كفاحنا الوطني وعيداً من أعياد استقلال أمتنا العظيمة ، وذكرى حية في وجداننا الشعبي تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل نحتفي ونحتفل به وبذكرى أولئك الشجعان الذين صنعوا ذلك التاريخ العظيم وتلك البطولات المجيدة وقدموا دروساً في النضال والتضحية ظلت باقية في أعماق التاريخ يوم ان أضاءت شعلة الكفاح في سماء (دروتي) وتوهجت دروب النضال لمقاومة الظلم وكسر جبروت الغزاة فتحقق النصر على الاستعمار والإمبراطورية الفرنسية الذي حرك جذوة النضال وروح المقاومة لدى شعوب أفريقيا المقهورة نحو التحرر من ربقة الاستعمار والذي اغرى سلاطين الجبهة الغربية للوقوف والتصدي له مثلما حدث في دروتي من هزيمة ساحقة للجيش الفرنسي وقتل قائد حملتها الثانية قاهر الممالك في أفريقيا وحاكم أراضي تشاد الكولونيل
( مول ) أبن المؤسسة العسكرية الفرنسية على يد جيش المساليت وفصل رأسه عن جسده كما فعل الأنصار مع رأس غردون باشا اضافة الى قتل وفصل رأس تسعة وعشرون قائدا فرنسياً خمسة منهم برتبة ( الكبتين ) في معركة لم تشهدها القارة الافريقية من قبل وتم تفكيك المربع الفرنسي بقيادة البطل تاج الدين مثلما فعل البطل عثمان دقنة بالمربع الإنجليزي في شرق السودان وأجساد شرفاء وشهداء دروتي افترشت الأرض في ثبات ورجولة وتكومت (مابين فرولي ودروتي ) يوم ان شبعت الطير من لحومهم وعجزت عن الطيران
وتظل معركة دروتي المعركة الشهيرة في سلسلة المعارك التي قادتها فرنسا في أفريقيا ضد سلطنة المساليت من أجل الاستيلاء عليها وتوسيع رقعتها الاستعمارية ومد نفوذها الاستعماري داخل السودان عبر سلطنة المساليت والوصول الى سفوح جبل مرة بدارفور في سباق مع بريطانيا العظمى بعد ان أسقطت سلطنة الوداي الا ان تلك الآمال والأحلام اصطدمت في بدايتها بمعركة ( كرندنق ) فكانت الهزيمة الأولى التي تلقتها فرنسا وجيشها الغازي من جيش المساليت ونهايتها في معركة (دروتي) حيث الهزيمة الثانية لجيشها والفاجعة الكبرى لفرنسا والنصر الكبير لدار مساليت
ومعركة دروتي من المعارك الوطنية والأفريقية النادرة في سجل تاريخنا الوطني والأفريقي وسلطنة المساليت ودارفور والسودان الغربي التي لم تجد حقها في تاريخ السودان وكتب التاريخ والتراجم ومناهج التدريس في المدارس والجامعات والمعاهد العليا السودانية مع الغياب التام حتى عن المحافل الوطنية داخل السودان واغفال المؤرخين واهمالهم لبطولات دار مساليت وأبطالها الذين ساهموا في صناعة تاريخ السودان الحديث والمعاصر والحركة الوطنية السودانية وحماية ظهر السودان والدفاع عنه الا ان تضحيات شجعان دارمساليت ودماؤهم الطاهرة خلدت ذكراهم وذكرى بطل إفريقيا وفهدها الاقوى السلطان تاج الدين البطل الذي أصمت الفرنسيين
وأظهرت معركة دروتي كل أنواع الشجاعة والاقدام والثبات والمواجهة لانسان دار مساليت الذي قاتل بايمانه ( وسيفه وحربته وسفروكه ) أمام الآلة الحربية الحديثة رغم عدم التكافؤ بين الجيشين اضافة الى انها معركة الثأر والانتقام من قبل فرنسا لمحو عار هزيمتها الأولى والبحث عن الانتصار لتجميل وجهها أمام رصيفاتها من الدول الاستعمارية لذلك جاءت حملتها الثانية أكثر عدداً وعتاداً الا ان جيشها لم يصمد منذ الوهلة الأولى أمام صيحات فرسان دار مساليت الداوية التي علت في يوم دروتي وعم صداها كل الارجاء وتجاوبت معها كل الاشياء معلنة كتابة تاريخ جديد واستشراق فجر الحرية وقهر الاستعمار وهزيمته فكان النصر وكان التاريخ
ان تفاصيل وأحداث معركة دروتي تجلت في الخطط الحربية للسلطان تاج الدين واستعداداته القوية لمقابلة الجيش الفرنسي ومنازلته في أي وقت عقب معركة كرندنق مع علمه التام انهم سيكرون عليه الكرة مرة أخرى ولن يسكتوا على فاجعتهم الأولى وبينما السلطان تاج الدين في كامل الاستعداد وصلتة اخبار ان الجيش الفرنسي دخل دارمساليت وعسكر (بقلاني) غربا فتحرك تاج الدين بجيشه من دروتي لملاقاتهم ووصل وادي (تانمي) بوادي(راتي) جنوب الجنينة اما الجيش الفرنسي فتوغل زاحفا داخل دارمساليت عن طريق (ديسة) غرباً عابرين بوادي كجا حتى وصلوا الى قرية (تباريك) شرق الجنينة وقتلوا فيها ثلاثة أشخاص ثم واصلوا زحفهم الى ان وصلوا (دروتي) التي حاصروها عند وصولهم ولكن لم يجدوا فيها سوى الأطفال والنساء وكبار السن الذين وهنت عظامهم وشابت رؤسهم الا ان قلوبهم حية ومليئة بحب الوطن وترابه ة واحاسيسهم التواقة للنصر ذهبت مع تاج الدين وجيشه للمشاركة في الملحمة الوطنية والشرف الوطني الكبير فقبضوا على شخص يسمى (قندول) من حاشية السلطان وسالوه الى اين هرب السلطان تاج الدين فرد لهم قائلا(سيدي لم يهرب سيقابلكم باكر اي غداً ) ومن وادي (تانمي) كر السلطان تاج الدين عائداً بجيشه زاحفاً صوب (دروتي) لملاقاة الجيش الفرنسي فوصل جبل (كركري) الذي يقع شرق الجنينة وعسكر به ليلة واحدة وفي صبيحة اليوم الثاني تحرك السلطان تاج الدين بجيشه متجها الى (دروتي) وفي أثناء سيره توقف بالجيش ثم ترجل من جواده وصلى بهم ركعتين وخطب فيهم خطبته المشهورة (يا أيها الناس الجنة جاءنا بالبيت المجاهد في سبيل الله فليمضي معنا والذي لم يرغب في الجهاد فليرجع) فلم يرجع منهم أحد بل كبروا الله وعقدوا العزم على الجهاد ثم نادى السلطان تاج الدين شخص يسمى (باسني دود ) وقال له خذ السلطان (دودمرة وجماعته الى مكان بعيد لانه ضيفنا ولايمكن للضيف ان يحارب معنا) وانطلق تاج الدين زاحفاً بجيشه الى ان وصل قرية (ابوسوقة) وقد علم الكولونيل (مول) ان تاج الدين يتعقبهم فظل معسكرا في دروتي ونصب مدافعه ووزع جنوده استعدادا للقاء تاج الدين وجيشه وفي تمام الساعة التاسعة صباحأ في ذلك اليوم التاسع من نوفمبر من عام 1910م وصل تاج الدين بجيشه الى دروتي واقترب من معسكر العدو وعلا غبارا كثيفاً فسارعوا في تنظيم صفوفهم للمواجهة وأصدر الكولونيل (مول) تعليماته لجيشه بعدم إطلاق النار مالم يقترب تاج الدين وجيشه من المعسكر اكثر لكن حدث مالم يكن في حسبانهم فقد اطل تاج الدين بجيشه على مقربة منهم ومعه الف فارس وعقداء الخيل والراية والمشايخ اما الرؤساء في المؤخرة ووراءهم ثلاثة آلاف وهم منقضون على الزريبة التي تحصن بها الجيش الفرنسي وعلى مقدار ارتداد الطرف اطبق جيش المساليت على مربع العدو الذي اخترقه من وجهيه ولم تستطيع مدافع(المتريوس) ان تطلق اكثر من أربعة طلقات فأمر الكولونيل(مول) جنوده بالانسحاب الى ماوراء الزريبة التي امتلئت بجيش المساليت وأعاد الجيش الفرنسي تنظيم صفوفه وقتل ضارب (اليونتان) (جولي) الذي كان يسعى لجر المدافع وكان الكولونيل (مول) واقفاً وسط جيشه وأركان حربه فحول جيش المساليت هجومه نحوه وبعد مدافعة شديدة سقط الكولونيل (مول) صريعأ داخل الزريبة في النقطة التي تنسحب إليها العساكر فقام الجيش الفرنسي مرة أخرى بتنظيم صفوفه سريعاً وعادت رحى الحرب سجالأ فافنوا جيش المساليت ثم تراجع الجيش الفرنسي الى الوراء قليلا وهجم على الزريبة مرة أخرى استطاع ان يستردها من جيش المساليت بعد استشهاد الكثير منهم وعند تمام الساعة التاسعة مساءاً أطلق الكبتين(شفالي ) ثلاثة طلقات مدفع لجمع الفارين من الجيش الفرنسي من أرض المعركة الذين أبتعدوا مسافة خمسة وثلاثين كيلومتر بقيادة الكبتين (ارنو) ولم يستطيعوا الرجوع إلى أرض المعركة وقد استشهد الآلاف من جيش المساليت والقادة كما استشهد من أبناء السلطان ابكر كل من (عمر وعبدالله والزين وعزالدين ) بجانب استشهاد (ابوه باسي والفكي علي وحسين ووزير دفاع جيش المساليت القائد (داؤود بوبلي ) وجرحوا الكثير من الاجاويد كما قتل (جرمة ابوسكين الودادي ) الذي جاء مع الفرنسيين وقضوا على الجيش الفرنسي والعساكر السود من المرتزقة الذين جلبتهم فرنسا في معركة دروتي
عقب مقتل الكولونيل (مول) انهار الجيش الفرنسي بصورة كبيرة وتملكهم الرعب واسفرت المعركة عن انتصار كبير وثاني لجيش المساليت على الجيش الفرنسي في دروتي الا ان فرحة الانتصار لم تكتمل لما يخبئه القدر للمساليت في ذلك اليوم وبعد هروب فلول الجيش الفرنسي من ارض المعركة وتشتتهم في الغابات بحثأ عن النجاة من الموت والعودة الى مقر قيادتهم في (ابشي) كان هناك جندياً جريحاً طريحاً على الأرض تحت شجرة (المخيت) وبجواره بندقيتة وبينما السلطان تاج الدين يتفقد الشهداء والجرحى من جيشه اطلق عليه الجندي الجريح رصاصات فأصابته في مقتل فسقط شهيدا في ارض دروتي التي فيها دفاعأ عن وطنه وصون ترابه وخطف القدر من المساليت بطلا وقائدا شجاعاً وتحول الفرح الى حزن كبير باستشهاد تاج الدين بعد ان حقق نصرا كبيراً وغالياً على الفرنسيين في دروتي ضارباً اروع الامثلة في التضحية والفداء قاتل الجيش الفرنسي في كرندنق بخطة حربية بارعة وناجحة وحقق النصر عليهم وقاتلهم في دروتي وكتب لدارمساليت النصر على الامبراطورية الفرنسية واوروبا باكملها وبكتة دارمساليت بطلاً وفارساً كما اعترفت فرنسا بشجاعة وصلابة ودهاء تاج الدين البطل الافريقي العظيم الذي زلزل عرش فرنسا بهزائمه المتلاحقة في افريقيا والخالدة في دارمساليت وبعد استشهاد تاج الدين تولى القيادة ابن أخيه الأمير محمد بحرالدين وأصبح جميع قادة الجيش والعقداء تحت قيادتة
لقد تفرق جيش المساليت بعد مقتل السلطان تاج الدين في دروتي الشي الذي مكن الجيش الفرنسي من استعادة قوتهم واسترداد مدافعهم حيث باتوا في دروتي في يوم هزيمتهم وفي صبيحة اليوم الثاني علم السلطان بحرالدين قائد المقاومة الثانية في دروتي بعد مقتل تاج الدين بوجود بقايا من الجيش الفرنسي فحاول القضاء عليهم وعندما شاهد الجيش الفرنسي المشاه من جيش المساليت زاحفين نحوهم فروا هاربين وصعدوا جبل (اكواري) ثم امطروا جيش المساليت بالرصاص وقتلوا العديد منهم بينما فر ماتبقى من الجيش الفرنسي وانقسم الى فرقتين فرقة تحركت من الناحية الشمالية ووصلت ( أبشي ) عن طريق قريضة بينما تحركت الفرقة الاخرى من الناحية الغربية عن طريق (كمادونقي) والتي قضى عليها جيش المساليت دون أن يعود منهم أحد
وقد غنن نساء الداجو لانتصار السلطان تاج الدين على الفرنسيين في دروتي بهذه الأغنية التي تقول
السلطان تاج الدين
الفارس الهميم
خيلك مشكلين
من دروتي لقوز بدين
كما تغنى الفنان الشهير سنين رزق ذلك الفنان الأعمى والمبدع صاحب آلة الكربي الذي كان يسكن مدينة الجنينة وقد حضر أحداث معركة دروتي وكان عمره انذاك عشرة أعوام بهذه الأغنية التي تمجد ملحمة دروتي
كلو كجم كلو كجم
زمن (دروتي) لمن طير شبع
(كبتين)جرى
عسكر ورا
كلو كجم كلو كجم
(جبادين اللجم)
زمن (دروتي) لمن طير شبع
تبلدية وقعت
زمن دروتي
بجانب إبداعات كبار شعراء السودان وافريقيا الذين تناولوها في اشعارهم الرصينة تخليدأ لها ولذكراها الحية كشاعر افريقيا الاول محمد مفتاح الفيتوري في قصيدتة بعنوان (مقتل السلطان تاج الدين ) والتي تعد من درر قصأئدة وشاعر السودان الكبير والملهم صاحب الفتوحات الشعرية الشاعر عالم عباس في قصيدتة بعنوان(سوميت بنات درجيل) التي ابدع في نظمها
ستظل دروتي صفحة ناصعة في تاريخ سلطنة المساليت وافريقيا وجذوة متقدة و شعلة مضيئة في دروب النضال وطريق الكفاح وساحات الحرية نستلهم منها الدروس والعبر لواقعنا الحالي ودارمساليت تمر بمرحلة مفصلية يتطلب من الجميع الوقوف على مسافة واحدة من اجلها
التحية لشهداء دروتي الاطهار في هذا اليوم الاغر والذكرى المجيدة
والتحية لكل شهداء بلادي على امتداد ربوع دارمساليت
الخميس التاسع من نوفمبر
2023
د/ محمد أحمد آدم علي
باحث في التاريخ الحديث والمعاصر
kingkingyagoub@gmail.

com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الجیش الفرنسی الا ان

إقرأ أيضاً:

اعتقالات واسعة بالضفة تسبق الذكرى الـ38 لانطلاق حركة حماس

رام الله- شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي ليلة وفجر الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة بمحافظات الضفة الغربية طالت عشرات الفلسطينيين، بينهم وزير سابق ومسنون وأسرى سابقون، أفرج عن معظمهم بعد إخضاعهم للتحقيق، وسط تحذيرات فلسطينية من "سياسة الانتقام" الإسرائيلية.

وتركزت الاعتقالات في مدينة نابلس وطالت أكثر من 20 مواطنا بينهم الشيخ المسن ماهر الخراز ونائب رئيس الوزراء الفلسطيني في الحكومة العاشرة ناصر الدين الشاعر اللذين أخلي سبيلهما.

كما شهدت بلدة أبو ديس شرقي مدينة القدس المحتلة اعتقالات طالت 20 شابا، ومدينة أريحا وطالت 13 شابا، ومحافظة جنين وطالت الأسيرين محمد العارضة ومحمد غوادرة المحررين في صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل في يناير/كانون الثاني الماضي، وأفرج عنهما بعد ساعات.

#شاهد قوات الاحتلال تفرج عن عدد من معتقلي نابلس الذين اعتقلتهم بعد اقتحام منازلهم في ظل الأجواء الماطرة والباردة الليلة الماضية. pic.twitter.com/wYbukKmtqB

— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) December 10, 2025

تحقيق ميداني

ووفق نادي الأسير الفلسطيني في بيان -وصل إلى الجزيرة نت نسخة منه- فإن قوات الاحتلال شنت منذ مساء أمس حتى صباح اليوم الأربعاء عمليات اعتقال وتحقيق ميداني واسعة طالت 100 مواطن على الأقل من الضّفة، "واستهدفت بشكلٍ أساس الأسرى المحررين، وأفرج عن غالبيتهم لاحقاً".

وأوضح النادي أن عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني توزعت على غالبية محافظات الضفة، وتركزت في محافظة نابلس، مضيفا أن الاحتلال "يواصل التصعيد من عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني وبشكل غير مسبوق ما بعد الإبادة، مستهدفا فئات المجتمع الفلسطيني كافة، كعمليات انتقام جماعية".

وأشار النادي إلى أن الاحتلال "انتهج جملة من السياسات والجرائم في مختلف المناطق التي يقتحمها وينفذ فيها عمليات الاعتقال في الضّفة، وأبرز هذه السياسات عمليات التحقيق الميداني، التي تشكل اليوم السياسة الأبرز التي ينفذها الاحتلال في مختلف محافظات الضفة، دون استثناء".

إعلان

واستنادا للمعلومات التي يوثقها نادي الأسير، فإن جيش الاحتلال وعند اقتحام المنازل بهدف التّحقيق الميداني، يجبر العائلات على الخروج من منزلها، وينفذ عمليات إرهاب بحقهم، وعمليات تخريب وتدمير داخل المنازل، مما يفاقم المعاناة في ظل الأجواء الباردة والماطرة.

ولفت إلى أن عمليات الاعتقال وما يرافقها من عمليات تحقيق ميداني، تستهدف بشكل أساس الأسرى المحررين، سواء من تحرروا في صفقات تبادل أو من أنهوا محكومياتهم "كسياسة ممنهجة لفرض الرقابة المستمرة عليهم".

سياسة انتقامية

من جهته قال مدير نادي الأسير بمدينة نابلس، مظفر ذوقان -للجزيرة نت- إن الاعتقالات الجماعية تندرج ضمن "سياسة الانتقام من أبناء شعبنا الفلسطيني".

وأضاف أن الهدف "كسر إرادة الشعب الفلسطيني في ظل التخبط الذي تقوم به حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل والتي تحاول ليل نهار استهداف الأطفال والنساء والشيوخ لكونهم فلسطينيين".

وأشار ذوقان إلى تزامن اعتقالات الليلة الماضية مع الذكرى السنوي الـ 38 لانطلاق حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تحل يوم الأحد 14 ديسمبر/كانون الأول، مبينا أن "جل الذين تم اعتقالهم ينتمون لحركة حماس".

ويوم الاثنين 14 ديسمبر/كانون الأول 1987 أصدرت حركة حماس بيانها الأول في قطاع غزة إيذانا بانطلاقها، وذلك تزامنا مع اندلاع الانتفاضة الأولى في الثامن من الشهر ذاته.

وقال مدير نادي الأسير إن الاعتقالات الجماعية في الضفة تحولت إلى ظاهرة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأغلب المعتقلين إما يخضعون لتحقيق ميداني مع التهديد والوعيد، أو يحولون للاعتقال الإداري بلا تهمة وبموجب ملف سري.

وأوضح أن عدد المعتقلين الإداريين حاليا يتجاوز 3200، من بين 9300 أسير، وهو الأعلى على الإطلاق، "وتحويل الأسير إلى الاعتقال الإداري معناه انتقام دون تهمة ودون محاكمة في ظل حكومة إرهابية".

ولفت ذوقان إلى ما يرافق الاعتقالات من مداهمات ليلية للبيوت وترويع سكانها وكل ذلك بذريعة حالة الطوارئ المعلنة منذ أكثر من عامين.

بدوره قال أحد المعتقلين المفرج عنهم -فضل عدم ذكر اسمه- إن أغلب المعتقلين تم اقتيادهم معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي وتعرضوا للاستجواب والتنكيل والضرب.

وأضاف في حديثه -للجزيرة نت- أن أغلب المعتقلين تلقوا تحذيرات من المشاركة أو إقامة أي فعاليات في ذكرى انطلاق حركة حماس، كما تم تحذيرهم من عواقب أي تواصل مع قيادات حركة حماس في الخارج أو الإشادة بأفعالها في غزة.

الأسير عبد الرحمن السباتين من حوسان غرب بيت لحم انضم لقافلة الأسرى الذين ارتقوا بسبب إجرام الاحتلال pic.twitter.com/rDVlWYpURQ

— شبكة قدس | الأسرى (@asranews) December 10, 2025

ارتفاع عدد الأسرى الشهداء

واليوم الأربعاء، أعلن نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى استشهاد المعتقل عبد الرحمن السباتين (21 عاما) من بلدة حوسان قرب بيت لحم، في مستشفى "شعاري تسيدك" الإسرائيلي.

وأضاف النادي والهيئة أن "جريمة قتل السباتين -المعتقل منذ يونيو/حزيران الماضي ولم يكن يعاني من أية أمراض- تضاف إلى سجل جرائم القتل البطيء التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين، وإلى سلسلة عمليات الإعدام الميداني الممنهجة التي تشكل جزءاً أساسياً من حرب الإبادة المستمرة بحق شعبنا".

إعلان

ومع استشهاد السباتين، أعلنت المؤسستان ارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء حرب الإبادة لأكثر من 100، بينهم 85 تم التأكد من هوياتهم، في حين لا يزال العشرات من معتقلي غزة الشهداء رهن الإخفاء القسري، إلى جانب عشرات المعتقلين الذين جرى إعدامهم ميدانيا.

وذكرتا أن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع منذ عام 1967 إلى 322 شهيداً، وهم فقط من عرفت هوياتهم.

وشددت المؤسستان على أن منظومة السجون وأجهزة الاحتلال، بما فيها الجهاز القضائي، تعمل على مأسسة واقع جديد بعد الحرب يقوم على تدمير الأسير جسدياً ونفسياً، عبر التعذيب والتجويع والحرمان من العلاج والاعتداءات الجنسية بما فيها الاغتصاب، وتحويل الحقوق الأساسية للأسرى إلى أدوات قمع وتعذيب.

ووفق توثيق هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني فقد سجلت أكثر من 21 ألف حالة اعتقال منذ بدء حرب الإبادة على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أما اليوم فيبلغ عدد الأسرى داخل السجون أكثر من 9300، من ضمنهم أكثر من 50 أسيرة، ونحو 350 طفلا، إلى جانب المئات من المعتقلين المحتجزين في المعسكرات تابعة للجيش.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة في التاريخ.. الفضة تتجاوز 65 دولاراً
  • بعد 15 عاما.. جاستن بيبر يستعيد ذكريات كواليس أغنيته الشهيرة "Baby"
  • بنزيما لا يقفل باب العودة إلى المنتخب الفرنسي
  • غدًا.. ورشة «دروب مصر» بمتحف نجيب محفوظ بمناسبة الذكرى الـ 114 لميلاده
  • الجزائر تُحيي الذكرى الـ 65 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960
  • العراقيون يحيون الذكرى الثامنة للانتصار على «داعش»
  • رئيس الجمهورية يبعث برسالة بمناسبة الذكرى الـ 65 لمُظاهرات 11 ديسمبر 1960 
  • العراقيون يحيون الذكرى الثامنة للانتصار على تنظيم داعش
  • اعتقالات واسعة بالضفة تسبق الذكرى الـ38 لانطلاق حركة حماس
  • جلالة السلطان والرئيس اللبناني يعقدان لقاءً خاصًّا