موقع 24:
2025-05-11@19:59:09 GMT

واشنطن تتحدث عن سيناريوهات "مستقبل غزة" بعد وقف الحرب

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

واشنطن تتحدث عن سيناريوهات 'مستقبل غزة' بعد وقف الحرب

كشف المبعوث الأمريكي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط السفير ديفيد ساترفيلد، أن واشنطن لا تؤيد مبدأ تشريد سكان غزة في الخارج أو حتى داخل غزة نفسها، وقال: "يجب أن يكون لدى أولئك الموجودين الآن في جنوب غزة القدرة على العودة إلى الشمال عندما يكون ذلك آمناً.. ولا ندعم فكرة أي نزوح دائم داخل غزة".

وأوضح السفير ساترفيلد، الذي شغل عدة مناصب دبلوماسية في عدد من الدول العربية قائلاً: "نحن نرى مستقبلاً في غزة يحدده الفلسطينيون.. ونرى حاجة مطلقة إلى وجود عنوان مشترك للضفة الغربية وغزة، لا فصل بينهما.. ونعتقد أن حل الدولتين هو الضامن النهائي الوحيد لمستقبل سلمي لإسرائيل، وكذلك للفلسطينيين".

وتابع السفير ساترفيلد خلال محادثة إلكترونية مع عدد من الصحافيين، بينهم 24، قائلاً: "نحن نعتقد أنه يجب أن يكون هناك دور فلسطيني أساسي في تقرير مستقبل الضفة الغربية وغزة، وأنه لا يمكن أن يكون هناك حصار على غزة، ولا يمكن أن يكون هناك فصل لغزة كمسألة سياسية عن مستقبل الضفة الغربية، وأن حل الدولتين –بما في ذلك غزة والضفة الغربية– هو السبيل الأكيد لتلبية الاحتياجات الحقيقية، لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".

#Lebanon
US Special Envoy for #MiddleEast Humanitarian Issues #DavidSatterfield pointed out that Washington has no indications that Lebanon would slip into the raging conflict in #Gaza but warned that the risk exists as long as fire exchangeshttps://t.co/SbIGzRPuQu pic.twitter.com/CKPWLrbrzB

— This is Beirut (@ThisIsBeirut_) November 9, 2023 توسيع نطاق الحرب

وفيما يخص فكرة توسعة نطاق الحرب في المنطقة بعد اشتعال الوضع في غزة، قال السفير ساترفيلد: "نحن لا نعتقد أن الصراع بين لبنان وإسرائيل أمر لا مفر منه بأي حال من الأحوال.. وبالتالي فإن التكهنات والافتراضات لا يمكن حسمها الآن، ولا يوجد ما يشير من أي جانب إلى وجود نية للاندفاع بنشوب صراع أو حرب".

وقال: "لكن من الضروري ألا تقوم إيران أو حزب الله بأي أعمال استفزازية.. إن طبيعة التبادلات التي يطلقها حزب الله عبر الحدود الشمالية لإسرائيل تثير دائماً احتمالات سوء التقدير، إنهم بحاجة إلى التوقف".

دعم واشنطن لنشر قوات عربية في غزة؟

وحول هذه الفكرة أكد السفير ساترفيلد "نحن نركز الآن على تقديم المساعدة الإنسانية إلى غزة والخروج الآمن من غزة للمواطنين الأجانب، وإن مستقبل غزة، بما في ذلك جميع أنواع المسائل، ومنها المسؤولية الأمنية، هو سؤال للمناقشة في المستقبل.. لا أستطيع التعليق على الخيارات التي قد تكون أو لا تكون مجدية أو المواقف التي قد تتخذها حكومات معينة، ولكن يمكنني أن أقول هذا: نحن لا نعتقد أنه في نهاية هذا الصراع، وهذه الحملة، أن يكون هناك احتلال إسرائيلي وأن يكون هناك استمرار لسيطرة حماس".

Washington Says There Will Be Two Humanitarian Corridors Permitting People to Flee Northern Gaza#CeasefireInGazaNOW | #Israel pic.twitter.com/W6ks1AOoBh

— WE News English (@WENewsEnglish) November 10, 2023 الوضع الإنساني في غزة

وتحدث المبعوث الأمريكي عن الوضع الإنساني في غزة، وقال: "بدأنا فقط قبل أسبوعين ونصف، من الصفر.. وقد رفعنا مستوى المساعدة الآن إلى حوالي 100 شاحنة في اليوم، ونحن نتطلع إلى مستوى أعلى من المساعدة والعون لنقل المساعدات الإنسانية الأساسية اللازمة إلى جنوب غزة، وفقاً لوكالات الأمم المتحدة.

وتابع "قبل ثلاثة أسابيع، لم يكن لدينا وقود في متناول الجهات المنفذة التابعة للأمم المتحدة في الجنوب.. الآن، يتوفر الوقود داخل غزة لاستخدامه في محطات تحلية المياه، ولتزويد المستشفيات في الجنوب والوسط، ولتحركات الجهات المنفذة التابعة للأمم المتحدة أنفسها، ونحن نعمل على التأكد من أنه سيكون هناك المزيد من الوقود المتاح للأمم المتحدة مثل الأونروا واللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي".

وأضاف ساترفيلد "نفهم أنه حتى 150 شاحنة في اليوم لا تلبي سوى الحد الأدنى لتوفير المساعدة الإنسانية الأساسية للبقاء على قيد الحياة، وهناك حاجة إلى ما هو أكثر من ذلك بكثير.. يجب أن تكون هناك سلع تجارية لإعادة ملء الرفوف، وتحتاج المخابز إلى إعادة فتحها بكل ما تحتاجه من حيث الإمدادات وغاز الطهي لهذا الغرض.. ونحن نعمل على ذلك، ولكن كان علينا أن نبدأ وكانت البداية مهمة، ونأمل بشدة في المستقبل القريب أن نكون قادرين على البناء والتوسع فيها".

خروج آمن من غزة

وأشار المبعوث الأمريكي إلى توفير الخروج الآمن وبسلامة لمواطني الولايات المتحدة، ومواطني البلدان الأخرى.. وقد بدأت هذه العملية اعتباراً من 1 نوفمبر (تشرين الثاني).. وقد تعطلت بسبب تعقيدات التعامل مع التحركات الأخرى القادمة من شمال غزة، وأمل ساترفيلد بأن "تسمح فترات التوقف الإنسانية التي تستغرق من أربع إلى خمس ساعات من أجل المرور الآمن من الشمال إلى الجنوب والتي تم الإعلان عنها للتو بتسهيل هذه الأنواع من التحركات، ومن أجل إخراج الجرحى المدنيين المواطنين".. مؤكداً "كل ما نقوم به الآن هو بداية، ونحن نفهم أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به وسيتم القيام به على الفور".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس حزب الله أن یکون هناک فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية السودان السابق للجزيرة نت: الحرب أصبحت إقليمية وتقسيم البلد غير وارد

نيروبي- يرى وزير خارجية السودان السابق الدرديري محمد أحمد أن الحرب في السودان الآن انتقلت من مواجهة بين الجيش السوداني مع مليشيا متمردة إلى حرب إقليمية، وأن ما حدث في بورتسودان قبل يومين أو ثلاثة، ولا يزال يحدث، هو عدوان على السودان من قوى إقليمية ومن دول ذات مصلحة في أن يستمر هذا العدوان ويأخذ أشكالا جديدة.

ويؤكد الدرديري، في مقابلة مع الجزيرة نت، أن التقسيم ليس خيارا واردا مطلقا، وأن من يتحدثون عن التقسيم لا يدركون جيدا ما هي طبيعة الشعب السوداني.

وعن الوضع العالمي، يقول الدرديري إنها مرحلة إعادة تشكل جديدة. ولا يستبعد أن تحدث فيها صدامات كبرى، وأن السبب في الاضطراب العالمي هو غياب التوازن. وقال "إننا نشهد ميلاد قطبيات متعددة لم تتبلور بعد حتى اليوم".

ويتحدث وزير الخارجية السابق، للجزيرة نت، عن أهم القضايا التي تواجه السودان في ظل حرب تجاوزت العامين.

وفي ما يلي نص الحوار: 

حرائق بمستودع للطاقة في بورتسودان إثر هجمات للدعم السريع (وزارة الإعلام السودانية) طلبت الصين ودول أخرى من رعاياها مغادرة السودان، كيف ترى تطورات الحرب الحالية؟

لا شك في أن الحرب في السودان الآن انتقلت من مواجهة بين الجيش السوداني مع مليشيا متمردة إلى حرب إقليمية. وما حدث في بورتسودان، قبل يومين أو ثلاثة ولا يزال يحدث، هو عدوان على السودان من قوى إقليمية ومن دول ذات مصلحة في أن يستمر هذا العدوان ويأخذ أشكالا جديدة.

إعلان

وبالتأكيد من حيث السلاح، ومن حيث التوسع الذي حدث في ميدان المعركة، ومن حيث أيضا الاستهداف الذي تم وطبيعته، فإن هذه الحرب الآن تتحول إلى حرب بطابع اقليمي. ومن شأن الحروب الإقليمية أنها تكون موضعا لردود فعل عالمية أوسع وأكبر مثل الذي ذكرت أنت من الصين ومن الجهات الأخرى.

لكن في النهاية بالنسبة للشعب السوداني، أيا كانت هذه التحولات، فإن هدف العدوان لا يزال ذاته وهو أن يمنع الشعب السوداني من ممارسة قراره الحر المستقل وأن تفرض بعض القوى الإقليمية إرادتها عليه وأن تفرض خياراتها السياسية عليه. وهذا ما يقف الشعب السوداني بأكمله في وجهه دون أدنى هوادة. ومن ثم فبالنسبة للشعب السوداني فإن هذا التحول لا يزيده إلا تصميما وإرادة.

هل وصلنا مرحلة التقسيم مع دخول المسيرات ساحة الحرب؟

التقسيم ليس خيارا واردا مطلقا. من يتحدثون عن التقسيم لا يدركون جيدا ما هي طبيعة الشعب السوداني. فالشعب السوداني متماسك، وهو شعب عاش (أفراده) معا لأكثر من 3 آلاف سنة.

فشمال السودان سابقا -السودان حاليا- ظل منذ 3 آلاف سنة في حالة تلاقح وتواصل وتزاوج وانصهار. ومن ثم فهو أحد الشعوب الحقيقية القليلة في أفريقيا وليس شعبا صنعته الحدود الموروثة من المستعمر.

وهذا يعني أن أي حديث الآن عن تقسيم الشعب السوداني هو حديث لا يدرك طبيعة الشعب السوداني أو يأخذها في الاعتبار. وإذا كنت تتحدث عن التقسيم فإن أول ما تعنيه هو أن تفصل دارفور فهل دارفور إثنية واحدة؟

وهل دارفور تختلف دينيا أو عرقيا عن باقي السودان؟ وهل لدارفور الآن مطامع بأن تكون دولة مستقلة عن باقي السودان؟ أم أن دارفور نفسها هي التي قادت السودان في أكثر من حقبة من تاريخه، وهي نفسها التي أسهمت في تكوين الشخصية السودانية الحالية.

فهذا الحديث عن التقسيم ليس له أبدا ما يصدقه على الواقع.

 

(الجزيرة)  هناك دراسات وكتابات تتوقع تقسيم السودان إلى 5 دول، والبداية كانت من الجنوب، والآن هناك حرب يمكن أن تنتهي بتقسيم جديد. إعلان

هذا من المستحيل أن يقع، أن يقسم السودان لدولتين فضلاً عن خمس دول، هذا من المستحيل.

تخصصي وموضوع رسالة الدكتوراه التي كتبتها هو الحدود في أفريقيا، وتنطلق أطروحتها من أن الحدود في أفريقيا ظلت مستقرة منذ عام 1960 تقريباً أي عندما استقلت القارة الأفريقية.

فالحدود التي ورثناها عن المستعمر منذ ذلك الحين هي حدود الدول ذاتها الموجودة الآن في أفريقيا. ولا توجد دولة في أفريقيا في حدود بخلاف حدود الاستقلال باستثناء دولة جنوب السودان ودولة إريتريا.

بينما الدول في أوروبا وفي أميركا اللاتينية وفي آسيا بلغت أعداداً مضاعفة في الحقبة ذاتها. وأوروبا نفسها ظهرت فيها خلال هذه الفترة أكثر من 15 دولة جديدة.

ما هو السبب الذي يجعل أفريقيا استثناء ويجعلها مستقرة من حيث الحدود الجغرافية رغم تفشي الصراعات فيها، ويجعلها استثناء من حيث عدم ميلاد دول جديدة؟ السبب أن هناك إرادة أفريقية جماعية.

ونحن في أفريقيا قررنا منذ فجر الاستقلال أن نترك موضوع الحدود لمنظمة الوحدة الأفريقية سابقاً والاتحاد الأفريقي حالياً. وقرار الانفصال عن أي دولة من الدول ليس ملكاً لتلك الدولة وإنما للدول الأفريقية جمعاء.

وقرار انفصال جنوب السودان -وأنا كنت أحد المفاوضين في هذه المسألة- لم يكن أبداً قراراً سودانياً خالصاً إنما كان قراراً أفريقياً بالدرجة الأولى. نعم كان السودان وراءه لكن كانت وراءه أفريقيا بأكملها، فكانت هناك قرارات للقمم الأفريقية المتعاقبة بهذا الشأن.

وما لم تتوفر هذه الإرادة الأفريقية -والتي توفرت أيضاً في الحالة الأخرى حالة أريتريا- فإنه مهما حاول المحاولون فإنه لن تتكرر حالة الانفصال في أي دولة أفريقية أخرى، فضلاً عن دولة أصلاً حدث فيها انفصال مثل السودان.

أين هم السياسيون السودانيون مما يجري في بلادهم؟ إعلان

السياسيون السودانيون -باستثناء قلة قليلة باعت نفسها للشيطان- يقفون الآن جميعاً خلف جيشهم ويقفون بقوة واقتدار. وراجع الآن مساهمات ومداخلات السودانيين فيما حدث، فقط بعد العدوان على بورتسودان، وراجع مواقف القوى السياسية الكبرى، وراجع التصريحات التي أدلت بها كافة الأحزاب والقوى السياسية.

ولم أجد في التاريخ المعاصر للشعب السوداني أي مرحلة من المراحل تماثل هذه المرحلة، من حيث إجماع القوى الوطنية السودانية على موقف محدد وهو الوقوف خلف الجيش السوداني الآن في معركة الكرامة، وعلى نحو الذي نراه اليوم. الشعب السوداني يقف الآن بأكمله، السياسيون منه والإعلاميون وغير ذلك، يقفون جميعا خلف القوات المسلحة السودانية. بل المجتمع السوداني بأكمله وبكل كياناته القبلية والمجتمعية يقف خلف الجيش السوداني.

أيضا المبدعون بمختلف مسمياتهم ومختلف تصنيفاتهم، وتشهد لذلك الأعمال الإبداعية المختلفة التي تضج بها الفضاءات الإسفيرية. والشعب السوداني الآن موجود والسياسيون موجودون، ويقفون بقوة خلف الجيش السوداني في هذه المعركة.

وأين هم الإسلاميون غير الشباب المقاتلين؟

الإسلاميون هم أكثر القوى السياسية السودانية الآن وضوحا من حيث الموقف إزاء هذه المعركة، ولا يمكن أن تجزئ الإسلاميين إلى مقاتلين وغير مقاتلين. الإسلاميون جميعا الآن مقاتلون.

وهناك من يقاتل منهم في الميدان، وهناك من يقاتل بالكلمة، وهناك من يقاتل بغير ذلك. والموقف الإسلامي موحد تماما، ومهما كانت الاختلافات السياسية بين بعض القوى أو داخلها فإن هناك إجماعا منقطع النظير من كل الإسلاميين السودانيين على الوقوف خلف الجيش السوداني في معركة الكرامة.

ما مواقف الدول الغربية بالتحديد الموقف الأميركي؟ كيف ينظرون لما يجري؟ وما درجة الاهتمام بحرب السودان؟ إعلان

إذا كان هناك إلى وقت قريب ما يسمى "المجتمع الدولي" وإذا كان هذا كيانا مهما جدا وكان مؤثرا في مجريات السياسة العالمية، فإن هذا الكيان لم يعد موجودا. وإذا لم يتلاشَ فهو في طريقه إلى التلاشى.

وما يحدث الآن من تغير كبير جدا في النظام العالمي بالذات بعد وصول ترامب إلى السلطة يقول بذلك. بل إن هذا التغير بدأ منذ وصول ترامب إلى السلطة في ولايته الأولى عام 2016. وقد أخذ الآن شكلا أكثر وضوحا.

وهذا التغير يؤكد تماما أن المجتمع الدولي القديم -الذي كان يتحرك في إطار القطبية الأحادية الأميركية، ويقول بمبادئ تلك القطبية في إدارة الشأن العالمي- لم يعد موجودًا.

والآن إذا حاولت البحث عن موقف غربي موحد أو موقف حتى لبعض الدول الغربية الرئيسة، إزاء ما يجري في السودان، أو حتى إزاء ما يجري في غير السودان، حتى إزاء ما يجري في غزة، أو ربما في المناطق الأقرب للغرب مثل أوكرانيا، فإنك لن تجده. فالأمر لم يعد أبدا كما كان عليه في الماضي القريب.

وما يحدث حاليا بين الهند وباكستان ربما لو حدث قبل 10 سنوات لكنت وجدت ردود فعل مختلفة عما يجري اليوم. وكنت سترى الغرب موحدا ولكان الآن قد انعقد مجلس الأمن على نحو طارئ ولاتخذ قرارات بهذا الشأن. وهاتان قوتان نوويتان تتواجهان مواجهة مسلحة.. فأين رد فعل العالم؟

لذا لا ينبغي أن نتوقع نحن في السودان أي ردود فعل عالمية إزاء تدخل دولة معينة في شأننا. ولا ينبغي أن نعوّل على أي شيء من هذا.

والآن العالم يتخلّق من جديد، وما يحدث الآن في العالم من تغير هو بالدرجة الأولى يؤكد غياب المرجعية المركزية، ويؤكد أن الظروف الحالية هي ذاتها التي أنشئت فيها الأمم المتحدة عام 1945 بعد انهيار عصبة الأمم.

والأمم المتحدة نفسها تواجه، اليوم، تحديا وجوديا كبيرا، وربما لم تعد قادرة على ممارسة أي دور لها، بسبب ما نشهده من خلافات بين القوى الكبرى، وما نشهده أيضا من تباعد في المسافات بينها وبين الكتل الإقليمية المختلفة.

إعلان هل يمكن القول إن العالم وصل مرحلة الصدام، أم هي مرحلة إعادة تشكيل التحالفات؟

أنا أتصور أنها مرحلة إعادة تشكل جديدة. لكن لا يُستبعد أيضا أن تحدث فيها صدامات كبرى. هذا ليس ببعيد. الكثيرون الآن يتوقعون أن ينشب صدام قريب ما بين الصين والولايات المتحدة.

وأيضا هناك صدامات أقل درجة وأقل حدة ربما تنشب. ما يحدث الآن بين باكستان والهند ما كان له أن يحدث أبدا في ظل النظام العالمي القديم.

يمكن أن تحدث صدامات كثيرة جديدة من هذا النوع، ويمكن أن تعيد هذه الصدامات الجديدة تشكيل الخارطة الدولية وينتج عنها نظام عالمي جديد.

هل السبب في الاضطراب العالمي الحالي هو غياب العقلانية في النظام الدولي أم العجز؟

السبب هو غياب التوازن. في الماضي كان هناك نظام قطبية كانت تمثله الولايات المتحدة من ناحية والاتحاد السوفيتي من ناحية أخرى. وهذا النظام الجديد الذي ساد منذ انهيار جدار برلين، كان بالفعل نظاما قادرا على أن يفرض نفسه وشهدنا سطوة هذا النظام وجبروته خلال العقدين أو الثلاثة الماضية، الآن انتهى هذا النظام.

ترامب منذ أن جاء في 2016 أعلن أن أميركا لا شأن لها بما يجري في العالم وأن ما يهمه هو أميركا وأميركا أولا، ومن ثم سحب أميركا من حيث الوجود الاستراتيجي لها والجيوبوليتيكي من العالم كله، وركز على اهتماماته في الداخل.

عندما جاء بايدن عام 2020 لم يتمكن من أن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه من قبل بسبب أن ما حدث أثناء إدارة ترامب الأولى أوجد مدا جديدا، ووجد قدرا كبيرا جدا من الاهتمام والتفاعل من مختلف الدوائر العالمية، وبسببه تغيرت سياسة العالم ونظامه كله.

الآن بمجيء ترامب للمرة الثانية تأكد تماما أن هذا الاتجاه في تصاعد وتنامٍ، ويكفي الآن ما نشهده من مواجهات بين الولايات المتحدة وحلفائها، أوروبا من ناحية وكندا من ناحية أخرى، وما إلى ذلك.

إعلان

الكل يبحث عن نفسه وعن مصلحته، فلم يعد الغرب موحدا كما كان، ولم تعد هناك أي قطبية أحادية كما كان عليه الحال قبل أعوام قليلة.

والآن نشهد ميلاد قطبيات متعددة لم تتبلور بعد حتى اليوم. ومن ثم فنحن في حالة لا يوجد فيها توازن للقوى، سواء كانت القوى السياسية أو القوى العسكرية، وهي مرحلة خطرة جدا على الجميع.

 نعود إلى الموضوع السوداني، هل يوجد للسودان حلفاء موثوقون يمكن الاعتماد عليهم ليساعدوه أم لا؟

يمكن أن يكون الحلفاء الموثوقون غير مباشرين أو غير ظاهرين، ليس بالضرورة أن يكون كل الحلفاء الموثوقين معروفين، والسودان أبدا لم تكن مشكلته في الفترة القليلة الماضية الافتقاد للحلفاء. وما حدث الآن من تقوية للجيش السوداني والتي شهدها العالم كله هو خير دليل.

وبعد أن كان الجيش هو الطرف الذي يتعرض للهجوم ويتعرض للانتكاسات، صار الآن هو الطرف المتقدم. ولم يكن ذلك ليحدث لولا المساعدة التي وجدها السودان من حلفائه، ولم يكونوا جميعا معلنين. وهذه المساعدة لا أتصور أنها سوف تتوقف.

وبتصاعد المواجهة الآن على النحو الذي أشرت إليه، سوف تتقوى هذه العلاقات بين السودان وحلفائه. وأتصور أن هذا ما يمكن أن يدفع بالنزاع السوداني للتحول من نزاع داخلي إلى نزاع إقليمي.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية السودان السابق للجزيرة نت: الحرب أصبحت إقليمية وتقسيم البلد غير وارد
  • عاجل- السفير الأميركي في تل أبيب يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
  • شعبة الدواجن: السعر العادل للكيلو المفروض يكون بـ 80 جنيه
  • السفير الأميركي في تل أبيب ينفي نية واشنطن الاعتراف بدولة فلسطينية
  • مصلحة المالك والمستأجر.. أحمد موسى: لازم يكون هناك حوار مجتمعي حول الإيجار القديم
  • منظمة بريطانية تتحدث عن فوائد الحرب في محاربة السمنة بغزة.. وإدانة واسعة
  • طهران: تصريحات “ويتكوف” تؤكد سياسية واشنطن المدمنة على إيذاء الشعب الإيراني
  • اقتصاد السودان: الانهيار الشامل والمأساة الإنسانية في ظل الحرب المنسية
  • السفير الروسي لدى واشنطن: يجب تطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة
  • السفير الأمريكي في إسرائيل: رد واشنطن على الحوثيين رهن بإصابة مواطنين أمريكيين