ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "فوكس" الأميركية، الليلة الماضية، أن إسرائيل ستستمر في الحرب على غزة حتى "انهيار حماس ، ونحن ملزمون بالانتصار". إلا أن المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، أشار اليوم، الجمعة، إلى أنه "للأسف الشديد، لا يوجد انتصار في الأفق.

وأقوال نتنياهو عن حرب لفترة طويلة هي بديل تسويقي لانتصار غير موجود".

أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخبارية

وأضاف برنياع أن "الواقع الذي ينتظرنا مختلف: مواجهات مع حلفاء، هدن، تحرير أسرى، ابتزاز من جانب إرهابيين". وأشار إلى أن "في ظل تزايد قوة المحور الإيراني، إسرائيل بحاجة إلى أميركا ورئيسها مثلما لم تحتاج إليه من قبل".

وأفاد الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز"، توماس فريدمان، في مقال أمس، بأن الرئيس الأميركي، جو بايدن، "سيستمر بتزويد احتياجات الجيش الإسرائيلي ودعم العمليات العسكرية في غزة، فقط إذا دخلت إسرائيل إلى عملية سياسية مقابل الفلسطينيين في الضفة الغربية، بهدف التوصل إلى (حل) الدولتين".

وأشار برنياع إلى أن فريدمان مقرب جدا من بايدن. لكنه أضاف أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد ولا تستطيع استيفاء هذا الشرط الذي يطرحه الرئيس الأميركي. ففي إسرائيل توجد حكومة ما قبل 7 أكتوبر وهي ليست مؤهلة للواقع في 8 أكتوبر. وانعدام الملاءمة بين الاحتياجات الآنية والظروف السياسية الداخلية في إسرائيل يُحدث صعوبة. والنتيجة هي ضغط أميركي متزايد من أجل الموافقة على وقف إطلاق نار".

ووفقا لبرنياع، رفض الإسرائيليون طلب الأميركيين بوقف إطلاق نار، وتحدثوا عن هدنة. وقالوا إن "مصطلح ’وقف إطلاق نار’ يمنح (رئيس حماس في قطاع غزة يحيى) السنوار وجنوده شعورا بأن الخلاص قريب. وينبغي مواصلة القتال".

وأضاف أن "الأمل (في إسرائيل) هو أن يكون الضغط كبيرا بشكل كاف بحيث يُغير مواقف السنوار، ويسمح بتحرير المخطوفين بأعداد كبيرة أو خروج كلي لحماس من غزة".

وحسب برنياع، فإنه "لا وقت لدى بايدن. فالمشاهد من غزة المدمرة تعرضه لانتقادات في الجناح اليساري في حزبه وتصوره كمن استسلم لإرادة حكومة إسرائيلية لا تحظى بشعبية. وحلفاء أميركا في المنطقة يتخوفون على استقرار حكمهم. واستطلاعات الرأي رهيبة، بدون علاقة مع إسرائيل. وليس لدى بايدن احتياطي أصوات".

وأضاف برنياع أنه "في غضون أسبوع، أو أسبوعين كحد أقصى، ستضطر إسرائيل إلى الموافقة على وقف إطلاق النار. والجيش الإسرائيلي سيبقى في شمال القطاع، بحجم قوات محدود في ما يشبه شريط أمني. وماذا بعد ذلك؟ لا يملك صناع القرار في إسرائيل إجابات حالياً".

ولفت برنياع إلى التصعيد الحاصل في الضفة الغربية على خلفية إرهاب المستوطنين في ظل الحرب على غزة. "الاستفزازات في الضفة تقلق إدارة بايدن ليس أقل مما يقلقه استمرار إطلاق النار في غزة".

أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن الحرب على غزة دخلت يومها الـ35، صباح اليوم، وهي الآن أكثر بيوم واحد من حرب لبنان الثانية التي انتهت بوصف نتائجها بـ"تعادل محبط"، لأن إسرائيل لم تتمكن من هزم حزب الله.

وأضاف أن "الظروف هذه المرة أصعب بكثير. وإسرائيل بدأت الحرب بعجز رهيب إثر إخفاق استخباراتي تقشعر له الأبدان، في 7 أكتوبر. وكل ما فعله الجيش الإسرائيلي منذئذ، وما سيفعله أيضا، أشبه بمحاولة يائسة لمطاردة خصم سبقه بفارق كبير إلى الأمام".

وتابع أنه "بعد العام 2006، والمعارك الكثيرة التي تلتها في غزة، اعتاد وزراء الأمن ورؤساء أركان الجيش الإسرائيلي التحدث عن ضرورة هزم العدو بسرعة. وفي سلاح الجو والمستوى السياسي يشككون بقدرات قوات البرية".

وأشار هرئيل إلى أن "الجيش الإسرائيلي يتكبد خسائر عندما تتذنب حماس القوات الإسرائيلية عندما تتوقف مكانها، أو عندما تصل إلى أماكن هامة للحركة وتخوض حولها جهدا دفاعيا أشد". ونقل عن ضباط في هيئة الأركان العامة قولهم إن "المنطقة التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي هي الأكثر اكتظاظا التي تجري فيها عملية كهذه. إضافة إلى أمرين يزيدان من المصاعب التي تواجهها القوات الإسرائيلية، وهما الأنفاق المتشعبة للغاية تحت الأرض، والأبراج السكنية، رغم أن قسما كبيرا منها دمرته الغارات الإسرائيلية".

وأضاف أنه "يجدر التذكير أن الانتصار في الحرب يتحقق عندما يتوقف جانب واحد عن العمل، سواء بإعلان رسمي أو بانهيار منظوماته فعليا. وحماس، حتى الآن، تبدو بعيدة عن ذلك. ويلاحظ تراجع أدائها في شمال القطاع، لكن ليس انهيارا".

المصدر : وكالة سوا - عرب 48

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی إسرائیل وقف إطلاق إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترقب فلسطيني ودولي.. هل يصمد مقترح ويتكوف حتى إنهاء الحرب على غزة؟!

◄ "حماس" تسلّم الوسطاء ردها على مقترح ويتكوف

المقترح ينص على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما بضمان من ترامب

◄ مسؤول في المقاومة: الرد على المقترح إيجابي ونسعى لإدخال بعض التعديلات

ملاحظات "حماس" تتعلق بضمان استمرار وقف الحرب وإدخال المساعدات

محللون يرون أن المقترح يصب في صالح الاحتلال الإسرائيلي

الرؤية- غرفة الأخبار

يعيش سكان قطاع غزة حالة من الترقب أملاً في التوصل إلى اتفاقٍ ينهي حرب الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها منذ 20 شهرا، في ظل عجز المجتمع الدولي عن إلزام إسرائيل بوقف الحرب والالتزام بالقوانين الدولية والمواثيق الأممية.

وفي آخر التطورات فيما يخص المقترح الأمريكي الأخير، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها سلمت، السبت، ردها على المقترح الأخير للمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.

وقالت حماس في بيان "في إطار هذا الاتفاق، سيتم إطلاق سراح 10 من أسرى الاحتلال الأحياء لدى المقاومة، إضافة إلى تسليم 18 جثمانا، مقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين".

وأوضحت أنها سلمت ردها إلى الوسطاء "بعد إجراء جولة مشاورات وطنية وانطلاقا من مسؤوليتنا العالية تجاه شعبنا ومعاناته" بما يُحقق "وقفا دائما لإطلاق النَّار وانسحابا شاملا من قطاع غزة وضمان تدفق المساعدات إلى شعبنا وأهلنا في القطاع".

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في حماس قوله إن الحركة ردت بشكل إيجابي على مقترح ويتكوف وتسعى لإدخال بعض التعديلات.

ونشرت وسائل إعلام إقليمية ودولية، معلومات حول هذا المقترح الأميركي الذي ينص على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، يضمن خلالها الرئيس دونالد ترامب التزام إسرائيل بوقف القتال.

كما يقضي الاتفاق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا وتوزيعها عبر قنوات متفق عليها، بما في ذلك الأمم المتحدة.

 

وفي تصريحات أخرى لمصادر مطلعة على المفاوضات، فإنَّ من بين ملاحظات حماس على المقترح منع تسليم المختطفين الإسرائيليين على مدار يومين فقط في الأسبوع الأول من الهدنة كما تحدده ورقة ويتكوف، بل سيكون على مراحل كما جرى في الصفقة الماضية لضمان سريان الاتفاق كاملاً على مدار شهرين.

وبينت المصادر أنَّ الملاحظات تتعلق بضمانات وقف الحرب غير الواضحة في الورقة المقدمة، وحتى بالتزام استمرار وقف إطلاق النار خلال المدة المحددة بـ 60 يوماً، إلى جانب واقع إدخال المساعدات الإنسانية الذي تحاول الورقة المقترحة ربطه بأشياء طُلب من الحركة تنفيذها، وقضية الأثمان التي ستُدفع مقابل الإفراج عن المختطفين الإسرائيليين.

وقالت المصادر في حينه إن المقترح يحمل الكثير من "الأفخاخ"، والكثير من شروطه تعقّد المشهد بالنسبة للفلسطينيين، مشيرةً إلى أن العديد من المعضلات كانت واضحة في نص ما قُدم، ومن بينها أنه لا يضع مدة الستين يوماً ملزمة بشكل واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، ويضعها فضفاضة من دون إلزام إسرائيل بها، أو حتى تمديدها في حال نجاحها، وهذا يعني السماح لإسرائيل بشكل أوضح بالعودة لتنفيذ هجمات بغزة على الطريقة اللبنانية كلما أرادت ذلك، بعد اليوم السابع، وهو الموعد المحدد لتسليم من تبقى من المختطفين، ثم استئناف الحرب بشكل كامل بعد الستين يوماً.

كما يحدد المقترح عدداً محدداً من دون أي معايير متفق عليها بشأن تبادل الأسرى، من خلال إطلاق سراح 125 أسيراً من المحكوميات المؤبدة والعالية فقط، وهو رقم لا يناسب عدد من سيُفرج عنهم من الأحياء والقتلى الإسرائيليين، ولا يصل حتى إلى المعايير التي تم استخدامها في مرحلة وقف إطلاق النار السابقة.

وقالت المصادر في حينه، إن قيادة حركة "حماس" بعد الاطلاع على صياغة المقترح رأت فيه أنه يتبنى الرؤية الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، حتى فيما يتعلق بأثمان الإفراج عن المختطفين من الأحياء والأموات.

مقالات مشابهة

  • ترقب فلسطيني ودولي.. هل يصمد مقترح ويتكوف حتى إنهاء الحرب على غزة؟!
  • «مقترح ويتكوف».. اتفاق لوقف النار «يلوح بالأفق»
  • ويتكوف يتسلم رد حماس ويصفه بغير المقبول
  • صحفيو غزة تحت النار.. فيلم يكشف منهجية إسرائيل في استهداف الصحفيين
  • بايدن يتحدث بتفاؤل عن مواجهته للسرطان.. أشعر أنني بحالة جيدة
  • روسيا: وقف إطلاق النار ليس كافياً لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • شاهد: ترامب : اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قريب للغاية
  • تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما
  • "حماس" تتلقى رداً إسرائيلياً على مقترح أميركي بشأن غزة وتراجعه
  • حماس تتلقى ردا إسرائيليا على مقترح الهدنة الأميركي