جوجل تحذر: هاكرز يستغلون الذكاء الاصطناعي لخداع الملايين وسرقة معلومات حساسة
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
كشفت وحدة Mandiant التابعة لشركة جوجل والمتخصصة في استخبارات التهديدات الإلكترونية، عن حملة إلكترونية خبيثة تستغل الشعبية المتزايدة لأدوات الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال إنشاء مواقع إلكترونية وهمية تحمل طابع خدمات الذكاء الاصطناعي؛ بهدف نشر البرمجيات الخبيثة وسرقة البيانات الشخصية للمستخدمين.
وتشير تحقيقات جوجل إلى أن هذه الحملة انطلقت منذ منتصف عام 2024، وترتبط بمجموعة تهديدات إلكترونية تعرف باسم UNC6032 يعتقد أن لها صلات بقراصنة في فيتنام.
وفقا لـ جوجل، يقوم القراصنة بالترويج لمواقعهم الوهمية من خلال إعلانات مدفوعة على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ولينكدإن.
وتظهر هذه الإعلانات كأنها تابعة لأدوات ذكاء اصطناعي حقيقية وشهيرة مثل Luma AI، وDream Lab من Canva، وKling AI، ما يدفع المستخدمين للنقر عليها ظنا أنها خدمات موثوقة.
بمجرد دخول المستخدم إلى هذه المواقع، يعرض عليه واجهة تدعي أنها تقدم خدمات توليد فيديوهات أو صور باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبغض النظر عن نوع المحتوى الذي يحاول المستخدم إنشاؤه، تقدم له دائما ملف مضغوط بصيغة ZIP لتحميله.
يحتوي هذا الملف على برنامج تنفيذي بامتداد مزدوج مثل .mp4.exe، ومموه بأيقونات شائعة لملفات الوسائط، لتجنب إثارة الشكوك، وعند تشغيله، يثبت البرنامج برمجية خبيثة على جهاز الضحية.
ما الذي تفعله البرمجيات الخبيثة؟بحسب باحثي جوجل، فإن البرمجية الأساسية التي تزرع في الجهاز تعرف باسم STARKVEIL، وهي أداة تثبيت Dropper مكتوبة بلغة Rust، تقوم بتحميل مكونات إضافية مهمتها جمع معلومات حساسة، من بينها بيانات تسجيل الدخول، معلومات البطاقات الائتمانية، وملفات تعريف الارتباط Cookies.
وغالبا ما يتم إرسال هذه البيانات إلى خوادم خارجية باستخدام واجهة برمجة تطبيقات تابعة لتطبيق تيليجرام.
كما تستخدم أنواع أخرى من البرمجيات الخبيثة ضمن الحملة، مثل GRIMPULL، وXWORM، وFROSTRIFT، والتي تؤدي وظائف مختلفة، من تسجيل ضغطات المفاتيح، ونشر العدوى عبر منافذ USB، إلى إنشاء قنوات تواصل مشفرة مع خوادم القيادة والتحكم، وجمع تفاصيل النظام، وتمت برمجة هذه البرمجيات لتفادي اكتشافها، من خلال فحص بيئات التشغيل الافتراضية والمحمية.
انتشار الحملةتكشف تقارير جوجل، أن القراصنة أنشأوا أكثر من 30 نطاقا إلكترونيا مزيفا منذ منتصف عام 2024، وأظهرت العينة التي تم تحليلها أن 120 إعلانا مزيفا على فيسبوك وصلت إلى ما يقدر بـ2.3 مليون مستخدم في دول الاتحاد الأوروبي.
كما وصلت إعلانات مشابهة على لينكدإن إلى ما بين 50 ألفا و250 ألف انطباع، واستهدفت بالدرجة الأولى المستخدمين في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا.
وأكدت شركة “ميتا” أنها تعمل بالتعاون مع جوجل لإزالة المحتوى الاحتيالي وتعطيل الحسابات المرتبطة بهذه الحملة.
ومع تزايد انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي، دعت جوجل المستخدمين إلى توخي الحذر عند التعامل مع خدمات جديدة على الإنترنت.
ونصحت بضرورة التحقق من مصداقية المواقع قبل تحميل أي ملفات، وتجنب التعامل مع مصادر غير موثوقة، كما أوصت باستخدام برامج حماية محدثة وتفعيل ميزات الأمان في المتصفح لتقليل احتمالية التعرض لمثل هذه التهديدات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جوجل الذكاء الاصطناعي مواقع وهمية البرمجيات الخبيثة عملية الاحتيال برمجية خبيثة البرمجیات الخبیثة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يُحدث نقلة في مكافحة التدخين الإلكتروني
أظهرت دراسة أجرتها جامعة كوينزلاند الأسترالية أن إعلانات التوعية بمخاطر التدخين الإلكتروني، التي صُممت بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي وبالتعاون مع الشباب، حظيت بتقييم يعادل أو يتفوق على الإعلانات التي تنتجها الجهات الصحية الرسمية.
وتشير نتائج الدراسة، المنشورة في دورية "JAMA Network Open"، إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يسهم في تقليص المدة الفاصلة بين اكتشاف المخاطر الصحية العامة وإطلاق الحملات الإعلامية المؤثرة.
وشارك في الدراسة 600 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً من مختلف أنحاء أستراليا.
- اقرأ أيضاً: أداة ذكاء اصطناعي جديدة لتشخيص ورعاية فشل القلب
فجوة زمنية
قال غاري تشان، الأستاذ المشارك في الدراسة: "الحملات الإعلامية الجماهيرية أثبتت فعاليتها في تغيير سلوكيات الصحة العامة، إلا أن إعدادها يستغرق وقتاً طويلاً، مما يخلق فجوة زمنية بين ظهور المشكلة واستجابة الجهات الصحية".
وأشار إلى أن مثال أستراليا واضح في هذا السياق، حيث ظهرت التحذيرات من أضرار التدخين الإلكتروني عام 2018، لكن أول حملة وطنية أُطلقت في عام 2021، مؤكداً أن التعاون مع الشباب في تصميم إعلانات بالذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل هذه الفجوة بشكل كبير.
- طالع أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة الخلايا السرطانية
تجربة عشوائية
الذكاء الاصطناعي التوليدي هو تقنية قادرة على إنتاج الصور والنصوص بسرعة، مما يتيح للجهات الصحية الاستجابة الفورية للتحديات الطارئة.
وفقاً لموقع "ميديكال إكسبريس"، قيّم المشاركون في التجربة 50 إعلاناً، نصفها مولد بالذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الشباب، والنصف الآخر إعلانات رسمية موجودة مسبقاً.
وعُرضت مصادر الإعلانات عشوائياً للمشاركين، سواء بإخبارهم أنها صُممت بالذكاء الاصطناعي، أو من إنتاج منظمة الصحة العالمية، أو مزيج من الاثنين، أو دون ذكر مصدر.
- انظر أيضاً: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء؟.. رئيس "ChatGPT" يجيب
إعلانات جاذبة
كشفت نتائج التجربة أن الإعلانات المولدة بالذكاء الاصطناعي احتفظت بجاذبيتها حتى عند التصريح بمصدرها، وهو ما أرجعه الباحثون إلى ألفة الشباب مع التكنولوجيا الحديثة.
ورغم الإمكانات الكبيرة لهذه التقنية، حذر الباحثون من سهولة إنتاج معلومات صحية مضللة بكميات كبيرة، مما يستدعي وضع أطر تنظيمية تضمن الشفافية والمصداقية.
ويخطط فريق البحث لدراسة ما إذا كانت هذه الإعلانات قادرة بالفعل على التأثير في السلوك، مع توسيع نطاق التجربة لتشمل مشكلات صحية أخرى.
أمجد الأمين (أبوظبي)