إلغاء صلاة سلام.. حلقة جديدة من الضغوط على داعمي فلسطين بألمانيا
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
ميونخ- كان من المتوقع أن يصلي مسلمون ويهود ومسيحيون معا في مدينة ميونخ بداية هذا الأسبوع، في رسالة لأجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، خصوصا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن هذا الحدث الداعم للسلام أيضا، تم إلغاؤه في آخر لحظة بضغوط من جهات داعمة للسياسات الإسرائيلية.
الحدث كان من المفترض أن يُنظم في ساحة "مارين بلاتز" وسط ميونخ، ودعا له مجلس المسلمين في المدينة، لكن عمدتها ديتر ريتر، أعلن عن إلغائه قائلاً إن "الوقت لم يحن بعد لتنظيم هذه الصلاة في المدينة"، رغم أنه كان راعيا لها في البداية، ما خلف استياءً كبيرا وسط صفوف مجلس المسلمين، الذي وصف قرار الإلغاء بـ"المر".
وبرّر العمدة قرار الإلغاء بانسحاب ممثل عن الديانة اليهودية من الحدث، ما يجعل إمكانية عقده مستحيلة، لكن جهات أخرى تؤكد أن السبب هو ضغوط على بلدية المدينة لأجل الإلغاء، حيث جاء الانسحاب بسبب عدم رضا بعض ممثلي الديانة اليهودية عن المسلمين المشاركين في الحدث، فيما أكدت منظمات مسلمة أن انسحاب ممثلين عن اليهود، وكذلك عن البروتستانت، كان لأسباب تخصّ موعد الصلاة، وليس رفضا للدعوة.
ولم يوضح ممثل اليهود سبب عدم الحضور، لكن موقع الإذاعة البافارية العامة (BR) أشار إلى أن السبب هو الانتقادات التي وُجهت للمنظمين، ما دفع بممثلي اليهود والبروتستانت إلى الانسحاب، في حين صرّح الأسقف البروتستانتي كريستيان كوب، بأنه دون مشاركة ممثل عن اليهود، لن تكون الصلاة ممكنة، لكنه وعد بتكثيف الحوار لأجل جعل هذه الصلاة ممكنة في وقت لاحق.
ضغط وتشديدالضغوط ضد الصلاة المشتركة جاءت من بعض المنظمات، من أهمها "التحالف اليساري ضد معاداة السامية"، وهو تجمع لشباب من أحزاب ومنظمات وسط اليسار، تدعم إسرائيل.
شنّ هذا التحالف حملة انتقادات ضد الصلاة، وبرّر ذلك بوجود "منظمات معادية للصهيونية" داخل مجلس المسلمين لها علاقات مع تنظيم "الإخوان"، ووصلت انتقاداته لحد "التشكيك في جدية دعوات المجلس للسلام"، واحتفى هذا التحالف كثيرا بقرار الإلغاء، معتبرا أنه حقق هدفه، إذ لا يمكن "تحقيق السلام مع الإسلاميين" حسب زعمه.
ولأجل الضغط أكثر على البلدية لإلغاء الحدث، قام هذا التحالف بربط الحدث بسعيد رمضان، وهو أحد الكوادر التاريخية للإخوان المسلمين، بحكم أنه مؤسس المركز الإسلامي في ميونخ (IZM)، إحدى المؤسسات الممثلة في مجلس المسلمين بالمدينة، وتحدث التحالف عن علاقة الإخوان المسلمين بحركة حماس.
ومن الضاغطين كذلك، رئيس الجمعية الإسرائيلية – الألمانية فولكر بيك، الذي ينتمي لحزب الخضر، ومن أكثر الشخصيات الألمانية دعما لإسرائيل، الذي صرّح بأن "هذه الصلاة حدث لن يخدم سوى حماية حركة حماس والمواقف الإسلامية"، ورحب فولكر لاحقا بقرار الإلغاء.
لكن رغم ذلك، انتقد كل من فولكر بيك والتحالف اليساري المذكور قرار البلدية بعدم ذكر الأسباب الحقيقية وراء الإلغاء، والاختباء وراء إلغاء ممثل "المكون اليهودي" لمشاركته، إذ كانا يطالبان أن تذكر البلدية بوضوح أنها تتحفظ على مشاركة مجلس المسلمين.
وذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أن بعض الجمعيات المرتبطة بمجلس المسلمين في ميونخ موجودة تحت مراقبة الاستخبارات الداخلية الألمانية، ومنها "التجمع الإسلامي الألماني" (DMG)، وهي جمعية كان المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا قد أسقط عضويتها، بمبرّر "تبعيتها للإخوان"، لكن مجلس ميونخ في حد ذاته لا يقع تحت أيّ مراقبة أو اتهامات رسمية بالتطرف.
Die deutsche #Polizei geht gewaltsam gegen eine friedliche Demonstration in München vor, die sich aus Solidarität mit #Palästina versammelt hat
#Hamas #Israel #Gaza #Deutschland pic.twitter.com/6TL90ZPMh2
— Der Rattenfänger (@Rattenfangernet) October 13, 2023
"نحن مع السلام"ومن الانتقادات التي رفعها معارضو الصلاة المشتركة بحق المؤسسات الإسلامية المشاركة، هو ما كتبه إمام مسجد المركز الإسلامي في ميونخ على صفحته في فيسبوك، عندما احتفى بهجوم حماس، غير أن المركز نشر بيانا أكد فيه أنه أوقف الإمام بشكل فوري إلى حين التحقيق في الاتهامات بشأنه.
وقال المركز إنه "لا يجب نقل الكراهية والعنف إلى اليهود والمسلمين في ألمانيا"، مشيرا إلى أنه مؤمن بـ"التعايش المشترك"، لذلك دعا اليهود والمسيحيين وجميع الناس من كل المعتقدات إلى زيارة المسجد.
ورغم إلغاء التظاهرة، حضر العشرات من سكان ميونخ للصلاة الجماعية، وقال الإمام بنيامين إدريس لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" إن المنظمين حضروا لأجل إخبار الزوار الذين لا يستخدمون وسائل التواصل بأن الحدث ألغي، لكنهم تفاجؤوا أن العديد من الناس حضروا، 90% منهم مسيحيون، وأصروا على الصلاة الجماعية.
وكان من المتوقع أن تكون الصلاة دون أعلام ولا لافتات ولا شعارات، وجاءت في سياق ضغوطات كبيرة تتعرّض لها المجالس الإسلامية في ألمانيا، التي باتت تُطالب باتخاذ المواقف الرسمية الألمانية، وإلا فهي محسوبة على الإسلاميين وتشجع "الإرهاب".
وكجلّ البلديات الألمانية، أعلنت بلدية ميونخ التضامن مع إسرائيل، وأضاءت ألوان كاتدرائية السيدة العذراء وسط المدينة بألوان العلم الإسرائيلي، فيما تعرّضت مظاهرات داعمة لفلسطين ورافضة للحرب على غزة للحظر المسبق، بحجة "الاحتفاء بالهجمات الإرهابية".
وتدخلت الشرطة بعنف لتفريق عدد من المتظاهرين، رغم أن الداعين لهذه المظاهرات هي جهات معروفة بعملها السلمي، ويوجد إسرائيليون من اليسار في صفوفها، لكن وتحت الضغوط الشديدة وتنامي حركة الاحتجاج إثر ارتفاع عدد الشهداء في غزة، سمحت سلطات ميونخ بعدد من هذه المظاهرات، بشروط متعددة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مجلس المسلمین
إقرأ أيضاً:
ترامب يُصعّد الضغوط الجمركية بخطابات إلى شركاء التجارة حول تعريفات جديدة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن البيت الأبيض سيبدأ اليوم الجمعة، بإخطار شركاء التجارة بشكل أحادي بتطبيق معدلات تعريفات جمركية جديدة على صادراتهم إلى الولايات المتحدة، في ظل اقتراب الموعد النهائي المحدد في 9 يوليو لإبرام صفقات تجارية جديدة.
ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية عن ترامب قوله للصحفيين، إنه يتوقع إرسال ما بين 10 إلى 12 خطابًا في وقت لاحق اليوم، على أن تُرسل خطابات إضافية في الأيام التالية لضمان أن يكون "جميع الشركاء مشمولين بالكامل" بحلول الأربعاء المقبل.
وأشار «ترامب» إلى أن التعريفات الجديدة ستتراوح قيمتها بين 10% و70%، موضحًا أن بعض الدول قد تواجه رسومًا أعلى من تلك التي أُعلن عنها سابقًا فيما سماه «يوم التحرير» في 2 أبريل.
وكان ترامب قد توقع في البداية إبرام سلسلة من الصفقات مع شركاء تجاريين رئيسيين بسبب الضغوط الناجمة عن رسومه الجمركية الباهظة في «يوم التحرير»، لكن صبر الرئيس الأمريكي بدا في تصريحه الأخير وكأنه ينفد حيال هذا الملف، حسبما قالت الصحيفة.
وفي حين أنه يتم بحث عقد صفقات أخرى، قال ترامب إن دولًا أخرى ستواجه معاملة أحادية الجانب.
وأضاف: أميل إلى توجيه رسالة وتحديد الرسوم الجمركية التي سيدفعونها الأمر أسهل بكثير.
ولم يُصرح ترامب ما إذا كانت الرسوم الجمركية ستشمل جميع السلع، أو ما إذا كانت ستشمل رسومًا على منتجات محددة مع الإشارة إلى أن السيارات والصلب مُفروض عليهما بالفعل رسوم جمركية بنسبة 25 و50 في المائة على التوالي.
وتابع ترامب أن الرسوم الجمركية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 1 أغسطس المقبل على أن تبدأ الولايات المتحدة في تحقيق دخل منها اعتبارًا من ذلك التاريخ.
وقد ارتفعت عائدات الرسوم الجمركية الأمريكية أربعة أضعاف تقريبًا في مايو مقارنة بالعام السابق لتصل إلى رقم قياسي بلغ 24.2 مليار دولار - بزيادة أكثر من 25% عن الشهر السابق، وفقًا للبيانات المنشورة هذا الأسبوع.
وفرض ترامب ما يُسمى بالرسوم الجمركية المتبادلة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين بنسبة تصل إلى 50% في يوم التحرير، لكنه سارع، تحت ضغط أسواق السندات، إلى فرض وقفة تفاوضية لمدة 90 يومًا للدول.
ومنذ ذلك الحين، أبرمت حكومتان فقط هما المملكة المتحدة وفيتنام اتفاقيات من حيث المبدأ، مما سبب اختناقًا قبل الموعد النهائي في 9 يوليو.
وكانت معظم الدول تدفع تعريفة جمركية أساسية ثابتة بنسبة 10% على معظم السلع الأخرى منذ أن بدأ ترامب وقفة التفاوض، في انتظار نتيجة المفاوضات.
وأوضحت «فاينانشيال تايمز» أن شركاء الولايات المتحدة الأمنيون الرئيسيون، مثل اليابان - التي فُرضت عليها تعريفة جمركية بنسبة 24% في 2 أبريل - بدوا بطيئين في التوصل إلى اتفاق في حين هدد ترامب قبل أيام بفرض تعريفة جمركية بنسبة 30 أو 35% على طوكيو إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وتم حساب تعريفات «يوم التحرير» بناءً على حجم العجز التجاري لكل دولة مع الولايات المتحدة، حيث كانت مراكز التصنيع الآسيوية الرئيسية للسلع الاستهلاكية الأمريكية مثل فيتنام الأكثر تضررًا.
وكان «ترامب» علن هذا الأسبوع - أن فيتنام التي فُرضت عليها رسوم جمركية بنسبة 46% بمناسبة يوم التحرير، ستدفع ضريبة ثابتة بنسبة 20% على السلع المصنعة في البلاد.أما السلع التي تُشحن عبر فيتنام، فستُفرض عليها ضريبة بنسبة 40%.