هجوم سيبراني على أكبر بنك في العالم يعطل تداول سندات الخزانة الأمريكية
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
أعلن البنك الصناعي والتجاري الصيني«ICBC» تعرض ذراعه للخدمات المالية، لهجوم سيبراني «فدية خبيثة» أدى إلى تعطيل أنظمة معينة عطلت تداول سندات الخزانة.
وأوضح البنك الذي يُعد أكبر بنك في العالم من حيث الأصول والمملوك للدولة، أنه فور اكتشاف الاختراق، قام البنك الصناعي والتجاري الصيني بعزل الأنظمة المتأثرة لاحتواء الحادث.
ورغم ذلك، ذكرت العديد من وسائل الإعلام أن هناك اضطراباً في تداولات سندات الخزانة الأميركية.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز، نقلاً عن التجار والبنوك، يوم الجمعة، إن هجوم برامج الفدية منع قسم البنك الصناعي والتجاري الصيني (ICBC) من تسوية معاملات الخزانة نيابة عن المشاركين الآخرين في السوق.
وقال البنك الصناعي والتجاري الصيني إن أنظمة البريد الإلكتروني والأعمال الخاصة بذراع الخدمات المالية الأمريكي التابع له تعمل بشكل مستقل عن عمليات البنك الصناعي والتجاري الصيني في الصين. كما أكد أن أنظمة مكتبه الرئيسي وفرع "ICBC" في نيويورك والمؤسسات التابعة الأخرى المحلية والخارجية لم تتأثر بالهجوم الإلكتروني.
ولم يحدد البنك الصناعي والتجاري الصيني (ICBC) الجهة التي تقف وراء الهجوم، غير أنه أفصح عن إجراء تحقيقاً شاملاً ويتقدم في جهود التعافي بدعم من فريقه المحترف من خبراء أمن المعلومات، كما أنه يعمل مع سلطات إنفاذ القانون، مؤكدا أنه نجح في إتمام تداولات سندات الخزانة الأمريكية التي تم تنفيذها يوم الأربعاء الماضي ومعاملات تمويل إعادة الشراء التي تمت الخميس.
وتعتبر برامج الفدية «Ransomware» نوع من الهجمات السيبرانية، يتضمن سيطرة المتسللين على الأنظمة أو المعلومات وعدم السماح لهم بالرحيل إلا بعد أن تدفع الضحية فدية، إنه نوع من الهجوم الذي شهد انفجاراً في شعبيته بين الجهات الفاعلة السيئة في السنوات الأخيرة.
وتكشف إحصاءات الهجوم السيبراني عن زيادة هائلة في البيانات المخترقة حول العالم، خاصة من مصادر أماكن العمل، الأجهزة المحمولة وأجهزة الانترنت، بعدما ارتفعت وتيرة العمل عن بعد بعد جائحة كورونا «كوفيد-19» وهو ما زاد الاعتماد على الشبكات والإنترنت، وبالتالي زادت الهجمات السيبرانية.
وتشير الأبحاث الأمنية الحديثة أن معظم الشركات لديها بيانات غير محمية، ما يجعلها عرضة لفقدان البيانات، وهو ما يترك المستخدمين معرضين لخطر سرقة الهوية، ويدمر سمعة الشركات، ويترك الشركة مسؤولة كليًا عن تلك الانتهاكات.
وفقاً لتقرير صادر عن Accenture’s Cost of Cybercrime، إن 43% من الهجمات الإلكترونية تستهدف الشركات الصغيرة، و30% منها تتجه صوب المؤسسات المالية الكبرى بغرض الاستيلاء على بياناتها والحصول على الأموال عبر ما اصطلح عليه بـ «الفدية»، لكن 14% فقط من هؤلاء، مستعدون للدفاع عن أنفسهم، وذلك بسبب الضرر الذي تلحقه تلك الهجمات بأصول تكنولوجيا المعلومات المهمة والبنية التحتية للشركات، والتي قد يكون من المستحيل استردادها بدون ميزانية كبيرة، وقد لا تكون الشركات الصغيرة مهيّئة لدفع مبالغ كبيرة.
اقرأ أيضاًبعد أنباء اختراقه.. سهم فوري يتراجع بنسبة 4.59% بالبورصة
خارج أرض المعركة.. هجمات سيبرانية تطال إسرائيل وتخترق مواقعها
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: هجوم سيبراني هجمات سيبرانية فوري هجوم إلكتروني البنك الصناعي والتجاري الصيني سندات الخزانة
إقرأ أيضاً:
ربط الديون بالذهب خطة ستيف فوربس لكبح سلطة المركزي الأميركي
في طرح يعكس تصاعد الدعوات لكبح تدخل مجلس الاحتياطي الفدرالي في السوق، دعا ستيف فوربس، رئيس تحرير مجلة فوربس وأحد أبرز الأصوات المدافعة عن الاستقرار النقدي، إدارة ترامب إلى إطلاق إصلاح نقدي جذري، يبدأ بإصدار سندات خزانة مرتبطة بالذهب، بوصفها "مقياسًا شفافًا ومباشرًا" لقيمة الدولار الأميركي.
ربط الديْن الحكومي بالذهب.. نموذج جديد للانضباط الماليوبحسب فوربس، تقوم الفكرة على إصدار سندات خزانة بدون فائدة (Zero-Coupon) خمس سنوات، تمنح حاملها عند الاستحقاق حق استرداد قيمتها إما بالدولار أو بما يعادله من الذهب.
ويضرب مثالًا: "سند بقيمة مليون دولار يمكن أن يُسترد بعد خمس سنوات إمّا نقدًا، أو بما يعادل 280 أونصة من الذهب. وفي حال ضعف الدولار، قد تُقدَّر قيمة الذهب المستردة بـ1.5 مليون دولار"، وفق تقديراته.
ويشير فوربس إلى أن وزارة الخزانة الأميركية لديها أكثر من 261 مليون أونصة ذهب يمكن تخصيص جزء منها ضمانًا لهذه السندات.
ويضيف، أن التداول اليومي لتلك الأوراق سيوفر للأسواق "مؤشرًا دائمًا" يكشف ما إذا كانت واشنطن تحافظ على استقرار الدولار أو تعبث به، وهي فكرة تستند إلى ما طرحته الخبيرة النقدية جودي شيلتون في كتابها "غود آز غولد".
مواجهة "العقيدة التضخمية" للفدراليوينتقد الاحتياطي الفدرالي في المقال على تبنيه ما يسميه فوربس بـ"العقيدة المضللة" التي تربط بين النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم، ما يدفعه إلى رفع أسعار الفائدة لكبح النشاط الاقتصادي.
ويرى أن على البنك المركزي أن "يتخلى عن دور المهندس الاقتصادي، ويركز بدلًا من ذلك على المهمة الوحيدة المشروعة: الحفاظ على استقرار قيمة الدولار".
ويتابع: "من العبث أن تبلغ عوائد سندات الخزانة لأجل ثلاثة أشهر نحو 4.3%، في حين أن السعر العادل في السوق سيكون أقرب إلى النصف"، مشددًا على أن سوق المال يجب أن تُدار بمعايير ثابتة كما تُقاس المسافة بالمتر والزمن بالساعة.
تحوط أعلى من التضخموفي ظل تفاقم القلق من التضخم، بلغ حجم الاستثمار في سندات الخزانة المحمية من التضخم (TIPS) نحو 2.6 تريليون دولار، رغم عوائدها المتدنية.
إعلانويقترح فوربس، أن السندات المرتبطة بالذهب ستوفر بديلاً أكثر كفاءة، لأنها تحمي من تآكل العملة مباشرة، وليس فقط من ارتفاع الأسعار.
ويؤكد أن الذهب حافظ على قيمته أكثر من خمسة آلاف عام، معتبرًا إياه "بوصلة الاستقرار النقدي"، في مقابل دولار فقد كثيرًا من ثقة الأسواق نظرا لسياسات التيسير الكمي والتدخلات المتكررة.
وبحسب المقال، فإن إصدار سندات ذهبية لن يكون مجرد خطوة رمزية، بل "منصة انطلاق لإصلاح أعمق" في النظام النقدي الأميركي.
فهي تفضح –حسب تعبير فوربس– "مدى انحراف الفدرالي عن مهمته الأصلية"، وتعيد ضبط العلاقة بين الحكومة والمجتمع المالي على قاعدة الشفافية والانضباط.
ويختتم فوربس مقاله بتحذير: "ما لم تُضبط سلطة الفدرالي ويُكبح تدخله في السوق، فإن الولايات المتحدة ستظل تُعاني من تذبذب العملة وعدم اليقين المالي، حتى لو أظهر الاقتصاد أرقامًا ظاهرية قوية".