ماذا قال باراك أوباما عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة بداية شهر أكتوبر الماضي بدأ تداول مذكرات الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما من جديد والتي صدرت في عام 2020 وبخاصة الجزء الذي تحدث فيه عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وذكر القضية تحت عنوان «أرض الميعاد»، حيث تحدث عن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، باعتباره يمينيًا ومتعصبًا وأنه ورث إخلاص والده للدفاع عن إسرائيل، وبرر لنفسه أشياء عديدة من شأنها بقاؤه فى الحكم، من منطلق رؤيته لنفسه كأنه كبير المدافعين عن اليهود.
وقال أوباما بمذكراته، إن رام إيمانويل السياسي الأمريكي في عام 2009، أكد له بأنه لن يتمكت من إحراز تقدم فى عملية السلام؛ لصعوبة الأمر عندما يأتي الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلى من خلفيات سياسية مختلفة، و"رام" كان عمدة شيكاغو وعضوًا بارزًا في الحزب الديمقراطي، كما كان لفترة وجيزة متطوعًا مدنيًا فى الجيش الإسرائيلي وجلس فى الصف الأول فى مفاوضات أوسلو، ونصح أوباما باستئناف محادثات السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وأكد أيضًا لأوباما أنه كلما قضى مزيدًا من الوقت مع نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس، كلما فهم السبب.
وصف أوباما نتنياهو في مذكراته إنه كان ذكيًا وصعبًا وموهوبًا فى التواصل باللغتين العبرية والإنجليزية، ولعائلته جذور عميقة فى الحركة الصهيونية، وكان من الصعب تحديد ما إذا كان نتنياهو ورث أيضًا عداء والده للعرب والميل للصراع معهم، لكن شخصيته لم تسمح بأى تسوية أو اتفاق، ورؤيته لنفسه على أنه المدافع الرئيسي عن الشعب اليهودي سمحت له بتبرير أي شيء تقريبًا من شأنه أن يبقيه فى السلطة، كما أن معرفته بالسياسة والإعلام الأمريكية أعطته الثقة فى أنه يستطيع مقاومة أى ضغط من قبل إدارة ديمقراطية مثل إدارتي.
وأضاف «أوباما» أن نتنياهو كان أكثر اهتمامه بالحديث عن إيران، التى اعتبرها أكبر تهديدا أمنيا لإسرائيل، واتفقنا على تنسيق الجهود لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي، لكن عند طرح أوباما إمكانية استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين، لم يبد نتنياهو ملتزما، وقال لأوباما: “أريد أن أؤكد لكم أن إسرائيل تريد السلام، لكن السلام الحقيقى يجب أن يلبي الاحتياجات الأمنية لإسرائيل”، ويعتقد أوباما أن إحجام نتنياهو عن الدخول فى محادثات سلام جاء ناتجًا عن قوة إسرائيل المتزايدة، ووصف أوباما الرئيس الفلسطينى بأنه كان الخيار المفضل لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل لقيادة الفلسطينيين بعد وفاة عرفات، لاعترافه الصريح بإسرائيل ونبذه طويل الأمد للعنف.
وأشار أوباما إلى تطور إسرائيل في بناء لمستوطنات جديدة فى الضفة الغربية مع مرور الوقت ليصبح سياسة حكومية بحكم الأمر الواقع، وفى عام 2009، كان هناك حوالي ثلاثمائة ألف مستوطن إسرائيلى يعيشون خارج حدود الدولة المعترف بها، ثم بدأ بالدعوة إلى تجميد مؤقت لبناء المستوطنات، وكما هو متوقع، كان رد نتنياهو سلبيًا بشكل حاد، وسرعان ما اتهم إدارة أوباما علنًا بإضعاف التحالف الأمريكى الإسرائيلى.
وتابع، أن هواتف البيت الأبيض بدأت فى الرنين، حيث قام أعضاء فريق الأمن القومي الخاص بى بتلقي مكالمات من المراسلين وقادة المنظمات اليهودية الأمريكية والداعمين البارزين وأعضاء الكونجرس، كلهم يتساءلون عن سبب تركيزنا على إسرائيل والتركيز على المستوطنات عندما يكون الجميع عرف أن العنف الفلسطينى هو العائق الرئيسى أمام السلام، لكن بعد وقت قصير من إلقاء خطابه فى القاهرة، فى أوائل يونيو 2009، كشف أوباما أن نتنياهو أرسل خطابا خاصا أعلن فيه، لأول مرة، دعمه المشروط لحل الدولتين.
وتطرق أوباما في المحور الأول لتاريخ الصراع بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي منذ وعد بلفور مرورًا بتشكيل الميليشيات اليهودية المسلحة والهولوكوست الذي خلق تعاطفًا دوليًا واسعًا مع اليهود وأدى إلى مشروع الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين والرفض الفلسطيني والعربي لذلك ومن ثم حرب العام ١٩٤٨ وتهجير الفلسطينيين ثم استعراض ما حدث من حرب العام ١٩٦٧ وظهور منظمة التحرير واتفاقات أوسلو وفشل مفاوضات كامب ديفيد وانقسام الفلسطينيين لاحقًا.
واعترف أوباما صراحة، إن اليهود أسسوا دولتهم على أرض يسكنها مئات الآلاف من الفلسطينيين وإن أكثر من سبعمائة ألف فلسطيني هُجروا خلال حرب العام ١٩٤٨ وإن خسارة العرب للحرب تعود في الأساس إلى أن غالبية الدول العربية في حينه كانت في بداية استقلالها وأيضا لا يخفى أوباما تعاطفه مع اليهود فيقول إن أمه وعائلتها التي ربته، والمناهج المدرسية والكنيسة التي يتبع لها غرست فيه هذا التعاطف مع اليهود مثلما يحدث لجميع الأمريكيين.
وفي نفس الوقت يقول إن الأفكار المتعلقة بحقوق الإنسان لا يمكن تجزئتها وأن الأسباب التي تدفعه للتعاطف مع اليهود والاضطهاد الذي تعرضوا له تاريخيًا في أوروبا وأميركا هي نفس الأسباب التي تدفعه لتأييد قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وا إن ملايين الفلسطينيين ولدوا تحت الاحتلال وهم لا يمتلكون أبسط الحقوق التي تتمتع بها شعوب تعيش في ظل أنظمة قمعية، وإن كل ما يقال إن الفلسطينيين قد أضاعوا فرصًا سابقة للسلام لا يغير من حقيقة أنهم يعيشون تحت الاحتلال وأنهم يتعرضون لظلم شديد.
ومن ضمن المحاور التي تحدث فيها أوباما وصف نفوذ اللوبي اليهودي في أمريكا وتأثيره على السياسيين فيها ويقول إن هناك ثمنًا يدفعه أي سياسي أميركي إذا اتخذ موقفًا من إسرائيل وإن هذا الثمن قد يكون وقف الدعم المالي ودعم مرشحين منافسين، وإن أي رئيس أميركي يمكنه أن يقول ما يشاء إذا كان الموضوع يتعلق بأقرب حلفاء أميركا إليها مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا ولكنه لا يستطيع أن يقول ما يشاء عندما تتعلق المسألة بإسرائيل.
تولى أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008 وقضى 8 سنوات فى البيت الأبيض، وكتب مذكراته بعد خروجه بأربع سنوات والتي هزت العالم وقت كتابتها وتباينت الآراء حولها في أمريكا والعالم وبخاصة السياسين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: باراك أوباما العدوان الإسرائيلي غزة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع الیهود
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يعدل قائمة الأسرى الفلسطينيين قبيل الإفراج عنهم.. ماذا عن أبو صفية
أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي إجراء تغييرات طفيفة على قائمة الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم، صباح اليوم الاثنين، حسب اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنه سيتم استبدال أسماء أسيرين في القائمة الرسمية للأسرى الفلسطينيين، اتضح أن أحدهما أفرج عنه سابقا.
وبحسب وسائل إعلام فإن التغييرات التي كانت مجملها تتعلق بالأسرى في غزة، ألغيت أسماء سبعة من القاصرين، وإضافة امرأتين، واستبدال مجموعة بآخرين من نفس الفئة لاعتبارات "أمنية".
كما أقرت حكومة نتنياهو خمسة أسماء احتياطا في حال أُجري تعديل على القائمة، منها اسم حسام أبو صفية، الذي لم يكن اسمه مدرجا أصلا في القائمة الرسمية للأسرى الذين سيفرج عنهم بحسب شبكة الجزيرة.
ووفق قناة 12 الإسرائيلية فإن وزراء الحكومة يجرون مشاورات للتصديق على التغييرات في القائمة.
وفي وقت سابق ذكرت حماس أن الحركة أجرت اتصالات مكثفة بالوسطاء لتحسين قوائم الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم من سجون الاحتلال.
وأضافت الحركة أن الوسطاء لا يزالون يعملون للتوصل إلى تسوية نهائية بشأن قوائم الأسرى رغم رفض الاحتلال، مؤكدة أن فصائل المقاومة جددت، التزامها للوسطاء بالإفراج عن أسرى الاحتلال وفق الإطار الزمني المتفق عليه.
في ذات الوقت أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أبلغ رسميا عائلات الأسرى الإسرائيليين بموعد الإفراج عن أبنائهم، والذي سيتم على دفعتين تبدأ أولاهما في تمام الساعة الثامنة صباحا.
وأشارت إلى أن الجيش طلب من العائلات القدوم إلى قاعدة "ريعيم" العسكرية عند الساعة السابعة والنصف صباحا، استعدادا لاستقبال الأسرى المفرج عنهم، مؤكدا بدء توجه حافلات للصليب الأحمر الدولي إلى جنوب إسرائيل استعدادا لاستقبال الأسرى الإسرائيليين.
ومن المقرر أن تطلق سلطات الاحتلال وفق الاتفاق سراح 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، إضافة إلى نحو 1700 اعتقلتهم تل أبيب من قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتقدر دولة الاحتلال وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.