سودانايل:
2024-06-16@11:57:02 GMT

أحلاهما …مُرٌّ

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

(1)
نصيحة لوجه الله:
إذا كنت تبحث عما يطمئنك ويزيل قلقك ومخاوفك التي تستشعر، فهذا الحديث ليس لك.
(2)
النخب السياسية والفكرية وكافة تنظيمات المجتمع المدني يدورون في حلقة مغلقة لا – ولن – تقودهم إلى أي مكان.
وتدور معهم القوى الاقليمية والدولية المتداخلة في ملف الأزمة السودانية في ذات الحلقة.
ولك أن تعجب ممن يتوقع مخرجاً من هذا الدوران الأعمى اللامجدي !!.


(3)
الأمر ليس بهذا الغموض:
فكل المبادرات التي يتم طرحها من قِبل أ مجموعة محلية أو خارجية لن تقود إلى السلام الذي يسعى الجميع لإحلاله، وذلك لسبب أبسط مما يمكن تصوروه:
إنه يعبر، سواء عن رغبات صادقة ونبيلة، أم غير كذلك ... لا يهم !.
ولأنه تفكير رغبوي، فإنه ينطلق من قاعدة غير واقعية.
الجميع ينطلقون من "فرضية" بأن أطراف الصراع يتشاركون الرغبة في السلام العادل.
ولهذا تتناثر الجهود هباءً.
(4)
هل يمكن لأي عاقل أن يتوقع أن أي من القوى المنخرطة في هذا الصراع الصفري تفكر في السلام، وبمنطق السلام ؟!. أو بما تسميه رشا عوض بـ"المعادلة الكسبية".
يمكن للمعادلة الكسبية أن يكون لها معنى ما في الصراع السياسي، حيث يكون هناك اعتراف بحق الطرف "الآخر" بالوجود.
بينما الواضح في هذا الصراع إنه صراع وجودي. والوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام فيه لن يتحقق سوى بإفناء الآخر والقضاء عليه ومحوه من الوجود.
(5)
نعم كان يمكن أن تكون القوى المدنية هي رمانة الميزان بين جناحي القوى المسلحة، باعتبارها الضلع الأكثر قرباً للحلول التوافقية (مجبر أخاك لا بطل). ولكن هذه القوى إلى الآن لم تحقق الوحدة التي تمنحها الزخم اللازم كقوة ذات تأثير فاعل. أما تأثير الدعم الخارجي الذي تحظى به، فإنه فقط يغذي رصيد "علاقاتها الاجتماعية" ذات التأثير المعنوي والأدبي، ولا قيمة شرائية له على الأرض.
في ظل هذا الواقع الذي يدركه الجميع، وقد تأكد بعد جولة مفاوضات منبر جدة، تواصل جميع الأطراف المتداخلة نثر المبادرات بتوتر من الانكار العنيد للواقع.
(6)
من يدرك طبيعة الدوافع النفسية لهذه القوى المتقاتلة بوحشية وخلفياتها الاجتماعية التي تتغذى على انفعاليِّ الخوف والطمع يتأكد له انهما "لا يستطيعان" النزول من ظهر نمر السلطة الذي تورطا في امتطائه. ففي مغادرة ظهره هلاكهما، ولذا سيظلان متشبثين به بكل قوتهما.
- هل سيسلم الكيزان بهزيمتهما وانتصار الدعم السريع ؟!.
- أم ينسحب حميدتي من الأراضي والمدن التي تحت سيطرته للجنة البشير الأمنية ؟!.
- أم يستسلم البرهان ؟!.
السؤال القاتل: ما مصير من يفعل ذلك منهم ؟؟.
ما من إجابة على هذه الأسئلة سوى: لا، قاطعة.
وتستمر الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات... وهذا هو معنى عبثيتها.
(7)
إذن دعنا نغيِّر موقعنا ونقلب هذه الصفحة لنطالع ما في صفحتي القوى الخارجية.
من الحقائق التي لا ينبغي أن تغيب عن ذهن أحد أن كل من تم استدعاؤه للمشاركة في هذا "المولد"، سواء كشاهد أو مشاهد أو مشارك بالدعم لأي طرف من الأطراف، إنما جاء بحثاً عن مصالحه هو الخاصة، وأي طرف من أطراف النزاع لا يهمه بقدر ما يحقق مصالحه عبره.
وبالتالي فإن مواقفهما تحددها بوصلة مصالحهما، وليس "عيون" من يدعم.
لذا تدعم واشنطون وعواصم دول الاتحاد الأوروبي "كتلة التغيير"، بينما تسعى الصين وروسيا للحفاظ على سلطة "الأمر الواقع".
وكلاهما يسعى لتأمين مصالحه بموقفه هذا. فلا الغرب تهمه "الديمقراطية" في العالم، ولا روسيا والصين يهمهما "الاستقرار" في شيء.
فموقفهما من بؤر النزاعات في فلسطين، وكرواتيا، وأفغانستان، وسوريا، والعراق، وليبيا، وفي ساحل أفريقيا، والصومال، وليبيريا، وراوندي، تؤكد لك انهم يتركون التفاعل الداخلي لتناقضات ونزاعات هذه المجتمعات يعمل عمله في إطار الفوضى الخلاقة لتفكيكها ويسهل صيدها ونهب مواردها بعد ذلك.
وبالتالي أيضاً يجب أن لا تتعجب إذا رأيت مصر التي تعلن الحرب على تنظيم الإخوان والإسلام السياسي عامة تدعم فلول الإخوان عبر البرهان.
(8)
وهكذا. في النهاية يعود الأمر في نهاياته الواقعية والمنطقية إلى الداخل. وهذا ما ظلت تزوّر عنه عين القوى الداخلية وتتعامى عنه.
فما الذي عليها فعله؟.
وما هي الخيارات الحقيقية – لا الرغبوية المتوهمة – التي يطرحها الواقع عليها؟.
نواصل.

izzeddin9@gmail.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع ورئيس الأركان يهنئان الرئيس المشاط بحلول عيد الأضحى

الثورة نت../

رفع وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري برقية تهنئة إلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط – رئيس المجلس السياسي الأعلى – القائد الأعلى للقوات المسلحة وذلك بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، جاء فيها:

في أجواء إيمانية وروحانية يحتفل شعبنا اليمني العظيم مع كافة شعوب أمتنا العربية والإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك.. وبهذه المناسبة الدينية العطرة التي تتناغم مع تلبيات وتكبيرات حجاج بيت الله الحرام ومع ضربات رجال الرجال في ميادين الجهاد يطيب لنا باسم قيادة وزارة الدفاع وباسم كافة المجاهدين من منتسبي قواتنا المسلحة أن نرفع لسيادتكم أسمى آيات التهاني والتبريكات، راجين من المولى عز وجل أن يديم عليكم موفور الصحة والعافية بما يمكنكم من تحمل المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقكم في ظل التحديات التي نعيشها على مستوى الداخل والمنطقة برمتها وأن يعيد هذه المناسبة الدينية المباركة علينا وعليكم وعلى شعبنا العظيم وشعوب أمتنا العربية والاسلامية بالخير واليمن والبركات.

في ظل المتغيرات التي يعيشها العالم اليوم نشهد بأن القوى الامبريالية تسعى إلى فرض وجودها ولو على حساب دماء وثروات الشعوب، وما يجري في غزة الجريحة لهو أكبر دليل على أن قوى الشر ممثلة بأمريكا وبريطانيا وكل من يقف مع الكيان الصهيوني يعملون جاهدين على حماية ربيبتهم الصغرى لتظل كالسرطان في جسد أمتنا مستعينين بأدواتهم الرخيصة في المنطقة.. غير مدركين بأن الوعي في السواد الأعظم من شعوب العالم قد فهم اللعبة وأدرك نازية وإجرام تلك القوى وكيانها الغاصب وما ذلك الحراك الطلابي في الكثير من الجامعات إلا بذرة الوعي الأولى التي ستتحطم عليها أسطورة قوى الشر، يضاف إلى ذلك الوعي إعداد العدة من القوى الحرة المقاومة التي استطاعت أن تغير المعادلة وتفرض وجودها بقوة لمواجهة صلف الأعداء، حيث استطعنا من خلال التوجيهات الحكيمة من قيادتنا الربانية ممثلة بالسيد العلم المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه أن نثبت للعالم بأننا كشعب يمني حر لا نساوم في قضايانا الوطنية أو قضايا أمتنا، وأننا لن نسمح لأي عدو كائنا من كان أن يهدد أمننا ومقدسات أمتنا، ولن تثنينا التحديات أو تثني لنا عزما مهما عظمت.. وليعلموا بأن لدينا من القدرات والإمكانات ما نجعلهم يندمون على طيشهم بإذن الله وقوته.

نهنئكم مرة أخرى بهذه المناسبة الدينية العظيمة، شاكرين لكم دعمكم المتواصل للقوات المسلحة، ورعايتكم الدائمة لمنتسبيها، مما أسهم في تعزيز قدراتها ودورها في حماية الوطن والدفاع عن سيادته واستقلال قراره، مؤكدين لكم بأننا على الدوام سنظل رهن توجيهاتكم وسائرون على درب شهدائنا العظام لحماية الوطن والأمة والدفاع عنهما وعن قضايا أمتنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وسنظل نؤدي واجباتنا ومهامنا بكل عزيمة وإصرار حتى تحقيق النصر بإذن الله تعالى.

النصر لليمن.. والخلود للشهداء الابرار

والشفاء للجرحى.. والفرج القريب للأسرى

وكل عــــام وأنتم بخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات مشابهة

  • الفضيل: الحل الذي يمكن أن تجعل الوضع الاقتصادي أفضل نسبياً وبشكل سريع هو الغاء ضريبة بيع النقد الأجنبي
  • سيارتو: مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا لن يحقق أي نتيجة إن لم تكن روسيا طرفاً فيه
  • ماكرون: السلام لا يمكن «أن يكون استسلاماً أوكرانياً»
  • الزوارق المسيرة اليمنية في صعيد المواجهة البحرية…ما أبعاد وتأثير هذه التقنية؟
  • وزير الدفاع ورئيس الأركان يهنئان الرئيس المشاط بحلول عيد الأضحى
  • مقاطعة روسيا والصين.. انطلاق أعمال قمة السلام بشأن أوكرانيا في سويسرا
  • مجلس الكنائس العالمي يرحب بالقمة رفيعة المستوى بشأن السلام في أوكرانيا
  • مَن يُنزل القوى السياسية عن شجرات مواقفها المتصّلبة؟
  • القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية ترفض تصريحات بلينكن حول تعطيل التوصل لإتفاق
  • ساليب وآليات الدعم الزراعي… ندوة حوارية لوزارة الزراعة في الرقة