الاقتصاد نيوز _ بغداد

أثنى خبراء ومسؤولون في الشأنين المالي والاقتصادي، على اتفاق البنك المركزي العراقي وممثل البنك الفيدرالي الأميركي، بشأن تعزيز أرصدة المصارف العراقية بالدولار وزيادة عددها، وتعزيز مصارف محلية أخرى بأرصدة من سلّة عملات دولية، مبينين أن هذه الخطوة ستسهم باستقرار سعر صرف الدولار وتقلل من تأثير السوق الموازية المنهمكة بالمضاربات.

مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية، الدكتور مظهر محمد صالح، أشار في حديث لـ”الصباح” تابعته "الاقتصاد نيوز"، إلى أن “السلطة النقدية العراقية تمسك باحتياطيات بالعملة الأجنبية، وهي الأعلى في تاريخ العراق المالي”، مبيناً أن “العراق يملك أعلى احتياطي للعملة الأجنبية وكفاءة تجارية عالية، فاليوم تكفي العملات الاحتياطية لتجارة العراق لمدة (خمسة عشر شهراً)، في حين أن المعيار العالمي (ثلاثة أشهر)». 

وأوضح، أن “التمويل الخارجي للقطاع الخاص يجري عبر منصة الامتثال، التي اقتضت شروطا دامت لمدة عام منذ تشرين الأول الماضي إلى تشرين الثاني الحالي، وبالتالي تكيّفت المصارف على أساس الامتثال العالمي لاستخدام العملة الأجنبية لغرض التجارة وليس لأغراض أخرى تتسبب بمشاكل للدولة».

ونوّه، بأن “الاتفاق بين العراق والولايات المتحدة يشير إلى وجود مرونة عالية في تمويل القطاع الخاص، من خلال تعزيز عدد من المصارف بالدولار، التي كيّفت نفسها للامتثال العالمي وستمول العراق من المراكز التجارية العالمية الكبرى». 

وأشار صالح، إلى أن “أكثر من 85 % من طلب العملة الأجنبية يتم عبر المنصة الخارجية التي يديرها (البنك المركزي العراقي)، وذلك من خلال تعزيز أرصدة المصارف الخارجية، أما السوق الموازية فلا تشكل إلا 15 % من سوق المضاربين»، مؤكداً أن «هذا الاتفاق يشكل بداية الاستقرار السعري لسوق الصرف».

ومن جانبه، أشار مقرر اللجنة المالية النيابية للدورة الرابعة، الدكتور أحمد الصفار، إلى أن “عملية تعزيز المصارف ستؤثر بشكل إيجابي في سعر صرف الدولار “، مبيناً أن “العبرة ليست بزيادة عدد المصارف، بل بالمبالغ التي تتم إضافتها لرصيد تلك المصارف أولاً، وثانياً بالرقابة على هذه المصارف والتأكد من وصول هذه المبالغ للمواطنين والتجار، خاصة أن بعض هذه المصارف تأخذ الدولار من نافذة العملة، إلا أن تلك المبالغ لا تصل إلى السوق بل تستخدم لأغراض المضاربة، وهو السبب الرئيس لوجود الفرق الكبير بين سعر الدولار في السوق الموازية والسعر الرسمي».

ولفت الصفار، إلى أن “زيادة عدد المصارف وتعزيز أرصدتها سيسهمان في تخفيض سعر الدولار في السوق الموازية، بشرط أن تتم مراقبة هذه المصارف والتأكد من إيصال تلك الدولارات للمواطنين والتجار، فضلاً عن التأكد من حقيقة الوثائق التي تقدم من خلال المنصة بما يتعلق بالمواد الخاصة بالتحويلات والحوالات  وأوضح، أن «الجزء الأكبر من هذه الأموال التي تخرج من النافذة يذهب إلى الحوالات وليس حقيقيا، فالعملية تكمن في نقطتين؛ (الرقابة على الحوالات والتأكد من صحتها)، وثانياً (مراقبة الأموال التي تخرج من النافذة من خلال المصارف المشاركة)، وهل هي فعلاً تصل إلى السوق الموازية أم تستخدم لأغراض المضاربة» .

إلى ذلك، رأى المحلل في الشأن الاقتصادي، جليل اللامي، أن “ما جرى يعد خطوة إصلاحية جديدة من البنك المركزي العراقي بالتوصل لاتفاق مع ممثل الولايات المتحدة الأميركية المسؤول عن عمليات التحويلات الخارجية لتغطية الاستيرادات». 

وبيّن، أن “الأمر لا يمس موضوع النقد أو (الكاش)، بل إجراءات التأخير في المنصة الإلكترونية، وإعادة بعض الحوالات في نافذة بيع وشراء العملة”، موضحاً، أنه “في المقام الأول تم حل المشاكل المتعلقة بالحوالات المرفوضة، إذ تم الاتفاق بأن يكون رفض الحوالات مستنداً لأسباب قوية، ما سيحقق انسيابية أكثر من السابق في عملية التحويل، وبالتالي سيؤثر ذلك جزئيا في طلب الدولار، مما يحد من احتمالات ارتفاعه، وبعد ذلك سيتحقق استقرار مؤقت للدولار، ثم العودة في ما بعد إلى الارتفاع التدريجي». 

وكان مصدر حكومي عراقي، كشف في وقت سابق، عن اتفاق عراقي - أميركي يهدف إلى تعزيز رصيد 10 مصارف عراقية بالدولار، كما كشف عن زيادة عدد المصارف العراقية التي سيتم تعزيز أرصدتها باليوان الصيني من خلال بنك التنمية السنغافوري إلى 13 مصرفاً، في حين أن عدد المصارف التي عززت حساباتها بالروبية الهندية لدى مصرف التنمية السنغافوري 2، وستتم إضافة مصارف أخرى خلال الأسبوعين المقبلين.

 

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار السوق الموازیة عدد المصارف من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لاستقرار الصومال ويشيد بجهود الرئيس حسن شيخ محمود خلال مؤتمر مشترك بالعلمين

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين 7 يوليو 2025، بمدينة العلمين، نظيره الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، في زيارة رسمية تعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع بين البلدين.

وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء شهد عقد جلسة مباحثات ثنائية مغلقة بين الرئيسين، أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل الرؤى حول التطورات الإقليمية والقارية.

الرئاسة: مباحثات ثنائية مغلقة بين الرئيس السيسي ونظيره الصومالي أعقبها جلسة موسعة الرئيس السيسي يبحث مع نظيره الصومالي مشاركة مصر العسكرية في بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم استقرار الصومال مؤتمر صحفي مشترك في ختام المباحثات

وعقب الاجتماعات، عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، ألقى خلاله الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة رحّب فيها بالرئيس حسن شيخ محمود والوفد المرافق له في بلدهم الثاني مصر، مؤكدًا أن هذه الزيارة تُجسد عمق الروابط الأخوية القائمة على وحدة التاريخ والدين والثقافة، إلى جانب تطلع مشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

وقال الرئيس السيسي: "تأتي هذه الزيارة في إطار حرصنا المتبادل على الارتقاء المستمر بشراكتنا الاستراتيجية، بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين، ويسهم في دعم جهود التنمية وترسيخ الاستقرار في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي."

تعزيز التعاون في ملفات الأمن والتنمية

وأشار الرئيس السيسي إلى أن المباحثات شهدت نقاشًا معمقًا حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية، على رأسها الأوضاع الأمنية والسياسية في القرن الأفريقي، وأمن البحر الأحمر. وأكد الجانبان التوافق على أهمية تكثيف التعاون لضمان استقرار هذه المنطقة الحيوية ذات التأثير المباشر على الأمنين الإقليمي والدولي.

وأضاف السيسي أن المباحثات تناولت سبل تعزيز التعاون في ضوء الإعلان السياسي المشترك الموقع في يناير الماضي، والذي يهدف إلى ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مشيرًا إلى ضرورة البناء على الزخم الحالي، واتخاذ خطوات ملموسة في المجالات ذات الأولوية، لا سيما السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.

التعاون العسكري والأمني بين البلدين

وفيما يخص التعاون في المجالين العسكري والأمني، أكد الرئيس السيسي استمرار التنسيق في إطار بروتوكول التعاون العسكري الموقع في أغسطس 2024، والذي يهدف إلى دعم قدرات الكوادر الصومالية، وتعزيز المؤسسات الوطنية الصومالية في حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب، إلى جانب تمكين الدولة الصومالية من بسط سيادتها على كامل أراضيها.

كما أشار الرئيس إلى مشاركة القوات المصرية العسكرية والشرطية في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال، مؤكدًا على ضرورة التنسيق مع الشركاء الدوليين لضمان توفير تمويل كافٍ ومستدام لتلك البعثة، ما يمكنها من تنفيذ مهامها بفعالية.

إشادة بجهود القيادة الصومالية ودعم مصري مستمر

وأشاد الرئيس السيسي بالجهود التي يبذلها نظيره الصومالي في تحقيق الاصطفاف الوطني بين مكونات الشعب الصومالي، وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة الدولة وبناء مؤسساتها.

وقال السيسي: "أكدت لفخامته دعم مصر الكامل لكافة المساعي الرامية إلى تحقيق توافق وطني بشأن الملفات السياسية في الصومال، بما يُعزز الأمن ويرسّخ أسس الاستقرار والتنمية المستدامة."

تطلعات مشتركة لمستقبل العلاقات

وفي ختام كلمته، شدد الرئيس السيسي على أهمية البناء على ما تحقق من خطوات ملموسة خلال الأشهر الماضية في سبيل ترسيخ العلاقات الثنائية، داعيًا إلى مواصلة التنسيق والتعاون في مختلف القضايا ذات الأولوية بما يخدم مصالح الشعبين.

واختتم بقوله: "أرحب بكم مجددًا أخي فخامة الرئيس، وبالوفد الكريم المرافق، ضيوفًا أعزاء في مصر. وأتطلع إلى استمرار التنسيق الوثيق بيننا في مختلف القضايا ذات الأولوية، والعمل معًا من أجل أمن واستقرار الصومال، والقرن الأفريقي، ومنطقة البحر الأحمر."

مقالات مشابهة

  • تراجع مستمر للعملة.. أسعار الصرف وسعر الذهب في صنعاء وعدن مساء اليوم
  • الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لاستقرار الصومال ويشيد بجهود الرئيس حسن شيخ محمود خلال مؤتمر مشترك بالعلمين
  • البنك المركزي العراقي:أكثر من (54) مليار دولار ديون العراق الخارجية
  • أسعار الصرف مساء اليوم الاثنين في كل من صنعا وعدن
  • محافظ الجيزة: تعزيز كفاءة شبكات المياه وتوسعة محطات الصرف لخدمة قرى منشأة القناطر
  • اندماج المؤسسات المصرفية تعزيز للخدمات والاقتصاد الوطني أم وسيلة للاحتكار والسيطرة؟
  • العراق وصربيا يؤكدان على تعزيز التعاون بين البلدين
  • أسعار الصرف مساء اليوم السبت في كل من صنعاء وعدن
  • خبراء:إيران وتركيا وسكوت السوداني وراء ارتفاع نسبة التصحر في العراق
  • ارتفاع طفيف بأسعار الدولار في بغداد وأربيل مع بداية الأسبوع