إضافة إلى كل ما حققته في السياسة، فإن آخر انجاز لسويلا برافرمان والأكثر شهرة، هو طردها مرتين كوزيرة للداخلية في بريطانيا في أقل من سنة.

فض سوناك ووزراؤه بتهذيب تأييد سلسلة من تصريحات لها



وكتب نائب المحرر الدبلوماسي في صحيفة "غارديان" البريطانية بيتر والكر، أن الرحيل الأول لبرافرمان كان بعد أسابيع من دخولها حكومة ليز تراس، وذلك بعدما اضطرت إلى تقديم استقالتها على إثر توجيهها وثيقة رسمية من بريدها الإلكتروني الشخصي إلى أحد زملائها النواب، وهذا انتهاك خطير للقواعد التي يعمل بموجبها الوزراء.


وعادت برافرمان إلى وزارة الداخلية، بعد أقل من أسبوع في حكومة ريشي سوناك، عقب انهيار إدارة تراس. وهذه المرة يبدو أنها خرجت نهائياً- أو على الأقل طالما بقي سوناك في 10 داونينغ ستريت.
ويقول والكر إن قرار سوناك بطردها أسدل الستارة على فترة مضطربة أو مثيرة للجدل، لخصتها بإيجاز ودقة نظيرتها في حزب العمال بمجلس العموم إيفيت كوبر بالقول: "ما من وزيرة داخلية كانت لتفعل هذا".

 

How do you get “sacked” twice in a year from the same job https://t.co/CZOa3QAvAE

— JP S. Deol (@jpdeol) November 13, 2023


و"هذا" كان عبارة عن مقال للرأي نشرته برافرمان في صحيفة "تايمز"، اتهمت فيه الشرطة بانحياز موروث إلى جانب المحتجين ذوي الميول اليسارية، مع مقارنة خرقاء بإيرلندا الشمالية، مما تسبب بغضب حقيقي.
وقبل النشر، أرسل المقال إلى 10 داونينيغ ستريت للموافقة عليه، كما تقتضي الأعراف الوزارية، لكن تعديلاً طلبته رئاسة الحكومة، بدا أنه تم تجاهله، أو لم يتم الأخذ به.


بعد سوناك


من الصعب تخيل أكثر من هذا التحدي المباشر لسلطة رئيس الوزراء، خصوصاً بعدما أمضت أشهراً وهي تعزف لحنها الخاص، فيما بدا أنه محاولة لوضع نفسها كخيار للتيار اليميني داخل حزب المحافظين بعد انتهاء ولاية سوناك.
وخلال فترة عملها وزيرة للداخليةـ أثارت نزاعات سياسية أكثر مما فعل أي من أسلافها، حول مواضيع متنوعة، من التحيز المفترض للشرطة، الذي يستعر الآن، إلى المشردين والاعتداءات الجنسية.
وعلى رغم موقعها الحالي كمحببة لليمين الشعبوي للمحافظين، فإن برافرمان، البالغة من العمر 43 عاماً، وانتخبت نائبة منذ عام 2015، كانت سياسية ذات مفارقات صارخة.

 

Sacked from Cabinet twice in little over a year...who does she think she is? Peter Mandelson?https://t.co/baClssjzRX

— Kevin Larkin (@KevLar6B) November 13, 2023


هي فرانكوفونية وأشد الداعين إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهي ابنة لوالدين مهاجرين، لكنها تتخذ علناً مواقف لترحيل المهاجرين. وهي شخصية مكروهة لكثيرين في البرلمان، لكن زملاء آخرين يؤكدون أنها شخص يتسم باللطف في المجالس الخاصة.
ولدت سو-إيلين فرنانديز في هارو بشمال غرب لندن، وهي الطفلة الوحيدة لكريستي فرنانديز، المهاجر الكيني من أصل غوا المسيحية، وأوما فرنانديز الموريشيوسية من أصل هندي، وقد وصل كلاهما إلى المملكة المتحدة في الستينات.
وسميت سو-إيلين إيونغ تيمناً ببطلة المسلسل التلفزيوني الشهير في الولايات المتحدة إبان الثمانينات، التي تميزت باضطرابات في حياتها الشخصية والمعاناة من الكحول، واختصرت برافرمان اسمها بعدما بدأ المعلمون في المدرسة ينادونها سويلا.
وبخلاف تراس، لم تبدأ سويلا حياتها في اليسار. والدتها كانت ممرضة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية ومستشارة في حزب المحافظين وترشحت أكثر من مرة للنيابة من دون جدوى.
وبعد التحاقها بمدرسة هارتفيلد المجانية في بينر، حيث حازت على منحة جزئية، درست القانون في كامبردج لتصبح رئيسة رابطة المحافظين في الجامعة.
واستفادت من برنامج إيراسموس للإتحاد الأوروبي للدراسة في الخارج، والذي لم يعد متاحاً بعد خروج بريطانيا من الإتحاد، وأمضت سنتين في السوربون، واكتسبت حب اللغة والثقافة الفرنسيتين.
وعندما نجحت في مجلس العموم عام 2015 بعد محاولة فاشلة عام 2005، عن دائرة فرهام بهامبشير، سرعان ما انحازت بريفرمان إلى الدعاة المتشددين لبريكست.
لقد ساعدها استفتاء بريكست، وبحلول عام 2018، في عهد تيريزا ماي، كانت وزيرة ثانوية لبريكست، وترقت في عهد بوريس جونسون إلى أول منصب وزاري لها كمدعية عامة بعد ذلك بعامين. وبعدما دخلت البرلمان باسم سويلا فرنانديز، باتت الآن سويلا برافرمان، بعد زواجها من رايل برافرمان، مدير في مرسيدس بنز، عام 2018.

مسيرات كراهية


وفي الأسابيع الأخيرة، رفض سوناك ووزراؤه بتهذيب تأييد سلسلة من تصريحات لها، من بينها أن التعددية الثقافية في المملكة المتحدة قد فشلت، وبأن التشرد هو إلى حد كبير "خيار في طريقة الحياة"، وبأن المحتجين المؤيدين لفلسطين يشاركون "في مسيرات كراهية".
كل هذا كان يتم التسامح معه من قبل سوناك، مع القبول ببرافرمان كوجه متشدد لوزارة الداخلية وتأييد 10 داونينغ ستريت لخطتها المثيرة للانتقادات والقاضية بطرد طالبي اللجوء إلى رواندا.
وحتى اثارة مسألة استقلالية الشرطة كان من الممكن التغاضي عنها. لكن تحدي رئيس الوزراء صراحة، يبدو أنه فاق الحدود.


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

مئات يتظاهرون ضد الهجرة في بلدة بريطانية وسط إجراءات أمنية

تظاهر المئات ضد الهجرة في بلدة تشهد سلسلة من الاحتجاجات شمالي شرقي لندن أمس الأحد، في ظل إجراءات أمنية مشددة بعد الاضطرابات التي شهدتها البلاد خلال تظاهرات سابقة مناهضة للمهاجرين.

وبلغ عدد المتظاهرين نحو 400 شخص من مجموعتين متعارضتين، واحدة مناهضة للهجرة وأخرى مضادة مؤيدة لها، وفرضت الشرطة إجراءات أمنية مشددة وأقامت حواجز للفصل بين الفريقين ومنعت ارتداء الأقنعة.

وتجمع المتظاهرون أمام فندق بيل في المدينة الذي يستخدم عادة لإيواء طالبي اللجوء واللاجئين، رغم مناشدات مجلس محلي لإغلاقه.

الشرطة طوقت المظاهرة في إبينغ خوفا من اضطرابات أمنية (غيتي)

كما نُظم احتجاج مضاد من قبل منظمة "واجه العنصرية" التي هتف أنصارها "اللاجئون مرحب بهم هنا".

وأفادت الشرطة -في بيان- بتوقيف 3 أشخاص، مشيرة إلى أن الاحتجاج انفض "بسلام".

وهذه التظاهرة هي الأحدث ضمن سلسلة تظاهرات في بلدة إبينغ البريطانية حيث وُجهت لطالب لجوء في وقت سابق من يوليو/تموز الجاري اتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية.

مجموعتان متعارضتان رفعتا لافتات مختلفة خلال احتجاج أمام فندق بيل المتوقع أنه يؤوي لاجئين في إبينغ (الفرنسية) غضب متزايد

وتثير قضية آلاف المهاجرين الذين يصلون بطريقة غير نظامية إلى البلاد على متن قوارب صغيرة عبر القناة المانش الإنجليزية، إلى جانب تدهور الاقتصاد البريطاني، غضبا متزايدا بين بعض البريطانيين.

وتفاقمت هذه المشاعر بسبب رسائل تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل داعمي اليمين المتطرف.

وبلغ عدد الذين قاموا برحلة اللجوء عبر القناة ووصلوا إلى بريطانيا حتى الآن في عام 2025 نحو 24 ألف مهاجر، وهو أعلى رقم على الإطلاق في هذه المرحلة من العام.

مقالات مشابهة

  • الديهي: مصر كانت وما زالت ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية
  • الفصل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم بشأن شروط الطرد السبت المقبل
  • «في سن الـ17».. هدى المفتي: تجربتي الأولي في الحب كانت مؤلمة
  • اعتراف صادم.. جوجل أضاعت 35 ثانية كانت كفيلة بإنقاذ ملايين الأرواح في زلزال تركيا
  • مئات يتظاهرون ضد الهجرة في بلدة بريطانية وسط إجراءات أمنية
  • وزيرة البيئة الجديدة تتسلم مهام عملها.. وتؤكد: مواصلة البناء على جهود سابقتها
  • وزيرة التخطيط: بحثنا مع وزيرة التنمية البريطانية مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين
  • مساع بريطانية لإسقاط مساعدات على غزة جوا وأونروا تعتبره تشتيتا للانتباه
  • طائرة ركاب أمريكية تهبط 300 قدم خلال ثوان معدودة لتفادي الاصطدام بمقاتلة بريطانية
  • كيف تنال أجر تحرير 10 رقاب؟.. دعاء أوصى بترديده النبي مائة مرة