المعلومات المضللة.. بُعد آخر للحرب بين إسرائيل وحماس
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
تدور حرب المعلومات تزامنا مع تلك المتواصلة ميدانيا، إذ يتّهم أصحاب نظريات المؤامرة المواطنين الفلسطينيين والإسرائيليين بأنهم "ممثلو أزمات" يدّعون تعرّضهم لإصابات ويتظاهرون بالموت لكسب التعاطف وشيطنة الطرف الآخر.
بعد أشهر على مغادرته المستشفى بساق يمنى مبتورة، رأى محمد زنديق صورته تملأ صفحات الإنترنت في إطار حملة تضليل إعلامي تقلل من أهمية الفظائع المرتكبة في الحرب بين إسرائيل وحماس.
يعد الفتى البالغ من العمر 16 عاما من بين العديد من المدنيين من الطرفين الذين وجدوا أنفسهم عالقين في دوامة التضليل منذ نفّذ عناصر حماس هجوما في إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر دفع الأخيرة لإطلاق عملية عسكرية ضد غزة.
تدور حرب المعلومات تزامنا مع تلك المتواصلة ميدانيا، إذ يتّهم أصحاب نظريات المؤامرة المواطنين الفلسطينيين والإسرائيليين بأنهم "ممثلو أزمات" يدّعون تعرّضهم لإصابات ويتظاهرون بالموت لكسب التعاطف وشيطنة الطرف الآخر.
وعرّفت العديد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وبشكل زائف تسجيلا مصوّرا قديما يظهر زنديق جريحا على سرير في إحدى المستشفيات على أنه لمدون فلسطيني وثّق القصف الإسرائيلي لغزة.
وقد روّجت المنشورات لرواية زائفة مفادها أن المدوّن مثّل بأنه مصاب ليوم واحد ومن ثم كان يمشي دون أن تبدو عليه آثار أي إصابات بعد ذلك بوقت قصير.
وقال مؤثّر إسرائيلي في منشور حصل على ملايين المشاهدات على منصة "إكس" "مدوّن فلسطيني يتعافى بمعجزة بعد يوم من القصف الإسرائيلي". وأضاف "بالأمس، نُقل إلى المستشفى، واليوم.. يمشي وكأن شيئا لم يكن".
شاهد: أول تساقط للأمطار على غزة يزيد من معاناة النازحين ويغرق خيامهم شاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو للعملية البرية التي ينفذها في غزةلكن المنشورات خلطت صور شخصين مختلفين، وفق ما خلص إليه فريق تقصي الحقائق بوكالة فرانس برس، بالاعتماد على عمليات البحث بالصور والكلمات المفتاح.
كانت إحدى الصور لزنديق الذي فقد ساقه في تموز/يوليو خلال عملية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، حسب عائلته. وأما الثانية فهي لمدوّن بالفيديو في غزة يدعى صالح الجعفراوي.
في تأكيد على التداعيات ميدانيا للتضليل الإعلامي في أوقات الحرب، أثارت المنشورات سيلا من الإساءات عبر الإنترنت التي استهدفت زنديق، بما في ذلك تعليقات تتساءل عن سبب عدم بتر الأطباء ساق المراهق الثانية أو قتله. وقال يوسف عصام، والد زنديق، الذي يبلغ من العمر 50 عاما: "أخشى على حياة ابني.. يمكن أن يقتل بسبب هذه الكذبة".
مفبركةوقال مايك كولفيلد الذي يبحث في الأكاذيب على الإنترنت بمركز الجمهور المستنير، التابع لجامعة واشنطن إن اتهام الناس كذبا بتزييف معاناتهم بات أحد تكتيكات التضليل "التي يمكن توقعها".
وتخللت عمليات إطلاق النار الكبيرة التي تشهدها الولايات المتحدة أحيانا والغزو الروسي لأوكرانيا مزاعم مشابهة عن "ممثلي الأزمات".
لكن روايات كهذه انتشرت في إطار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس جزئيا بسبب تراجع مراقبة المحتوى على منصات مثل "إكس"، وفق ما أفاد خبراء فرانس برس.
وتستخدم بعض المنشورات الأكثر انتشارا التي تستهدف أهالي غزة مصطلح "باليوود"، وهو مصطلح مهين يخلط بين "فلسطين" و"هوليوود".
وقال يوتام فروست من هيئة "فيك ريبورتر" الإسرائيلية لمراقبة التضليل لفرانس برس "ظهر هذا الاتجاه بداية في الأيام الأولى للحرب مع تسجيل مصوّر يكشف عن لقطات من خلف الكواليس في موقع تصوير فيلم يزعم بأنه يصوّر الفلسطينيين يفبركون إصابات". ومع مضي الحرب قدما، علق الإسرائيليون في الروايات الكاذبة، حسب فروست.
فنّد فريق تقصي الحقائق في فرانس برس عدة مزاعم عن "ممثلي الأزمات" تستعرض مؤثرات مرئية تعود إلى سنوات وأماكن مختلفة تماما.
مقتل 8 فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والجيش الإسرائيلي يهدم منزل فلسطيني في طولكرمشاهد: إسرائيل تستخدم منظومة "آرو" الدفاعية لاعتراض صاروخ من غزةوذكرت حسابات إسرائيلية رسمية على "إكس" بما في ذلك سفارات بأن تسجيلا مصورا لطفل فلسطيني مقتول لم يكن في الواقع سوى لعبة لُفّت بقماش، وهو أمر غير صحيح.
وأشارت حسابات أخرى خطأ إلى أن تسجيلات مصوّرة تعود إلى العام 2013 لتظاهرة في مصر ودورة عن التحضير للجنائز في ماليزيا هي لفلسطينيين يمثّلون بأنهم قتلوا.
كما انتشرت صور نشرتها تايلاندية على فيسبوك لابنها بزي للاحتفال بهالوين على منصات التواصل الاجتماعي حيث أُرفقت بمزاعم كاذبة بأنها لـ"ممثل" فلسطيني.
وقال كولفيلد "إنها مجموعة وصفات: اعثر على صورتين لشخصين بينهما شبه أو ابحث في تسجيلات لأفلام خلف الكواليس لتجد ما يمكنك أن تدعي بأنه تزييف لحرب".
وأضاف أن "روايات ممثلي الأزمات تتلقف عادة اللحظة الأسوأ في حياة أحد الوالدين أو الشريك، فقدان شخص عزيز، وتحوّله إلى سيرك. إنه أمر وحشي واستغلالي".
أسفر القصف الإسرائيلي والعملية البرية في قطاع غزة عن مقتل 11240 شخصا، وفق حكومة غزة التي تديرها حماس.
وأعقب هجوم حماس على جنوب إسرائيل الذي كان الأسوأ منذ تأسست الدولة العبرية عام 1948، والذي أفاد مسؤولون إسرائيليون بأنه أودى بحياة حوالى 1200 شخص. كما احتجز عناصر حماس 240 رهينة، وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.
وعبر نزع المصداقية من تجربة الأشخاص المتواجدين على الأرض، تحدث اتهامات "تمثيل الأزمة" استقطابا في الرأي العام وتحمل خطر إثارة العنف.
وقال المحلل البارز لدى مجموعة الأزمات الدولية أليساندرو أكورسي لفرانس برس "إذا صدّقت بأن هذه الوفيات هي مسرحية، تصبح أقل حساسية أو أكثر تشكيكا حيال فظائع الحرب".
وأضاف "إنه أمر لاإنساني تماما. يهدف بشكل واضح لزرع الشكوك بشأن سقوط قتلى مدنيين بالمجمل وحشد الدعم لمزيد من العنف والهجمات".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "ليس باسمنا"..يهود أمريكيون يعتصمون قرب قنصلية إسرائيل في شيكاغو ويطالبون بوقف الحرب على غزة شاهد: في جباليا.. فلسطينيون يبحثون بين الركام عن ناجين بعد قصف إسرائيلي شاهد: أول تساقط للأمطار على غزة يزيد من معاناة النازحين ويغرق خيامهم برنامج معلوماتي خبيث إسرائيل قطاع غزة حركة حماس وسائل التواصل الاجتماعي أخبار مزيفةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة حركة حماس وسائل التواصل الاجتماعي أخبار مزيفة إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة طوفان الأقصى قطاع غزة بنيامين نتنياهو قصف الحرب الروسية الأوكرانية الشرق الأوسط قتل إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة طوفان الأقصى قطاع غزة یعرض الآن Next قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت إسرائيل لهجومها على إيران؟
أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية، بأن الهجوم الذي تشنه إسرائيل على إيران منذ الجمعة الماضية، هو حصيلة إضعاف حلفاء طهران في المنطقة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأشارت الصحيفة، في تقرير مطول، إلى أن إسرائيل شنت هجوما على قطاع غزة أسفر عن مقتل آلاف الفلسطينيين وإضعاف قدرات حركة حماس.
وأضافت أنه مع تراجع قوة حماس وجهت إسرائيل تركيزها نحو حزب الله في لبنان، والذي يشكل مع حماس وجماعة الحوثي في اليمن، والفصائل المسلحة في العراق ما يعرف بـ"محور المقاومة".
وأضافت أن إسرائيل نجحت في تصفية القيادة العليا لحزب الله، ودمرت ترسانته الصاروخية، ودخلت إلى معقله في جنوب لبنان.
وبينت أن إسرائيل دمرت جزءا كبيرا من منظومة إيران الدفاعية الجوية خلال غاراتها في شهر أكتوبر الماضي، الأمر الذي مهد الطريق للهجوم الأوسع الذي وقع بداية من الجمعة الماضية.
كما شكل سقوط نظام الأسد في سوريا ضربة أخرى للمحور الإيراني لتنتهي بذلك عقود من العلاقات الوثيقة بين طهران ودمشق.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين في اليمن هم الجبهة الوحيدة من "محور المقاومة" التي ما زالت منخرطة في أعمال عدائية ضد إسرائيل، لكن لم يلحقوا بتل أبيب أي ضرر استراتيجي يُذكر.
في المقابل، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضعف إيران وبدأ التحضير للهجوم الكبير، مستغلا ما اعتبره فرصة سانحة، حسب "الغارديان".
وأضافت: "بعد تقليم أظافر إيران في المنطقة، شنت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد" والتي تسببت موجتها الأولى في قتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين فضلا عن عدد من العلماء النوويين".