العدوان الإسرائيلي .. والرد الإيراني
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
العدوان الإسرائيلي الغادر على جمهورية إيران الإسلامية ، أكد أن الكيان الإسرائيلي غدة سرطانية خبيثة يجب استئصالها واقتلاعها من جذورها ، وتنظيف المنطقة والعالم من رجسها ودنسها ، فلا يمكن لهذا الكيان المؤقت أن يقبل بسياسة التعايش والقبول بالآخر ، ومهما قدمت له من تنازلات ومهما حصل على امتيازات من قبل أدعياء العروبة والإسلام ، فإنه يزداد غطرسة ، وغرورا ، للحد الذي نصّب نفسه وصيا على العالم بهيئاته ومنظماته ذات الطابع الدولي والأممي ، ليذهب لشن عدوان سافر على دولة مستقلة ذات سيادة مع سبق الإصرار والترصد، ضارباً بالقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية عرض الحائط.
كيان العدو الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء ، ووصل في جرأته وتهكمه ، وغيه وغطرسته وصلفه وتوحشه وإجرامه إلى مستويات لم يعد من المنطقي السكوت عنها ، أو التعامل معها بمرونة ودبلوماسية وحسابات واعتبارات سياسية ، لقد فاض الكيل وبلغ السيل الزبى ، ولذلك يجب أن يستمر الرد الإيراني بوتيرة عالية ، وبزخم منقطع النظير ، دونما اكتراث لتخرصات الصهاينة وتهديداتهم ، وعدم الاكتراث بوساطات احتواء الموقف ، التي دائما ما تتحرك عندما لا تكون الكفة لصالح كيان العدو الإسرائيلي ، فهذه الوساطات الموجهة ما كان لها أن تحضر في هذا التوقيت لو أن سير المواجهات يصب في مصلحة الكيان المؤقت ، بما في ذلك الموقف الأممي ، الذي ظل وما يزال يتسم بالسلبية المفرطة ، حيث انتظر غوتيريش إلى ما بعد الجولة الأولى من الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي ليخرج مطالبا بايقاف التصعيد والدعوة إلى ضبط النفس .
وقس على ذلك الموقف الأمريكي ، الذي تحول 180درجة عقب موجات الرد الإيراني ، وكأن ترامب وإدارته توقعوا بأن تعلن جمهورية إيران الإسلامية الاستسلام ، وترفع الراية البيضاء ، عقب العدوان الإسرائيلي والذي بالمناسبة لم يستهدف البرنامج النووي الإيراني ، ولكنه استهدف إيران الدولة بقدراتها وثرواتها ومقدراتها وسيادتها واستقرارها ووحدتها ، وسعى للفتك بها والقضاء عليها بالكلية ، ولكن الله خيب ظنونهم وآمالهم ، ونجحت إيران قيادة وحكومة وجيشا وشعبا في احتواء هذا المنعطف الخطير وتجاوز تداعياته ومحاصرة الأضرار المترتبة عليه في حدودها الضيقة جدا ، قبل أن ترد وبكل قوة على العدوان الإسرائيلي ، مما أدى إلى حصول تغيير في المواقف الدولية وإن كانت في مجملها لا ترتقي إلى المستوى الذي تدين فيه هذا الكيان ، ورغم ذلك فإنها لم تغادر دائرة الدعم والإسناد لهذا الكيان المؤقت، فلا يزال الانحياز له واضحا وجليا وفاضحا لأدعياء النظام والقانون والعدالة وغيرها من المصطلحات التي يتم التغني والتشدق بها .
وهنا وما دامت الطلقة والرصاصة الأولى في العدوان الإسرائيلي على إيران كانت لهذا الكيان ، فإن الرصاصة الأخيرة ، أو الصاروخ الأخير في هذه المعركة يجب أن يكون للقوات الجو فضائية الإيرانية ، المعنية بالتنسيق مع قوات الحرس الثوري والأجهزة الاستخباراتية بالتحرك الجاد والمسؤول في جانب رصد وتعقب القيادات الإسرائيلية العسكرية منها والسياسية والنخب العلمائية من باب التعامل والرد بالمثل ، مع ضرورة التحلي بالوعي والبصيرة ، والحيطة والحذر ، ورفع مستوى اليقظة والحس الأمني ، والحيلولة دون منح العدو الصهيوني أي فرصة لاستهداف المزيد من القيادات والعلماء الإيرانيين .
مدينة حيفا تمثل عصب الاقتصاد الإسرائيلي والتركيز على استهدافها سيصيب اقتصاد الكيان المترنح بالشلل التام ، وخصوصا أن أغلب المنشآت الاستراتيجية الصهيونية تتركز في هذه المدينة ، ومن شأن تكثيف الاستهداف الصاروخي والجوي لها أن يوجه للكيان ضربة قاضية و يلحق به هزيمة ساحقة ، ولن تتوقف الهمجية الإسرائيلية التي تمارس بحق إيران إلا من خلال اتخاذ هذه السياسة ، التي تجسد في جوهرها الندية والتعامل بالمثل ، وخصوصا في ظل حالة الغليان التي يشهدها الشارع الإيراني الذي ضاق ذرعا من الانتهاكات الإسرائيلية السافرة للسيادة الإيرانية ، ووصل إلى قناعة بأن هذه المعركة التي يخوضها ضد كيان العدو الصهيوني يجب أن تكون المعركة الكبرى والفاصلة .
خلاصة الخلاصة : على إيران أن تغير من عقيدتها القتالية فيما يتعلق بالبرنامج النووي على الأقل ، من خلال الحرص على تغيير السياسة التي تتعامل بها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، والتي أثبتت المعطيات بأنها عبارة عن جهاز تجسسي يعمل لحساب الاستخبارات الأمريكية والموساد الإسرائيلي ، وأن التماهي مع مفتشي هذه الوكالة ، والمضي في مسرحية المفاوضات الأمريكية ، هو بمثابة سذاجة وحماقة وغباء ، تقدم من خلالها قدراتها وإمكانياتها وعقولها النيرة على طبق من ذهب للكيان الصهيوني وأجهزته الاستخباراتية وأذرعه التجسسية ، وهو ما لا يقبل به أي عاقل ، ولا عزاء لأنظمة اليهودة والتطبيع والتصهين التي أثبتت أنها لا تساوي شسع نعل جندي أو مواطن أو مسؤول باكستاني .
والعاقبة للمتقين .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
برامج البودكاست تحظى بمكانة متقدمة في المشهد الإعلامي الإيراني
وتتميز برامج البودكاست بتنوع موضوعاتها وملامستها مختلف مناحي الحياة، وهو ما مكنها من إحداث اختراق في بعض محظورات الإعلام الرسمي في البلاد.
تقرير: نور الدين الدغير
Published On 13/12/202513/12/2025|آخر تحديث: 13:44 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:44 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ