اختتام تحدي القراءة العربي في الأردن بتتويج الفائزين
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
عمّان: «الخليج»
اختتمت الاثنين نسخة مسابقة تحدي القراءة العربي التاسعة في الأردن بتتويج الطلبة والمشرفين الفائزين.
وأكد د. عزمي محافظة وزير التربية والتعليم الأردني خلال حفل الختام أن مشاركة أكثر من مليوني طالب وطالبة في نسخة العام الجاري أكبر دليل على حرصهم على تعزيز مكانة اللغة العربية وترسيخ قيم التواصل المعرفي مع أقرانهم في الوطن العربي والعالم ويعكس مستوى الشغف بعوالم الكتب والمعرفة.
أشار د. عزمي محافظة وزير التربية والتعليم الأردني، إلى مشاركة ما يتجاوز 90% من إجمالي عدد الطلبة في المدارس الحكومة والخاصة الأردنية في المسابقة قرأ كل منهم ما يزيد على 50 كتاباً وقدموا تحليلات واستنتاجات ومارسوا أشكالاً متطورة من التفكير النقدي والإبداعي.
وثمّن محافظة دور دولة الإمارات لرعايتها مبادرات ملهمة تستهدف إثراء المشهد الثقافي العربي، كما ثمّن رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الدائمة للمبادرات الخلاقة بينها تحدي القراءة العربي كمنصة للإبداع والمعرفة والتواصل بين الأجيال.
وقال د. فوزي الخالدي مدير إدارة البرامج والمبادرات في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: «أظهر الطلبة في الأردن تميزاً كبيراً خلال مرحلة التصفيات التي حظيت باهتمام كبير من قبل أطراف المنظومة التعليمية والجهات المعنية بالشأن التعليمي في الأردن».
وأكد الخالدي أن مشاركة مليوني طالب وطالبة في منافسات الدورة التاسعة بينهم 6 آلاف من ذوي الإعاقة يُعد إنجازاً كبيراً للأردن ولمبادرة تحدي القراءة العربي مثمناً جهود أكثر من 7 آلاف و800 مشرف ومشرفة.
وأشاد خالد آل علي مندوب سفارة الإمارات في عمّان بتفاعل طلبة الأردن وأولياء أمورهم خلال مراحل التصفيات وحرصهم على بذل ما يؤهلهم للمنافسة.
وتُوّجت الطالبة لمار الجعافرة من مدرسة ذات رأس الثانوية للبنات في مديرية تربية وتعليم المزار الجنوبي بالمركز الأول وتأهلها للمنافسة على المستوى العربي فيما فاز 10 طلبة في المراكز من الثاني حتى العاشر.
وفاز على مستوى المملكة من ذوي الإعاقة ليان مناصرة من مدرسة بيت يافا الأساسية في تربية قصبة إربد بالمركز الأول وعدن محاسنة من مدرسة جرش الثانوية للبنات في تربية جرش بالمركز الثاني وإيمان أبو خلف من مدرسة زيد بن شاكر التابعة لتربية قصبة عمّان بالمركز الثالث.
وفي فئة المشرف التربوي المتميز فاز أسامة الصافي من تربية لواء الباشا بالمركز الأول وفادي الدهشان من تربية لواء القويسمة بالمركز الثاني وفخر مياس من تربية الرمثا بالمركز الثالث.
وفي نفس السياق، فازت الطالبة مريم محمد شامخ بلقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في ختام تصفيات تنافس فيها 261662 طالباً وطالبة مثلوا 235 مدرسة وتحت إشراف 1889 مشرفاً ومشرفة أسهموا في إنجاح الدورة التاسعة من التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم.
جاء الإعلان عن فوز الطالبة مريم محمد شامخ من الصف الرابع في مدرسة الفجر التابعة لولاية نواكشوط الشمالية باللقب، خلال الحفل الختامي للدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي الذي جرى في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بحضور الدكتور يحيى بوب الأمين العام لوزارة التربية وإصلاح النظام التعليمي، والدكتور الشيخ معاذ سيدي عبدالله المدير العام للمعهد التربوي الوطني، ومشاركة عدد من المسؤولين والتربويين والمعنيين بالشأن الثقافي، إضافة إلى حشد من أولياء أمور الطلبة المشاركين في المنافسات.
وجرى خلال الحفل الختامي للدورة التاسعة، تكريم مدرسة الفجر الحديثة من ولاية نواكشوط الشمالية بعد فوزها بلقب «المدرسة المتميزة»، وخديجة محمد بزيد من ولاية نواكشوط الشمالية الحائزة لقب «المشرفة المتميزة» على المستوى الوطني.
وتأهل إلى التصفيات النهائية على مستوى الجمهورية الإسلامية الموريتانية عشرة طلاب وطالبات، وضمت القائمة إضافة إلى الطالبة مريم محمد شامخ، كلاً من التلميدي محمد المصطفى من الصف الثالث عشر في ثانوية الامتياز 2 التابعة لولاية نواكشوط الجنوبية، ولمرابط سيد محمود المصطفى السالك عبد الرحمن من الصف التاسع في ثانوية الامتياز 3 (نواكشوط الشمالية)، وإيمان محمد عبد الرحمن الحسن من الصف السادس في مدرسة الفجر (نواكشوط الشمالية)، وسليمان الشيخ من الصف الثاني عشر في ثانوية عرفات 3 (نواكشوط الجنوبية)، وأم المؤمنين أحمد سالم من الصف التاسع في مدرسة القبس (نواكشوط الشمالية)، وخليل محمد الأمين من الصف السابع في مدرسة تحصيل المعارف (نواكشوط الشمالية)، وحفصة لغظف الحسن من الصف الخامس في مدرسة زمزم الحرة (نواكشوط الشمالية)، وفاطمة محمد بوبكر من الصف السابع في مدرسة زمزم الحرة (نواكشوط الشمالية)، ومحمد محمد السالك من الصف الرابع في المدرسة الملحقة (نواكشوط الغربية). (وام)ترسيخ ثقافة المعرفة بين الأجيال
أشادت الدكتورة هدى باباه وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي في الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالمبادرات المعرفية الطموحة التي تطلقها دولة الإمارات، والهادفة إلى نشر التعليم وترسيخ ثقافة القراءة والمعرفة في نفوس الأجيال الجديدة، وكذلك تنفيذ البرامج والمشاريع النوعية لخدمة اللغة العربية، مشيرة إلى أهمية المبادرة في هذا السياق، حيث تمثل تجسيداً متقدماً لرؤى الإمارات ومؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» في تأهيل الطلاب والطالبات على صعيد العلوم والمعارف ليكونوا أهلاً لصناعة مستقبل عربي مزدهر عماده المعرفة والتمسك بلغة الضاد.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات تحدي القراءة العربي الأردن تحدی القراءة العربی فی الأردن على مستوى من مدرسة فی مدرسة من الصف
إقرأ أيضاً:
انتشار السلاح.. تحدي السلام أمام الفوضى في السودان
منتدى الإعلام السوداني
ملاك جمال بلة
الخرطوم، 13 أكتوبر 2025، (شبكة إعلاميات)- لم يعد حمل السلاح في السودان مقتصرًا على القوات النظامية أو الأجهزة الأمنية، بل أصبح مشهدًا يوميًا في الأسواق والطرقات والأحياء. بعد اندلاع حرب 15 أبريل 2023، تحولت البنادق إلى أدوات في أيدي المدنيين والمليشيات والمستنفَرين، الأمر الذي خلق حالة من الفوضى العارمة، وألقى بظلال الخوف والاضطراب على حياة المواطنين، لتتحول إلى دائرة من القلق المستمر.
النوم على أصوات الرصاص والاستيقاظ على أخبار القتل والنهب أصبح أمرًا اعتياديًا. الأطفال فقدوا الشعور بالأمان، النساء يخشين الخروج بمفردهن، والشباب يعيشون على حافة الخطر. أوضاع نفسية، كما يقول الأهالي: “تقتل في الناس روح الحياة وتزرع اليأس”.
رعب يومي في قلب الخرطومتقول أمنية القذافي، مواطنة من سكان الخرطوم جنوب، إنها عادت إلى منزلها لكنها لم تعد تشعر بالأمان. وتضيف: “أشعر بالخوف عندما أرى شخصًا يحمل سلاحًا، لأن معظمهم خارج وعيهم ولا أثق بهم. انتشار السلاح يؤثر معنويًا على المواطن، خاصة القادم من المناطق الآمنة، حيث يزداد التخوف من أن يتهور أحد حاملي السلاح ويقوم باطلاق النار على الناس في أي لحظة”.
وتكشف أن الأمر لا يقتصر على الرعب النفسي، بل تعدّاه إلى حوادث نهب وقتل واغتصاب تحت تهديد السلاح في منطقتها، مع انتشار واسع لمسلحين من شباب وأطفال تحت سن 18 عام.
الصحفي إسماعيل حسابو يوثق لمعاناة أطفاله عبر حسابه في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب: “ابني يقول (بابا الطيارة دي عزبتني ماخلتني انوم).. هذه العبارة يكررها يومياً عند الساعة السادسة صباحا”. يقول: أهرع إليه واقتاده واخوته إلى داخل الغرفة، الأبواب والنوافذ ترتج على وقع القصف كأنها ستقتلع اقتلاعا.. انتقلنا إلى عدة مناطق بحثاً عن الأمان والاستقرار بعيدا عن أصوات الرصاص والطيران، لكن لاحقتنا تلك الأصوات مرة أخرى وليس لنا أو أمامنا إلا الهروب مجددا بأطفالنا، أكثر من دفع ثمن هذه الحرب العبثية هم أبناؤنا الذين لا ذنب لهم سوى أنهم من طينة هذه البلد”.
المجتمع يفقد تماسكهالناشط المجتمعي فضيل عمر يرى أن غياب الدولة لحسم العنف، ساهم في انتشار السلاح الذي أصبح أداة لتصفية الحسابات. ويقول: “في الماضي كانت الخلافات تُحل بالكلمة أو القانون. اليوم صار امتلاك السلاح كافيًا لتحويل مشادة بسيطة إلى جريمة قتل. السلاح يختصر المسافة بين الغضب والموت”. ويشير إلى أن الخلافات الاجتماعية التي كانت تنتهي بالمصالحة أصبحت تُحسم بالرصاص، تفشت الفوضى وغاب الإحساس بالأمان.
جذور تاريخيةالمختصة في مجال النزاعات منال محمد عبد الحليم توضح أن انتشار السلاح في السودان ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات من ضعف المؤسسات العسكرية والأمنية وفقدانها للمهنية، والاعتراف بالمليشيات المسلحة خارج القانون وتحويلها إلى قوى موازية، وكذلك الحركات المسلحة التي دعمتها الحكومات منذ السبعينيات، بالإضافة إلى انتشار تجارة الأسلحة الخفيفة خاصة في دارفور. وحسب قولها إن هذه العوامل مجتمعة مهدت الطريق لتحول المدنيين إلى مجموعات مسلحة خارج سيطرة الدولة.
وتقول عبد الحليم: “انتشار السلاح وسط المدنيين يؤدي إلى حوادث كثيرة، حيث أن 99% ممن يحملونه رجال وشباب يستسهلون استخدامه في أي خلاف بسيط”. وذهبت إلى أن جمع السلاح مهمة شبه مستحيلة، مستشهدة بتجارب دول أخرى أظهرت صعوبة نزع السلاح بعد الحروب، خاصة مع تفكك المؤسسة العسكرية في السودان.
أزمة إنسانية وأمنيةالحقوقية سلوى أبسام يوسف تعتبر أن انتشار الأسلحة يشكل تهديدًا للأمن حتى بعد وقف الحروب، فهو المغذي الأساسي للعنف والجريمة. كما أن غياب الشفافية في توزيع السلاح من قبل القوات النظامية خلال الحرب الأخيرة جعل من الصعب تتبع مساره أو جمعه لاحقًا.
وتقترح ابسام الاستفادة من تجارب عالمية مثل جنوب أفريقيا التي خصصت حوافز مالية لتسليم السلاح. وفي السلفادور كانت هنالك حملات توعوية وحوافز، وأيضا في كولومبيا التي قامت بتوثيق ومراقبة الأسلحة لمنع عودتها للسوق السوداء.
القانون السوداني: نصوص حاضرة وتنفيذ غائبالمحامية شيماء تاج السر تؤكد أن قانون حيازة السلاح السوداني لعام (1986 – 2015)، ينظم حيازة السلاح بصرامة ويجرّم حيازته أو الاتجار به دون ترخيص، لكن المشكلة تكمن في ضعف التطبيق. وتوضح أن انتشار السلاح يقوض سيادة القانون. وتضيف قولها: “القوانين موجودة، لكن ثقافة حمل السلاح اصبحت متغلبة على الثقافة القانونية”.
سيناريو مخيف نحو دولة المليشياتالمحامي بابكر يحذر من أن انتشار السلاح سيؤدي إلى تكوين المجموعات المسلحة خارج إطار الدولة، ما سينتهي إلى “دولة المليشيات”. محذراً من أن بعض المناطق قد تطالب بالانفصال أو الحكم الذاتي، لتصبح “دويلات صغيرة تحكمها القبيلة والسلاح”.
وفي ذات السياق يرى خبراء أن الحل يكمن في سياسة وطنية لجمع السلاح تستند إلى القانون ودمج وتسريح المليشيات ضمن اتفاقات رسمية تنتهي بحصر السلاح في يد القوات النظامية- الجيش والشرطة. والعمل على تعزيز دور الشرطة في تطبيق قانون الأسلحة والذخائر، ووضع برنامج حملات توعية وحوافز لتشجيع المواطنين على تسليم أسلحتهم.
يظل انتشار السلاح أخطر تحدٍّ يواجه السودان اليوم وما بعد الحرب. فغياب القانون وضعف مؤسسات الدولة وتفشي المليشيات جعل من السلاح أداة اعتيادية تشيع القتل والنهب والانتقام. ولا سبيل لسلام حقيقي إلا بإعادة احتكار السلاح للدولة، بتنفيذ استراتيجية شاملة لنزع السلاح من أيدي المدنيين، حتى يستعيد المواطن شعوره بالأمان، ويعود الشارع السوداني مكانًا للحياة لا للخوف.
ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء هذه المادة من إعداد (شبكة إعلاميات) لتسليط الضؤ على تصاعد ظاهرة انتشار السلاح بين المدنيين في السودان منذ اندلاع حرب أبريل 2023، وما نتج عنها من انفلات أمني وعنف واسع حوّل حياة المواطنين اليومية إلى دائرة من الخوف والرعب. ويرصد معاناة الأسر والمجتمع من تفكك النسيج الاجتماعي وغياب الدولة أمام تنامي المليشيات والمسلحين. داعيًا إلى استراتيجية وطنية شاملة لجمع السلاح واستعادة سلطة الدولة.
الوسومحاملي السلاح حرب الجيش والدعم السريع