فجر إسلامي.. غزوة العقبة تحطم ركائز الجاهلية
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
في أروقة التاريخ الإسلامي، تبرز غزوة العقبة كنقطة بداية فارقة في مسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه. كانت هذه الغزوة الأولى بعد هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة، وقد خطّت خطوات الإسلام في مشهد العز والكرامة.
مرحلة الاستعداد
تأتي هذه الغزوة بعد عام من وقوع الحادثة الكبرى، هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
أهداف الغزوة
كانت الغزوة تهدف إلى تأمين الطرق التجارية والاقتصادية للمسلمين، وحمايتهم من التهديدات القريشية. كما كانت رسالة للمشركين بأن المسلمين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي تهديد.
المسيرة البطولية
اكتسب النبي صلى الله عليه وسلم مكانة بارزة بين أصحابه، وقاد شوكتهم في رحلة العقبة. كانت هذه المسيرة تحمل في طياتها روح التحدي والإصرار، حيث كان المصير مجهولا والقوة العدو قائمة.
في عقبة المدينة، وقع لقاء بين المسلمين وجيش قريش. تحدّى المسلمون الجبل ونصبوا في موقع استراتيجي. كان لديهم ثقة لا تلين بالله، والنصر كانت وعدًا.
تبادل الطرفان القتال، وفي هذه الساحة حلّقت رياح التحدي والشجاعة. بالرغم من أن الغزوة لم تشهد قتالًا مباشرًا، إلا أنها خلقت توازنًا لصالح المسلمين وأرست قاعدة للمواجهات القادمة.
في ظل تحديات الميدان، برزت رسالة الصبر والثبات. أصحاب النبي أظهروا استعدادًا للتضحية من أجل دينهم، وهذا الإيمان والإصرار كانا المحرّك للانتصار.
انتهت غزوة العقبة بنجاح للمسلمين، وهي نقطة البداية التي رسخت إرادتهم وحدّدت مسار الدفاع عن قيم الإسلام. كانت هذه الغزوة قائمة الإعلان عن حق النبي صلى الله عليه وسلم في دينه ووطنه.
إن البطولة في غزوة العقبة تتجلى في روح الفريق واستعداده للتحدي. كانت لهذه الغزوة أثرٌ عميق في تشكيل مسيرة الإسلام، وهي تذكير بأن رحى التاريخ تطحن باستمرار لصقل الأمم.
تظل غزوة العقبة علامةً فارقة في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقاعدةً أساسية في مسيرة الدفاع عن العدالة والحرية.
من بين أبرز المشاركين في غزوة العقبة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه وصحابته، ومنهم أبو بَكر الصديق وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام. كانت هذه الغزوة تحمل أهمية استراتيجية في تأسيس الأمانة الإسلامية في المنطقة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
كيف نظم الإسلام سلوك المسلم في مجلسه مع الآخرين؟.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال منشور له عبر صفحته على فيس بوك: إن احترام الآخر إحدى القيم الرئيسية في الدين، وسلوك المسلم في مجلسه واجتماعه مع الآخرين يجب أن يتضمن احتراما لهم وتقديرا لشأنهم.
كيف نظم الإسلام للمسلم مجلسه مع الآخرينوأشار الى أن الدين نظم ذلك من خلال عدد من السلوكيات الراقية والأخلاق الكريمة، فعلى المسلم أن يحفظ للآخر مكانه إذا قام وتوقع رجوعه، ولا يحل له أن يفرق بين اثنين في المجلس، أو أن يقيم ضعيفا أو فقيرا ليجلس مكانه.
وتابع: لمثل هذه الآداب أو التعاليم وإن كانت بسيطة لكنها ترمز إلى أمور كبيرة، ويكون لها أثر تربوي في تهذيب النفس والرقي بسلوكها في جميع المواقف ،فمن تربى على الإحسان إلى الآخرين واحترامهم في أدق الأمور يصعب عليها أن يتكبر أو يتعالى عليهم في الأمور العظيمة، ويمكن لإشارة واحدة فقط من عدم الاحترام أن تتسبب في انفراط عقد الجماعة.
ونوه بأن السنة النبوية أكدت هذه السلوكيات فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به» (صحيح مسلم).
وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحمل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما» (سنن أبي داود).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم الرجل أخاه من مقعده ويجلس فيه (صحيح البخاري).
وعن سهل بن سعد الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ. فقال للغلام: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟» فقال الغلام: لا والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا. قال: فتله "وضعه" رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده (صحيح البخاري).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا كنتم ثلاثة لا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه» (صحيح البخاري).
ولفت الى ان هذه جملة من الأحاديث التي تنظم للمسلم مجلسه مع الآخرين على أسس الاحترام المتبادل.