زعيم المعارضة الإسرائيلية يدعو نتنياهو للاستقالة
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاستقالة، بعد 41 يوما من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وكتب لبيد على منصة "إكس" اليوم الخميس إن الوقت حان لاستبدال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وإنه سيكون هناك دعم على نطاق واسع لتشكيل حكومة وحدة بقيادة حزب الليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو.
وأضاف "خسر نتنياهو ثقة مواطنيه، وثقة المجتمع الدولي، والأكثر خطورة ثقة الأجهزة الأمنية".
وأوضح لبيد -المنتمي لتيار الوسط والذي شغل منصب رئيس الوزراء لفترة وجيزة العام الماضي- أنه يرى أن أغلبية كبيرة من أعضاء الكنيست -المؤلف من 120 مقعدا- ستؤيد مثل هذه الحكومة الائتلافية.
وواجه نتنياهو موجة انتقادات حادة، حيث لم يعلن بعد عن المسؤولية عن الإخفاقات العسكرية والسياسية للهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وعلى عكس رئيس الحكومة، تحمل ممثلو الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن عدم توقع الهجمات.
ورفض حزب الليكود بالفعل مقترح لبيد الذي طرحه أول مرة أمس الأربعاء.
والليكود هو أكبر الأحزاب في الائتلاف الحاكم بإسرائيل الذي يضم أحزابا قومية متطرفة ودينية، ولهذه الأحزاب مجتمعة 64 مقعدا في الكنيست.
ورفض لبيد الانضمام لمجلس وزراء الحرب الذي شكله نتنياهو عند بداية الحرب، رغم موافقة أعضاء وسطيين آخرين بالكنيست على الانضمام والمساعدة في إدارة الصراع.
وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى وشنت هجوما على المناطق الإسرائيلية في غلاف غزة ردا على الاعتداءات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وأسفرت عن مقتل نحو 1500 إسرائيلي وأسر نحو 250 آخرين.
في حين ردت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشن حرب جوية وبرية على قطاع غزة، سقط خلالها أكثر من 11 ألفا و500 شهيد فلسطيني، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، معظمهم أطفال ونساء.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ستارمر: صور أطفال غزة مروّعة.. وترامب يتحدث عن خطط مع نتنياهو
وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مشاهد الأطفال الجائعين في القطاع بأنها "مروّعة"، داعيًا إلى حشد دولي من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن التعامل مع حركة حماس بات "أصعب من أي وقت مضى"، كاشفًا عن مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتعلق بـ"خطط مختلفة" لتحرير الرهائن.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب اجتماع الزعيمين في منتجع ترامب للجولف في اسكتلندا، اليوم الاثنين، حيث هيمنت الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة على المحادثات.
وقال ستارمر في تصريحاته للصحفيين: "الصور التي تصل من غزة لأطفال يعانون من الجوع والانهيار الصحي مروّعة بحق. الوضع يتطلب تحركًا دوليًا منسقًا".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى حشد دول أخرى للمساعدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية الجارية هناك".
ورغم إشارته إلى فظاعة المشهد الإنساني، شدد رئيس الوزراء البريطاني على موقفه السياسي المتماشي مع الموقف الإسرائيلي، قائلًا: "لا يمكن لحماس، بالتأكيد، أن تلعب أي دور في أي حكم مستقبلي بالأراضي الفلسطينية".
من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن "خطط مختلفة" لتحرير الرهائن المحتجزين في غزة.
وأوضح ترامب أن التعامل مع حماس "أصبح أكثر صعوبة خلال الأيام القليلة الماضية"، لكنه أضاف في المقابل: "سنواصل العمل مع دول أخرى لتقديم مساعدات إنسانية إضافية لسكان غزة".
وأعلن ترامب نية بلاده إنشاء "مراكز طعام دون أسوار أو حواجز" داخل غزة لتسهيل وصول المحتاجين إليها، في خطوة قال إنها تهدف إلى "تقليل معاناة المدنيين"، دون تقديم جدول زمني أو تفاصيل عن الجهات المنفذة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت لا تزال فيه محادثات وقف إطلاق النار متعثرة، بعد فشل الجولة الأخيرة في الدوحة الأسبوع الماضي. وبينما تواصل إسرائيل قصفها للمناطق المدنية في غزة، تتصاعد التحذيرات من مجاعة وشيكة قد تودي بحياة عشرات الآلاف، خصوصًا من الأطفال.
منظمات حقوقية وصفت التصريحات الغربية الأخيرة بأنها "اعتراف متأخر بحجم الكارثة"، لكنها حذرت من أن غياب رؤية سياسية متكاملة، وإصرار الغرب على استبعاد حماس من أي ترتيب سياسي قادم، يعني استمرار الأزمة بدل حلّها.
ويُذكر أن الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلفت: أكثر من 204,000 شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، أكثر من 9,000 مفقود، كارثة إنسانية شاملة، تشمل التهجير القسري والتجويع، إغلاق شامل للمعابر منذ مارس الماضي، ومجاعة طالت عشرات الآلاف من الأطفال
ووفق وزارة الصحة في غزة، توفي 133 فلسطينيًا جراء الجوع وسوء التغذية حتى الآن، بينهم 87 طفلًا، في وقت تواصل فيه إسرائيل تجاهل أوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب وتسهيل دخول المساعدات.
ورغم أن تصريحات ستارمر وترامب تعكس تحولًا نسبيًا في الخطاب الغربي نحو الاعتراف بالكارثة، إلا أن غياب أي خطط تنفيذية واضحة لوقف الحرب، أو استعداد للضغط الحقيقي على إسرائيل، يبقي الأوضاع على حالها.
ويُنظر إلى أن إنشاء "مراكز طعام بلا حواجز" لن يغيّر شيئًا على الأرض ما لم تترافق مع وقف شامل للعمليات العسكرية، ورفع كامل للحصار، وتحرك دولي لضمان الحماية الإنسانية للفلسطينيين.