يوم توظيفي مفتوح للمؤهلات العليا.. اعرف الفرص المتاحة
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
أعلنت الإدارية المركزية لتمكين الشباب، بوزارة الشباب والرياضة، بالتعاون مع ميكروسوفت ومؤسسة كير للتنمية من خلال مبادرة توظيف مصر، عن اليوم المفتوح للتوظيف لشركة لبيع الجملة في البحيرة.
وكشفت الصفحة الرسمية لوزارة الشباب والرياضة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عن توافر الوظائف التالية:
منسق ممرات (مؤهل متوسط / عالي)
بائعين جزارة /بقالة /خضار وفاكهة / عطارة (مؤهل متوسط / عالي)
أفراد أمن (مؤهل متوسط / عالي)
كاشير (مؤهل عالي)
محضر طلبات (مؤهل عالي)
مسؤول استلام (مؤهل عالي)
مراقب مخزون (مؤهل عالي)
أخصائي تسويق (مؤهل عالي)
رواتب مجزية
تأمين طبي واجتماعي
وجبات غذائية
تارجت شهري
سكن مجهز
شروط التقديم على الوظائفموقف واضح من الخدمة العسكرية
السن من 20 إلى 40 سنة
غير متاح للطلبة
موعد ومكان التنفيذ
مركز شباب مدينة دمنهور - البحيرة
يوم السبت 18 نوفمبر 2023 من الساعة 10 صباحا وحتى 3 عصرا.
للتقديم يرجى ملئ الاستمارة من هنا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الوظائف وظائف شاغرة وظائف خالية مؤهل عالی
إقرأ أيضاً:
باب التوبة مفتوح.. وبثينة تروس تُضيء الطريق
باب التوبة مفتوح.. وبثينة تروس تُضيء الطريق
حسن عبد الرضي الشيخ
في ظلمة هذا الخراب الذي يحيط بالسودان، وقد تداخلت فيه الخنادق السياسية مع حطام القيم، يطل علينا صوتٌ عاقل، شجاع، ومضيء، من داخل هذا الركام — صوت الأخت بثينة تروس. في مقالها العميق: “سقط معز!! استفرغت خبايا النفوس ظلاماتها”، كتبت بثينة لا لتدين، بل لتفتح كوة أمل، وتعلن — من داخل المعركة الأخلاقية التي نخوضها جميعًا — أن الإنسان يمكنه أن يغيّر من قناعاته كلما اتسعت ثقافته وكبر عقله، بل ويمكنه أن يتحرر من أسر الأيديولوجيا، حتى ولو كان قد مر يوماً عبر بوابة أي جماعة كـ”الإخوان المسلمين” أو تدثر بعباءة “كيزان الإنقاذ”.
لقد وجدت بثينة، كما وجدنا معها، نموذجًا نادرًا لتوبة فكرية صادقة، لا تمحو الأخطاء، لكنها تواجهها بشجاعة نادرة. لقد كان مرور كثير من السودانيين بتلك الجماعة في مراحل حياتهم أمرًا مفهومًا، بل ربما “ضروريًا” ضمن سياقات البحث عن الحقيقة في بلد يتيه بين المشاريع العقائدية والسياسية. ولكن أن يتحوّل هذا المرور إلى إقامة دائمة في فسطاط “كيزان الإنقاذ” الذين التصقوا بالفساد، وأداروا نظام الإنقاذ بقبضة قمعية ملوثة، فذلك ما لم ولن يغتفره الشعب، إلا إن صدقت التوبة، وتجلى الاعتذار.
وفي مقالة بثينة، نلمح الفرق الدقيق بين مرحلة الإخوان المسلمين كفكرة دعوية/سياسية حاولت أن تجد موطئ قدم في خمسينيات القرن الماضي، وبين مرحلة “كيزان الإنقاذ” التي انحدرت بالمشروع إلى درك الطغيان والاستبداد والفساد. هذا التمييز الجريء والذكي هو ما يجعل مقالة بثينة ليست مجرد رد على تعيين وزير، بل فتحًا فكريًا في صميم معركة الهوية السودانية الحديثة.
لقد عبّرت بثينة، بعين الناقدة الحكيمة، عن ألم السقوط في “دَرَك الكيزان”، كما حدث مع د. معز عمر بخيت، الذي خذل الذين رأوا فيه إنسانًا جميلاً وفنانًا متسامياً، ليصطف فجأة في حكومة تمثل، عند كثيرين، امتدادًا لذات المنظومة الكيزانية القديمة، وإن بأقنعة جديدة وأسماء مُعادة. ومع ذلك، لم تسقط بثينة في مستنقع التشفي، بل وقفت عند حدود النقد العادل، ودافعت عن سيرة الراحل مولانا عمر بخيت العوض، خالها، بما يليق بتجرد الحقيقة لا بروح الولاء الأعمى.
ومن أعظم ما طرحته بثينة، دعوتها الضمنية لأن نتعلّم من تجارب التوبة، لا أن نغلق أبوابها. فكما ترك مولانا عمر بخيت جماعة الإخوان وارتقى إلى مقامات العدل والتصوف، وكما اهتدى والدها عمر علي تروس إلى الفكر الجمهوري، يمكن لغيرهم — حتى من غاصوا في عمق مشروع “إنقاذ الكيزان” — أن يجدوا طريقًا للخلاص، إن صدقوا النية، واعترفوا بالجرم، وانحازوا للشعب، لا لمشاريع الخراب.
إنّ مقال بثينة، في عمقه السياسي، وإنسانيته الراقية، وأسلوبه البليغ، يمثل لحظة مصالحة حقيقية بين الذاكرة والتاريخ، وبين الوعي الشعبي ومآلات الساسة. وهو يذكّرنا بأننا بحاجة إلى أن نفتح في أذهاننا وقلوبنا نوافذ للتوبة، لا من أجل تجميل صورة الكيزان، بل من أجل إنقاذ ما تبقى من وطن. فالذين أفسدوا، إن تابوا توبة نصوحًا، واعتذروا للشعب، وأعادوا ما نهبوه، فهم — بشريًا وأخلاقيًا — يستحقون فرصة أخرى.
لكن الطريق إلى التوبة ليس سهلاً، ولا مجانيًا. فلا بد أن يمر عبر محكمة الضمير الشعبي، ومحرقة الاعتراف الكامل بالخطايا، ومحراب الاستعداد لتحمّل تبعات الجُرم. وهذا ما لم يفعله حتى الآن أغلب “الكيزان”، بل ما زالوا يبرّرون، ويختبئون، ويتذاكون. ومن هنا، تبقى كلمات بثينة، واعترافاتها الجريئة، نبراسًا لنا جميعًا: لنعرف العدو من الصديق، والناقد الصادق من المضلل المخادع.
كل الشكر للأخت بثينة عمر تروس — لقد كتبتِ بمداد الصدق، وجعلتِ من الألم أداة وعي، ومن الحزن على الوطن طريقًا نحو رجاء متجدّد. إنّ ما خطته يدك لا يخص معز فحسب، بل يمثل صرخة أخلاقية في وجه زمن انقلبت فيه المعايير، وتساوى فيه البريء والمجرم في عيون الناس.
فلنقل معك: نعم، لا بد من محاسبة، لكننا لا نغلق باب التوبة.
فربما يخرج من رحم هذا الليل الطويل صبحٌ نقي، لا يحمل بصمات الكيزان، بل أثر التائبين.
كنت قد كتبت “بوستًا” قبل أيام على صفحتي في فيسبوك:
“لن تنتهي آلامنا إلا أن يُشار أن فلانًا هذا كان كوزًا!”
وكنت ألمّح إلى أن توبة الكوز مستحيلة، لكن ما كتبته بثينة يجرّني إلى طريق الحق جرًّا، أن: “باب التوبة مفتوح”… وواهمٌ من ظنه مغلقًا.
إنّ مقالك يا بثينة بارقة أمل… لا وهمٌ جديد كـ”حكومة الأمل”.
الوسومالأيديولوجيا الإخوان المسلمين السودان بثينة تروس حسن عبد الرضي الشيخ د. معز عمر بخيت كيزان الإنقاذ