وسط حرب قاسية.. غياب الوقود يعيد غزة إلى الحياة البدائية
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
من المشافي والإسعاف إلى شركات الاتصالات مرورا بالمواطنين وطواقم الدفاع المدني، تتعالى الأصوات المطالبة بإدخال كميات كافية من الوقود، لتبقي الحياة اليومية في قطاع غزة ضمن حدها الأدنى.
والأربعاء، دخلت مصر شاحنة محملة بـ 25 ألف لتر من الوقود، مقدمة لصالح تشغيل سيارات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
بلغة الأرقام، تشير بيانات الإدارة العامة للبترول في وزارة المالية الفلسطينية، أن حاجة قطاع غزة الشهرية من الوقود (البنزين والسولار) تبلغ قرابة 12 مليون لتر.
أي أن كمية الوقود الواصلة إلى القطاع، الأربعاء، لصالح الأونروا، تمثل 0.2 بالمئة فقط من حاجة غزة للوقود شهريا، في الظروف الطبيعية.
ولم تدخل أية كميات من الوقود إلى القطاع منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، الأمر الذي أصاب مفاصل الحياة بالشلل شبه التام.
إلى جانب هذه الكمية، فإن متوسط حاجة غزة الشهرية من الوقود الصناعي اللازم لتوليد الكهرباء، نحو 12 مليون لتر، منها 3 ملايين لتر شهريا لمشافي القطاع لغرض توليد الكهرباء.
وكلمة الوقود، هي اختصار لمختلف أنواع المحروقات (بنزين، سولار، سولار صناعي لتوليد الطاقة، كاز) التي تمثل أولوية إلى جانب المياه والدواء لسكان قطاع غزة، فيشمل الوقود، السولار المخصص لتوليد الكهرباء لمشافي غزة، وذلك المخصص لتوليد الطاقة لمضخات المياه من الآبار.
كما يشمل الوقود، مصدر الطاقة لتشغيل سيارات الإسعاف وآليات الدفاع المدني اللازمة لنقل ضحايا القصف الإسرائيلي؛ والوقود أيضا هو مصدر الطاقة الوحيد حاليا لتوليد الكهرباء لمقاسم شركات الاتصالات، كما أنه الوقود اللازم لتشغيل المركبات على مختلف أنواعها.
وتخضع غزة، وهي منطقة ضيقة من الأرض على البحر الأبيض المتوسط بين إسرائيل ومصر، لحصار عسكري إسرائيلي منذ سيطرة حماس على القطاع في عام 2007.
وتعتمد غزة، التي يقطنها عدد كبير من السكان يبلغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، إلى حد كبير على إسرائيل؛ لمياه الشرب والإمدادات الغذائية والكهرباء والوقود لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة فيها.
ومنذ 41 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.
** غياب الوقود
تعتبر غزة اليوم، هي نموذج مثالي لفرضية انقطاع أنواع الوقود عن أي منطقة في العالم؛ البداية تتمثل في انقطاع الطاقة الكهربائية، حيث تعمل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة على السولار لتوليد الطاقة.
ومنذ الأسبوع الأول للحرب، توقفت المحطة عن توليد الطاقة، كما نفد الوقود الصناعي اللازم لتشغيل المولدات الأصغر حجما، سواء للمشافي وشركات الاتصالات وللمراكز الصحية والمنازل، ولضخ المياه من الآبار الجوفية.
كذلك، اضطر آلاف الغزّيين لاستبدال أنواع البنزين والسولار بزيت الطهي داخل خزان الوقود في المركبات، لكن الغالبية العظمى أجبرت على ترك سياراتهم لعدم وفرة الوقود، ولاحقا لحظر تحرك السيارات من قبل الجيش الإسرائيلي في شمال ووسط غزة.
ويحصل القطاع على معظم احتياجاته اليومية من الوقود (البنزين والسولار) من مصر، بأكثر من 10 ملايين لتر شهريا، من أصل 12 مليونا، والباقي يصل من إسرائيل، بحسب بيانات الإدارة العامة للبترول الفلسطينية.
أما الوقود الصناعي اللازم لتوليد الكهرباء سواء لمحطة التوليد، أو للمشافي والمؤسسات الأخرى، فإنه يأتي من خلال إسرائيل، عبر تنسيق مع قطر منذ سنوات، بكمية 12 مليون لتر شهريا.
** عودة للبدائية
وسط غياب الوقود وبالتالي الكهرباء، فإن مظاهر الحياة البدائية بدأت تطفو على السطح في القرن الحادي والعشرين، ضمن محاولة الغزيين التأقلم على الواقع المفروض عليهم.
اليوم، وبسبب غياب الوقود فإن مئات الجثث ما تزال تحت الأنقاض لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل الآليات اللازمة لرفع الأنقاض والبحث عن مفقودين.
وتضطر عائلات إلى استخدام أيديهم أو أدوات بسيطة لرفع الأجزاء الصغيرة من الأنقاض، فيما يقول مواطنون إن روائح جثث متحللة تنتشر في عديد الأحياء شمالي غزة.
ومن مظاهر الحياة اليومية، أصبح الحطب هو مصدر الطاقة اللازم لصناعة الخبز، وهو مصدر التدفئة مع دخول فصل الخريف وبدء هطول الأمطار على القطاع منذ الأسبوع الجاري.
كذلك، أصبحت الدواب (الحمير والخيل)، هي أداة نقل رئيسة بدلا من السيارات لمن يعجز عن السير عدة كيلومترات من العائلات النازحة من الشمال إلى الجنوب.
أما الحصول على المياه، ومع غياب الوقود اللازم لتوليد الكهرباء للمضخات، وانقطاع المياه عن معظم مدن القطاع من الجانب الإسرائيلي، بدأت عائلات إما بتحلية مياه البحر بإضافة السكر، أو غلي مياه البحر.
كذلك، انتشرت الأسبوع الماضي، مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، لأفراد يستحمون بمياه البحر على شاطئ قطاع غزة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: من الوقود قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مجلس الوزراء الفلسطيني يُصدر عدة قرارات عقب جلسته الأسبوعية
أصدر مجلس الوزراء الفلسطيني برئاسة محمد مصطفى، اليوم الأربعاء، 02 يوليو 2025، مجموعة من القرارات عقب عقد جلسته الأسبوعية.
وبحث مجلس الوزراء تداعيات الواقع الميداني والاقتصادي الصعب الذي يعيشه أبناء شعبنا، في ظل استمرار عدوان الاحتلال وتصاعد هجمات المستوطنين، بالتوازي مع مواصلة احتجاز أموال المقاصة، وفرض حصار اقتصادي خانق بات يهدد قدرة مؤسساتنا الوطنية على أداء مهامها الأساسية، ويزيد من الضغوط المعيشية على موظفي القطاع العام وسائر فئات المجتمع.
وقال رئيس الوزراء محمد مصطفى، إنه وبرغم جسامة التحديات، فإن جهود الرئاسة والحكومة مستمرة لوقف العدوان على شعبنا، وتأمين الإفراج العاجل عن أموال المقاصة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، وذلك للتخفيف من الأزمة الاقتصادية، وبما يحمي صمود مؤسساتنا الوطنية، مؤكدًا أن عزيمتنا لن تلين، وسنواصل العمل لاستعادة حقوق شعبنا السياسية والاقتصادية.
وطالب مصطفى بتكثيف الجهود الدولية، لإنقاذ أبناء شعبنا في قطاع غزة ، والضغط بكل الوسائل الممكنة على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لوقف القتل اليومي والتجويع والتهجير الذي يتعرّض له مليونا فلسطيني في القطاع، وضمان إدخال المساعدات بطرق إنسانية وبإشراك المؤسسات الأممية، لتفادي عمليات القتل اليومي لمنتظري المساعدات، والتي ذهب ضحيتها منذ استئناف العدوان أكثر من 600 شهيد وآلاف الجرحى.
وبحث مجلس الوزراء مخاطر المخططات الإسرائيلية في المناطق المسماة "ج"، وتصاعد اعتداءات الاحتلال ومستعمريه ومشاريع الضم والاستيلاء.
وصادق المجلس على تشكيل فريق وطني لوضع تصور عملي بشأن متابعة تسوية الأراضي في هذه المناطق، بالتزامن مع جهود وزارة الخارجية والسلك الدبلوماسي في تجنيد المواقف الدولية الداعمة لحقوق شعبنا والرافضة للإجراءات الإسرائيلية غير القانونية.
كما تابع المجلس تحضيرات وزارة التربية والتعليم العالي لعقد امتحان الثانوية العامة في قطاع غزة، والتعاون مع مختلف الفرق الفنية الوزارية العاملة على الأرض في القطاع لإنجاح عقدها، إلى جانب نقاش تحضيرات الوزارة للتعامل مع التحديات والظروف الميدانية، وإعدادها لنماذج مختلفة من الأسئلة لضمان سلامة الإجراءات.
وناقش بالقراءة الأولى نظامًا خاصًا بمعايير أنظمة الاستهلاك الذاتي للطاقة، بما يتضمنه من ضبط التسعير وإنتاج واستهلاك الطاقة المتجددة، خصوصًا في ظل التوجه الحكومي نحو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وزيادة الإنتاج المحلي من الطاقة وما يتطلبه ذلك من لوائح وتشريعات لتنظيم القطاع، خصوصا التسعيرة واللوائح التنظيمية للعلاقة بين المستهلكين الراغبين بإنتاج الطاقة وشركات التوزيع، مع الأخذ بعين الاعتبار إضافة وحدات التخزين.
وجرى إحالة النظام إلى الدوائر الحكومية ومختلف جهات الاختصاص للدراسة وإبداء الرأي، بالتزامن مع المشاورات التي يجريها مجلس تنظيم قطاع الكهرباء وسلطة الطاقة مع مختلف الشركاء.
وضمن مبادرة وزارة التربية والتعليم لتحسين البيئة المدرسية وإعادة تأهيل المدراس والمرافق التعليمية، فقد وافق المجلس على توصيات اللجنة الخاصة لتقييم الأبنية المدرسية القديمة وغير الملائمة، والتي تضمنت إزالة وإعادة بناء عدد من المدارس في عدة محافظات وذلك للحفاظ على سلامة الطلبة.
كما صادق على تشكيل لجنة توجيهية لحوكمة مشروع المعهد الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، والذي يجري تنفيذه بتمويل وشراكة مع الحكومة الكورية، والهادف إلى تعزيز البحث والتطوير في الذكاء الصناعي وبناء القدرات الوطنية في التعليم والتدريب، وتحويل نتائج البحث إلى حلول ومنتجات ذكية، ودعم الريادة والشركات الناشئة في الذكاء الصناعي.
واستنادًا إلى المرسوم الرئاسي والذي صدر في مارس 2025، بشأن تنظيم الإدارة العامة للمعابر والحدود وتعديل مسماها، صادق مجلس الوزراء على الهيكل التنظيمي لوزارة الداخلية وذلك باتباع الهيئة العامة للمعابر والحدود لوزير الداخلية بشكل مباشر، وبما يساهم في تطوير جملة الخدمات المقدمة للمواطنين.
كما صادق على تنسيب وزارة الحكم المحلي بحل المجلس البلدي في كفر راعي بجنين، بالاستناد إلى تقارير وتوصيات من الجهات المختصة.
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين حماس: نُجري مشاورات وطنية لمناقشة مقترحات الوسطاء ارتفاع عدد الصحفيين الفلسطينيين المعتقلين إداريا إلى 22 الرئاسة الفلسطينية تُطالب بموقف أميركي حازم لوقف العدوان على غزة والضفة الأكثر قراءة إصابة شاب بجريمة إطلاق نار جديدة في الناصرة ترامب يعلن عقد مباحثات بين واشنطن وطهران "الأسبوع المقبل" 3 شهداء وإصابات خلال هجوم لمستوطنين على بلدة كفر مالك شرق رام الله مفتي فلسطين: الخميس غرة محرم لعام 1447 هـ عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025