وسط جهود دولية مكثفة ومفاوضات متواصلة لوقف نزيف الدم في قطاع غزة، تعالت التوقعات بقرب التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد، بعد أن أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى قرب إعلان حركة حماس موقفها من المقترح المعدل لوقف إطلاق النار. تصريحات ترامب، التي تزامنت مع أجواء تفاؤلية غير معلنة، فتحت الباب أمام تساؤلات حول حقيقة الموقف الميداني والسياسي، وحدود التحولات في الخطاب الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية.

ترامب.. ننتظر الرد خلال 24 ساعة

في تصريح لافت يوم الجمعة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن العالم سيعرف خلال 24 ساعة ما إذا كانت حركة حماس ستوافق على المقترح الجديد لوقف إطلاق النار. وجاءت تصريحاته عقب إعلان رسمي من حماس أكدت فيه أنها تجري مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية للرد على العرض المقدم من الوسطاء، والذي يتضمن، وفق ما تسرب، وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا مع ترتيبات إنسانية وأمنية تشمل إدخال المساعدات وفتح المعابر.

حماس.. مشاورات مستمرة ورد إيجابي غير رسمي

بدورها، أعلنت حركة حماس أنها تتعامل بجدية مع المقترح المقدم، وتتشاور مع الفصائل الفلسطينية حرصًا على "إنهاء العدوان وضمان دخول المساعدات الإنسانية". وبينما لم يصدر حتى الآن بيان رسمي يؤكد قبولها أو رفضها للمبادرة، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن رد الحركة يميل إلى الإيجاب. مصادر مقربة من المفاوضات رجحت أن الإعلان الرسمي سيتم بعد الانتهاء من الترتيبات الداخلية والمشاورات مع حلفاء المقاومة في الداخل والخارج.

إسرائيل.. أجواء تفاؤل وترقب

من الجانب الإسرائيلي، أبدت تل أبيب موافقتها المبدئية على المقترح الأمريكي، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية. المسؤولون الإسرائيليون أكدوا وجود احتمال كبير للتوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار ويمهد لتبادل أسرى، بعد أكثر من 21 شهرًا من التصعيد العسكري. وذكرت مصادر سياسية أن المقترح الأمريكي يتضمن ترتيبات أمنية مشتركة وهدنة قابلة للتجديد.

تصريحات ترامب.. ضغط سياسي واستثمار دبلوماسي

قال اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن تصريحات ترامب لا تأتي من فراغ، بل تُعد جزءًا من تحرك مدروس للضغط على حماس، عبر وضعها في دائرة الضوء العالمي، وخلق شعور بأن الكرة في ملعبها الآن، خاصة بعد إعلان تل أبيب موافقتها المبدئية على المقترح الجديد. وأوضح السيد أن ترامب يسعى لتسجيل إنجاز دبلوماسي يُحسب له في هذا الملف الحساس، في وقت يبدو فيه المشهد الدولي متعطشًا لأي اختراق نحو التهدئة.

رد حماس.. مناورات سياسية بحذر محسوب

ويشير السيد إلى أن الموقف غير الرسمي لحماس، الذي يوحي بنوع من الإيجابية، يعكس رغبة في إنهاء القتال، دون الظهور بمظهر الطرف المنهزم أو المنصاع للضغوط الدولية. الحركة، كما يقول الخبير، تحاول لعب دور المفاوض الحريص على التشاور مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والإنسانية، وعلى رأسها ضمان فتح المعابر، إدخال المساعدات، ووقف العدوان.

عوامل تعزز فرص التهدئة

ويري السيد ان هناك ثلاثة عناصر رئيسية  قد تسهم في التوصل إلى اتفاق وشيك، هي رغبة الإدارة الأمريكية في تسجيل "نصر دبلوماسي" يعزز من صورة ترامب، وموافقة إسرائيل المبدئية على بعض الشروط الجوهرية في المقترح المعدل ، والضغط الدولي المتزايد نتيجة تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

تحول في الخطاب الأمريكي

ويبرز السيد أن تصريحات ترامب الأخيرة، خصوصًا ما يتعلق بأمن سكان غزة، تشير إلى تحول واضح في الخطاب الأمريكي، الذي بدأ يبتعد عن الدعم المطلق لإسرائيل ويتجه نحو موقف أكثر توازنًا. هذا التغير، حسب الخبير، يعكس ضغوطًا داخلية متصاعدة داخل الولايات المتحدة، من قِبل التيارات التقدمية في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بالإضافة إلى ضغط متزايد من منظمات المجتمع المدني الأمريكي، المطالبة بموقف أكثر إنصافًا تجاه معاناة المدنيين الفلسطينيين.

في ضوء هذه التطورات، يبقى العالم في حالة ترقب لما ستؤول إليه الساعات القادمة. فإما تُفتح نافذة أمل لوقف نزيف الدم في غزة، أو تعود الأمور إلى مربع التصعيد. لكن المؤكد هو أن التغير في لهجة الخطاب الدولي، لا سيما الأمريكي، قد يشكل عامل ضغط حقيقي نحو تحقيق تهدئة طال انتظارها.

طباعة شارك غزة ترامب حماس إطلاق النار تل أبيب إسرائيل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة ترامب حماس إطلاق النار تل أبيب إسرائيل تصریحات ترامب إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

ترامب يترقب رد حماس حول مقترح الاتفاق والحركة تجري مشاورات مع الفصائل

أجاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سؤال حول موقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أن الإجابة ستتضح خلال الـ24 ساعة القادمة.

وأكد ترامب رغبته في ضمان أمان سكان غزة وسعيه لإطلاق سراح جميع الأسرى، على حد قوله.

وأعلنت حركة حماس مساء الخميس، أنها تجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية بشأن عرض قدمه الوسطاء، وأنها ستعلن قرارها النهائي بعد انتهائها من ذلك.

قالت الحركة في بيان إنه في إطار حرصها على إنهاء العدوان على شعبنا وضمان وصول المساعدات بحرية، فإنها تُجري مشاورات مع قادة القوى والفصائل الفلسطينية بشأن العرض الذي تلقته من الوسطاء.

وأكدت حماس أنها ستسلم القرار النهائي للوسطاء بعد الانتهاء من المشاورات، وستعلن ذلك رسميا.

مسؤولون إسرائيليون يقولون إن نتنياهو يريد التوصل إلى اتفاق (إعلام إسرائيلي)

 

في غضون ذلك، قال مسؤولون في المجلس الوزاري المصغر بإسرائيل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– يرغب "في التوصل إلى اتفاق بأي ثمن"، معتبرا أن النافذة المتاحة نادرة.

من جهته، صرّح السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي لوسائل الإعلام الإسرائيلية بأن ترامب "أوضح أن لا مستقبل لحماس" على حد قوله.

وأكد هاكابي أن هذا هو "النهج الصحيح"، وأن إطلاق سراح جميع الأسرى أولوية قصوى بالنسبة للرئيس الأميركي، معربا عن أمله "أن نكون قريبين جدا من التوصل إلى اتفاق".

ترامب يتوقع أن يصدر رد حماس خلال 24 ساعة (الفرنسية)

والأربعاء، قالت حماس إنها تجري مشاورات مكثفة بشأن مقترحات تلقتها من الوسطاء، موضحة في بيان أنها تتعامل مع هذه الجهود بمسؤولية عالية، وتجري مشاورات مع قادة الفصائل والقوى الفلسطينية من أجل الوصول لاتفاق يضمن إنهاء العدوان وتحقيق الانسحاب وإغاثة الشعب الفلسطيني بشكل عاجل في قطاع غزة.

إعلان

وأضافت الحركة الفلسطينية أن الوسطاء "يبذلون جهودا مكثفة من أجل جسر الهوة بين الأطراف".

يأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات لمسؤولين إسرائيليين نقلتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية الخميس، أن الرئيس الأميركي قد يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، خلال اجتماعه في واشنطن مع نتنياهو، الاثنين المقبل.

كما قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن نتنياهو أبلغ عائلات أسرى بقطاع غزة بـ"الموافقة" على إبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية.

وادعى نتنياهو أن تل أبيب "وافقت" على مقترح الوسطاء الأخير، و"تنتظر رد حركة حماس".

كما قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن هناك "مؤشرات إيجابية" على إمكانية التوصل إلى صفقة لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بغزة.

ومرارا أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.

لكن نتنياهو، الذي يُحاكم بتهم فساد في إسرائيل، يتهرب بطرح شروط جديدة تعجيزية، ويرغب فقط في صفقات جزئية تضمن له استئناف حرب الإبادة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 192 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • ترامب يترقب رد حماس حول مقترح الاتفاق والحركة تجري مشاورات مع الفصائل
  • ترامب: "حماس" سترد على مقترح السلام "النهائي" خلال 24 ساعة.. و"كثيرون" سينضمون لـ"اتفاقيات إبراهيم"
  • ترامب: من المرجح أن يُعرف رد حماس على المقترح الأمريكي خلال 24 ساعة
  • ترامب يتوقع رد "حماس" خلال 24 ساعة على مقترح وقف إطلاق النار
  • ترامب: سنعرف رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار خلال 24 ساعة
  • وزير خارجية إسرائيل يتحدث عن "مؤشرات إيجابية" بشأن اتفاق غزة
  • وزير خارجية إسرائيل يتحدث عن "مؤشرات إيجابية" بشأن اتفاق غزة
  • "المقترح النهائي" لآخر مستجدات وقف إطلاق النار بغزة
  • تعرف على "المقترح النهائي" لآخر مستجدات وقف إطلاق النار بغزة