في ظلّ حرب استنزفت الحركة الجوية وأثارت أزمات دبلوماسية متلاحقة، تغيّرت خريطة السفر من إسرائيل وإليها بشكل جذري.

ولم تعد الوجهات البعيدة والمفضّلة كأوروبا الغربية وأميركا الشمالية ضمن خيارات السفر، بينما استغلّت شركات الطيران الإسرائيلية الفراغ، وسط انسحاب تدريجي وممنهج للناقلات الأجنبية، وفق ما أوردته صحيفة "غلوبس" الاقتصادية.

وبحسب "غلوبس"، فإن العديد من الوجهات التي كانت تعتبر محورية للإسرائيليين لم تعد متاحة، منها تركيا، التي لا تزال مغلقة أمام الطيران الإسرائيلي منذ عامين. شركتا "الخطوط التركية" و"بيغاسوس"، اللتان كانتا تُسيّران حوالي 20 رحلة يومية إلى إسرائيل، تخلّتا عن حصص الإقلاع والهبوط الخاصة بهما في مطار بن غوريون، وهي حصص ذات قيمة مالية كبيرة.

وجهات أخرى مثل كيب تاون ودبلن اختفت أيضا عن جدول الرحلات بسبب توترات دبلوماسية، في حين أُلغيت الرحلات إلى مراكش والدار البيضاء، وإلى القاهرة وشرم الشيخ وعمّان.

أما "كاثي باسيفيك"، شركة الطيران الوطنية لهونغ كونغ، فقد أعلنت رسميا أنها لن تعود إلى تل أبيب "حتى إشعار آخر"، مما يمثّل ضربة قوية لقطاع رحلات الأعمال.

أميركا وكندا والهند خارج الخدمة

الرحلات المباشرة إلى تورونتو ودلهي لم تعد متوفرة، وتوقّعت "غلوبس" أن تعود "إير كندا" إلى العمل فقط في سبتمبر/أيلول، بينما ستستأنف "إير إنديا" رحلاتها في نهاية أغسطس/آب.

الوجهات الغربية البعيدة اختفت بشكل تدريجي من لوحات المغادرة في مطار بن غوريون (الفرنسية)

وبالنسبة للولايات المتحدة، اقتصرت الخيارات على شركة "إلعال" وشركة "أركيا" فقط، مع احتكار "إلعال" للوجهات خارج نيويورك.

عزوف جماعي عن الشركات منخفضة التكلفة

وأشارت "غلوبس" إلى أن شركات الطيران الاقتصادية لم تعد تجد مصلحة في العودة للسوق الإسرائيلية، إذ ما زال "المبنى رقم 1" في مطار بن غوريون مغلقا بسبب تدني حركة الطيران، ولا وجود لخطة لإعادة افتتاحه قريبا.

إعلان

أما شركة "ويز إير"، التي كانت الأسرع عادة في العودة إلى العمل مقارنة بـ"راين إير" و"إيزي جيت"، أعلنت أنها لن تستأنف رحلاتها قبل سبتمبر/أيلول. أما "إيزي جيت"، فقد ألغت جميع رحلاتها إلى تل أبيب حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول.

أوروبا الغربية خارج متناول اليد

وسُجّل تراجع حاد في الوصول إلى مدن أوروبية مركزية مثل لندن وأمستردام، بسبب غياب شركات مثل "بريتيش إيرويز" و"فيرجن أتلانتيك" و"إيزي جيت" و"كيه إل إم".

وذهبت "فيرجن أتلانتيك" أبعد من ذلك وأعلنت وقفا تاما للرحلات إلى تل أبيب، دون أي نية مستقبلية للاستئناف.

أما شركة لوفتهانزا فقد أعلنت أنها لن تستأنف رحلاتها من مطاري ميونخ وفرانكفورت إلى إسرائيل قبل نهاية يوليو/تموز، مما يترك مسارات الطيران بين ألمانيا وإسرائيل حصرا في يد الشركات الإسرائيلية.

وجهات قريبة تكتسب الزخم

في المقابل، استفادت بعض الوجهات القريبة والرخيصة من هذا الفراغ، حيث بدأت شركة "إلعال" تسيير رحلات إلى جزيرة "كيفالونيا" اليونانية، بينما قامت "إسراير" بتشغيل رحلات إلى البيلوبونيز، وسيرت "أركيا" رحلات عارضة إلى كرواتيا ومدغشقر.

غياب شركات مثل "إيزي جِت" و"بريتيش إيرويز" جعل الوصول إلى لندن وأمستردام معقدا ومحصورا بخيارات إسرائيلية (شترستوك)

وصرحت شيري كوهين أوركابي، نائبة رئيس شركة "إشت تورز" لصحيفة "غلوبس" بأن الوجهات القوية حاليا هي تلك التي "تتميز بالقرب الجغرافي، وانخفاض التكلفة، والأمان الشخصي العالي"، مشيرة إلى مدن مثل براغ وبورغاس والبلقان وكرواتيا ومالطا وباتومي.

الإمارات وقبرص واليونان تعزز مواقعها

وأشار يوني واكسمان، نائب رئيس شركة "أوفير تورز"، إلى أن وجهات مثل الإمارات وقبرص واليونان "حافظت على جاذبيتها العالية بسبب توفر الرحلات من جميع شركات الطيران الإسرائيلية، إلى جانب شركتين قبرصيتين مملوكتين لإسرائيليين".

في المقابل، وصف واكسمان حال الرحلات إلى الولايات المتحدة بأنه "تأثر مؤقت بسبب القيود الجوية، لكنه كشف هشاشة الاعتماد على شركات أجنبية فقط".

انكماش القطاع

واختتمت "غلوبس" تقريرها بالإشارة إلى أن سوق الطيران في إسرائيل دخلت مرحلة من الانكماش، في ظل انسحاب تدريجي للناقلات الأجنبية وتأخر عودة الطلب على السفر الدولي.

وكتبت الصحيفة: "الطيران إلى إسرائيل لم يعد خيارا مفضلا لشركات عالمية كبرى، والأزمة الأمنية والسياسية المستمرة لا تشجّع على عودة قريبة. والنتيجة: تراجع الوصول وارتفاع الأسعار وتضاؤل خيارات المسافرين الإسرائيليين في صيف 2025".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رحلات إلى لم تعد

إقرأ أيضاً:

شركة الطيران الأسترالية كوانتاس تتعرض لهجوم سيبراني كبير

أعلنت شركة الطيران الأسترالية كوانتاس -اليوم الأربعاء- أنها فتحت تحقيقا إثر تعرضها لهجوم سيبراني "كبير" اخترق خلاله قراصنة نظاما يحتوي على بيانات حساسة لـ6 ملايين من عملائها.

وقالت الشركة -في بيان- "نواصل التحقيق في حجم البيانات المسروقة، لكننا نتوقع أن يكون كبيرا".

وأضافت أن النظام الذي طاله الهجوم الإلكتروني يحتوي على سجلات 6 ملايين عميل، لكنه لا يحتوي تفاصيل بطاقات الدفع أو أرقام جوازات السفر.

لكن الشركة حذرت -في بيانها- من أن القراصنة تمكنوا من الوصول إلى عناوين البريد الإلكتروني للعملاء وأرقام هواتفهم وتواريخ ميلادهم.

وشدد البيان على أن الهجوم لم يؤد إلى "أي تأثير على عمليات كوانتاس أو أمنها".

ونقل عن الرئيسة التنفيذية للشركة فانيسا هادسون قولها: "نعتذر بشدة لعملائنا، وندرك حالة عدم اليقين التي سبّبها هذا الأمر".

وأضافت: "عملاؤنا يأتمنوننا على معلوماتهم الشخصية، ونحن نأخذ هذه المسؤولية على محمل الجد".

وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) الأسبوع الماضي أن مجموعة للجرائم الإلكترونية تحمل اسم "سكاترد سبايدر" تستهدف شركات الطيران، وأن خطوط هاواي الجوية وشركة "ويست غيت" الكندية قد أبلغت بالفعل عن حدوث اختراقات.

وقال مارك توماس مدير الخدمات الأمنية في أستراليا لدى شركة الأمن الإلكتروني "أركتيك وولف" إن "ما يجعل هذا الأمر مثيرا للقلق بشكل خاص هو حجمه وتنسيقه، وسط تقارير جديدة تفيد بأن كوانتاس ليست إلا أحدث ضحايا الاختراقات".

مقالات مشابهة

  • يوتيوبر شهير يزوّر وفاته ليسترد 37 جنيهاً فقط من شركة طيران
  • إضراب المراقبين الجويين في فرنسا يعصف بحركة الطيران مع بدء موسم العطلات
  • “ذا ماركر”: معظم شركات الطيران لن تعود الى مطار بن غورويون
  • إضراب المراقبين الجويين يشل حركة الطيران في فرنسا ويُربك الرحلات الأوروبية
  • هجوم سيبراني على شركة الطيران الأسترالية يكشف بيانات 6 ملايين شخص
  • هجوم إلكتروني يستهدف شركة طيران أسترالية ويسفر عن تسريب بيانات 6 ملايين عميل
  • شركة الطيران الأسترالية كوانتاس تتعرض لهجوم سيبراني كبير
  • شركة طيران أسترالية تتعرض لهجوم سيبراني "كبير"
  • اختراق إلكتروني يفضح بيانات الملايين لدى شركة طيران معروفة