الدولة و الحكومة، و نصاب السلطة في الدستور !
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
بقلم : د. امحمد لقماني
عبارة ” نحن نمثل الدولة” التي نطق بها السيد عبد اللطيف وهبي، سواء كانت بقصد أم بدونه، بحسن نية ام بدونها، بخلفية سياسية ام بدونها، فهي حمالة تفسيرات و تفتح الباب للنقاش حول حمولتها السياسية و أساسها الدستوري.
فهل، فعلا، كان السيد وهبي يقصد ما يقول؟ و هل قال ذلك بصفته رئيسا للحزب ام بصفته الوزارية ام بصفته صاحب تفويض من طرف رئيس الحكومة ؟ و هل هناك فعلا توافق بين الأحزاب الحكومية الثلاث حول ادعاء تمثيلية الدولة كما تم التعبير عنه في سياقه المعروف ؟
المشكل، فيما أرى، يتعلق بسوء الفهم حول نصاب السلطة في الدستور، أي الالتباس في الحدود الفاصلة بين مساحات السلط و مجالات التدخل لكل سلطة و حدود مسؤولياتها في تدبير أمور الدولة.
و في هذا الصدد لابأس من إثارة بعض الملاحظات حول الواقعة المؤسسة لهذا النقاش :
– اولا، تصريح السيد وهبي كان أثناء الندوة الصحفية التي اعقبت اجتماع الاغلبية النيابية الداعمة للحكومة، أي أنه تم داخل اجتماع حزبي و لم يكن أثناء انعقاد المجلس الحكومي لمؤسسة الحكومة.
-ثانيا، الحكومة نفسها لا تملك حق احتكار تمثيلية الدولة، لأنها جزء فقط من الهيكل المؤسساتي للدولة.
و هذه الأخيرة( أي الدولة) هي مكونة بالتعريف من ثالوث الأرض و الشعب و السلطة العمومية بكل فروعها.
-ثالثا، أكثر من ذلك، الحكومة تمثل جزء من السلطة التنفيذية التي تتقاسمها مع الملك، بصفته رئيسا للدولة، داخل المجلس الوزاري، و ذلك بموجب الدستور.
رابعا، نصاب السلطة داخل الدستور مُوزع بين المؤسسات الثلاث: التشريعية و التنفيذية و القضائية. و لكل سلطة مسؤولياتها و مجال اشتغالها و حدودها الدستورية.
خامسا، و هذا هو الأهم، أن الناطق الرسمي باسم الدولة هو الملك، ما عدا في حالة تفويض هذا الحق بشكل رسمي و في حالات و مجالات محددة.
لنلاحظ مثلا أنه في السياسة الخارجية حين يعبر وزير الخارجية عن موقف الدولة من قضية معينة، فهو دائم الإحالة على الملك بصفته رئيسا للدولة و صاحب المجال المحفوظ في السياسة الخارجية.
أما حين يتعلق الأمر بمجال السياسات العمومية، فإن رئيس الحكومة ( أو حتى أعضاء الحكومة ) هنا له الحق في النطق باسم الحكومة و ليس باسم الدولة بما يجنبه تنازع الاختصاص أو تجاوز حدود صلاحياته الدستورية.
باختصار، من واجب أي مسؤول سياسي الحرص على احترام الحدود الفاصلة بين مجال السلطة و مجال الدولة، و عدم التماهي أو التلفيق بينهما. نصاب الأول في السياسة، فيما نصاب الثاني في السيادة. داخل مجال السياسة التنافس حول السلطة فعل مشروع.
أما داخل مجال السيادة فحيازة الدولة أمر محضور و يمنع تجنيد مؤسساتها في المنازعات السياسية. السلطة هي حقل التنافس بين البرامج و السياسات، أما الدولة فهي مجال البنى و المؤسسات، و يقع حولها الإجماع و كبرى التوافقات.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
سلاح المخيمات.. هل يخدُم حزب الله؟
عدم قبول "حزب الله" بتسليم سلاحه عملاً بالورقة الأميركية وتأكيده عدم الالتزام بأي مواعيد مُسبقة لذلك وسط مطالبته بحوار داخليّ لبنان بشأن ترسانته بعد الخروج الإسرائيلي من لبنان، سينسحبُ على فصائل أخرى لن تبادر إلى تسليم سلاحها أقله في الوقت الراهن لاسيما داخل المخيمات الفلسطينية.المسألة هذه باتت تُثار في أكثر من مجلسٍ يواكب قضية تسليم السلاح الفلسطيني والذي يظهر أنه لن يُبحث به الآن قبل البت نهائياً بمسألة سلاح "حزب الله"، وفق ما تكشف مصادر سياسية لـ"لبنان24". وعليه، فإن ما يظهر بشكل واضح هو أنَّ أي منحى لتسليم السلاح سواء أكان فلسطينياً أو لبنانياً، سيواجه ثغرات وعقبات كثيرة، ما يعني أن الخطة التي سعى إلى لبنان الرسمي لـ"حصرية السلاح" ستُقابل بعدم قدرة على التطبيق.
فعلياً، فإن الحديث يدور اليوم عن تسليم "حزب الله" لسلاحه الثقيل والمتوسط والذي يمثل "تهديداً لإسرائيل". في المقابل، فإن بقاء سلاح تنظيمات وفصائل كانت على علاقة مع "حزب الله" داخل المخيمات الفلسطينية سيعني إستمراراً لملف مفتوح لا يؤدي إلى حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية. هذا الأمر يعني بروز توترات، وبالتالي قد تؤدي "المكابرة" في عدم تسليم السلاح إلى تذرع تلك الفصائل بـ"حزب الله"، فيما الغطاء الذي تحظى به سيبقى مستمراً وبالتالي لا تسليم داخل المخيمات أقله في الوقت الراهن.
هذا الأمر تتحدّث عنه فصائل فلسطينية، وتقول إنَّ أي مُضي باتجاه حل ملف المخيمات يجب أن يبدأ بملف "حزب الله" قبل أي شيء آخر، لكن في المقابل، هناك وجهة نظر ثانية تتحدّث عن أن "حزب الله" قد يتخذ قراراً بالتعاون مع الدولة لتذليل العقبات تدريجيا ورفع الغطاء عن أي تنظيم تربطه به علاقة جيدة داخل المخيمات الفلسطينية وفي مقدّمتها حركة "حماس" والجهاد الإسلامي وتنظيمات أخرى.
مع هذا، يبرز رأي آخر يفيد بأنَّ هناك مصلحة لدى "حزب الله" اليوم في عدم تسليم السلاح الفلسطيني أقله في المرحلة التي يبرز الحديث فيها عن تسليم سلاحه الثقيل واحتفاظه بسلاحه الخفيف لـ"دواعٍ دفاعية". وفق مصادر معنية بالشأن العسكري، فإن ورقة السلاح الفلسطيني بالنسبة لـ"حزب الله" هي أكثر أهمية الآن من ذي قبل لاسيما أن أي هجومٍ إسرائيلي أو استهداف سيحصل لـ"الحزب"، استناداً للهواجس التي يتحدّث عنها ويصرح بها، سيحتاج إلى قوة عسكرية مُساندة، وذلك مثلما حصل خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والتي شاركت ضمنها فصائل فلسطينية إلى جانب "حزب الله" ولكن ضمن عمليات متفرقة.
أمام كل ذلك، فإنّ سيناريو الاستعانة بالسلاح الفلسطيني لا ينفي بتاتاً وقائع سابقة لعبت فيه تلك الترسانة دوراً في مساندة فصائل لبنانية خلال الحرب الأهلية اللبنانية. آنذاك، كان سلاح الفلسطينيين عاملاً محورياً في ذاك الصراع، واليوم يحتاج "حزب الله" إلى ورقة قوة داخلية إلى جانبه انطلاقاً من جهات تتبنى فكرة المقاومة "الدفاعية" التي يربط وجود سلاحه بها، أقله السلاح من النوع الخفيف أو المتوسط.
استناداً إلى كل ذلك، يبرز منحى سيفرض نفسهُ على الساحة الداخلية وسط تعدد سيناريوهات كثيرة مرتبطة بمصير سلاح الفلسطينيين و"حزب الله". ورغم ضبابية هذا الأمر، فإن الثابت الوحيد حتى الآن هو عدم تمكّن الدولة من تطبيق سياستها المرتبطة بـ"حصرية السلاح" ما قد ينذر باهتزازات داخلية.
المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة هل ستبدأ عملية "تسليم سلاح المخيمات" غداً؟ Lebanon 24 هل ستبدأ عملية "تسليم سلاح المخيمات" غداً؟ 06/07/2025 11:01:43 06/07/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 هل تعيد حرب إيران إحياء سلاح "حزب الله"؟ Lebanon 24 هل تعيد حرب إيران إحياء سلاح "حزب الله"؟ 06/07/2025 11:01:43 06/07/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 هل يسّلم "حزب الله" سلاحه أم يُنتزَع منه؟ Lebanon 24 هل يسّلم "حزب الله" سلاحه أم يُنتزَع منه؟ 06/07/2025 11:01:43 06/07/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 هل ستؤدّي محادثات بعبدا إلى تسليم "حزب الله" لسلاحه؟ Lebanon 24 هل ستؤدّي محادثات بعبدا إلى تسليم "حزب الله" لسلاحه؟ 06/07/2025 11:01:43 06/07/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 قد يعجبك أيضاً سلام: الطريق لاستعادة الدولة هو استكمال اتفاق الطائف وحصر السلاح Lebanon 24 سلام: الطريق لاستعادة الدولة هو استكمال اتفاق الطائف وحصر السلاح 03:40 | 2025-07-06 06/07/2025 03:40:11 Lebanon 24 Lebanon 24 الحدود الشرقية.. "دولة داخل الدولة" Lebanon 24 الحدود الشرقية.. "دولة داخل الدولة" 03:30 | 2025-07-06 06/07/2025 03:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 قاسم: لن نقبل بالتطبيع ولا يُمكن طلب ترك السلاح في ظل العدوان Lebanon 24 قاسم: لن نقبل بالتطبيع ولا يُمكن طلب ترك السلاح في ظل العدوان 03:28 | 2025-07-06 06/07/2025 03:28:47 Lebanon 24 Lebanon 24 "الحرب قريبة": تهويل ام واقع؟ Lebanon 24 "الحرب قريبة": تهويل ام واقع؟ 03:00 | 2025-07-06 06/07/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مراكز أمنية داخل بيروت.. من المسؤول عنها؟ Lebanon 24 مراكز أمنية داخل بيروت.. من المسؤول عنها؟ 02:45 | 2025-07-06 06/07/2025 02:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة مأساة على أوتوستراد بيروت.. الموت يخطف شقيقين! Lebanon 24 مأساة على أوتوستراد بيروت.. الموت يخطف شقيقين! 00:09 | 2025-07-06 06/07/2025 12:09:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "انكسرت الجرة".. هل يجد باسيل حليفا جديدا؟ Lebanon 24 "انكسرت الجرة".. هل يجد باسيل حليفا جديدا؟ 10:30 | 2025-07-05 05/07/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هتافات في مجلس عاشورائي تثير "بلبلة" Lebanon 24 هتافات في مجلس عاشورائي تثير "بلبلة" 04:49 | 2025-07-05 05/07/2025 04:49:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "معاريف" تتحدّث عن الخطة الأميركية للبنان.. ماذا سيجري خلال 6 أشهر؟ Lebanon 24 "معاريف" تتحدّث عن الخطة الأميركية للبنان.. ماذا سيجري خلال 6 أشهر؟ 04:30 | 2025-07-05 05/07/2025 04:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وثيقة تكشف.. "بطاريات مفخخة" تدخل لبنان وتحذير عاجل! Lebanon 24 وثيقة تكشف.. "بطاريات مفخخة" تدخل لبنان وتحذير عاجل! 05:09 | 2025-07-05 05/07/2025 05:09:03 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب محمد الجنون Mohammad El Jannoun @MhdJannoun صحافي وكاتب ومُحرّر أيضاً في لبنان 03:40 | 2025-07-06 سلام: الطريق لاستعادة الدولة هو استكمال اتفاق الطائف وحصر السلاح 03:30 | 2025-07-06 الحدود الشرقية.. "دولة داخل الدولة" 03:28 | 2025-07-06 قاسم: لن نقبل بالتطبيع ولا يُمكن طلب ترك السلاح في ظل العدوان 03:00 | 2025-07-06 "الحرب قريبة": تهويل ام واقع؟ 02:45 | 2025-07-06 مراكز أمنية داخل بيروت.. من المسؤول عنها؟ 02:36 | 2025-07-06 في الضاحية.. إنطلاق المسيرة العاشورائية ورفع صور نصرالله (فيديو) فيديو فنانة شهيرة تُثير الجدل بتصريحاتها عن الرجال.. شاهدوا ماذا قالت (فيديو) Lebanon 24 فنانة شهيرة تُثير الجدل بتصريحاتها عن الرجال.. شاهدوا ماذا قالت (فيديو) 04:00 | 2025-07-04 06/07/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 عمرو دياب يتعاون مع ابنيه جنا وعبد الله في ألبومه الجديد "ابتدينا" (فيديو) Lebanon 24 عمرو دياب يتعاون مع ابنيه جنا وعبد الله في ألبومه الجديد "ابتدينا" (فيديو) 10:11 | 2025-07-03 06/07/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 "كفاية كده".. إعلامية شهيرة تُعاتب شيرين عبد الوهاب بعد أزمتها في المغرب (فيديو) Lebanon 24 "كفاية كده".. إعلامية شهيرة تُعاتب شيرين عبد الوهاب بعد أزمتها في المغرب (فيديو) 03:28 | 2025-07-03 06/07/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24