شبكة اخبار العراق:
2024-06-12@03:50:15 GMT

معقول الصدر في فوضاه

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

معقول الصدر في فوضاه

آخر تحديث: 18 نونبر 2023 - 9:46 صبقلم: علي الصراف لا تعرف لماذا يبقى مقتدى الصدر يدلي بتصريحات عن فاسدين كان هو الذي سلّمهم السلطة. شيء لا يبدو معقولا. ولكن السؤال الذي لا يني يطفو على السطح هو: ما هو المعقول أصلا في عراق الميليشيات؟ ما هو الشيء الذي إذا سمعته، جاز لك أن تصدقه؟العراق حالة من الاضطراب العقلي.

إنه بلد مصاب بنوع جديد من أوبئة تصيب الدماغ، حتى أصبح الهذيان هو الشيء المتداول ليس بين السياسيين وحدهم، بل بين الناس. يجعلهم يقولون شيئا ويقصدون آخر. في خضم الفوضى الذهنية العامة، دعا الصدر أنصاره إلى الامتناع عن المشاركة في انتخابات المجالس المحلية الشهر المقبل. قال لهم “مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً… ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيظ العدا… ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب”. وهو:ـ شارك الفاسدين دهرا. العراق كله هو الذي يتقيأ دماً. وهو الذي يصيبه الهزال. وهو الذي إذا أراد أن يبحث عن سبيل للخروج من الفوضى سقط تحت وطأة التهديد بحرب أهلية، في بئر أعمق من الخسران ـ وتنافس في انتخابات، وأفرح العدا. ـ واعتبرها شرعية يوم أراد السلطة من ورائها. ـ ودفع أنصاره لطعن المطالبين بالتغيير وأجهض احتجاجاتهم. ـ وعندما حوصر من قبل الفاسدين والتبعيين ليشاركوه الحصة، سلّمهم المفتاح. وما من مرة، قدّم الصدر تفسيرا لتقلباته واضطراباته الذهنية. وظل الرجل يبدو وكأنه “طبيعي”. إنما لأن محيطه، والعراق كله، لم يعد طبيعيا. حتى أصبح من المعقول، في عالم اللامعقول، أن يبدو حكيما أكثر من سواه. ويحظى الصدر بدعم نوعين من الناس. الأول يتخذ منه ستارا لمعارضة، لو أنها لم تتستر به لكان نصيبها الاتهام بالانتساب إلى النظام السابق، وتاليا القتل والملاحقات والترويع. والثاني مصاب بوباء الجهل الطائفي ممّن يعتبرون ولاءهم لإحدى الميليشيات امتدادا لولائهم لـ”آل البيت”، ولو كانت المسافة بين هذا وذاك أبعد من المريخ. وكان من الممكن للتيار الصدري أن يكون طرفا من أطراف التغيير. إلا أن طائفيته غلبت عليه. وكان من الأيسر للصدر أن يمنح السلطة لـ”الفاسدين والتبعيين” من فصيلته الطائفية، على أن يتحالف مع قوى التغيير الأخرى. وهو سيظل يفعل الشيء نفسه، حتى جاز التساؤل عمّا إذا كانت وطنيته وولاؤه لمصالح العراق مجرد غطاء لغطاء، أو حجة للادعاء على غيره من أصحاب الولاء لإيران. أو بكلمة أخرى، مجرد أداة للتمايز عن غيره من الأقران، في إطار طائفية هي الأساس، وليس العراق. وهذا ما يجعل “التمايز” غطاء، والوطنية غطاء آخر. والأصل في ذلك أنه يقول شيئا ويقصد آخر. ولم يعد من المهم أن يشارك التيار الصدري في الانتخابات أو لا يشارك، طالما أن النتيجة هي نفسها. إذا خسر، تكسّرت شوكته، وإذا فاز كسر شوكته بنفسه.ويبدو في الظاهر، أن عداءه الشخصي لحاكم العراق الفعلي، ومؤسس نظامه الطائفي، نوري المالكي هو السبب الرئيسي لنفور الصدر من المشاركة في عملية سياسية تملي عليه أن يقابل وجه المالكي بين حين وحين مما قد يدفعه إلى الغثيان. وجه الغثيان الحقيقي هو أن المالكي صمّم نظاما محكما للمحاصصة، قد يمكن نسفه، إلا أنه غير قابل للإصلاح. هذا النظام، على بساطته، كان قادرا على أن يجمع كل فئات اللصوص حول مائدة العراق، فيكون لكل عصابة منها حصتها من أعمال النهب. وهو ما أصبح يعني شيئين، من الناحية “الدستورية”: الأول أن العراق هو دولة “مكوّنات” يحكمها “المكوّن الشيعي”. والثاني أنه يمكن لعصابة شيعية أن تتفوق على غيرها من الأخوات، إلا أنها يجب أن تأخذ مصالح وحصص أولئك الأخوات. الصدر يؤمن بالجزء الأول، ولا يؤمن بالثاني، ما يجعل عجزه عن الخروج من هذه الدائرة المحكمة هو سبب الغثيان.لا تستغرب الفوضى في بلد يدّعي اللاعبون فيه كل ادّعاء، ويقصدون شيئا آخر. ها هنا منبت الوباء. وللوباء اسم يعرفه الطائفيون. ويعرفون أنه يصيب العقول ويرسم أنماط السلوك  والمالكي خبير مؤامرات أيضا. وهي كفاءة تعلمها ببطء شديد من أيام الجوع والحرمان، وأصبحت من الإتقان إلى درجة أنها تستطيع أن تنتظر طويلا. بينما الصدر مثل فوران القهوة، انفعالي، وتتضارب أفعاله حسب المزاج. ولئن بدا في لحظة من اللحظات أن المالكي يخاف من انتقام الصدر (لأنه يعرفه جيدا)، فالحقيقة هي أن الصدر هو الذي يخاف. هذا الوضع الشاذ، بمثابة لعبة، إما أن تلعبها بشروط صانعها، وإما أن تنسفها نسفا. والصدر ليس على تلك الشجاعة ليأخذ مثل هذا الخيار. أهون عليه أن ينأى بنفسه عنها ويتركها تمضي إلى حيثما تشاء، على أن يكون قوة تغيير.حالة الفوضى الذهنية سرعان ما تكشف عن سياق يبدو “معقولا” لأصحابه على نحو مفاجئ. وهو أن المحاصصة الطائفية هي النظام، وأن الصدر جزء منه، ولو نأى بنفسه عنه. وهو واحد من حرّاسه الأمناء. شارك أم لم يشارك في الانتخابات. جماعته (الأكبر) ستظل هي الفائز باستمرار. تلك الحالة من الفوضى الذهنية تبدو في هذا السياق عملا عقلانيا تجعل من السهل للمرء أن يفهم لماذا شارك الصدر الفاسدين دهرا، ولماذا تنافس معهم وانقلب عليهم، ولماذا أخلى لهم المكان، وجعله فسيحا، مما صار مثيرا للغثيان له ومنه.وإذ أنه لم يمتلك الكفاءة لكي يصنع لعبة أخرى، فقد آثر أن يجاريها عن بُعد، ويُجريها إلى حيثما تشاء. شيء آخر، مثير للغثيان، ولكن ليس هو الذي يتقيأ.العراق كله هو الذي يتقيأ دماً. وهو الذي يصيبه الهزال. وهو الذي إذا أراد أن يبحث عن سبيل للخروج من الفوضى سقط تحت وطأة التهديد بحرب أهلية، في بئر أعمق من الخسران.لا الوطنيون قادرون على نسف النظام. ولا المتحلقون حول المائدة يكتفون بما نهبوا. وكيف تشبع إيران؟ لا تستغرب الفوضى في بلد يدّعي اللاعبون فيه كل ادّعاء، ويقصدون شيئا آخر. ها هنا منبت الوباء. وللوباء اسم يعرفه الطائفيون. ويعرفون أنه يصيب العقول ويرسم أنماط السلوك. وهو ما يجعل أعتى عصابات الولاء لإيران تدّعي انتماءً للعراق. والصدر واحد منهم، وإن بدا على بعض اختلاف.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: وهو الذی هو الذی

إقرأ أيضاً:

طريق التنمية وميناء الفاو في نادي العلوية

بقلم : عبد الأمير المجر ..

في 4-6-2024 كنّا في نادي العلوية، الذي استضاف النائب والوزير السابق عامر عبدالجبار للحديث عن طريق التنمية وميناء الفاو .. لقد وضع الاستاذ عبدالجبار النقاط على الكثير من الحروف، فأكمل معاني الكثير من الكلمات والجمل التي ظلت عائمة وغائمة في اذهاننا عن هذين المشروعين الاستراتيجيين، المكمل احدهما للآخر .. الجلسة التي ادارها الدكتور كاظم المقدادي، تحدث فيها الضيف في بداية الامر عن الربط السككي، وكيف ان الكويت ارادت ومنذ وقت مبكر ، ان تربط ميناء مبارك سككيا بالعراق، وفي حال حصول ذلك يصبح ميناء الفاو بلاجدوى، وكان ذلك في احد مؤتمرات وزراء النقل العرب 2010، حينما كان السيد عبدالجبار وزيرا للنقل، ويقول لقد حسمت الأمر بأربع كلمات مثلت ردي على الوفد الكويتي وهي ( نتحفظ على الربط السككي) ارجعوا الى حدودكم ما قبل عام 1990 حينها يمكننا ان نتحدث عن الربط السككي .. وعندها سكت الوفد الكويتي، لاسيما ان رد العراق لاقى ترحيبا من قبل الوفود العربية .. مشيرا الى ان الاقتصاد اليوم بات هو الذي يقود السياسة وليس العكس، وان الاستقرار الاقتصادي ينعكس ايجابا على الوضع السياسي والاجتماعي والأمني، لذا فلا مجال للمجاملة على حساب المصالح العليا للبلاد.. ثم تحدث عن اسم المشروع، وقال؛ ان طريق التنمية وطريق الحرير والقناة الجافة ، كلها مسميات اعلامية لمضمون واحد، وان العراق بما يمثله من موقع إستراتيجي ومميز جعله محط اهتمام العالم، وان الربط السككي بين الخليج العربي و تركيا عندما يكون حصرا عبر ميناء الفاو سيجعل العراق بلدا آمنا لأن مصالح اوربا والعالم ستكون رهينة استقرار العراق الذي سيوصل الطاقة والبضائع الحيوية من ميناء الفاو مباشرة الى اوربا عن طريق تركيا مختزلا طرقا عدة، سواء قناة السويس او الموانئ الاخرى على البحر المتوسط، وان محاولات تفريغ الميناء من اهميته من خلال طرح مشاريع اخرى بديلة باءت بالفشل، مشيرا ايضا الى ضياع الكثير من الوقت بسبب سوء الادارة في المراحل السابقة واضطراب الاوضاع التي تسببت في عدم المباشرة بتنفيذ ميناء الفاو الذي بدا متفائلا في حديثه عن مراحل انجازه الحالية ، حيث اشار الى انها لن تكتمل في العام القادم 2025 كما اعلن وانما سيكون ذلك مرحليا وان اكتماله سيكون في العام 2026 وان أي ربط سككي مع أي بلد يقع على الخليج العربي يعني تدمير المشروع وانتفاء اهميته الإستراتيجية لميناء الفاو وطريق التنمية ، وانه يعمل على ان يجعل هذا الامر مصانا من خلال تشريع قانون من مجلس النواب وقد بدأ بجمع تواقيع لعدد غير قليل من النواب تمهيدا لذلك، أي قطع الطريق على اية محاولة اقليمية او دولية للالتفاف على هذا المشروع الكبير .. الجلسة التي حضرها عدد من المختصين ممن كانت لهم آراؤهم فيما طرح السيد عبدالجبار، شهدت ايضا مداخلات كثيرة من قبل الحاضرين ممن اغنوا الموضوعة باضاءات واضافات علق او ردّ عليها المحاضر ما جعلنا نخرج من القاعة ونحن نحمل تصورا واضحا عن هذ المشروع الكبير الذي عرف السيد عامر عبدالجبار بدفاعه المستميت عنه، وقد اشار الحاضرون الى ذلك مكبرين به روحه المهنية العالية وموقفه الوطني الكبير ..

عبد الامير المجر

مقالات مشابهة

  • وكيل «صحة الشرقية» يناقش خطة اعتماد مستشفى الصدر ضمن التأمين الصحي الشامل
  • محافظ بني سويف يوافق على تجهيز وحدة عناية مركزة للأطفال بمستشفى الصدر
  • أعاد البصر والأمل إلى امرأة مسنة تعاني من أمراض مزمنه من مواليد 1925 على يد فريق طبي محترف .
  • أنا أو الفوضى.. هل يسعى ماكرون لوضع اليمين المتطرف أمام اختبار السلطة؟
  • استبدال عمامة إيرانية بعمامة عراقية
  • الصدر: إنا لله وإنا إليه راجعون
  • في تغريدة مطولة.. الصدر: إنا لله وانا إليه راجعون
  • مَا عَدَا مِمَّا بَدَا؟ العقول الاسفنجية
  • من البصرة كلنا العراق
  • طريق التنمية وميناء الفاو في نادي العلوية