سودانايل:
2025-05-16@14:49:42 GMT

تمدد الحرب الأهلية!!

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

الصباح الجديد -
تدخل الحرب العبثية شهرها الثامن وتزداد رقعتها يوماً بعد يوم منذرة بدنو وصولها إلى مرحلة النزاع الأهلي الذي سيعقبه تشظي وإنقسام وطن يسع الجميع.
إن قواعد الفساد التي أرسى لها النظام البائد جعلت الموغلين فيه هم الأكثر حرصاً على إستمرار هذه الحرب ويعملون على إذكاء نارها عبر مؤثرات (السوشيال ميديا) التي تضلل الرأي العام وتبث التطمينات بأن الأمور ستعود إلى نصابها قريباً فيما يدفع المواطن الثمن ذلك خراباً ودماراً.


صحيح المواطن بات مدركاً لمستهلكات الفلول التعبوية التي يكذبها الواقع دون سبر أغوار إلا أن وقوعه في عمليات (التشويش) المستمرة تجعله يركن قليلاً لـ(البلابسة) خاصة في ظل غياب الصوت الرافض لوقف الحرب نتيجة محاولات اسكاته تارة بالقوة المميتة وتارة أخرى بالدمغ بالعمالة والارتهان للأجنبي وبيع الوطن بثمن بخس.
في المقابل إذا لم تقم القوى السياسية الثورية بفعل جاد لن تقنع المواطن المكتوي بنار الحرب السماع لدعواها بوقفها وبالتالي تزداد حدة الاستقطاب يوماً بعد يوم ويسعى كل طرف من الأطراف المتحاربة للتجييش عبر نفث خطاب الكراهية وهذا يجعل مهمة القوى الثورية بانهاء الحرب مهمة عسيرة ومستحيلة.
هذا لا يعني أن المواطن السوداني غير مدرك لحقيقة الفلول وأنه بات يتحرك وفقاً لما يريدون بل يعلم جيداً أنهم لن يجلبون الخير إلى السودان وبسبب خطل سياساتهم الرعناء وصلت الحروب الأهلية إلى الخرطوم ، وبالتالي تحتاج القوى الثورية إلى مبادرات قوية لإعادة الثقة السودانيين فيها وطي حالة الإنسداد التي يعيشها الشعب السوداني.
الاجتماع التحضيري للمؤتمر الاستثنائي للجبهة المدنية الذي انعقد في ذكرى ثورة اكتوبر بأديس أبابا خطوة جيدة يمكن البناء عليها لتأسيس منصة تجمع كل القوى الثورية الرافضة للحرب ، لكن تحديات جمة تواجه القائمين على أمر اللجنة التحضيرية وتصعب من تدابير جمع كل القوى السياسية في موقف فعال في مواجهة الحرب ، فما زالت القوى عبارة عن جبهات متشاكسة كل منها يعمل على شاكلته لتعيد للأذهان كل يوم ما جرى أثناء فترة الحكومة المدنية وكيف ضعُفت نتيجة الخلافات بين عناصرها لتمهد الطريق أمام إنقلاب 25 اكتوبر الذي اجهضها وتسبب في هذه الكارثة والطامة التي أوردت السودان مورد الهلاك.
إن قاعدة الفساد التي أرسى لها النظام البائد ستعمل على تأجيج النيران ولا يهمها حريق السودان أو بلوغ الحرب الأهلية أمدها وهذا لا يحتاج لزرقاء يمامه لكي تراه ، وعلى القوى السياسية الثورية أن تدرك أن التعامل مع الأوضاع الحالية بهذه الصورة السلحفائية والذاتية الموغلة لن يمكنها من القيام بالمهمة الثقيلة الملقاة على عاتقها وستجلس على تلتها لترى كيف يدمر السودان ويسقط شعار (السودان وطن يسع الجميع).
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عُمان التي أسكتت طبول الحرب

في ركنٍ من هذا العالم العربي الملتهب، حيث تتشابك مصالح الإمبراطوريات وتتصادم استراتيجيات الدول الكبرى على حساب الجغرافيا والتاريخ، هناك دولة اختارت طريقًا مختلفًا.

سلطنة عُمان هذه الواحة الهادئة وسط صحراء النزاعات لم تسمح لنفسها أن تكون بيدقًا في رقعة الشطرنج الدولية، ولم تُبدّد مكانتها في لعبة المحاور والاصطفافات، بل وقفت كـ«السيدة الحكيمة»، كما يسميها المراقبون، تمسح عن الوجوه غبار الحروب، وتفتح للخصوم أبوابًا لم يكونوا يتوقعونها.

في منطقة تتوزعها الرياح بين الطموح النووي الإيراني، والوجود الأمريكي الصارم، والاشتباك العربي المزمن، رفعت سلطنة عمان راية أخرى: راية «الاحترام المشترك»، و«الحوار قبل الضربة»، و«اليد الممدودة بدل الإصبع على الزناد».

وهنا، يكمن الاستثناء العُماني: دولة لم تُقامر يومًا بدماء جيرانها، ولم تبنِ مجدها على ركام الدول الأخرى. بل آمنت أن دورها الحضاري ليس بالتحالف مع الأقوى، بل بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع.

في السادس من مايو، بينما كانت شاشات الأخبار تغرق في صور الانفجارات، وبينما كانت المؤشرات تنذر بتوسّع خطير في الصراع الدائر بين جماعة أنصار الله والتهديدات أمريكية المتصاعدة تجاه استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خرجت مسقط باتفاق ناعم لكنه جلل: وقف إطلاق نار مؤقت بين واشنطن وصنعاء، يضمن سلامة الملاحة، ويمنح للسلام فرصة ليلتقط أنفاسه.

ولم تكن هذه المبادرة وليدة لحظة، بل هي نتيجة شهور من الحوار الصامت الذي أجرته سلطنة عُمان، بهدوء، بعيدًا عن الأضواء، في قنوات خلفية لا تعتمد على التصعيد، بل على بناء الثقة، حجرةً بعد حجرة.

لكن الأمر لم يتوقف عند اليمن.

إذ حملت الأيام التالية مفاجأة أكبر: إيران تُعلن موافقتها على مبادرة عُمانية لاستضافة جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.

في وقتٍ كانت فيه التوترات تنذر بالانفجار، وبين تحركات بحرية ومواقف سياسية حادة، قررت طهران أن تستمع لصوت مسقط.

لماذا؟ لأن هذه الدولة التي لا تلوّح بالقوة، تملك ما هو أثمن من ذلك: تملك المصداقية.

لقد فهمت سلطنة عمان منذ بداية الجمهورية الإسلامية في إيران، ومنذ لحظة دخول الأساطيل الأمريكية للخليج، أن دورها ليس الوقوف في الضد، بل الوقوف في المنتصف، لا كحياد باهت، بل كوسيط نشط، بكرامة وهدوء.

فما الذي يجعل هذا البلد العملاق برسالته، ينجح فيما فشلت فيه دول كبرى، ذات أبواق وسفارات وميزانيات مهولة؟ الجواب، ببساطة، إنه لا يُمارس السياسة من أجل العنوان، بل من أجل الغاية.

ففي السياسة كما في الطب، لا يحتاج الطبيب الجيد إلى صخب، بل إلى يد ثابتة ونية خيّرة.

وهذا ما فعلته سلطنة عُمان.

اقتربت من الجراح وهي تهمس لا تصرخ، ووضعت الضمادة لا الحطب.

لقد وُلدت هذه الفلسفة من تاريخ طويل في العلاقات الإنسانية والسياسية.

فسلطنة عُمان، التي تفتح أبوابها للحجاج والدبلوماسيين على حد سواء، تعرف أن الكلمة الطيبة تُغيّر العالم أكثر مما يفعل الرصاص.

عرفت ذلك عندما وقفت على مسافة متزنة من كل صراعات المنطقة، وعندما شاركت في مساعي الاتفاق النووي مع إيران، وعندما رفضت أن تدخل تحالفات استنزفت الدول وأغرقتها في الرمال.

عُمان لا تُراهن على النصر، بل على النُبل.

لا تُقايض بالتحالفات، بل تُبادر بالثقة.

لا ترفع شعارات، بل ترسم جسورًا.

وفي لحظةٍ يخشى فيها العالم اندلاع حربٍ جديدة بين قوى كبرى، تُطفئ مسقط الشرارة قبل أن تصبح نارًا.

تجمع طهران وواشنطن تحت سقف واحد، لا لتفرض رأيًا، بل لتفتح نافذة.

هذا المقال ليس تمجيدًا لدبلوماسية، بل احتفاء بأخلاق دولة.

بدولةٍ فهمت أن القيادة لا تحتاج صراخًا، بل رقيًّا.

وأن التاريخ لا يخلّد الأصوات العالية، بل الأفعال العظيمة التي تمشي على أطراف الأصابع.

تحية إلى عُمان، دولة الأفعال الهادئة التي كلما اقتربت الحرب، قررت أن تكتب فصلًا جديدًا للسلام.

مقالات مشابهة

  • حول البلطجة التي تعرض لها ابراهيم نقد الله في القاهرة! 
  • أهم حدث في الساحة حاليا هو العدوان الذي يتعرض له السودان من تحالف دولي يدمر في بنيته التحتية
  • هل هي “حمى الذهب والمعادن الثمينة” التي تحرك النزاع في السودان.. أم محاربة التطرف الإسلامي؟
  • السودان على مفترق طرق: تمدد الإسلاميين وتداعياته على الأمن والسلم الدوليين؟!
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • هذه الحرب مختلفة عن كل الحروبات التي عرفها السودان والسودانيون
  • الحرب التي أجهزت على السلام كله
  • وزير الإنتاج الحربي: شركاتنا تساهم في تنفيذ العديد من المشروعات القومية التي تخدم المواطن
  • الوزير "محمد صلاح": شركة الإنتاج الحربي للمشروعات تساهم في تنفيذ العديد من المشروعات القومية التي تخدم المواطن
  • ولي العهد السعودي: سنواصل جهود إنهاء الأزمة في السودان من خلال منبر جدة الذي يحظى برعاية سعودية-أميركية