افتتحت متاحف قطر أول معرض متعمق على مستوى العالم على الإطلاق خلال العقدين الماضيين، يجمع أعمال الفنانين دان فلافن (1933 - 1996)، ودونالد جد (1928 - 1994) اللذين التقيا عام 1962 في نيويورك.ويعد المعرض أيضا أول استعراض شامل لأعمال فلافن وجد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويضم هذا المعرض، الذي يستضيفه جاليري متاحف قطر – الرواق، أعمال اثنين من أبرز الشخصيات في عالم الفن التبسيطي، وهي حركة فنية مؤثرة على نطاق واسع، تحررت من المفاهيم التقليدية للرسم والنحت، للتركيز على تجربة الفضاء الحقيقي والخامات.


ويأتي هذا المعرض بالتعاون مع متحف مقاطعة لوس أنجلس للفنون، وبتقييم فني من مايكل جوفان، الرئيس التنفيذي لمتحف مقاطعة لوس أنجلس للفنون ومدير مركز واليس أننبرغ للفنون، وجنيفر كينغ القيم المساعد للفن المعاصر في متحف مقاطعة لوس أنجلس للفنون.
ويضم المعرض 37 عملا لفلافن و25 عملا لجد، ويركز على تفاعل الفنانين المشترك مع الخامة واللون والشكل، كما يضم أعمالا تمتد منذ فترة الستينيات وحتى التسعينيات من القرن الماضي، ويستمد معروضاته من مجموعة متاحف قطر، وغيرها من المؤسسات والمجموعات الخاصة، ومؤسسة جد ومجموعة فلافن.
ويتكون المعرض من 3 قاعات عرض مركزية تعرض أعمال الفنانين، بشكل يدل على اهتماماتهما وممارساتهما الفنية المتلاقية، كما تم تخصيص صالات عرض محيطة بهذا القسم المركزي لعرض أعمال لكل فنان منهما على حدة.
وتشمل أبرز الأعمال الفنية في معرض /دان فلافن - دونالد جد: الدوحة/‎ ‎عمل دان فلافن الخفيف من بداياته /ضوء 25 مايو 1963 المائل/ المستوحى من تمثال قسطنطين برانكوسي «العمود اللانهائي»، وأعمالا من سلسلة /النصب التذكاري/ لفلافن باستخدام مصابيح فلورسنت بيضاء باردة بأطوال مختلفة في ترتيبات مختلفة، فضلا على ‎عدد من الأعمال التي تم عرضها في المعرض التاريخي /دان فلافن: ضوء الفلورسنت/ في عام 1964 في جاليري غرين بنيويورك.
‎ كما تتكون الأعمال أيضا من عمل تركيبي ضخم للفنان فلافن، يجمع فيه بين اللونين الوردي و»الذهبي»، 1976، وعمل بارز لجد، «بدون عنوان»، 1964، يؤرخ لانتقال الفنان بين الرسم والنحت، ثم مجموعة من التتابعات المعدنية من أعمال صممت للعرض في مبان صممها جد، ولكن المجموعة لم تكتمل أبدا، في مارفا، تكساس في مؤسسة تشيناتي، والتي لم يتم عرضها أبدا كمجموعة خارج مارفا. ‎ ويعد العمل الفني «بدون عنوان»، 1986، أضخم منحوتة جدارية للفنان دونالد جد من الخشب الرقائقي والبلكسي جلاس، وتتكون من 30 وحدة. ‏ جدير بالذكر أن المعرض يعد مشروع إرث للعام الثقافي /قطر ـ أمريكا 2021/، وهو عبارة عن تبادل ثقافي يستمر لمدة عام، ويهدف إلى تعميق التفاهم بين بلدين وشعبيهما.
وسيرافق المعرض برنامج ثري من الفعاليات يشمل ندوات ومحاضرات تعقد حضوريا وعبر الإنترنت، وجولات خاصة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر متاحف قطر متاحف قطر

إقرأ أيضاً:

أحمد خالد يشهد افتتاح معرض الإسكندر الأكبر بمكتبة الإسكندرية

شهد محافظ الإسكندرية أحمد خالد، افتتاح معرض "الإسكندر الأكبر: العودة إلى مصر" الذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية ويعرض مجموعة الأعمال الفنية للفنان والمهندس المعماري اليوناني ماكيس ڤارلاميس حول الإسكندر الأكبر، وذلك في إطار دعم محافظة الإسكندرية للأنشطة الثقافية والفنية التي تسلط الضوء على الهوية التاريخية للمدينة كملتقى للحضارات.
جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، والسفير نيكولاوس بابا جورجيو سفير الجمهورية اليونانية بالقاهرة، ويوانيس بيرجاكيس قنصل عام اليونان في الإسكندرية، ولفيف من كبار الشخصيات الدبلوماسية والقنصلية والأكاديمية وقيادات الجاليات، وأساتذة الجامعات وعلماء الأثار والثقافة والفنون. 


ورحب المحافظ - في كلمته - بجميع الحضور على أرض الإسكندرية عاصمة الفكر والتنوير، مشيرًا إلى أن الإسكندرية ليست مجرد مدينة، بل هي ميراث حضاري عالمي ومحور تواصل دائم بين أوروبا والشرق، مؤكدا أن المعرض، يُعد "عودة رمزية ومهمة" للإسكندر الأكبر الشخصية التاريخية الخالدة التي أثرت في مسار الحضارة الإنسانية، مجسداً رسالة السلام والتفاهم والتعايش الخلّاق التي حملتها الفترة الهلينستية. 


وقال إن الإسكندرية لطالما شكلت نموذجاً فريدًا للتعايش الإنساني، حيث عاشت فيها الجالية اليونانية الكبيرة وأصبحت جزءاً أصيلاً من النسيج الاجتماعي، وهذا المعرض يعكس عمق هذه الروابط التاريخية والثقافية، مشيرا إلى أنه في ضوء توجيهات القيادة السياسية فقد شهدت العلاقات المصرية اليونانية خلال السنوات الأخيرة زخماً غير مسبوق على المستويين الثنائي والإقليمي في جميع المجالات اتساقاً مع رؤية مصر 2030، ويثبت هذا الحدث أهمية الفن والثقافة في فتح آفاق التعاون على المستويين السياسي والاقتصادي.


وثمّن المحافظ جهود جميع الجهات المنظمة للمعرض، وعلى رأسها السفارة اليونانية في القاهرة والمؤسسات العلمية والثقافية المشاركة، مشيداً بالدور المحوري لمكتبة الإسكندرية في استضافة مثل هذه الأحداث التي تربط الأجيال الجديدة بتاريخ المدينة، ومؤكداً دعم المحافظة الكامل لترسيخ مكانة الإسكندرية كمنارة ثقافية عالمية.
 

يذكر أن المعرض يُقام في مكتبة الإسكندرية برعاية السفارة اليونانية في القاهرة، ووزارات الدفاع والخارجية والداخلية اليونانية، وجامعة أرسطو في ثيسالونيكي، والأكاديمية الوطنية للعلوم. ويتم تنظيمه بالتعاون بين مكتبة الإسكندرية، والمختبر التجريبي في فيرجينا، واتحاد البلديات اليونانية، والمركز الهيليني لأبحاث الحضارة السكندرية، والمتحف الفني النمساوي، ويضم المعرض 53 عملاً فنياً، تشمل لوحات ومنحوتات برونزية وخزفية، إلى جانب نموذج "بيت بندار"، ويتوازى مع العرض عدد من الفعاليات الخاصة بالإسكندر والفترة الهلينستية، تتضمن أيضًا أنشطة تعليمية للأطفال لتعريفهم بتاريخ تأسيس المدينة.


وفي السياق، أكد الدكتور أحمد زايد، أن اختيار مدينة الإسكندرية التي أسسها الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد جاء لموقعها الاستراتيجي بين البحر المتوسط وبحيرة مريوط، مما جعلها جسراً للتواصل بين الشرق والغرب ومركزاً للتجارة والعلوم والفنون، وإحدى أعظم مدن العالم القديم ومشروعًا حضاريًا فريدًا سعى إلى توحيد البشرية من خلال الثقافة والمعرفة وهو مفهوم لا يزال قائمًا حتى اليوم.
 

وأوضح أن مكتبة الإسكندرية القديمة كانت تضم مئات الآلاف من المخطوطات التي جذبت إليها العلماء والفلاسفة من شتى أنحاء العالم، وتُعدّ المكتبة الجديدة امتدادًا روحيًا للمكتبة القديمة وتواصل دورها كمركز عالمي للمعرفة وجزيرة ثقافية تمامًا كما أراد الإسكندر الأكبر لمدينته، مشيرا إلى استضافة المكتبة لمركز الدراسات الهلنستية انطلاقاً من روح الثقافة الهلنستية التي تأسست في عهد الإسكندر الأكبر، كما يقدم هذا المركز برنامج ماجستير بالتعاون مع جامعة الإسكندرية.


وشدد على أن الإسكندر الأكبر يُعدّ من أبرز الشخصيات في التاريخ البشري وأحد أعظم القادة الذين عرفهم التاريخ فهو لم يكن مجرد قائد عسكري بارع بل كان صاحب رؤية ثاقبة ومفهوم شامل للحضارة يدعو إلى دمج الشعوب تحت مظلة التبادل الثقافي والفكري، وقد ساهمت نشأته المزدوجة، العسكرية والفكرية، في تشكيل شخصيته الفريدة القادرة على الجمع بين الحلم والإرادة والسيف والعقل. 
 

وقال إنه من هذا المنطلق يعكس المعرض والفعاليات المصاحبة له هذه اللحظة التاريخية من خلال أعمال الفنان الراحل العظيم ﭬارلاميس، لا تُعدّ هذه الصور بورتريهات تقليدية لقائد شاب بل هي رؤى فنية متنوعة تدعونا لاكتشاف الإسكندر كقائد وكإنسان وكحالم من زوايا لم نعتد عليها في الروايات التاريخية التقليدية.
 

واختتم زايد - كلمته - أنه يطمح أن يكون المعرض منبرًا للحوار بين الحضارات وجسرًا يربط بين الإسكندر في الماضي والإسكندرية في الحاضر والفنان الذي انطلق في رحلة الحلم، والاحتفاء ليس فقط بذكرى القائد العظيم بل أيضًا بأفكار المدينة التي دفعته لإيجاد مساحة ليظل رمزًا للتنوع الثقافي وليجسد وحدة الإنسانية في مسيرتها الطويلة نحو التفاهم والسلام.
 

طباعة شارك محافظ الإسكندرية ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ معرض الإسكندر الأكبر

مقالات مشابهة

  • بين الطين والماء.. معرض تركي بالقدس عن القرى الفلسطينية المهجّرة
  • انطلاق النسخة الثامنة من معرض “حقوق الإنسان اليوم وكل يوم” في الزرقاء
  • أحمد خالد يشهد افتتاح معرض الإسكندر الأكبر بمكتبة الإسكندرية
  • افتتاح معرض «الإسكندر الأكبر: العودة إلى مصر» بمكتبة الإسكندرية
  • معرض 241 بالدوحة يكرّم يتامى استشهدوا في غزة
  • الشويمية تحتضن معرضًا تسويقيًا للمنتجات الحرفية
  • أجواء فنية وتفاعل في معرض الفنون التشكيلية
  • تحول جذري فى صناعة التصوير … معرض عالمي يبرز قوة كاميرات الهواتف الذكية
  • انطلاق فاعليات معرض الملابس الخيري "3 قطع بـ20 جنيه" بالبحيرة
  • افتتاح معرض شمال الباطنة للفنون التشكيلية لعام ٢٠٢٥م