في عيد الاستقلال.. البيسري: الفرصة الآن مناسبة للبحث في ملف النزوح
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
وجه المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، لمناسبة عيد الاستقلال الثمانين، النشرة التوجيهية الى عسكريي الامن العام. وفيها:
"أيها العسكريون،
ثمانون عاما، ونحن نحتفل بعيد الاستقلال الذي صنعه اجدادنا، ليبنوا لنا دولة يحكمها نظام ديموقراطي يضمن تكوين سلطات دستورية وقضائية تؤمن العدالة في المجتمع، وتصون حق الشعب في ممارسة حقوقه وواجباته بحرية تامة.
في هذا اليوم الوطني، اوجه بإسمكم تحية الى الأباء المؤسسين، والى الابطال الميامين الذين عمدوا الاستقلال بالتضحية والدم حتى الشهادة، وصنعوا لنا مجدا، فأورثونا وطنا كبيرا بإنسانه، وكيانا مميزا بجغرافيته وموقعه، يجدر بنا ان نبذل الغالي والنفيس من اجل المحافظة عليه بكل ما أوتينا من عزم وقوة وارادة، ليبقى لنا الاستقلال.
أيها العسكريون،
في هذه المناسبة، تغمر قلوبنا غصة كبيرة نتيجة ما تعرض ويتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر يقوم بها العدو الاسرائيلي في حق المدنيين والاطفال والرضع، حتى انه لم يستثن اطفال لبنان عندما استهدفت صواريخه يوم الخامس من تشرين الثاني سيارة مدنية في الجنوب، مما ادى الى استشهاد ثلاث فتيات مع جدتهن، ولا تزال والدتهن تقبع في المستشفى مثقلة بجراحها. وكل ذلك هو نتيجة الرفض الاسرائيلي للسلام العادل والشامل في المنطقة، ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ارضهم.
أمام هذا الواقع، يحتم عليكم الواجب ان تثابروا على ما تقومون به من دور طليعي في خدمة اللبنانيين والمقيمين، والمساهمة في ضمان الامن والاستقرار الداخلي، سيما وان هذه المهمات التي تدخل في صلب صلاحيات الامن العام، تتطلب مقاربة لكل الملفات بعناية لنصل بها الى خواتيمها الصحيحة، وبما يخدم مصلحة لبنان العليا.
ومن ابرز هذه القضايا ملف النزوح السوري والعمل على ايجاد حل سريع له، يشكل مرتكزا اساسيا في تحصين بنيان الدولة ونزع كل الاوراق التي قد تستخدم لاحقا في فرض وقائع ديموغرافية لا طاقة للبنان على تحملها، لا جغرافيا ولا سياسيا ولا اقتصاديا ولا امنيا والاخطر كيانيا.
وبالتالي، فإن الفرصة المناسبة للبحث في ملف النزوح هي في هذا الوقت بالذات، حيث المشاريع الخطيرة على مستوى المنطقة، والتي يخشى ان يكون لبنان ساحة تصفية لها.
ايها العسكريون،
ان تفانيكم بعملكم، على المستويين الخدماتي والاداري اضافة الى المهمات الامنية، يشكل عاملا ايجابيا في اطار تمتين وحدة الموقف حيال الثوابت الوطنية، وفائض دعم في تحصين الامن والامان، وتأمين مساحة من الاستقرار ليتمكن المعنيون من مواجهة الاستحقاقات الخارجية والداخلية على انواعها وفي مقدمها تطورات الوضع في غزة، انتخاب رئيس للبلاد، معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية، لاسيما المعيشية منها التي ستبقى شغلنا الشاغل لتأمين الدعم الدائم لكم عن طريق ترشيد الادارة، واستدامة التقديمات الاجتماعية والتعليمية والصحية.
وبقدر ما نعرف حجم الصعوبات والتحديات، بقدر ما نكون واثقين ومؤمنين بأننا نملك القدرة على مواجهتها متى توافرت النية والارادة، والمساهمة في تخطي هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها وطننا. ومهما بدت الظروف الراهنة صعبة وحرجة، فإن الامكانيات التي يملكها لبنان في مختلف المجالات، تجعلني أرى المستقبل مضيئا ومشرقا.
فاللبنانيون المقيمون فيه قيمة، والمغتربون منه في بلاد الانتشار ذخيرة، وما بينهما وطن، كطائر الفينيق، سيخرج من بين الصعاب والازمات أكثر قوة وقدرة على النمو والازدهار والتقدم.
اخيرا، وفي هذه المناسبة، اتوجه اليكم، ضباطا ومفتشين ومأمورين، بخالص التقدير على الجهد الكبير الذي تقومون به، كما انحني إجلالا وإكبارا على أرواح شهداء الوطن المدنيين والعسكريين".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
نحو 8 ملايين نازح في أفريقيا بسبب تغير المناخ عام 2024
أفاد تقرير صادر عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بأن الظواهر الناجمة عن تغير المناخ دفعت نحو 8 ملايين شخص في القارة الأفريقية إلى النزوح الداخلي أو الهجرة، وحذر من تفاقم المشكلة في ظل تزايد الكوارث المرتبطة بالمناخ وعدم الاستقرار.
وأشار التقرير الذي حمل عنوان "مُجبرون على الفرار في ظل مناخ متغير"، إلى أنه مع تزايد وتيرة وشدة الفيضانات والجفاف والعواصف وموجات الحر، ارتفع عدد الأشخاص الذين نزحوا عن ديارهم في أفريقيا بسبب الكوارث المرتبطة بالمناخ.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الأمم المتحدة: الشعوب الأصلية تواجه أزمة المناخ لكن دون دعمlist 2 of 4التغير المناخي يشكل الخطر الأكبر لانقراض الحياة على الأرضlist 3 of 4ما علاقة الأمراض المعدية بالتدهور البيئي وتغير المناخ؟list 4 of 4الهجرة المناخية.. أزمة عالمية صامتة متعدد الأبعادend of listففي عام 2024، سجلت 7.8 ملايين حالة نزوح بسبب الكوارث في أفريقيا، وفقا لمركز رصد النزوح الداخلي. ويُمثّل هذا العدد زيادة بمقدار 1.8 مليون مقارنة بحالات النزوح في سنة 2023، حيث بلغ 6 ملايين.
ويتضمن التقرير 30 دراسة حالة من 15 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في أفريقيا تعمل بالفعل في مجالات متعددة مثل: تحديد المخاطر والحد منها، وتعزيز التكيف، والاستعداد المبكر، وتقديم المساعدات والحماية، ودعم التعافي المرن، وذلك للحد من مخاطر النزوح المرتبط بالمناخ.
وحسب التقرير، لا تأتي هذه الضغوط المناخية بمعزل عن غيرها، بل إنها تتقاطع في كثير من الأحيان مع مخاطر أخرى، مثل الصراع وعدم الاستقرار الاقتصادي وانعدام الأمن الغذائي، مما يؤدي إلى تفاقم نقاط الضعف القائمة، ويصعّب على المجتمعات التعافي وإعادة البناء.
إعلانويشير إلى أن الأرقام تشمل حالات النزوح، وليس عدد الأفراد، لأن بعض الأشخاص اضطروا للنزوح أكثر من مرة. كما يتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة والأمطار الغزيرة والفيضانات وموجات الحر والعواصف إلى استمرار ارتفاع معدلات النزوح.
وعلى مدى العقود الماضية، تجاوزت وتيرة الاحترار في أفريقيا المتوسط العالمي، وفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وسُجلت في السنوات الأخيرة موجات حر، وأمطار غزيرة، وفيضانات، وعواصف، وأعاصير، وفترات جفاف ممتدة وقاسية.
ويشير التقرير إلى أنه في كثير من الحالات، لا يتبقى للناس سوى خيارات محدودة. فبينما يشاهدون مياه الفيضانات ترتفع، أو الأرض القاحلة تتشقق تحت أقدامهم، لا يجدون أمامهم سوى خيارين، إما المغادرة فورا بحثا عن ملاذ آمن، وإما البقاء والمخاطرة بفقدان منازلهم أو سبل عيشهم أو صحتهم، أو في أسوأ الأحوال فقدان حياتهم.
وقال تشارلز بوسينغ المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أفريقيا "إن التقرير يعد دعوة إلى العمل، والاستثمار في الحلول المحلية، وتمكين المجتمعات، وضمان عدم تخلف أي شخص عن الركب عندما يحدث الفيضان أو الجفاف أو العاصفة التالية".
ويرى بوسينغ أن هذا ليس أمرا حتميا، فمع الدعم المناسب يمكن للمجتمعات في أفريقيا أن تستعد وتتأقلم وتتخذ قرارات مدروسة بشأن مستقبلها، مما يجنبها مخاطر أكبر، حسب تقديره.
يخلص التقرير إلى أن "العمل الجماعي بقيادة محلية يمكن أن يساعد الناس على التكيف، والانتقال إلى مناطق أكثر أمانا، والتعافي، وإعادة البناء بكرامة".
ويؤكد أيضا على ضرورة الاستعداد المبكر للكوارث لتمكين المجتمعات من اتخاذ قرارات آمنة قبل النزوح.
كما يشير إلى أهمية تأهيل مراكز المساعدات للنازحين في أفريقيا، وتوفير المساعدة والحماية أثناء النزوح، ودعم التعافي الطويل الأجل بعد الكوارث، وهو ما يقوم به الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، لكن حدة الكوارث وتفاقمها في القارة يجعلان ظروف العمل صعية.
إعلان