كيفية التخلص من السحر نهائيا.. 16 كلمة لا يقدر عليها ساحر ولا جان
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
كيفية التخلص من السحر والحسد لعله من أكثر الأسئلة التي يطرحها البعض، حيث يلجأ أناس إلى دعاء فك السحر والحسد، وآخرون إلى قراءة آيات إبطال السحر و الحسد، حيث إن الحسد هو تَمَنِّي الحاسد زوال النعمة من المحسود؛ وهو من الأخلاق الذميمة والأمراض المهلكة التي أمر الله تعالى بالاستعاذة منها؛ قال تعالى: «وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» (الفلق: 5).
هل العين حق؟
وردت أحاديث في السنة تثبت أَنَّ العين حق ولها تأثير على المعيون -أي: مَن أصيب بالعين-؛ منها ما روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العَيْنُ حَق، وَلَو كَانَ شَيءٌ سَابِقُ القَدَرِ سَبَقَتهُ العَين»، وفي "الصحيحين" من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين".
قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم": «فيه إثبات القدر، وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السنة.. ومعناه: أَنَّ الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلَّا على حسب ما قَدَّرها الله تعالى، وسبق بها علمه، فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلَّا بقدر الله تعالى، وفيه صحة أمر العين، وأنها قوية الضرر».وذكر الإمام ابن حجر في "فتح الباري": «الحق أن الله يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألمٍ أو هلكةٍ، وقد يصرفه قبل وقوعه؛ إمَّا بالاستعاذة، أو بغيرها، وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية».
كيفية علاج المحسود بدعاء نبوي
كيفية علاج المحسود وطريقة رقية الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهل بيته، و النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا مرض بعض أهله يضع يده اليمنى على رأسه ويقول: «اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِب الْبَأسَ، واشْفِ، أَنْتَ الشَّافي لا شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفاءً لا يُغَادِرُ سقَمًا».
وروي عن أَنسٍ رضي اللَّه عنه أَنه قال لِثابِتٍ رحمه اللَّه: أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم؟ قال: بَلى. قال: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَأسِ، اشْفِ أَنتَ الشَّافي، لا شافي إِلاَّ أَنْتَ، شِفاءً لا يُغادِر سَقَمًا». رواه البخاري.
وعن أَبي سعيد الخُدْرِيِّ رضي اللَّه عنه أَن جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقال: يَا مُحَمدُ اشْتَكَيْتَ؟ قال: «نَعَمْ» قال: بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يشْفِيك، بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ» رواه مسلم.
أعراض الإصابة بالحسد
ذكر بعض الرقاة الشرعيين بعض أعراض التي يشعر بها المحسود ومنها:
أولًا: اعتزال الأهل والأصحاب بشكل مبالغ فيه.
ثالثًا: البكاء والاختناق بدو ن أسباب.
رابعًا: عدم اهتمام الشخص المصاب بالحسد بمظهره أمام أقرانه.
خامسًا: الشخص المحسود يعاني دائما من عدم الاستقرار في أحواله إذ أنه دائم القلق بسبب اضطراب ظروفه الحياتية بشكل عام.
سادسًا: يصاب بحالة من العدوانية في تعامله مع أقرانه.
سابعًا: حدوث ثورة وغضب مستمر.
ثامنًا: ازدياد الشكوى والقلق من عدة أشياء إلى جانب الإحساس ببعض الأوجاع.
تاسعًا: الإحساس بعدم التوازن قد يصل إلى الإغماء.عاشرًا: الإحساس بأن الجسم تحت تأثير التخدير.
الحادي عشر: فقدان الوزن بشكل بالغ وذلك بسبب انعدام الشهية.الثاني عشر: زيادة التثاؤب أثناء قراءة القرآن.
الثالث عشر: صداع بالرأس.
الرابع عشر: التعرق والتبول الزائد.
الخامس عشر: إسهال شديد ومستمر.
السادس عشر: ألم شديد بالبطن.
السابع عشر: الاكتآب وقلة الكلام.
الثامن عشر: المعاناة من بعض الأمراض النفسية كالجنون والوهم.
حقيقة الإصابة بالعين والحسد
لا تكون الإصابة بالعين والسِّحر إلّا بقضاء وقدر الله سبحانه، فلا يمكن للعين أن تسبق القدر، حيث قال الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-: «لو كان شيءٌ سابَق القدرَ لسبقَتْه العَيْنُ»، كما لا بدّ للعبد المؤمن إحسان الظن بالله وحُسن التوكّل عليه، فلن يصيب العبد إلّا ما كتب الله عليه، فلو اجتمع جميع البشر على أن يصيبوه بشيءٍ لا يمكن لهم أن يصيبوه إلّا بما قدّره الله له.
وقد جاء التحذير منه والتهديد الشديد لفاعله، فالساحر يستحقّ اللعنة؛ لأنّه من المُفسدين في الأرض، قال- تعالى-: «فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ»، ورغم ذلك لا زال بعض ضِعاف الإيمان يلجؤون إلى عمل السّحر؛ لأذيّة عباد الله، وقد أقرّ الإسلام حقيقة السِّحر وتأثيره على المسحور، وبيّن العلماء والمختصّون سُبُلَ تحصين النفس من هذا الخطر، وطُرُقَ التّخلص من السّحر الواقع وشرّه.
العين والوقاية منها
العين ناتج عن استحسان المرء لشيء ما، يشوب هذا الاستحسان الحسد، ويحصل للمعيون من جرّائه الضرر، وهو حق بأمر الله – تعالى- أما علاج العين والوقاية منها فيكون: بالاستعاذة بالله، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والاستغفار، وبقراءة الأذكار المشروعة، كأذكار الدخول والخروج، وأذكار الصباح والسماء، وقراءة الرقية الشرعية والتي منها سورة الفاتحة، وآية الكرسي وآيات السحر من سورة الأعراف، وتلك التي في سورة يونس، وسورة طه، وسورة الكافرون، وتكرار سورة الإخلاص والمعوذتين، والتفل على النفس والنفث عليها، أو على من ترقيه بعد الانتهاء من القراءة؛ فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك.
تحصين النفس
يحسُنُ بالمسلم أن يبقى دائمًا على حذر من الوقوع فيما فيه أذىً وشرّ له، وذلك بتحصين نفسه؛ ويكون ذلك ابتداءً من تحقيق معنى التوحيد لله سبحانه، ونبذ الشركيّات من حياته، والإخلاص لله -تعالى- بالتّوجه والإنابة، وأن يُحافظ على صلاة الجماعة؛ فإنّها حصنٌ متين وحمايةٌ ربانيّة، وعليه أن يجتهد بالتّوبة من كلّ الذنوب، ويجتهد في تخليص نفسه من الآثام؛ فإنَّ فِعْلُ ذلك يجعله أقربَ إلى العافية والسلامة من الأذى، كما يجدر بالمسلم أنْ يحرص على الالتزام بقراءة أذكار الصباح والمساء.
أقسام العين
تقسم العين إلى ثلاثة أقسام، وهذا ليس تقسيمًا قطعيًّا: أولًا: العين المعجبة: وهي التي يكون مسؤولًا عنها الشخص نفسه؛ بحيث يفرط في الإعجاب بنعمةٍ ما، دون أن يباركها، فبذلك يفسدها يإذن الله، فيقول تعالى في سورة الكهف: «وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا» (سور الكهف: 39).
يقول ابن حجر: «إنّ العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو من الرجل المحبّ ومن الرجل الصّالح ، وإنّ الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الدّعاء للذي يعجبه بالبركة فيكون ذلك رقية منه».
ثانيًا: العين الحاسدة: تكمن في تمنّي زوال النعمة عن المحسود، وتكون مكلّلة بالصّفات الذميمة كالغيرة، والحقد، والكراهية.
ثالثًا: العين القاتلة «السمية»: من أكثر أنواع العين ضررًا؛ فهي تخرج من العائن إلى المعيون مباشرةً بقصد الضرر به، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعامر بن ربيعة لما حسد سهل بن حنيف: «عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرّاَكْتَ».
هل الحسد يسبب الموت؟الحسد يسبب الموت، وقد ورد ذلك في حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا» رواه مسلم ( 2188).
فالصحابي سهل بن حنيف كان يغتسل ولون بشرته أبيض، فقال عامر بن ربيعة جلده كاللبن، فخر سهل بن حنيف مخشيًا عليه، فذهب به بعض الصحابة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرّاَكْتَ».
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَرَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ، اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ، حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ!! فَلُبِطَ بِسَهْل، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ؟ وَاللهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، وَمَا يُفِيقُ، قَالَ: «هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟»، قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ؟ هَلَّا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟»، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «اغْتَسِلْ لَهُ»، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ» رواه أحمد في "المسند" ( 25 / 355 – 356).
أعراض الإصابة بالعينتختلف أعراض العين عن أعراض الحسد، وذكر بعض الرقاة الشرعيين بع أعراض العين، التي يشعر بها من أصابته العين، كما يلي:
أولًا: زيادة شديدة في حرارة الجسم، ثانيًا: اكتشاف وجود كدمات في مناطق معينة بالجسم تتميز باللون الأزرق أو الأخضر، ثالثًا: تسارع ضربات القلب بصورة أكثر من المعتاد، رابعًا: مظهر باهت وشاحب بالوجه، خامسًا: زيادة التعرق خاصة في منطقة الظهر، سادسًا: عدم جدوي لمحاولات العلاج من بعض الأمراض العضوية كالأرق والتهاب المفاصل والحبوب والخمول والتقرحات الجلدية، سابعًا: الرغبة في ترك المكان الذي يعيش فيه وبغضه هو وكل ما يحيط به في المجتمع والأنشطة الحياتية المختلفة، ثامنًا: الشعور بالوخز في الأطراف وثقل بالرأس وزيادة معدل النسيان وعدم التركيز واضطراب بالنوم وخمول.
ورد في السنة النبوية أدعية التحصين من الحسد والعين والسحر ومنها: «أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ ومن همزات الشياطين وأن يحضرون» (3 مَرَّاتٍ صباحًا ومساء)، «أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ مِن شرِّ ما خَلق» (3 مَرَّاتٍ صباحًا ومساء)، «بسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» (3 مَرَّاتٍ صباحًا ومساء).
وذكر بعض أهل العلم أربع خطوات للتحصين من الحسد والعين والسحر، وهي: أولًا الاستعانة على قضاء الحوائج والمصالح بالكتمان، ثانيًا: قراءة المعوذتين، ثالثًا: إطعام وسقاية الحاسد قدر استطاعة المحسود لاتقاء غله، رابعًا: التعرف على الحاسد من لحن قوله لمحاولة اتقاء شره، امتثالا لقوله تعالى فى الآيات 29 - 30 من سورة محمد: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ».
من أنفع ما يُرقى به المسحور من الآيات القرآنية والأدعية ما يلى:1- سورة الفاتحة: «بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ*الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ*مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ*إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ*اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ».
2- أولٌ سورة البقرة: «الم*ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
3- «يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
4- «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ».
5- «وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ*إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ».
6- «اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
7- «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ*لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ».
8- « قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ*اللَّـهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ»، مع التكرار ثلاث مراتٍ.
9- « قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِن شَرِّ مَا خَلَقَ*وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ*وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ*وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)، مع التكرار ثلاث مراتٍ.
10- «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ*مَلِكِ النَّاسِ*إِلَـهِ النَّاسِ*مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ*الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ*مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ» ٨مع تكرارها أيضًا ثلاث مراتٍ.
11- «وَأَوحَينا إِلى موسى أَن أَلقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلقَفُ ما يَأفِكونَ*فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ ما كانوا يَعمَلونَ*فَغُلِبوا هُنالِكَ وَانقَلَبوا صاغِرينَ».
12- «وَقالَ فِرعَونُ ائتوني بِكُلِّ ساحِرٍ عَليمٍ*فَلَمّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُم موسى أَلقوا ما أَنتُم مُلقونَ*فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ*وَيُحِقُّ اللَّـهُ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَو كَرِهَ المُجرِمونَ، قالوا يا موسى إِمّا أَن تُلقِيَ وَإِمّا أَن نَكونَ أَوَّلَ مَن أَلقى*قالَ بَل أَلقوا فَإِذا حِبالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى*فَأَوجَسَ في نَفسِهِ خيفَةً موسى*قُلنا لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلى*وَأَلقِ ما في يَمينِكَ تَلقَف ما صَنَعوا إِنَّما صَنَعوا كَيدُ ساحِرٍ وَلا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتى».
13- «أعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العليمِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ من همزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ».
14-«أَعوذُ بكلِماتِ اللهِ التامَّاتِ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ، مِن شرِّ ما خلقَ، وذرأَ، وبرأَ، ومِن شرِّ ما ينزِلُ مِن السَّماءِ ومِن شرِّ ما يعرُجُ فيها ومِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ ومِن شرِّ ما يَخرجُ مِنها، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ، يا رَحمنُۚ».
15- «بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ، باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ».
16- «اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهم إني أسألُك العفوَّ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استرْ عورتي وآمنْ روعاتي، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ايات ابطال السحر السحر الحسد إبطال السحر صلى الله علیه وسلم الله تعالى من الحسد ى الله ع رضی الل ال أ ر ض وم ن شر ثالث ا من الس
إقرأ أيضاً:
ما سر قل أعوذ برب الفلق؟.. علي جمعة: تحصنك من 8 شرور مهلكة
رغم أن سورة الفلق هي من السور القرآنية القصيرة المعروفة ، بل المحفوظة كذلك عن ظهر قلب، إلا أنه لايزال هناك الكثير عنها خفيًا منه ما سر قل أعوذ برب الفلق ؟ ، ولعل ما يجعلنا بحاجة للمعرفة ويصعب علينا تجاهله ، هو أنها من أفضل سور الرقية الشرعية من العين والحسد، وهذا ما يدفعنا للبحث خلف ما سر قل أعوذ برب الفلق وما معناها.
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } الذي فلق هذا العالم من العدم إلى الوجود، ومن الظلام إلى النور بالرسالة، وأعطانا أمثلةً كونية بأن الشمس تشرق كل يوم لكنها تغيب.
وأوضح «جمعة» عن ما سر قل أعوذ برب الفلق ؟، أنه لا دائم إلا وجه الله، { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } ، { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } وأن الظلام يأتي لكنه ينقشع.
وأكد أنه إذا أردت خير الدنيا فعليك بالله، وإذا أردت خير الآخرة فعليك بالله، وإذا أردت أن تتقي المصائب فعليك بالله؛ إما يصدها عنك، وإما ينصرك عليها، وإما يتقبلك عنده - سبحانه وتعالى - ويجازيك عليها، ففي كل حال من نصرٍ أو هزيمة أنت في معية الله، وفي كل حال من ضيقٍ وسعة إن الله معك وأنت في جواره -سبحانه وتعالى-.
وأضاف أن قول الله - سبحانه وتعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ»، ويُقصد بالفلق الصبح؛ وذلك لأن الليل يتفلق عنه، وتناولت سورة الفلق في ثناياها الالتجاء إلى الله - سبحانه وتعالى-، والتحصن بقدرته من شر المخلوقات، ومن شر الظلام إذا انتشر، ومن شر السحرة، ومن شر أهل الفتن، ومن شر أهل الغيبة والنميمة، ومن شر الحسود.
وأفاد بأنه تهدف سورة الفلق إلى توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين جميعًا إلى اللجوء والاعتصام بقدرة الله - سبحانه وتعالى-، والاحتماء بجلاله من شر مخلوقاته وما يصدر عنهم من حسد أو أذى.
وأشار إلى أن (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، أي قل ألتجأ وأحتمي برب الفلق، والاستعاذة بالله ضربًا ونوع من الدعاء، أما الرب فهو المالك، أو السيد الذي يأمر فيطاع، أو المُصلح، والفلق فصل الأشياء عن بعضها.
وبين أن فطر وخلق وفلق كلها بمعنى واحد، والخلق هو إيجاد الشيء من العدم، وفالق بمعنى خالق وفاطر، قال الله - تعالى-: ( فالِقُ الإِصباحِ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَنًا)، فالفلق جميع مخلوقات الله - تعالى-، وجميع ما انفلق عنها ونتج منها، ورب الفلق تعادل رب العالمين.
ونبه إلى أنها استعاذة من شر كل مخلوق فيه شر، وبهذا المعنى تشمل الآية الاستعاذة من شر ظلمة الليل، وشر حسد الحاسدين المذكورين في الآيات التي تلي هذه الآية.
وأردف: ولكن الله أراد أن يخص هذين النوعين من الشرور بالذكر؛ لخفائهما، فهما يأتيان الإنسان بغتة دون أن يعلم، فعَطفُ الخاص على العام يفيد مزيد الاعتناء بالخاص المذكور.
تفسير سورة الفلقالآية الأولى: قال الله -تعالى- في الآية الأولى من سورة الفلق: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، والتفسير: أي قل ألتجأ وأحتمي برب الفلق، والاستعاذة بالله ضرباً ونوع من الدعاء، أمّا الرّب فهو المالك، أو السّيد الذي يأمر فيطاع، أو المُصلح، والفَلق فصل الأشياء عن بعضها، وفَطر وخَلق وفَلق كلّها بمعنى واحد.
وورد أن الخلق هو إيجاد الشيء من العدم، وفالق بمعنى خالق وفاطر، قال الله تعالى: ( فالِقُ الإِصباحِ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَنًا)، فالفلَق جميع مخلوقات الله تعالى، وجميع ما انفلق عنها ونتج منها، وربّ الفلق تعادل ربّ العالمين.
الآية الثانية: في الآية الثانية من السورة قال الله تعالى: (مِن شَرِّ مَا خَلَقَ)، والمُراد الاستعاذة بالله من شرّ كلّ مخلوق فيه شرّ، ويدلّ على هذا المعنى قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (أعوذ بك من شرِّ كلِّ دابةٍ أنت آخذٌ بناصيتِها)، وليس المقصود الاستعاذة من شرّ كلّ مخلوقات الله تعالى، بل من شرّ كلّ مخلوق فيه شرّ.
وبهذا المعنى تشمل الآية الاستعاذة من شرّ ظلمة الليل، وشرّ حسد الحاسدين المذكورين في الآيات التي تلي هذه الآية، ولكنّ الله أراد أن يخصّ هذين النوعين من الشرور بالذكر؛ لخفائهما، فهما يأتيان الإنسان بغتة دون أن يعلم، فعَطفُ الخاص على العام يفيد مزيد الاعتناء بالخاص المذكور.
الآية الثالثة: في الآية الثالثة قال الله تعالى: (وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)، والغسق هو ظلمة الليل، ومنه قوله: (أقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ)، و قوله: وقب؛ بمعنى دخل.
وقد أشار الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- مرّةً إلى القمر، ومعه السيدة عائشة فقال لها: (استعيذي باللهِ من شرِّ هذا فإنَّ هذا هو الغاسقُ إذا وقبَ)، وذلك أنّ ظهور القمر دليل على دخول الليل.
وذكر الغاسق نكرة في الآية للتبعيض، فهو ليس شرّاً في كلّ أوقاته بل بعضها، وإلّا فإنّ الأصل في الليل وفي القمر أنّهما نعمة ينعمها الله -عزّ وجلّ- على عباده.
الآية الرابعة: في الآية الرابعة من السورة قال الله تعالى: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، يكون النّفث أكثر من النفخ، وأقلّ من التّفل، فالتفلُ يكون مع شيءٍ من الريق، أمّا النفث فلا يكون بريق، وقد يكون أحياناً بشيء قليل من الريق فيكون بذلك مختلفاً عن النفخ.
ويكون النفث من الأنفس الخيّرة، وكذلك من الأنفس الشريرة، ومثال الأنفس الخيّرة ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها: (أنّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان إذا اشتكى نَفَثَ على نَفْسِهِ بالمُعَوِّذاتِ، ومسحَ عنهُ بيَدِهِ).
ومثال النفث من الأنفس الخبيثة أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يتعوذ من شرّ الشيطان، من همزه، ونفخه ونفثه، والخلاصة في الآية الكريمة أنّ النفاثات الواردة فيها يُراد بها نفث الأرواح الخبيثة من الجنّ والإنس وليس فقط نفث الساحرات.
الآية الخامسة: في الآية الخامسة والأخيرة قال الله تعالى: (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)، والمقصود بالحسد؛ تمنّي زوال النعمة عن الآخرين، وهو طبع في الإنسان لأنّه يحبّ أن يترفّع عن جنسه، وهو حرام، وقد يُراد به الغِبطة؛ وهي تمنّي النعمة دون زوالها عن الآخرين، والغبطة حُكمها في أمور الدنيا الإباحة، وفي أمور العبادات والطاعات مستحبّة.
وفيها قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا حسد إلا في اثنتيْنِ: رجلٌ آتاه اللهُ مالاً، فسلَّطَه على هَلَكَتِه في الحقِّ، وآخرُ آتاه اللهُ حكمةً، فهو يَقضي بها ويُعلِّمُها).
وردت كلمة حاسد في الآية الكريمة نكرة؛ لأنّ ليس كلّ حاسد يكون ضارّاً، فإذا لم يظهر حسده ويعمل بمقتضاه، لم يكن حسده ذلك ضاراً للإنسان، بل ينحصر حينها أثر حسده على نفسه بما يصيبه من الهمّ لعدم تمكّنه وتملّكه للنعمة التي يحسد الآخرين عليها.
ويكون الضرر فقط إذا أظهر حسده وعمل به، ومِن أخفى ذلك الحسد العين، فقد يكون للحاسد تأثير كبير يصيب من خلاله الآخرين بالعين، ففي حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (العينُ حقٌّ).