الجزيرة:
2025-12-14@10:00:45 GMT

لم تسقط بعد.. هل تغيّر الفاشر خارطة الحرب في السودان؟

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

لم تسقط بعد.. هل تغيّر الفاشر خارطة الحرب في السودان؟

الفاشر- تُعد مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور غربي السودان، إحدى أقدم مدن دارفور تاريخيا وسياسيا، وتشكّل اللحمة الاجتماعية لكافة المكونات القبلية في السودان، وتلعب دورا مؤثرا في صنع القرار السياسي، كما تمثل المقر الرئيسي لحكومات الإقليم على مر العصور.

وتشهد المدينة في هذه الأيام حالة من الهلع والخوف جرّاء التصريحات والتهديدات المستمرة بالهجوم عليها من قبل قوات الدعم السريع؛ حيث تتجه إليها الأنظار باعتبارها المدينة الوحيدة خارج سيطرة هذه القوات التي أعلنت السيطرة على 80% من إقليم دارفور، بعد سقوط القواعد العسكرية في مدن الجنينة ونيالا وزالنجي والضعين.

وزادت هذه التطورات من معاناة السكان الذين فروا من منازلهم إلى خارج المدينة، في حين لجأ آخرون إلى الأحياء الجنوبية الأكثر أمنا والبعيدة عن خط المواجهة العسكرية.

قوات الدعم السريع أعلنت سيطرتها على 80% من إقليم دارفور (الجزيرة) تعزيزات عسكرية

دفعت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحة منذ اندلاع الحرب في البلاد بتعزيزات عسكرية كبيرة في مختلف الأحياء والشوارع الرئيسية، للحد من أي تحركات لقوات الدعم السريع التي دائما ما تبدأ عملية الهجوم، كما عززت من قواتها هذه الأيام بشكل كبير، وسط ترقب وانتظار من وقوع مواجهات مسلحة في أية لحظة.

وقال المتحدث الرسمي للقوة المشتركة الرائد أحمد حسين مصطفى للجزيرة نت، إن "نقطة الخلاف ما بين الدعم السريع وحركات الكفاح المسلح، التي أعلنت الخروج عن مبدأ الحياد مؤخرا، تكمن في إصرارهم على مهاجمة مدينتي الضعين والفاشر".

وأضاف مصطفى أن "هاتين المدينتين أصبحتا مناطق لإيواء أعداد كبيرة من النازحين، وأن الهجوم عليهما يعني خروج دارفور عن الخدمة نهائيا".

وأشار إلى أن استهداف قوات الدعم السريع للمدنيين في هذه الحرب فاق أعداد الضحايا العسكريين، وأن حركات الكفاح المسلحة قد صمتت كثيرا عن تلك الانتهاكات، وأعلنت موقفا محايدا في الحرب "ليس خوفا بل معرفة بمآلات الواقع على الأرض، وأملا في عدم دخولها مجبرين".

خارطة السيطرة العسكرية

توجد عناصر من قوات الدعم السريع في الأحياء الشرقية من مدينة الفاشر، وعلى مدخل الطريق القومي الرابط بينها وبين العاصمة الخرطوم، في حين تنتشر قوات حركات الكفاح المسلح في قلب عاصمة الولاية، خاصة في الأسواق والطرقات الرئيسية ومقرات المنظمات والهيئات الدولية، بجانب الأحياء الغربية والجنوبية من المدينة، بينما يوجد الجيش في القاعدة العسكرية في وسط المدينة.

ونظرا للوضع الميداني فإن حركات الكفاح المسلح تمثل القوة الكبرى، وتمتلك أرتالا من السيارات القتالية، وتعتمد على أرضية خصبة من المقاتلين باعتبارهم أبناء الولاية.

وطيلة الأيام الماضية، لم تحدث أية مواجهات مسلحة مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في الفاشر، كما لم تحدث مع حركات الكفاح المسلح التي حددت خطوطا حمراء لا يمكن الدخول إليها، بينما لا تزال عملية إطلاق المسيّرات من قبل الدعم السريع مستمرة، وهو ما يجبر الرد عليها من قبل الجيش.

يقول الباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور محمد سليمان حامد أتيم إن "حركات الكفاح المسلحة لن تسمح للدعم السريع بالدخول إلى مدينة الفاشر، وإذا حاولت فستدخل معها في مواجهات عنيفة، لربما تقود إلى حرب أهلية"، وناشد طرفي الصراع بالاحتكام لصوت العقل، والجنوح نحو السلام والاستقرار.

الإدارة الأهلية في مدينة الفاشر أعلنت إعادة فتح سوق المدينة اعتبارا من الأربعاء (الجزيرة) تقدم الدعم السريع

قالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت الثلاثاء على مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، وهي رابع عاصمة من ولايات الإقليم الخمس، التي تقع تحت قبضة الدعم السريع منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ووفقا لتقارير محلية فإن قوات الجيش انسحبت من قيادة الفرقة 20 بعد ترتيبات جرت عبر وساطة قادها زعيم قبيلة الرزيقات محمود موسى مادبو، لتجنيب الضعين خطر المواجهات العسكرية بين الطرفين.

وقال مواطن من الضعين للجزيرة نت إن "قوات الدعم السريع تمكنت من السيطرة على القاعدة العسكرية الواقعة في أطراف المدينة، مع تدخل للطيران العسكري صباح الثلاثاء". وأشار إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين من بينهم نساء وأطفال، بينما أعلنت الإدارة الأهلية في المدينة وعبر مكبرات الصوت إعادة فتح سوق المدينة اعتبارا من الأربعاء.

وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت مؤخرا على نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وزالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، والجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

وكشف مواطن من نيالا للجزيرة نت عن عودة الحياة تدريجيا في المدينة، مع غياب شبه كامل للسكان الذي هجروا المدينة تماما منذ اشتداد القتال فيها، وسط انعدام شبه كامل لخدمات المياه والصحة التي تم نهب كافة معداتها.

وطبقا لبيان صدر عن القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، اطلعت عليه الجزيرة نت، فإن لقاءً جمع ممثلين عن حركات الكفاح مع القائد الثاني في قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، في إحدى قرى شمال دارفور مطلع الأسبوع الماضي.

وبحسب البيان، فإن الاجتماع جاء بدعوة من طرف الدعم السريع، بهدف النقاش حول مسألة وقف الحرب بمدن دارفور المتبقية، وبالتحديد مدينتي الضعين والفاشر (قبل سقوط الضعين)، مراعاة لاعتبارهما مدينتي إيواء للنازحين والفارين من الحرب في مدن وولايات دارفور المختلفة.

وقال البيان إن "قيادة القوة المشتركة قدمت ورقة للدعم السريع، تحمل مبررات منع الحرب بالمدينتين، ولكن تم رفضها من قبل الدعم السريع التي أصرت على مواصلة الحرب، وبذلك انتهى الاجتماع دون اتفاق".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حرکات الکفاح المسلح قوات الدعم السریع مدینة الفاشر عاصمة ولایة من قبل

إقرأ أيضاً:

مسؤولة ألمانية تبحث مع مناوي وقفاً فورياً لإطلاق النار وتدين انتهاكات الفاشر

المسؤولة أعربت عن إدانتها لما وصفته بـ«الجرائم المروعة» التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، فيما أكد مناوي أن أولويات الحكومة السودانية تتمثل في حماية المدنيين من انتهاكات قوات الدعم السريع.

الخرطوم: التغيير

قالت المندوبة الألمانية لشؤون أفريقيا، غيزا برويتيغام، إنها أجرت مباحثات مع حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي حول سبل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والعمل من أجل تحقيق سلام مستدام في السودان، في ظل استمرار الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية.

وأعربت برويتيغام، في تغريدة على منصة «إكس» الجمعة، عن إدانتها لما وصفته بـ«الجرائم المروعة» التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على نائب قائد القوات عبد الرحيم دقلو على خلفية تلك الانتهاكات.

Good to see @ArkoMinawi, Governor of #Darfur, in Berlin today. We talked about how to achieve an immediate ceasefire as well as sustainable peace in #Sudan. ????????condemns the horrendous crimes of #RSF in El Fasher & sanctioned vice commander Abdul Rahim Dagalo at EU level. pic.twitter.com/FCXxdGBz1k

— Gesa Bräutigam (@GERonAfrica) December 12, 2025

ويزور مناوي ألمانيا حالياً، حيث أوضح في منشور على منصة «إكس» أنه التقى مسؤولة الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الألمانية برفقة البعثة السودانية.

وأضاف أن اللقاء تناول عدداً من القضايا، مشيراً إلى أنه أطلع الجانب الألماني على موقف الحكومة السودانية، مؤكداً أن أولوياتها تتمثل في حماية المدنيين من انتهاكات قوات الدعم السريع، ومواجهة التدخلات الأجنبية التي قال إنها تسهم في تقويض سيادة البلاد.

ويشهد السودان حرباً متواصلة منذ أبريل 2023، وسط محاولات إقليمية ودولية متكررة لوقف إطلاق النار عبر مسارات تفاوضية مختلفة ودولية أبرزها مسار الرباعية الدولية التي تضمّ الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. إضافة إلى ضغوط دبلوماسية وعقوبات أوروبية وأميركية على أطراف في النزاع.

ورغم هذه الجهود، لم يتم التوصل حتى الآن إلى وقف دائم للقتال، بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية، خصوصاً في إقليم دارفور الذي يشهد انتهاكات واسعة ونزوحاً جماعياً للسكان.

سعدت اليوم بلقاء بالسيدة مسؤولة الشوؤن الأفريقية بالخارجية الألمانية برفقتي البعثة السودانية تناول اللقاء عدداً من القضايا ،قمت بتنوير الخارجية بموقف الحكومة السودانية الذي تتمثل أولوياتنا في حماية المواطنين من وحوش الدعم السريع والتدخلات الأجنبية التي تتسبب في انتهاك السيادة pic.twitter.com/kzEsqEpcB2

— Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) December 12, 2025

الوسومإقليم دارفور الأوضاع في الفاشر المانيا مني أركو مناوي

مقالات مشابهة

  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • مسؤولة ألمانية تبحث مع مناوي وقفاً فورياً لإطلاق النار وتدين انتهاكات الفاشر
  • فرض عقوبات على قادة الدعم السريع السوداني
  • مصرع مواطن سوداني بنيران الدعم السريع في كردفان
  • انتهاكات وحشية..حاكم دارفور: أولويتنا حماية المواطنين من اعتداءات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يُدمر ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع
  • قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور
  • المملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع
  • بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
  • WP: الفاشر تعيش كارثة إنسانية وصمت العالم يفتح الباب لأسوأ مأساة في السودان