مختصون: العراق يمتلك قوانين استثماريَّة مهمة لكنها غير مفعّلة
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
قال مختصون في الشأن الاقتصادي إنَّ قانون الاستثمار في البلاد يعد واحداً من أفضل القوانين التي بمقدورها جذب رؤوس الأموال والشركات العالميَّة، فضلاً عن كونه ملائماً للواقع الاقتصادي، مبينين أنَّ تلك المزايا التي وفرها القانون لم تستغل بالشكل الأمثل لإحداث نقلات تنموية أو إعمارية واسعة، ولم تستغل فقرات القوانين بشكل واسع سوى في المجال النفطي، مشيرين إلى أنَّ التشريعات القانونية لا تكفي وحدها لتدفق رؤوس الأموال الاستثمارية نحو الداخل.
وفي صورة تؤكد عزم الحكومة تفعيل القوانين الاستثمارية، أكد محمد النجار، مستشار رئيس الوزراء لشؤون الاستثمار ومدير الصندوق العراقي للتنمية، خلال استضافته في وقت سابق من قبل لجنة الاستثمار والتنمية البرلمانية برئاسة النائب حسنين الخفاجي، ضرورة إعادة النظر بقوانين الاستثمار وبعض القوانين الأخرى لتتلاءم مع أهداف الصندوق العراقي للتنمية.
وقدّم المستشار، وفقاً لبيان صحفي أصدرته لجنة الاستثمار، شرحاً مفصلاً عن الرؤية لعمل الصندوق والمشكلات والمعوقات التي تعترض سير العمل فضلاً عن فرص النجاح التي يسعى الصندوق لتحقيقها، مبيناً أنَّ أهم الأهداف التي يركز عليها الصندوق في عمله هي إنشاء شراكات مع صناديق استثمار وإنجاز مشاريع استثمارية من خلال القطاع الخاص في العراق.
كما أكد النجار أنَّ أهم المشاريع التي يركز على دعمها الصندوق هي المشاريع ذات المردود الاجتماعي مثل المدارس ومشاريع الإسكان فضلاً عن المشاريع الربحية مثل مشاريع البيئة وقطاع التكنولوجيا ورفع الإنتاج في القطاع الزراعي وغيرها، في حين بيّن رئيس اللجنة النيابية، حسنين الخفاجي أنه لا يمكن أن نمضي في بناء اقتصاد عراقي قوي بدون قطاع خاص نشط وفعال، للمساهمة في خلق فرص عمل وتقليل الاعتماد على النفط.
وفي هذا الشأن يقول الأكاديمي والباحث الاقتصادي الدكتور عبد الكريم العيساوي، في حديث لـ"الصباح" تابعته "الاقتصاد نيوز"، إنَّ "العراق بدأ عهداً جديداً في علاقاته الاقتصادية والسياسية المتميزة، ويسعى نحو الانفتاح للخارج والاندماج في الاقتصاد العالمي بعد عزلة سياسية امتدت لقرابة أكثر من عقدين من الزمن، وكانت أولى خطوات ذلك الانفتاح إقرار قوانين تحريرية على صعيد الاستثمار وتبعاً لذلك تم إصدار قانون الاستثمار رقم 13 لسنة 2006 وتعديلاته".
ويرى العيساوي أنَّ "هذا القانون من أفضل قوانين الاستثمارات في الجوار الإقليمي والعربي ولكن لم يحقق الأهداف المرجوة والمتوقعة منه والمتمثلة في تدفق الأموال الأجنبية للاستثمار في القطاعات الاقتصادية السلعية والخدمية في العراق، واقتصرت الاستثمارات الأجنبية على القطاع الاستخراجي النفطي بشكل كبير عبر جولات التراخيص النفطية وبنسبة قليلة جداً على القطاعات
الأخرى".
وتابع الدكتور العيساوي أنَّ "هذا الواقع انسحب على رؤوس الأموال الوطنية، التي فضلت الاستثمار في الخارج نتيجة عدم تفعيل القوانين الاستثمارية بشكلها الصحيح، وغياب البيئة الملائمة للعمل في العراق آنذاك، والتي تحددها مجموعة من المحددات الاقتصادية والمالية والسياسية والأمنية، إذ إنَّ التشريعات القانونية وحدها لا تكفي لتدفق رؤوس الأموال والاستثمارات نحو الداخل، بل ينبغي أن تفعل تلك التشريعات بشكلها الصحيح كي تتلاءم والواقع الاقتصادي العراقي".
ولفت العيساوي إلى أنَّ التوجهات الحكومية الحالية، تصب بصالح جذب المستثمرين ورؤوس الأموال، حيث تعمل حكومة السوداني على تفعيل القوانين التي تصب بصالح الاستثمار، لذا ينبغي استغلال ذلك التوجه لإنشاء مشاريع ستراتيجية بالاعتماد على القطاع الخاص والشركات الأجنبية، مبيناً أنَّ تلك العوامل الإيجابية لم تتوفر في السنوات السابقة، إذ يشكل الاختلاف في الرؤى تجاه نوعية الاستثمارات وطبيعتها عائقاً كبيراً أمام الشركات الراغبة بدخول العراق، فضلاً عن الأوضاع التي مرت بها البلاد في السابق، والتي تلاشت بشكل تام الآن.
من جانبه يقول المختص في الشأن الاقتصادي الدكتور عدنان بهية إنَّ الاستثمار ذراع من أذرع التنمية لأيِّ دولة تحاول أن تسير بخطى متسارعة نحو التنمية، والتنمية المستدامة، ويسهم أيضاً في نقل التكنولوجيا والحداثة ويشغل عدداً كبيراً من العمال والخبرات المحلية والخريجين ويقلل العبء عن كاهل الدولة مالياً وتخطيطياً في مجالات التنمية ورسم ملامح المستقبل.
وأضاف بهية أنَّ الاستثمار يعمل على تقوية العلاقات بين الدول والشركات، لاسيما في مجال الاستثمارات طويلة الأمد، غير أنه يحتاج إلى بيئة آمنة ومستقرة، فضلاً عن حاجته إلى بيئة تحميه من الروتين والتعامل مع المؤسسات ذات العلاقة.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار رؤوس الأموال
إقرأ أيضاً:
رئيس اللجنة المالية: انخراط مصارف العراق في النظام الدولي ضرورة وطنية
الاقتصاد نيوز - بغداد
شدد رئيس اللجنة المالية النيابية عطوان العطواني، الأربعاء، على أن الامتثال للمعايير الدولية وانخراط المصارف في النظام الدولي ضرورة وطنية لحماية النظام المالي وشرط أساسي لتطوير البيئة المصرفية.
وقال العطواني خلال كلمته في مؤتمر مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب بدورته الثانية، وحضرته "الاقتصاد نيوز"، "أود في مستهل كلمتي أن أعبر عن ترحيبي بانعقاد هذا المؤتمر النوعي، الذي يأتي في وقت بالغ الأهمية نظراً لما يشهده القطاع المالي والمصرفي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من تحولات جوهرية وتحديات متزايدة تتطلب منا جميعاً مؤسسات تشريعية وتنفيذية ورقابية أعلى درجات التنسيق والتعاون".
وأضاف، "إذ أصبحت الالتزامات التنظيمية الدولية المفروضة على المؤسسات المالية، ولا سيما ما يتعلق منها بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، من أبرز المتطلبات التي تؤثر في طبيعة العلاقة بين المصارف المحلية ونظيراتها العالمية، وتُعدّ تلبية هذه المتطلبات شرطاً أساسياً لتطوير بيئة مصرفية آمنة ومستقرة، وقادرة على التفاعل الإيجابي مع النظام المالي العالمي".
وتابع أن" انخراط العراق ممثلاً بمصارفه الوطنية في هذه البيئة التنظيمية الدولية ليس خياراً بل ضرورة وطنية لحماية النظام المالي من المخاطر العابرة للحدود، ولضمان استمرار تدفق الاستثمارات ورؤوس الأموال، وهو ما يسهم مباشرة في دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني".
ولفت العطواني في كلمته: إن "العراق قطع شوطاً مهما في هذا المسار خلال السنوات القليلة الماضية، حيث شهد النظام المصرفي العراقي تطورات كبيرة، تمثلت في تحديث البنية القانونية والتنظيمية، وإصدار التعليمات المتعلقة بالامتثال وتشديد الرقابة، والعمل على بناء كوادر مصرفية مؤهلة قادرة على التعامل مع هذه المتغيرات".
وأضاف في حديثه "وقد لمسنا حرص البنك المركزي العراقي على تبني نهج الإصلاح والتطوير من خلال فرض تعليمات دقيقة ومحدثة تتماشى مع أفضل الممارسات الدولية، إلى جانب سعيه الحثيث لتعزيز الشفافية، وتقوية منظومة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب".
وتابع "ورغم هذه الجهود المشكورة، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، وخصوصاً في ظل تنامي التعقيدات التنظيمية، وتزايد متطلبات البنوك المراسلة، واشتراطاتها الدقيقة والمتغيرة.
وهنا تتعاظم الحاجة إلى تضافر جهود جميع المعنيين من المصارف، والجهات الرقابية، والتشريعية والأمنية لمواجهة هذه التحديات بمسؤولية ومهنية عالية".
ولفت في حديثه "ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر، الذي يشكل منصة مهمة لتبادل الخبرات واستعراض آخر التطورات على صعيد التشريعات الدولية، وتسليط الضوء على تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، لا سيما ما يتعلق بتقنيات الامتثال الحديثة، وأفضل أساليب الرقابة الداخلية، وإدارة المخاطر".
وأضاف، "كما نؤكد من موقعنا في اللجنة المالية النيابية، دعمنا الكامل لكل الجهود الرامية إلى تطوير القطاع المصرفي العراقي، وحرصنا على متابعة التشريعات المطلوبة لتعزيز امتثال العراق للمعايير الدولية، مع التأكيد على ضرورة الموازنة بين الامتثال الصارم، وتحقيق أهداف النمو الاقتصادي، ودعم القطاع الخاص، وتسهيل الاستثمار".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام