النخالة يشيد بدور محور المقاومة في اليمن ولبنان والعراق في الدفاع عن فلسطين ومقاومته
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
الثورة نت../
أشاد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، اليوم الجمعة، بدور محور المقاومة في اليمن ولبنان والعراق في الدفاع عن فلسطين ومقاومتها.
وقال النخالة في كلمة متلفزة صباح اليوم: “حزب الله يشاركوننا القتال من جنوب لبنان على مدار الوقت وأوقعوا خسائر كبرى بالعدو واجبروا عشرات الالاف من المستوطنين على الرحيل.
وأضاف: “نشيد بإخواننا في العراق الذين يضربون القواعد الأمريكية، وكذلك اليمن التي تسجل حضوراً مميزاً في المشاركة الفعالة في الدفاع عن فلسطين ومقاومتها”.
واعتبر أن التهدئة اعتراف صريح بانتكاسة أهداف العدو الذي اضطر نتيجة تعثر قواته في التقدم على محاور القتال للقبول بها.. مشددا على أن المقاومة ستجبر العدو على إجراء صفقة تبادل أسرى الكل مقابل الكل.
شدد النخالة على أن مزيدا من العدوان واجهه مزيد من المقاومة الذي أجبر العدو على التفاوض على المدنيين من أسراه.. مؤكدا أنه لن يخرج باقي أسرى العدو من الضباط والجنود قبل خروج كل أسرانا وهذا لن يكون قبل نهاية العدوان
وأوضح أن الاتفاق لم يكن يقبل به العدو لولا خسائره التي أصيب بها على مستوى الأفراد والآليات.. مضيفاً: “بصمود مقاتلينا في الميدان سنجبر العدو على عملية تبادل كبرى تحرر كل أسرانا تحت عنوان الجميع مقابل الجميع”.
وقال القئد النخالة: سنجبر العدو رغم جرائمهم وعنجهيتهم اللغوية على إعادة الإعمار وشروط سياسية أخرى ستفتح آفاقاً مهمة أمام الشعب الفلسطيني وحريته.
كما أكد أن العدوان على غزة لم يكن فقط رداً على فعل المقاومة في السابع من أكتوبر الذي أحدث زلزلاً مدويا ما زالت آثره تفعل فعلها في مستقبل الكيان الصهيوني، ولكنها كشفت أيضا حسب رؤية الرئيس الأمريكي ارتباطها بترتيبات الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط وبما يعيد هيبة الولايات المتحدة و”إسرائيل” في المنطقة والعالم.
إلى ذلك أوضح القائد النخالة أن الأهداف الصهيونية التي رفعها العدو منذ بداية العدوان ما زالت قائمة ولهذا علينا أن نستمر بالقتال لكسر العدوان وأهدافه
وقال: علينا الاستمرار بالقتال لأن العدو لن يتوقف عن عدوانه بعد أيام التهدئة ومن المتوقع أن يكون أكثر دموية وإجراماً.
وأضاف: أقول للذين الذين يتحدثون عن حكم غزة كفوا عن الثرثرة والتفتوا للدفاع عن شعبكم فهذا هو الطريق للحرية وليس التساوق مع الأعداء.
وفي ختام كلمته قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي: “إننا لن ننكسر أو نستسلم وسنقاتل ونقاتل وهذا خيارنا اليوم أكثر من أي وقت مضى وشعبنا بعد كل هذه التضحيات يؤكد أنه يعبر عن إرادة كل الأحرار في العالم”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المهمة أُنجِزت: فلسطين تولد من جديد!
الزَّخم الذي تعرفه القضية الفلسطينية اليوم والاعتراف المُتتالي بالدولة الفلسطينية من قِبل الدول الغربية ليس سوى نتيجة تضحيات الشعب الفلسطيني ومبادرة المقاومة بمعركة “طوفان الأقصى”.
قبل 15 يوما من اندلاع الشرارة الأولى لهذه المعركة وبالضبط يوم 22 سبتمبر 2023 كان “نتن ياهو” الذي أصبح اليوم مجرما متابَعا قضائيًّا ومنبوذًا عالميًّا يقف على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة وبيده خارطة فلسطين (كل فلسطين) مُسَمِّيا إياها “إسرائيل” من دون أدنى إشارة إلى مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة بلون مختلف كما هو الواقع في الخرائط الأممية…
في ذلك اليوم أَعلن رسميّا بداية مرحلة الشرق الأوسط الجديد وبَشَّر العالم بطريق الهند – “إسرائيل” ليكون شريان حياة الغرب، ويُقدِّم خدمة كبيرة للإنسانية من ميناء موندرا الهندي إلى ميناء حيفا، على حد تعبيره…
لقد كان مُنتشيا بنصر موهوم في ذلك اليوم، لأنه كان يعتقد بأنه سيكون يوم إعلان موت القضية الفلسطينية، وصَفَّق له الحضور وكأن المعركة باتت محسومة، ولم يكن يدري أنه في تلك اللحظات بالذات وهو يتكلّم كان رجال المقاومة على أهبة الاستعداد لِنَسف مشروعه.. وكذلك فعلوا يوم 7 أكتوبر وأذلّوا ما كان يُعرف بأقوى جيش في المنطقة إذلالا سيبقى محفورا في ذاكرة الأجيال إلى الأبد.
وعلى قدر هذا الإذلال، جاء الانتقام الهمجي البربري؛ لم يترك الصهاينة بشرا ولا حجرا ولا طفلا ولا امرأة ولا مستشفى، مستعينين بكافة حلفائهم، متَّبِعين سياسة الأرض المحروقة على الطريقة الفرنسية في الجزائر قبل انتزاع استقلالها انتزاعا. وصمدت المقاومة، ولم تُفلِح كل هذه الأساليب، حينها بدأ العدوُّ باستخدام سلاح التجويع، مُستهدفا الأطفال وقليلي الحيلة من النساء والرجال، ثم الجميع، وبدأت الإبادة الجماعية تُرى للعيان، وبات واضحا أثر المجاعة، واستُشهد المئات، ثم الآلاف جوعا أو طلبا للغذاء..
ومع ذلك لم يستسلم الشعب الفلسطيني ولم تضع المقاومة سلاحها وفضَّلت خيار الموت جوعا بكرامة على خيار الموت استسلاما، مُدرِكة بما لا يدع مجالا للشك أن أي استسلام للعدو ستكون نهايته العودة إلى نقطة البداية؛ أي إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني، إلى محو فلسطين من خارطة فلسطين إلى غير رجعة، إلى انتصار مجرمي الحرب وعصاباتهم..
فثبتت على موقفها في المفاوضات وهي تعرف الثمن الذي تدفعه من أرواح الفلسطينيين شعبا ومقاومة، وقرَّرت أن لا تُوقِّع ولن توقع إلا منتصرة لدماء عشرات الآلاف من الأبرياء والمشرَّدين والشهداء جوعا وعطشا.. وهي تعرف أن ذلك هو ثمن الاستقلال الحقيقي وثمن استعادة القدس الشريف.. ولم يجد العالم بُدًّا من الاعتراف بذلك..
وها هو السعي لتطبيق حل الدولتين يعود بقوة اليوم بعد أن كاد يُنسى، وها نحن نرى بوضوح بداية تحوُّل جذري في موقف الدول الغربية الداعمة لإسرائيل واضطرارها إلى الدعوة لتعزيز موقف السلطة الفلسطينية بعد أن همَّشها الكيان الصهيوني وحاصرها على جميع المستويات رغم ما قدَّمته له من تنازلات ومن تنسيق أمني مُشين.
وهكذا انتقل العالم من حالة نسيان الدولة الفلسطينية إلى القبول بها مقابل شرط واحد ووحيد مازال مطروحا الآن: أن لا تكون من ضمنها المقاومة وعلى رأسها حماس صاحبة الفضل الأول في إعادة إحياء القضية..
ووافق على هذا الطرح الكثيرُ من العرب فبادروا إلى الاستثمار في هذا الواقع الجديد، ولا ضرر في ذلك مادامت الغاية هي الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على جزء من أرض فلسطين.. ويكفي المقاومة فخرا أنها أوصلت العالم إلى هذه النقطة الجديدة التي لن يقبلها العدو الصهيوني وهو كما هو الآن، وسَيُناور بكافة الوسائل لمنع تحقيق ذلك، إلا أنه سيرضخ في الأخير لسبب واحد ووحيد وهو أن المقاومة ستستمر في قنص جنوده وتفجير دباباته وإذلاله بكافة الوسائل، عندها سيضطرُّ إلى الخضوع والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وليقطف هذه الثمرة من يشاء من أبناء هذا الشعب..
المقاومة لم تكن تبحث منذ اليوم الأول عن السلطة إنما كانت تبحث عن الشهادة أو التحرير، وقد نال معظم قادتها مع شعبهم الشهادة، ولا يهم بعد ذلك من يعيش لما بعد التحرير.. المهمة أنجزت ولم تبق لها إلا بعض اللمسات.. إن فلسطين تولد الآن من جديد مُخضَّبة بدماء ودموع وأوجاع أبنائها وبناتها لا فضل لأحد عليهم سوى الله، وبعدها لِيخطب السياسيون الجدد بما شاءوا ولِيقول الناس ما شاءوا.. المهمة أنجِزت ولله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون.
الشروق الجزائرية