دراما OpenAI.. لماذا تمت إقالة سام ألتمان ثم إعادته بعد أيام مرة أخرى؟
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
كانت الدراما التي شهدتها قاعة مجلس إدارة شركة OpenAI تمثل غليان التوترات التي ظلت قائمة لفترة طويلة تحت السطح، فبعد أيام من الاضطرابات، عاد سام ألتمان مرة أخرى رئيسًا تنفيذيًا، لكن الفوضى التي حدثت يمكن إرجاعها إلى الطريقة غير العادية التي تحكم سير الشركة.
وبحسب تقرير من شبكة "NPR" الأميركية فإن شركة OpenAI كانت قد تأسست في عام 2015 على يد ألتمان وإيلون ماسك وآخرين، كمختبر أبحاث غير ربحي، ولقد كان الأمر أشبه بشركة مناهضة لشركات التكنولوجيا الكبرى؛ ومن شأنه أن يعطي الأولوية للمبادئ على الربح.
وأرادت OpenAI في ذلك الوقت، تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي التي من شأنها أن "تفيد البشرية ككل، وغير مقيدة بالحاجة إلى توليد عائد مالي".
ولكن في عام 2018، حدث أمران: أولاً، استقال إيلون ماسك من مجلس إدارة OpenAI بعد أن قال إنه استثمر 50 مليون دولار، مما أدى إلى حرمان الشركة التي لم تكن معروفة آنذاك من المزيد من الدعم المالي.
وثانيًا، أصبح قادة OpenAI يدركون بشكل متزايد أن تطوير وصيانة نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة يتطلب قدرًا هائلاً من القوة الحاسوبية، وهو ما كان مكلفًا بشكل لا يصدق.
وبعد مرور عام على مغادرة ماسك، أنشأت الشركة فرعًا يهدف إلى الربح، ومن الناحية الفنية، فهو ما يُعرف باسم كيان "الربح المحدد"، مما يعني أن الأرباح المحتملة للمستثمرين محددة بمبلغ معين، ويتم إعادة استثمار أي أموال متبقية في الشركة.
ومع ذلك، لا يزال مجلس إدارة المنظمة غير الربحية ورسالتها يحكمان الشركة، مما أدى إلى إنشاء فرقتين متنافستين داخل OpenAI الأولى: أتباع عقيدة خدمة الإنسانية، والأخرى متمثلة في المساهمين الذين يركزون على الأموال و المنتجات على أمل احتكار السوق وتصبح رائدة في الصناعة.
وحاول ألتمان التوفيق بين النهجين، وعندما بدأت OpenAI تحولًا جذريًا في صناعة التكنولوجيا بإطلاقها ChatGPT العام الماضي، قامت شركة مايكروسوفت ، المستثمر الأبرز في الشركة، بزيادة حصتها المالية بشكل كبير، وزادت التزامها تجاه الشركة بما يصل إلى 13 مليار دولار.
وأصبحت مايكروسوفت المحرك المالي الذي يدعم OpenAI، لكن مجلس إدارة المنظمة غير الربحية ما زال هو صاحب القرار، وعلى الرغم من استثمارات مايكروسوفت الكبيرة، إلا أنها لم تحصل على مقعد في مجلس إدارة الشركة.
كما أن كل هذا مهد الطريق لطرد ألتمان المفاجئ من الشركة في وقت سابق من هذا الشهر، ولم يشرح مجلس الإدارة نفسه حتى الآن سبب إقالة ألتمان، باستثناء القول، بعبارات غامضة، إنه يعتقد أن ألتمان لم يكن "صريحًا باستمرار في اتصالاته مع مجلس الإدارة".
ويعطي هيكل الشركة مجلس الإدارة هذا الحق، حيث يتمتع بسلطة كاملة وغير مقيدة لإقالة الرئيس التنفيذي عندما يرى ذلك مناسبًا.
وفقًا لـ "NPR" فإن مصادر قريبة تقول إنه قبل إنهاء عمل ألتمان، كان على خلاف مع أعضاء مجلس الإدارة بشأن التسويق التجاري المتسرع لمنتجات OpenAI، وأعرب أعضاء مجلس الإدارة عن قلقهم بشأن ما إذا كان ألتمان يأخذ في الاعتبار مخاطر منتجات الذكاء الاصطناعي على محمل الجد بما فيه الكفاية، أو يحاول فقط الحفاظ على مكانة الشركة المهيمنة في عالم مزدحم وتنافسي لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وكان السؤال الرئيس الذي يدور هو، هل تخلى ألتمان عن المبادئ التأسيسية لشركة OpenAI لمحاولة توسيع نطاق الشركة وتسجيل العملاء في أسرع وقت ممكن؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل هذا يجعله غير مناسب لقيادة منظمة غير ربحية تم إنشاؤها لتطوير منتجات الذكاء الاصطناعي "خالية من الالتزامات المالية"؟
ودعت رسالة مجهولة المصدر كتبها موظفون سابقون في OpenAI، مجلس الإدارة إلى فحص ما إذا كان ألتمان يضع المنتجات التجارية وأهداف جمع التبرعات قبل المهمة التأسيسية للمنظمة غير الربحية.
وجاء في الرسالة لمجلس الإدارة: "إننا نناشدكم أن تظلوا ثابتين في التزامكم بمهمة OpenAI الأصلية وعدم الاستسلام لضغوط المصالح التي يحركها الربح. إن مستقبل الذكاء الاصطناعي ورفاهية البشرية يعتمدان على التزامكم الثابت بالقيادة الأخلاقية والشفافية."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شركة OpenAI سام ألتمان إقالة سام ألتمان الرئيس التنفيذي شركة OpenAI الذكاء الاصطناعي مايكروسوفت الذکاء الاصطناعی مجلس الإدارة مجلس إدارة سام ألتمان
إقرأ أيضاً:
نموذج ذكاء اصطناعي جديد لأوبن إيه آي لتبقى بالصدارة أمام غوغل
أطلقت شركة "أوبن إيه آي" الخميس نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي "جي بي تي-5.2" سعيا منها إلى إعادة تأكيد تفوقها بعد أيام قليلة من استنفارها فريق عملها لمواجهة المنافسة المتزايدة التي تشكلها أداة "جيميناي" من غوغل وسواها من البرامج المماثلة.
وأوعز رئيس "أوبن إيه آي" سام ألتمان إلى موظفيه في رسالة "إنذار أحمر" وجهها إليهم في مطلع ديسمبر/كانون الأول الحال بالتعجيل في تركيز جهودهم وإمكانات الشركة -التي تتخذ سان فرانسيسكو– مقرا على منتَجها الرئيسي "تشات جي بي تي".
وأكدت مديرة التطبيقات في "أوبن إيه آي" فيدجي سيمو في مؤتمر صحفي الخميس أن هذا "الإنذار الأحمر" أتاح "زيادة الإمكانات المخصصة لتشات جي بي تي" وكان "مفيدا" لإنهاء العمل على "جي بي تي-5.2″، لكنها نفت أن تكون أجواء الاستنفار هذه وراء تقديم موعد إطلاق "جي بي تي-5.2″، وفقا لموقع "وايرد".
ووصفت "أوبن إيه آي" هذه النسخة الجديدة التي تتوافر منها نماذج متنوعة من بينها الفوري والاحترافي، بأنه أكثر إصداراتها فاعلية إلى اليوم.
وأوضحت الشركة أن تقدما ملحوظا تحقَّقَ في مجالات المنطق وإنشاء العروض التقديمية، وقراءة الصور وإدارة سلسلة من المهام والرموز البرمجية.
وأكدت "أوبن إيه آي" أن عدد أخطاء الوقائع (أو ما يُعرف بـ"الهلوسات") التي ترتكبها النسخة الجديدة المسماة "ثينكينغ" Thinking تقل بنسبة 38% عن النسخة السابقة.
وتهدف هذه التحسينات إلى احتواء تقدّم الأدوات المنافسة، ومن أبرزها نموذج "كلود" من "أنثروبيك" الذي لا يحظى بشعبية كبيرة في صفوف عموم المستخدمين لكنه ينال إعجاب المهتمين منهم بالصيغة الاحترافية. كما تسعى "أوبن إيه آي" إلى كبح الصعود الذي سجّله نموذج غوغل.
مقاطع فيديو مدفوعةأطلقت غوغل -الشركة العملاقة في مجال البحث على الإنترنت- في نوفمبر/تشرين الثاني نموذجها "جيميناي 3" وأعلنت أن عدد مستخدمي أداتها المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي شهريا تجاوز 650 مليونا. وفي المقابل، أكدت "أوبن إيه آي" أن عدد مستخدمي "تشات جي بي تي" أسبوعيا يبلغ 800 مليون.
إعلانوعلى خلاف غوغل التي تجني ربعيا مليارات الدولارات بفضل نشاطها القديم، وخصوصا من الإعلانات، تتكبد "أوبن إيه آي" شهريا خسائر مالية، ولا تتوقع تحقيق ربح قبل سنة 2029.
غير أن رئيسها سام ألتمان أكّد الخميس في حديث لمحطة "سي إن بي سي" الأميركية ثقته بقدرة شركته "على مواصلة تحفيز نمو الإيرادات لمواكبة هذا التصاعد في القدرات الحاسوبية".
والتزمت "أوبن إيه آي" بالفعل برفع قدراتها في مجال الحوسبة من خلال مشاريع بقيمة 1.4 تريليون دولار على مدى 8 أعوام، من بينها شراء ملايين الرقاقات، وبناء المراكز لتشغيلها، وضمان توفير التيار الكهربائي والتبريد لهذه المنشآت.
وتثير هذه المبالغ الضخمة تساؤلات متزايدة نظرا للفجوة بينها وبين إيرادات "أوبن إيه آي" الحالية. ويُتوقع أن تصل إيرادات الشركة السنوية بحلول نهاية 2025 إلى 20 مليار دولار على الأقل، وفق ما قال سام ألتمان في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، واعدا بأن تبلغ مئات المليارات بحلول 2030.
وأضاف ألتمان: "من دون هذه الزيادة للقدرات الحاسوبية، لا نستطيع طبعا تحفيز نمو الإيرادات، لكننا نرى أسبابا للتفاؤل أكثر بكثير من أسباب التشاؤم".
وأوضح أن الشركة باتت تتقاضى رسوما من المستخدمين مقابل توليد مقاطع فيديو عبر أداتها "سورا" Sora، مؤكدا أن المستخدمين لم يُبدوا أي تردد في الدفع مقابل توليد مقاطع فيديو تعجبهم.