الصين: ملتزمون بدعم الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
المناطق_وكالات
أكدت الصين، أمس، موقفها المتمثل في الالتزام بدعم الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي. جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، خلال مؤتمر صحافي مشترك في بكين، مع نظيرته الفرنسية، كاترين كولونا، التي تقوم بجولة تركز على الشرق الأدنى، ابتدأتها من الصين، للاحتفاء بمرور 60 عاماً على العلاقة الصينية ـ الفرنسية.
وقال وانغ، رداً على سؤال عن موقف بلاده من علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، «موقف الصين واضح، سنلتزم بدعمنا للاستقلال الاستراتيجي لأوروبا».
أخبار قد تهمك “الصحة العالمية”: تفشي أمراض الجهاز التنفسي بين الأطفال في الصين 24 نوفمبر 2023 - 2:48 مساءً الصين تدعو لدعم إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية بالشرق الأوسط 23 نوفمبر 2023 - 1:37 مساءًوأضاف: إن أوروبا يجب ألا تخشى من التعاون مع الصين، بسبب المنافسة.
وتابع: «بالطبع سيكون هناك تنافس في التعاون، لكن لا يجب أن نخشى من التعاون بسبب التنافس. إن أكبر خطر يجب علينا التخلص منه هو الغموض الذي جاء به تسييس كل شيء»، مفيداً بأن الاعتمادية التي يجب الحد منها سريعاً هي التي تنطوي على سياسات الحماية.
وأكد وانغ، «سنستمع إلى مطالب الشركات الأوروبية ونحل مشكلات المستثمرين الأجانب في الصين بجدية». وأردف: «نعتقد أن باستمرار التعاون بين الصين وأوروبا، لن يكون هناك مواجهات بين طرفين، ولا انقسامات عالمية، ولا حرب باردة جديدة».
وأعرب وانغ عن أمله في تعميق أطر التعاون التقليدية مع فرنسا، في مجالات الطاقة النووية المدنية، والفضاء، واستكشاف مجالات أخرى، مثل: التعليم والبحث العلمي. وشدد على أن بلاده تحتفظ بعلاقات ودية طبيعية مع جميع الدول، منها: إيران، وروسيا، وكذلك فرنسا.
هيمنة
في المقابل، هيمنت الحرب في غزة، والحرب الأوكرانية ، على تصريحات كولونا خلال الإحاطة الإعلامية، وجددت مطالبة بلادها بالإفراج عن «جميع» الأسرى في قطاع غزة.
وحول الحرب في أوكرانيا، قالت كولونا، إنها تعوّل على «تنبّه» السلطات الصينية لتجنب أي مساهمة في المجهود الحربي الروسي، وقالت: «نحن نعوّل على تنبّه السلطات الصينية حتى لا تسهم أي جهة في الصين، خصوصاً القطاع الخاص، بشكل مباشر أو غير مباشر، في المجهود الحربي لروسيا».
الأمر الذي بينه مصدر دبلوماسي في باريس، نقلت «فرانس برس»، عنه قوله: إن الوضع في الشرق الأوسط على جدول أعمال محادثات كولونا ومحاوريها الصينيين، موضحاً أن «الصين لاعب له أهمية أكبر من أي وقت مضى في المنطقة» ويعود ذلك خصوصاً إلى «علاقتها المهمة والقوية مع إيران».
وأضاف: «أول شيء نتوقعه من الصين في هذا الصراع، هو توحيد جهودها مع جهودنا، لضمان تجنب أي تصعيد إقليمي، نظراً إلى الرسائل التي يمكن أن توصلها إلى لاعبين إقليميين، خصوصاً إيران».
مسؤوليات دولية
إلى ذلك، ذكرت كولونا، محاورها وانغ، بأن الصين، وفرنسا، «عضوان دائمان في مجلس الأمن»، ولديهما بصفتهما هذه «مسؤوليات دولية». وأكدت أنهما «تسعيان جاهدتين لإيجاد إجابات للتحديات الكبرى، خصوصاً تحديات المناخ، والتنوع البيولوجي، وأي شيء يمكن أن يخفف التوترات في العالم».
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: الصين
إقرأ أيضاً:
قنصل الصين: التعاون مع مصر يمتد إلى الفكر الإنساني المشترك حول قضايا الحرب والسلام
أكد يانج يي، قنصل عام الصين بالإسكندرية، أن التعاون بين الصين ومصر لا يقوم على المصالح الاقتصادية فحسب، بل يرتكز أيضًا على التاريخ والثقافة والحضارة المشتركة بين الشعبين، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين بلغت خلال السنوات العشر الماضية أوج ازدهارها، ودخلت أفضل مراحلها عبر التاريخ.
جاء ذلك خلال الندوة التى اقامتها جمعية الاثار بالإسكندرية “مصر والصين يسيران معا على طريق الحرير ويكتبان فصولا جديدة من التعاون والتناغم ” خلال الصالون الثقافي بمقر الجمعية بحضور لفيف من المثقفين وخبراء وأساتذة الآثار والتاريخ،
قال يانغ يي قنصل عام الصين بالإسكندرية إن خلال السنوات العشر الماضية. وتحت القيادة الاستراتيجية لكل من الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، بلغت العلاقات بين الصين ومصر أوج ازدهارها، ودخلت افضل مراحلها عبر التاريخ.
وأضاف أن الصين ومصر مهدا من مهود الحضارة الإنسانية، وقد شكل طريق الحرير القديم جسرًا للتواصل بين هاتين الحضارتين العظيمين، حيث تقع مصر في ملتقى أسيا وإفريقيا وأوروبا، وهي محطة أساسية على طريق الحرير البري والبحري، وقد أسهمت التجارة والتبادل الثقافي بين البلدين في تحقيق التفاعل والتعامل الحضاري منذ العصور القديمة.
وأشار أن مصر كانت أول دولة في الشرق الأوسط وافريقيا تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، واسهم كل من مؤتمر باندونغ، وحركة عدم الانحياز في تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين، وترسيخ الثقة المتبادلة التي اختبرت في الشدائد.
واوضح أن التعاون بين الصين ومصر لا يقوم على المصالح الاقتصادية فحسب، بل يرتكز أيضًا على التاريخ والثقافة والحضارة المشتركة بين الشعبين.
وأكد إن الجانبان المصري والصيني يعملان على إنشاء مركز صيني مصري للآثار البحرية، والتراث الثقافي المغمور بالمياه في الإسكندرية، بهدف إبراز الكنوز التراثية الغارقة إلى النور من جديد ورواية القصص المؤثرة عن التفاعل الحضاري بين الصين ومصر ونسج روابط الجديدة للتبادل الإنساني بين الشعبين.
وأوضح قنصل عام الصين بالإسكندرية، أن في أغسطس الماضي تم توقيع مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الآثار البحرية والتراث الثقافي المغمور بالمياه في مكتبة الإسكندرية، حيث تشرفت بتمثيل الجانب الصيني إلى جانب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري.
وأشار إلى أن العلاقات الممتدة بين الصين ومصر على مدى ألف عام، اثبتت أن التفاعل الحضاري هو الدواء الشافي للصراعات، وأن التعاون القائم على المنفعة المتبادلة هو حجر الأساس للنظام الدولي، مشيرًا أنه ستعمل الدولتان من خلال مبادرة الحضارة العالمية على إزالة الحواجز، ومن خلال مبادرة الحوكمة العالمية تُكتب ملحمة جديدة من التعاون والتناغم في مستقبل مشترك للبشرية.
وأوضح يانج يي أن مبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقتها الصين وشاركت فيها أكثر من 140 دولة حول العالم، تعد جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب، ونموذجًا للتعاون الدولي القائم على المنفعة المتبادلة. وأضاف أن سر نجاح المبادرة يكمن في روح الشراكة والتكامل بين الدول المشاركة، والتي جعلت منها مشروعًا حضاريًا يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار العالمي.
وأشار القنصل إلى أن العلاقات الصينية المصرية تقوم أيضًا على عمق حضاري وثقافي، مستشهدًا بمشروعات التعاون العلمي والثقافي بين البلدين، مثل الموسوعات والأبحاث المشتركة التي توثق التاريخ الإنساني المشترك، ومنها الإسهامات القبطية التي تعكس ثراء التراث المصري بمكوناته المتعددة.
وأضاف قائلاً: "إن التعاون بين الصين ومصر لا يقوم فقط على الاقتصاد والسياسة، بل يمتد إلى الفكر الإنساني المشترك حول قضايا الحرب والسلام. فالحقيقة، يمكننا أن نجد إجابات عن تساؤلاتنا حول الحرب والسلام من خلال تأملنا في التبادلات الحضارية التي قام بها أسلافنا في العصور القديمة، ومن خلال صفحات كتاب تاريخ الصين والعالم العربي الذي يوثق ملامح التواصل بين الصين ومصر في الماضي. وهذا بالذات أحد الأسباب التي تدفع المؤرخين إلى تكريس جهودهم لدراسة التاريخ المشترك بين الصين والعالم العربي."
واختتم القنصل العام حديثه بالتأكيد على أن "السلام العالمي لا يزال هدفًا بعيد المنال"، قائلاً: "لقد مر أكثر من ثمانين عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك ما زال العالم يواجه تحديات كبرى، من الأزمة الأوكرانية إلى الاضطرابات الأمنية في دول الجوار المصري، مما يحتم علينا تعزيز التعاون الدولي لنشر ثقافة السلام والتنمية المشتركة."