الهيئة النسائية تسير قافلة “طوفان الأقصى” نصرة لأبناء فلسطين
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
الثورة نت/ أسماء البزاز
سيرت الهيئة النسائية الثقافية العامة في المحافظات اليمنية الحرة قافلة طوفان الأقصى انطلاقا للاستجابة لقوله تعالى (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله) وتأييدا لتوجيهات السيد القائد عبدالملك الحوثي – حفظه الله – في نصرة الأقصى الشريف
وفي تصريح خاص للثورة أوضحت صفاء الشامي – المنسقة الميدانية في الهيئة النسائية الثقافية العامة أن تسيير قافلة طوفان الأقصى للهيئة من جميع محافظات الجمهورية اليمنية لحرة يأتي نصرة لمما يعانيه الشعب الفلسطيني من قصف وعدوان وحصار وتجويع ودمار طال كل دور العبادة والسكن والمشافي والمساعدات الإنسانية من قبل آلة الدمار الصهيونية
وقالت الشامي ان القافلة بلغت 27 مليون ريال يمني و2800 دولار و1820 ريال سعودي و500 جرام من الذهب تم جمعها من نساء اليمن نصرة للشعب الفلسطيني في غزة وجميع مناطقه المحتلة,
وبينت ان الحملة لازالت مستمرة في الدعم والإسناد لصمود الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي المتغطرس حتى يتحقق له الحرية والنصر.
مشيرة إلى أن المرأة اليمنية هي السباقة على مستوى نساء العالم في دعم قضايا دينها وأمتها بسخاء على مختلف الأصعدة والمجالات الحياتية سواءً على المستوى الوطني أو على مستوى قضية المسلمين الأولى القضية الفلسطينية.
وقالت: أنه رغم الحصار والعدوان وضراوة الظروف الاقتصادية التي يعاني منها المواطن اليمني إلا أنه اثبت اليوم بفضل الله وبفضل القيادة الثورية والسياسية صدق انتمائه وهويته الإيمانية في تقديم الغالي والنفيس نصرة للمستضعفين في امتنا الإسلامية أمام القوة الاستكبارية في العالم رغم تخاذل كل الشعوب العربية والإسلامية التي كانت تتغنى بتلك الانتماءات في جميع محافلها واليوم اثبت الواقع أنها مجرد شعارات لا فاعلية لها.
مباركة العمليات النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني ومصالحه في المنطقة وما أثمرته تلك العمليات في الضغط على الكيان بوقف عملياته العدائية والعنصرية بحق نسائنا وأطفالنا في غزة وما نتجه عنه من هدنة في الإفراج عن عدد من الأسيرات في سجون الاحتلال وهذا يعكس مدى فشله وعجزه عن تحقيق أهدافه أمام صمود الفلسطينيين.
من جانبها تقول زينب ابو طالب – المنسقة الثقافية في الهيئة النسائية العامة: أن هذه القافلة تأتي نصرة لله وللمسلمين المستضعفين في فلسطين باعتبارها القضية المركزية والأولى لكونه أقل واجب في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم .
وقالت ابو طالب: أن هذا العدو الصهيوني لا يحترم حرمة النساء والأطفال بل أن أكثر الأسرى لديه هم النساء والأطفال ويستخدم ضدهم أبشع الانتهاكات دون حسيب أو رقيب، مباركة عملية الإفراج عن عدد من الأسيرات من سجون الاحتلال ..مؤكدة أهمية العودة إلى الثقافة القرآنية في تطبيق تعاليمها في مواجهة هذا العدو المتغطرس الذي لا يفهم إلا لغة القوة.
فيما أكدت بشرى الحوثي – الثقافية في الهيئة: أن المرأة اليمنية تبدي تفاعلا كبيرا مع قضايا أمتها قولا وعملا بشكلاً لا مثيل له على المستوى الإقليمي والعالمي رغم ما تمر به من ظروف صعبة إلا أن تمسكها بدينها ومبادئها وسيرها على النهج النبوي يجعلها المبادرة الأولى في كل القضايا الدينية دعما وإسنادا فقد وهبت ولدها وزوجها ومالها وذهبها كل ذلك رخيصا في سبيل الله .
فيما بينت نجوى المتوكل من الهيئة النسائية: أن هناك صور كثيرة تجلت في حملة التبرعات في سبيل نصرة أبناء الأقصى من قبل نساء اليمن سواءاً من كن في الريف أو المدن..مبينة انو الكل شارك ببسالة وتضحية حتى من كن لا يملك مالاً قدمن ما يملكن من مواد عينية كاسطوانة الغاز وحتى البعض قدمن ما يملكن من مواشي نصرة لهؤلاء المستضعفين وهذا يعكس صدق حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (الإيمان يمان والحكمة يمانية).
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الاقصى الهیئة النسائیة
إقرأ أيضاً:
بيان المسيرات اليمنية “لا أمن للكيان”.. قراءة في الأبعاد والدلالات السياسية والدينية والاستراتيجية
يمانيون / تحليل خاص
في مشهد شعبي غير اعتيادي، خرج اليمنيون بمسيرات مليونية عارمة، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والانتهاكات المتواصلة بحق المسجد الأقصى، تحت شعار صريح: “لا أمن للكيان.. وغزة والأقصى تحت العدوان”. وقد حمل البيان الصادر عن هذه المسيرات مضامين استراتيجية عميقة تتجاوز التنديد اللفظي، إلى خطاب تعبوي وتحريضي ذي أبعاد إقليمية واضحة ، هذا التحليل يسلط الضوء على أبرز الأبعاد والدلالات السياسية والدينية والاجتماعية والعسكرية التي تضمّنها البيان، ويستقرئ رسائله في ظل احتدام المواجهة في غزة، وتنامي الوعي الشعبي المقاوم في عدد من الساحات العربية.
البعد الديني – المقدسات محرك شعبي جامع :
البيان يبدأ بصيغة إيمانية صريحة: “نجدد عهدنا ووفاءنا وولاءنا لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله…”
هذه العبارة ليست مجرد افتتاحية تقليدية، بل تعكس مركزية البعد الديني كرافعة سياسية وتعبوية. إذ يتم الربط مباشرة بين الإساءة للنبي محمد صلوات الله عليه وآله ، والانتهاكات التي تطال المسجد الأقصى، في محاولة لإعادة تمركز القضية الفلسطينية في وجدان المسلمين بوصفها قضية عقائدية غير قابلة للمساومة.
من خلال هذه الصياغة، يُراد كسر طوق التجاهل الذي فرضته بعض الأنظمة عبر التطبيع، والتأكيد على أن الأمة الإسلامية تملك قاسمًا دينيًا مشتركًا يتفجر عند المساس بمقدساتها.
البعد السياسي – المواجهة مع المشروع الصهيوني والتحالف الغربي
البيان لا يكتفي بوصف العدوان الإسرائيلي على غزة باعتباره عملاً عدائيًا، بل يوسع المشهد ليضعه في سياق صراع دولي، من خلال وصف الدعم الغربي للعدو الإسرائيلي بأنه يأتي من “أمريكا والغرب الكافر وصهاينة العالم”.
هذا الخطاب يُعيد تفعيل مفردات “المواجهة الحضارية”، ويصور الصراع القائم بأنه ليس مجرد نزاع سياسي، بل صراع على القيم والهوية والوجود. كما أنه يبعث برسالة ضمنية إلى الأنظمة العربية التي تقيم علاقات مع العدو الإسرائيلي، بأن الموقف الشعبي المقاوم هو في وادٍ آخر، وهو ماضٍ في التصعيد.
إضافة إلى ذلك، فإن التأكيد على أن “فكرة تراجعنا عن موقفنا المساند لغزة هي من أفشل الأفكار” يُعدّ رسالة سياسية قوية بأن التحركات الشعبية في اليمن ليست ظرفية، بل تنطلق من موقف استراتيجي ثابت في مناهضة الاحتلال والوقوف مع المقاومة الفلسطينية.
البعد التعبوي والاجتماعي – المسيرات كأداة ضغط ونفير شامل
يستعمل البيان مفردات قوية للدعوة إلى التعبئة الجماهيرية: “لن نكتفي أمام إساءة اليهود المتكررة ببيانات الإدانة، بل نرد بالنفير والخروج المليوني…”
في هذا الإطار، المسيرات ليست فقط استجابة عاطفية، بل تحولت إلى فعل سياسي منظم، يُستعمل كوسيلة ضغط داخلي وخارجي، ورسالة مفادها أن الشارع لا يزال حاضرًا وفاعلًا في معادلة الصراع، رغم كل الضغوط الاقتصادية والحصار.
كما يدعو البيان شعوب الأمة الأخرى للتحرك، في محاولة لتوسيع دائرة المقاومة الشعبية، والتأكيد على أن نضال غزة ليس نضالًا محصورًا بفصيل أو شعب، بل هو نضال أممي إسلامي جامع.
البعد العسكري – رسائل نارية ومواقف غير تقليدية
البيان لم يخلُ من رسائل مباشرة موجهة إلى الميدان العسكري: “نقول لمجاهدينا في القوات المسلحة: لا تسمحوا للعدو الصهيوني أن يشعر بشيء من الأمان طالما وغزة تحت الإبادة…”
هذه العبارة تُعبّر عن تحول لافت، حيث يتم الربط بين التحركات الشعبية والخطاب العسكري المباشر، في إعلان ضمني أن اليمن، كجزء من محور المقاومة، يحتفظ بحقه في الرد العسكري إذا استدعت الحاجة، وأن “الأمن” الإسرائيلي أصبح مرهونًا بوقف العدوان على غزة.
البيان يضع “العدو الصهيوني” في حالة استنفار، ليس فقط داخل حدود فلسطين، بل على مستوى الجغرافيا الإقليمية، ويعيد التأكيد أن أي استهداف للبنية المدنية في غزة سيُقابل بمواقف عملية، وليس بمواقف إدانة تقليدية.
البعد الإنساني والتضامني – دعم معنوي صلب للمقاومة
يُختتم البيان برسالة إلى غزة وفلسطين: “اصبروا وصابروا فأنتم تجاهدون في سبيل الله ولن يضيع الله صبركم… ونحن معكم.”
في هذه الصيغة المزدوجة، يندمج الخطاب الإيماني بالسياسي. فهو من جهة يُطمئن أهل غزة بأن صبرهم في سبيل الله لن يذهب هدرًا، ومن جهة أخرى يؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم، وأن الظهير الشعبي في اليمن وكل ساحات المقاومة موجود وحاضر.
بهذه العبارات، يتجاوز البيان منطق التضامن الرمزي، إلى تعهد ميداني ومعنوي بالدعم والصمود، وهو ما يمنح فصائل المقاومة دفعة معنوية كبرى وسط حصار خانق وعدوان مستمر.
ختاماً : اليمن يُعيد التموضع في قلب معادلة الصراع
البيان الصادر عن المسيرات اليمنية لا يمكن قراءته بوصفه فقط موقفًا تضامنيًا تقليديًا، بل هو إعلان عن تموضع استراتيجي جديد، يحمل عدة رسائل إلى الكيان الإسرائيلي ’’لا أمان ما دام العدوان قائمًا’’ وإلى الأنظمة العربية ’’ لا تطبيع يغطي على جرائم الاحتلال’’ ، وإلى شعوب الأمة ’’ التحرك الشعبي ممكن وفاعل، والنفير الجماهيري واجب’’ وإلى غزة والمقاومة ’’ لستم وحدكم، والأمة لا تزال حية’’.
من هنا، فإن المسيرات المليونية، التي خرجت من بلد يعاني ويلات الحرب والحصار، تُعيد التأكيد أن القضية الفلسطينية لا تموت ما دام هناك من يعتبرها بوصلته الأخلاقية والعقائدية والسياسية.