صحيفة التغيير السودانية:
2025-07-12@05:22:40 GMT

الإمام وثورة ديسمبر

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

الإمام وثورة ديسمبر

الإمام وثورة ديسمبر

رشا عوض

تمر اليوم الذكرى الثالثة لرحيل الإمام الصادق المهدي- عليه رحمة الله ورضوانه- الذي كان قبساً من نور في هذا العالم، رحل تاركاً بصماته المضيئة وسيرته المجيدة كرمز من رموز الديمقراطية في السودان، ورائد من رواد التجديد في الفكر الإسلامي، وكمناضل تصدى لكل الدكتاتوريات وتقدم كل الثورات.

رحل حامل المسك من هذا الوطن فاستوطنت رائحة الجثث والبارود والكراهية!

كان الراحل المقيم في صدارة الفعل والتفاعل الفكري والسياسي على مدى ستين عاماً من تاريخ السودان المستقل، وبالتالي فإن مسيرة حياته العامة، وكيفية تعاطيه مع الأحداث المفصلية، وما راكمه من رؤى وأفكار في تفسيرها، وما خرج به من استنتاجات وخلاصات حولها، شكلت إضاءات لا تكتمل رواية أو قراءة ذلك التاريخ إلا بها، وفي هذا السياق محطات عديدة يمكننا التوقف عندها.

لكنني أتوقف في هذه الذكرى عند محطة ثورة ديسمبر التي كان للإمام موقفا واضحا ومعلنا في تمجيدها ودعمها والمشاركة في إنجاحها، وكان ذلك الموقف تتويجاً لتاريخ طويل من التصدي لنظام الإنقاذ منذ يومه الأول والتعرض للسجن والتعذيب والتهديد ومحاولات الإغتيال الجسدي والمعنوي والتشريد، ولكن رغم ذلك ثابرت الأبواق الإعلامية لنظام البشير أثناء ثورة ديسمبر على تصوير الإمام الصادق المهدي كعدو لها ومتطفل عليها، وبكل أسف تواطأ مع هذه الحملة الظالمة بعض المختلفين مع الإمام فكرياً وسياسياً فرددوا أكاذيبها لأنهم يرغبون في إزاحته من الملعب السياسي بالأكاذيب وإغتيال الشخصية لا بالتنافس السياسي الشريف والمحاججة المنطقية.

الأبواق الكيزانية اختزلت موقف الإمام من الثورة في عبارة “بوخة المرقة” التي ما زال البعض يرددها حتى الآن! وهي جملة عابرة قالها في مؤتمر صحفي في سياق الرد على من يقللون من دور حزب الأمة في الثورة وتأكيد أن مشاركة الحزب في الفعل الثوري ليست مجرد “بوخة مرقة” كما يفعل البعض، هذه العبارة انتزعت من سياقها تماماً وروج لها الإعلام الكيزاني على أساس أنها هجوم على الثورة واستخفاف بها!.

ماذا قال الإمام الصادق المهدي عن ثورة ديسمبر

في مسجد الهجرة بودنوباوي في 25 يناير 2019م وعندما كان الحراك الثوري مشتعلاً والبشير ما زال متشبثاً بالسلطة وقمع الثوار قال الإمام الراحل بالنص في خطبة الجمعة- وهي مسجلة بالصوت والصورة تناقلتها الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي:-

“هذا الجيل من أبنائنا وبناتنا أظهر الآن حماسة وبسالة منقطعة النظير. لقد تحملوا مساوئ النظام في التعليم والعطالة، وحافظوا على قوة الإرادة وبسالة الوطنية كما شب موسى عليه السلام في بلاط فرعون.

*برز في نهج الثوار رفضاً تاماً للعنصرية والفتنة الإثنية التي عمقها النظام.

*أظهر التحرك الشعبي طاقات رائعة في الفنون التشكيلية والغنائية والشعر واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكفاءة عالية.

*الهبة الشعبية هذه المرة أظهرت مثابرة استمرت حتى الآن أكثر من شهر رغم العنف الفعلي واللفظي، وما زالت العزيمة صاعدة.

*أرباب وربات البيوت أظهروا عطفاً بالغاً على أبنائنا وبناتنا المطاردين في الأحياء.

*الأجهزة الإعلامية العربية والدولية كشفت الحقائق بصورة موضوعية ومستمرة. كما فعل كثير من الكتاب السودانيين وغيرهم. لقد جمعنا قائمة بأسماء هؤلاء الأحرار لتكريمهم إذ لم يخشوا في الحق لومة لائم.

*الالتزام المثير للإعجاب بالأخلاق السودانية الحميدة، وتمسكهم بالسلمية في الغالب في وجه البطش الدموي ما عرى النظام وأظهر نبل الثوار ووعيهم المتقدم.

* كان للسودانيين في الخارج، السودانيون بلا حدود، دور مهم في التجاوب مع نهضة وطنهم. كما أن الرأي العام العالمي، ما عدا المؤلفة جيوبهم، قدر مشروعية حركة التحرير الوطني.

* أبدت الدول ذات القيم الديمقراطية بالإجماع تأييدها لحرية التعبير السلمية، وإدانتها لقتل وحبس الذين مارسوا حقهم المشروع في التعبير السلمي.

أحبابي وأخواني

نحن نؤيد هذا التحرك الشعبي، داعين لتجنب أية مظاهر للعنف المادي واللفظي. وندين قتل الأحرار والعنف المفرط الذي مورس ضدهم، بتشجيع من فتاوى حكام باطلة وظالمة تبرر العنف والقتل واستخدام الرصاص الحي ضد مواطنين عزل. وكما قال الشاعر العراقي: القاتل من أفتى بالقتل وليس المستفتي.

بلغ عدد الشهداء حتى الآن خمسين شهيداً، والجرحى أضعاف ذلك. وبلغ عدد المحبوسين مئات من المواطنين والمواطنات. رحم الله الشهداء الذين سوف نصلي عليهم صلاة الغائب بعد الفريضة، ونسأل الله للجرحى عاجل الشفاء، ونطالب ونعمل على إطلاق سراح المعتقلين فإنهم مارسوا حقوقاً إنسانية ودستورية. ونطالب بلجنة تحقيق ذات مصداقية لا لجنة الخصم والحكم، لجنة تشرف عليها اللجنة الفنية التابعة للأمم المتحدة لتجري تحقيقاً في كل هذه الممارسات الباطشة لمعرفة الحقائق ومساءلة الجناة.” انتهى الاقتباس من الخطبة.

فهل هذا الموقف له علاقة بمعاداة الثورة؟! أم انحياز مبدئي لها خصوصاً أن الخطبة كانت في 25 يناير 2019 أي عندما كانت الثورة في منتصف الطريق ولم تنتصر بعد!

ان حكاية “بوخة المرقة” ما هي إلا نموذج صغير لما تفعله أبواق الأنظمة الدكتاتورية في تضليل الرأي العام وتكريس سردياتها عن الأحداث والأشخاص بما يخدم أهدافها في تقسيم الصف الوطني وزراعة الكراهية والفتن عبر ترويج الأكاذيب، وهذا يستوجب السعي لمعرفة الحقائق، والالتزام الأخلاقي بعدم استخدام الأكاذيب في تصفية الحسابات السياسية ضد الخصوم أو المنافسين السياسيين، لا سيما أن السودان في هذا الظرف التاريخي العصيب يحتاج إلى تعميق ثقافة العمل المشترك بين تياراته المختلفة ومن ثم بناء “كتلة تاريخية” قادرة على انتشاله من واقع الحرب التي تهدد وجوده.

ما زال الحزن حياً والخاطر مكسوراً، والعزاء في بشريات خطها الحبيب فكراً وصدقها فعلاً وتاج هذه البشريات: “الديمقراطية في السودان عائدة وراجحة”!

هو عنوان كتاب كتبه في سجن كوبر بعد انقلاب الإنقاذ المشؤوم، كتبه بعد ليلة من التهديد والوعيد والإيذاء بواسطة ضباط أمن اقتادوه من سجن كوبر إلى أحد بيوت الأشباح وأحضروا كاميرات تلفزيونية لكي يسجل لهم شهادة بأن النظام الديمقراطي في السودان قد فشل فلم يفعل! طبت مقاماً في الخالدين أيها الحبيب!

الوسومالإمام الصادق المهدي البشير السودان النظم الدكتاتورية ثورة ديسمبر رشا عوض مسجد الهجرة نظام الإنقاذ

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإمام الصادق المهدي البشير السودان ثورة ديسمبر رشا عوض مسجد الهجرة نظام الإنقاذ ثورة دیسمبر

إقرأ أيضاً:

مجدي الجلاد عن واقعة رجل الأعمال الإماراتي والحكومة: من الصادق؟

كتب- أحمد عبدالمنعم:

علق الكاتب الصحفي مجدي الجلاد رئيس تحرير مؤسسة "أونا للصحافة والإعلام"، التي تضم مواقع (مصراوي، يلا كورة، الكونسلتو، شيفت)، على التصريحات المتبادلة بين رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور والحكومة المصرية، بعنوان "من الصادق؟!".

وقال "الجلاد" في منشور على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "ما فعله رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور مع الحكومة المصرية، يُمثل من وجهة نظري "ضغطاً" مُتعمداً -إن لم يكن ابتزازًا- للحصول على مكاسب مادية".

وأضاف: "ولكن رد فعل مجلس الوزراء المصري- رغم تحفظاتي المعروفة على الأداء العام للحكومة- كان موفقًا، وكاشفًا، ويُعبر عن منهج جديد، يعتمد على المواجهة، والدفاع عن سمعة مصر، ومناخها الاستثماري".

التشكيك في مناخ الاستثمار بمصر

وأشار مجدي الجلاد إلى أن الحبتور أحد أبرز رجال الأعمال الإماراتيين، أكد في وسيلة إعلامية واتهم مجلس الوزراء المصري بالتدخل لزيادة قيمة صفقة أرض في الساحل الشمالي، كان يعتزم شراؤها، فجاء رد الحكومة سريعًا، بتكذيبه بوضوح وشفافية بالقول: "هذه الواقعة لا أساس لها من الصحة، ومُختلقة".. مما يعني بدقة أن الحبتور أختلق هذه الواقعة عمدًا، ربما للضغط على الحكومة، للحصول على مكاسب شخصية، أو بغرض الإساءة للحكومة، والتشكيك في مناخ الاستثمار في مصر..!

وتابع "الجلاد": "الأخطر أن تعليق خلف الحبتور على بيان الحكومة، جاء مزيجاً بين التأكيد على كلامه، والتمسك بما قاله في البرنامج التليفزيون بقوله "للأسف، ما نُقل إليّ هو تماماً كما ما ورد في مقابلتي".. مع بعض "الطبطبة" اللفظية المائعة على "ضهر حكومتنا"..!

واقعة خطيرة إما نُصدق الحبتور أو نُصدق حكومتنا

واستطرد: "هنا.. نحن أمام واقعة خطيرة فإما نُصدق رجل الأعمال الحبتور، و"نبلع" القصة أو نُصدق حكومتنا، ونُطالبها بالإصرار على تقديم الحبتور "اعتذار واضح" لمجلس الوزراء المصري ورئيسه، الدكتور مصطفى مدبولي لماذا؟!.. لأن الحبتور مواطن إماراتي بدرجة "مُستثمر".. لا أكثر ولا أقل.. والحكومة المصرية هي قلب الدولة المصرية، وكيان رفيع لدولة كبيرة والاتهام من "شخص" لدولة، لا يُعالجه "كلمتين تلاتة محبة وتقدير"..!!

واختتم بسؤال: "ما رأيك أنت؟!.. من تصدق؟!.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

مجدي الجلاد رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور فيسبوك مجدي الجلاد

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة مجدي الجلاد ينتقد تعليقات التشفي بعد وفاة المطرب أحمد عامر: هل شققتم عن أخبار مجدي الجلاد: الهندسة الانتخابية الحالية تمنع ظهور أحزاب معارضة قوية أخبار مجدي الجلاد: أداء الحكومة بعد حادث المنوفية يعكس غياب الوعي السياسي أخبار الحكومة مسؤولة.. مجدي الجلاد: تكلفة صيانة الطريق الإقليمي تثير تساؤلات أخبار

إعلان

الثانوية العامة

المزيد مدارس لم نتلقى شكاوي..خبراء: امتحان الإحصاء جاء من النماذج الاسترشادية مدارس وزير التعليم يبحث مع السفير الألماني خطوات افتتاح 100 مدرسة مصرية ألمانية مدارس نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس.. رابط الاستعلام وآخر الإجراءات جامعات ومعاهد "قصر العيني" وسفير كوت ديفوار يبحثان التعاون في إطلاق البرنامج الفرنسي مدارس موعد نتيجة الثانوية العامة 2025.. التعليم تُصدر تحذيرًا مهمًا للطلاب

أخبار رياضية

المزيد رياضة محلية كواليس مران الزمالك استعدادًا لودية أورانج رياضة محلية أول تعليق من ممدوح عباس على أنباء تراجعه عن دعم صفقات الزمالك مصراوي ستوري كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع فوز باريس سان جيرمان على ريال رياضة عربية وعالمية هل فشلت صفقة الأهلي؟.. الريان القطري يستعيد مهاجمه الإسباني رياضة محلية بسبب زيزو.. نجم الأهلي يطالب بتعديل عقده أو مناقشة العروض الخليجية

إعلان

أخبار

مجدي الجلاد عن واقعة رجل الأعمال الإماراتي والحكومة: من الصادق؟

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

أجواء شديدة الحرارة و تحذير من الشبورة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الجمعة البنك المركزي يقرر تثبيت سعر الفائدة على الإيداع والإقراض 41

القاهرة - مصر

41 24 الرطوبة: 22% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • المتقون.. النموذج الصحيح للإيمان الصادق
  • من الصادق؟.. مجدي الجلاد يعلق على أزمة الحبتور والحكومة
  • مجدي الجلاد عن واقعة رجل الأعمال الإماراتي والحكومة: من الصادق؟
  • تعزيزات إنسانية وإغاثية عاجلة إلى غرب كردفان
  • افتتاح “متحف زايد الوطني ” في السعديات ديسمبر المقبل
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: إيران أولاً.. خطاب خامنئي والصراع حول تعريف الثورة
  • متحف زايد الوطني في أبوظبي يفتح أبوابه ديسمبر 2025
  • متحف زايد الوطني يفتح أبوابه في المنطقة الثقافية بالسعديات خلال ديسمبر المقبل
  • اين الأمير عبدالرحمن الصادق؟!
  • المكاتب التنفيذية في إب تُحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين