الحرة:
2025-05-19@21:03:05 GMT

رغم الهدنة.. سكان غزة يواجهون مخاطر جديدة

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

رغم الهدنة.. سكان غزة يواجهون مخاطر جديدة

في اليوم الثاني من "الهدنة" بين إسرائيل وحركة حماس "المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى"، قال بعض سكان غزة إن توقف القصف الجوي الإسرائيلي لم يجلب سوى "راحة محدودة"، بينما يواجه سكان القطاع "مخاطر جديدة"، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

وبعد بدء هدنة تستمر أربعة أيام، شرع الآلاف من سكان غزة تفقد ما آلت إليه الأمور، وحاولت بعض العائلات العودة منازلهم، بينما فضل آخرون البقاء في مناطقهم وعدم النزوح نحو الجنوب خوفا على حياتهم.

وقال أب في مدينة غزة، لم تكشف الصحيفة عن هويته بسبب القلق على سلامته، إنه لا يستطيع القيام بالرحلة نحو جنوب غزة.

وفقد الأب ابنه البالغ من العمر 10 سنوات قبل أسبوعين عندما أصاب صاروخ مطبخهم في حي تل الهوى، وجلس مع الجثة لمدة أربعة أيام قبل أن يصبح الوضع آمنًا بما يكفي لدفن الصبي في الخارج.

وأشار في تصريحات عبر الهاتف إلى إنه رأى السبت دبابات إسرائيلية وجرافة من نافذته ويخشى على ابنه البالغ من العمر 14 عاما وابنته البالغة من العمر 12 عاما.

وقال: "لا أعتقد أنه من الآمن الخروج مع الأطفال بعد".

ومن جانبه، قال عماد السوسي (49 عاما) عبر الهاتف من دير البلح وسط القطاع، بعد فراره من مدينة غزة، إن الأمر قد يبدو "كما لو أن الحياة عادت إلى طبيعتها".

"الشيء الوحيد الذي تغير هو أنه لم يعد هناك قصف.. لكن ليس لدينا كهرباء، ونكافح من أجل الحصول على الماء والغذاء والدواء والتواصل مع عائلتنا وأصدقائنا"، وفق حديثه لـ"واشنطن بوست".

وأدى الحصار المفروض على القطاع إلى تفاقم الأزمة الإنسانية مع عدم وجود إمدادات تذكر من الكهرباء اللازمة للمستشفيات ولا المياه الصالحة للشرب أو الوقود اللازم لسيارات الإسعاف أو الغذاء أو الدواء، وفق تقرير لوكالة "رويترز".

تحديات ومخاطر جديدة

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية، توقفت مع بدء الهدنة، الجمعة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة 14854 شخصا، بينهم 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلا عن إصابة نحو 36 ألف شخص، فيما بلغ عدد المفقودين قرابة 7 آلاف مفقود، بحسب السلطات التابعة لحماس.

وبعد ما يقرب من 50 يوما من الحرب، نزح أكثر من 1.7 مليون شخص، أو حوالي 80 بالمئة من سكان القطاع المكتظ بالسكان، وفقا للأمم المتحدة. 

وحذر مسؤولو الصحة من أن الظروف الصحية لا تزال "مزرية"، كما أن الوصول إلى الغذاء والماء "محدود" والأمراض "تنتشر".

وتقول الصحيفة إن "توقف القتال جلب مخاطر وتحديات جديدة لسكان غزة".

وقد تضاعفت جهود السكان لانتشال المفقودين من تحت الأنقاض. 

ومع تدفق الإمدادات، أمضى سكان غزة ساعات في طوابير طويلة لشراء أول وقود لهم منذ أسابيع. 

ووقف آلاف الأشخاص في طوابير بالأسواق المفتوحة ومخازن المساعدات للحصول على بعض المؤن التي بدأت تتدفق على غزة بكميات أكبر في إطار الهدنة.

وتحدثت "واشنطن بوست" مع أحمد، وهو أب لثلاثة أطفال، فر من منزله في وقت مبكر من الحرب واستقر في منشأة تخزين تابعة للأمم المتحدة في رفح، بالقرب من الحدود المصرية. 

وأكد أن الظروف كانت سيئة للغاية، لدرجة أن الانتظار للوصول إلى الحمام قد يستغرق أياما.

وقال إنه ليلة الخميس، نام هو وزوجته في سيارتهما لحجز مكان في طابور للحصول على الوقود، قبل أن يقودا الطريق الذي كان مألوفا في السابق إلى شقتهما في مجمع أعيد بناؤه بتمويل من الكويت بعد حرب عام 2014 مع إسرائيل.

وقال إن المبنى تعرض لأضرار جسيمة، وكان باب شقته مفتوحا وسرقت أجهزته الإلكترونية.

وبالنسبة للعديد من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، سمح توقف الضربات الجوية والمدفعية للسكان بالتنقل بأمان للمرة الأولى، وتقييم حجم الدمار والسعي للحصول على مساعدات. 

واستغلت تهاني النجار حالة الهدوء، السبت، لتعود إلى أنقاض منزلها الذي دمرته غارة جوية إسرائيلية قالت إنها أودت بحياة سبعة من أفراد عائلتها وأجبرتها على الاحتماء بأحد الملاجئ، حسب حديثها لـ"رويترز".

وقالت تهاني بينما كانت تبحث وسط أنقاض منزلها "وين بدنا نعيش؟ وين بعدنا نروح؟ طبعا ما فيش قاعدين بنلملم (شوية خشب) عشان نعمل هيك خيمة حاجة الواحد يتدارى تحتيها. لكن لا حياة لمن تنادي والله ما فيش أثر اشي يستر عائلة".

وأضافت تهاني (58 عاما)، وهي أم لخمسة أطفال من خان يونس بجنوب القطاع، أن الجيش الإسرائيلي سوى منزلها بالأرض من قبل في عامي 2008 و2014.

وسحبت تهاني عدة أكواب سليمة بأعجوبة من الأنقاض، حيث أمكن رؤية دراجة هوائية وملابس مغطاة بالغبار وسط الركام، وقالت "إن شاء الله نعمره من تاني".

رحلة خطيرة

السبت، كرر الجيش الإسرائيلي، دعوته للسكان بعدم التوجه إلى المناطق الشمالية في قطاع غزة، ورغم ذلك عبر آلاف النازحين من جنوب قطاع غزة باتجاه الشمال لتفقد بيوتهم.

#عاجل رسالة مهمة لسكان #غزة في فترة تعليق الاعمال العسكرية مؤقتًا:
⭕️تنقلوا الى جنوب وادي غزة
⭕️لا تحاولوا الانتقال الى شمال القطاع
⭕️ممنوع الدخول الى البحر
⭕️ممنوع الاقتراب لمسافة كيلومتر عن الحدود
عشان سلامتكم قوموا بالانصياع الى هذه التعليمات pic.twitter.com/y5cSdjrZ8I

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 25, 2023

وفي منشور عبر حسابه بمنصة "أكس"، دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الفلسطينيين لعدم العودة إلى الشمال "في فترة تعليق الأعمال العسكرية مؤقتا".

وقال أدرعي "تنقلوا إلى جنوب وادي غزة، ولا تحاولوا الانتقال إلى شمال القطاع".

وأضاف "ممنوع الدخول (الذهاب) إلى البحر، ممنوع الاقتراب لمسافة كيلومتر عن الحدود، عشان (من أجل) سلامتكم قوموا بالانصياع إلى هذه التعليمات".

ومع بقاء شبكات الاتصالات "معطلة أو غير مستقرة"، قام مدنيون برحلة خطيرة لتفقد منازلهم وأقاربهم، وتوجه بعضهم شمالا على الرغم من التحذيرات الإسرائيلية بعدم العودة.

بالنسبة لأولئك الذين يحاولون العودة إلى شمال غزة، فإن رحلة العودة التي حظرتها إسرائيل خلال فترة الهدنة، يمكن أن تكون أكثر خطورة، حسبما تشير "واشنطن بوست".

وقال أحمد إنه كان عازما على الاطمئنان على والديه "بأي ثمن"، وأعطى أموالا لشخصا غريبا ليتجه نحو شمال القطاع، ليطمئنه عليهما.

وأكد أحمد إنه لم يسمع شيئا عن الرجل منذ ذلك الحين، ولم تتمكن صحيفة "واشنطن بوست"، من التحقق بشكل مستقل من هذه المزاعم.

وفي خيام مؤقتة خارج مستشفى ناصر في خان يونس، قال محمد شبير لـ"رويترز"، إنه يرغب بشدة في إعادة عائلته إلى منزلها بمخيم الشاطئ للاجئين شمالا. 

ولكنهم قرروا عدم العودة بعد سماع شائعات عن تعرض أشخاص حاولوا القيام بذلك لإطلاق النار، وهو ما لم تتمكن "رويترز" من التحقق منه.

وأضاف وهو يطعم ابنه الرضيع حساء العدس لعدم توفر حليب الأطفال "في خيمة زي هادي مش حعرف أعيش.. أنا كانت لي دار قاعد فيها ومتريح فيها أنا وأولادي".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: واشنطن بوست سکان غزة

إقرأ أيضاً:

نقص الإمدادات يهدد عمل سيارات إسعاف مستشفى العودة بغزة

حذرت جمعية العودة الصحية والمجتمعية في قطاع غزة، اليوم السبت، من توقف خدماتها الصحية والاجتماعية بالكامل في الأيام القادمة جراء عدم وصول أي إمدادات طبية منذ مارس/آذار الماضي بسبب الحصار الإسرائيلي.

وأعلنت جمعية العودة الصحية والمجتمعية عن توقف 7 سيارات إسعاف من أصل 9 عن العمل بسبب نفاد الوقود، وتقليل ساعات العمل في مراكز الرعاية الصحية الأولية والحماية المجتمعية من أجل توفير استهلاك السولار.

وتقدم هذه الجمعية خدماتها من خلال مستشفى العودة في شمال غزة ومراكز الرعاية الصحية الأولية والحماية المجتمعية المنتشرة في محافظات القطاع.

وقال مدير الجمعية رأفت المجدلاوي، في بيان، إن خدمات الجمعية مهددة بالتوقف التام خلال الأيام القادمة بسبب عدم وصول أي إمدادات طبية منذ أكثر من 70 يوما.

وأكد أن نقص الإمدادات الطبية من شأنه أن يؤثر على الخدمات المُقدّمة أصلا بحدها الأدنى.

وأضاف المجدلاوي أنه إلى جانب نقص الإمدادات الطبية، فإن مستشفى العودة في شمال القطاع لم يصل إليه أي إمدادات من السولار منذ 17 أبريل/نيسان الماضي، وأما المستشفى في وسط القطاع فلم يصل إليه الوقود منذ 17 فبراير/شباط الماضي.

إعلان

ولفت إلى أن الجمعية بدأت إجراءات تقشفية لإدارة مخزون المحروقات المتوفر.

وناشد كل الأطراف ذات العلاقة توفير الإمدادات الطبية والمحروقات اللازمة لاستمرار تقديم الخدمات في مرافقها ومراكزها الصحية والمجتمعية.

ودعا إلى ضرورة تحييد المرافق الصحية باعتبارها أعيانا مدنية من أي شكل من أشكال الاستهداف أو الحرمان في أوقات النزاعات والحروب.

والجمعة، قالت متحدثة منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في مؤتمر بمكتب الأمم المتحدة إن المنظمة، مثل غيرها من المنظمات الإنسانية، لا تستطيع إيصال أي شيء إلى قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا خانقا.

وخلال الأيام الخمسة الماضية، كثفت إسرائيل من استهدافها لمستشفيات القطاع ومحيطها على نحو ألحق بها أضرارا واسعة بينما تسبب بخروج المستشفى الأوروبي جنوب القطاع عن الخدمة، وفق ما أفادت به وزارة الصحة بغزة في بيان الخميس.

ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، يغلق الاحتلال معابر قطاع غزة بوجه المساعدات الإنسانية، مما أدخل نحو 2.4 مليون فلسطيني في حالة مجاعة.

مقالات مشابهة

  • مسئولون أوروبيون في بيان مشترك: سكان قطاع غزة يواجهون المجاعة بسبب الحصار
  • واشنطن بوست: مقربون من ترامب هددوا بالتخلي عن إسرائيل إذا لم توقف الحرب
  • واشنطن بوست: واشنطن ستتخلى عن إسرائيل إن لم توقف حرب غزة
  • سقوط 32 شهيدا في غزة على خلفية توسيع إسرائيل هجومها رغم تزايد دعوات الهدنة
  • حين يصبح الهدم بداية جديدة.. نازحو الشمال السوري يعودون لديارهم
  • جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في الدوحة
  • إسرائيل تعلن عن عملية عسكرية جديدة في غزة وسط غارات جوية مكثفة على القطاع
  • حماس تؤكد عقد جولة جديدة من محادثات الهدنة مع إسرائيل في قطر اليوم
  • مفوض أونروا: المجاعة تداهم فغزة وسكان القطاع يواجهون الموت
  • نقص الإمدادات يهدد عمل سيارات إسعاف مستشفى العودة بغزة