حقنة دون إجراء اختبار.. النيابة تكشف سبب وفاة فتاة التبين
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
كشفت تحقيقات جهات تحقيق التبين الجزئية، تفاصيل وفاة فتاة بعد أخذها حقنة دون إجراء اختبار الحساسية لها بمنطقة التبين بالقاهرة.
حيث تبين من التحقيقات الأولية أن الفتاة، تبلغ من العمر 12 سنة وتعاني من حصوات في الكلى وذهبت إلى إحدى الصيدليات للحصول على العلاج، فتقابلت مع مساعدة صيدلي تعمل في الصيدلية وقامت الأخيرة بإعطائها حقنة دون إجراء اختبار الحساسية لها فتدهورت حالتها الصحية وعلي اثرها لفظت أنفاسها الأخيرة، كما تبين من التحريات الأولية أن الحقنة التي حصلت عليها الفتاة هي مضاد حيوي، ولابد من إجراء اختبار الحساسية للمريض قبل الحصول عليها، وهذا لم يحدث في الواقعة.
وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، بلاغا مفاده وفاة طالبة بسبب إعطائها حقنة دون إجراء اختبار الحساسية لها بمنطقة التبين، وبإجراء التحريات تبين أن فتاة تعمل مساعدة في صيدلية أعطت الحقنة للطالبة دون إجراء اختبار الحساسية لها، فتدهورت حالتها الصحية وتوفت في الحال، وبتقنين الإجراءات تمكنت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة التبين من ضبط الفتاة العاملة في الصيدلية، وتم تحرير محضرا بالواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
غريتا.. من أنتم أمام هذه الفتاة.. .؟
ليست بطلة من زمن الإغريق، ولا سيدة أنقذها فارس من قصرٍ محاصر، وليست مرشحة لجائزة "نوبل" للسلام لأننا كعرب كتبنا عنها، أو لأن قناة ناطقة باسمنا خصصت لها تقريرًا مطولًا.
إنها ببساطة: غريتا تونبرج.
فتاة خرجت من عتمة غرفتها في العاصمة ستوكهولم، لتضيء لنا المرآة التي كنا نهرب منها. جاءت لا لتقنع أحدًا، بل لتضعنا، نحن سكان هذا الشرق المترنح بين الأناشيد والبيانات، أمام السؤال الصعب: ماذا فعلتم.. .. ؟
تركت دفء بيتها، وبحيرة الطفولة، وغناء أمها الأوبرالي، وهمسات والدها على عشاء عائلي هادئ، وأبحرت إلى العالم تحمل كوكبًا على كتفيها.
لم تكن تبحث عن بطولة تُروى في كتب الأطفال، بل عن حق بسيط في التنفس، في النجاة، في أن يستمر الغد.
من قال إن البطولة لا تسكن في جسد هش.. .. ؟
من علمنا أن الإعاقة تسقط الإرادة.. .. ؟
من أقنعنا أن الفتيات خُلقن للتجمّل فقط.. .؟
غريتا، هذه الفتاة التي كسرت قواعد الجينات وأصفاد الصمت، صعدت على منابر العالم بلسانٍ لم يكن يومًا طليقًا، وخاطبتنا جميعًا:
"العالم يحترق.. أما زلتم تنظرون إلى صوركم الشخصية.. ؟"
سخرت من المؤتمرات، ومن طقوس النفاق البيئي، ومن بلاغة مندوبي القمم المناخية، وسخرت - ضمناً - منا نحن العرب، وإن لم تقلها علنًا.
نحن الذين ننتظر من ينقذنا دائمًا، ولا نحاول إنقاذ أحد، حتى أنفسنا.
الفتاة السويدية، التي ربما لم تسمع يومًا عن جامعة الدول العربية، ستحاول كسر حصار غزة، لا لتنال إعجابًا أو وسامًا، بل لأنها ترى في وجوه الفلسطينيين انعكاسًا للوجع الذي يسكن الكوكب.
غريتا لا تحضر على الشاشات لتتحدث عن “النصف الممتلئ”، بل تضع الإصبع على الجرح وتضغط، حتى نصرخ أو نستيقظ.
(غريتا ليست مشروع فتاة.. بل مشروع ضمير.. .)
لم تقل "أنا ضعيفة"، ولم تنتظر قرارًا من زعيم. لم تطلب تأشيرة لدخول التاريخ، بل دخلته من البحر، من الخطر، من المستحيل.
حملت حقيبة صغيرة، فيها صور للغابات المحترقة، وعيون أطفال لا يجدون هواءً، ومضت.
إنها ليست شجاعة فحسب، إنها المرآة التي تفضحنا.
مرآة لكل الحكومات التي لم تزرع شجرة، ولكل شعوب تصفق للشعارات بينما يموت النهر خلف شاشاتها.
أيها العرب:
غريتا لم تسأل عنكم، لكنها علمتكم درسا لن تنسوه.
ليست ابنة عاصمة منهوبة، ولا حفيدة شهيد، ومع ذلك، خرجت لتحمي ما تبقى من إنسانية.
أما أنتم؟ فقد اكتفيتم بنشر صورها مع تعليقات مؤثرة، وكأن البطولة تُستعاض بها عبر زرّ الإعجاب.. .، ،
في لحظة التوقف عن المحاولة.. نفقد إنسانيتنا.. ، ،
ربما لن تصل السفينة "مادلين" إلى غزة، وربما تُحتجز، وربما تعود، وربما تنتهي هذه الرحلة دون نصر ظاهر.
لكن الحقيقة الأعمق: أنها جربت.
وفي عالم ماتت فيه المحاولة، صارت المحاولة بحد ذاتها ثورة.
لا يهم إن مُنعت أو مُسحت أخبارها من وكالاتكم الرسمية.
المهم أنني - ذات صباح - قرأت على شاشة الحاسوب عبارة صغيرة لها تقول:
"في اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة، نفقد إنسانيتنا."
عندها فقط، أدركت أن كثيرين ماتوا رغم أنهم على قيد الحياة،
وأن غريتا وحدها، كانت الحياة.. .. ، !! محمد سعد عبد اللطيف
كاتب وباحث مصري، متخصص في الجيوسياسية والصراعات الدولية، ، ، !! [email protected]