في صبيحة المظاهرات الحاشدة التي تظاهر فيها آلاف الإسرائيليين ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حاول زعيم كيان الاحتلال البحث عن مكسب زائف بالرقص على أجساد الضحايا، وذلك عبر زيارته للأماكن التي يتمركز فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة، ورغم وجود الهدنة مع اليوم الثالث لها، أعلن  الجيش الإسرائيلي تحديد الأماكن المحددة التي زارها رئيس الوزراء.

 

وتأتي تلك الزيارة في ظل موجة من الانتقادات الشديدة التي يتعر لها نتنياهو، وذلك مع فشله في تحقيق أي انجاز يذكر في الحرب التي شنها على قطاع غزة، ولم يثبت أي شيء في حربه إلا قدرته على ارتكاب المجازر بحق الأبرياء من الشعب الفلسطيني، فيما فرضت حماس كلمتها عليه في نهاية المطاف، واستجاب زعيم إسرائيل لكافة شروطها الخاصة بصفقة التبادل التي تتم على مدار الأيام الثالثة الأولى من الهدنة. 

 

نتنياهو زار قطاع غزة

 

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فقد التقى رئيس الوزراء بمقاتلين في قطاع غزة ودخل أحد أنفاق حماس، وقال وهو يقف وسط حطام غزة: "لدينا ثلاثة أهداف لهذه الحرب: القضاء على حماس، وإعادة جميع المختطفين لدينا، وضمان ألا تصبح غزة تهديدا لدولة إسرائيل مرة أخرى"، وخلال زيارته صباح اليوم (الأحد)، أعلن رئيس وزراء الحرب : "سنستمر حتى النهاية - حتى النصر، ولن يوقفنا شيء".

 

ووفقا لما جاء بالصحيفة العبرية، فقد قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بجولة في قطاع غزة، وتلقى نتنياهو مراجعات أمنية وتحدث مع القادة والمقاتلين وزار أحد أنفاق حماس التي تم الكشف عنها، ورافق رئيس الوزراء رئيس الأركان تساحي برافرمان، ورئيس الأركان تساحي هنغبي، والأمين العام العسكري لرئيس الوزراء آفي غيل، ونائب رئيس الأركان الجنرال أمير برعام.

 

التودد إلى الجنود لتبيض وجهه 

 

وفي محاولة لإزالة الآثار التي تركتها زيارته الأخيرة لأحد تمركزات الجيش والتي تمت مهاجمته بها من الجنود الاحتياط، حاول رئيس الوزراء التودد للجنود، والحديث معهم كأصدقاء، وقال لهم خلال زيارته: "نحن هنا في القطاع مع مقاتلينا الأبطال، ونبذل قصارى جهدنا لإعادة مختطفينا، وفي النهاية سنعيدهم جميعا، فلدينا ثلاثة أهداف لهذه الحرب: القضاء على حماس، وأعد جميع المختطفين لدينا، وتأكد من أن غزة لن تشكل مرة أخرى تهديدًا لدولة إسرائيل".

ذكر نتنياهو لجنوده: "أنا هنا لأقول لأصدقائي هنا، للمقاتلين هنا، الذين يقولون لي نفس الأشياء، وأكرر هذا لكم، مواطني إسرائيل، سنستمر حتى النهاية، ولا شيء سيوقفنا، ونحن على قناعة بأن لدينا القدرة والقوة والرغبة والإصرار على تحقيق كل أهداف الحرب، وهكذا فعلنا".

 

مظاهرات حاشدة في عقر داره 

 

وتأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد ليلة عصيبة في عقر داره، حيث تظاهر آلاف المستوطنين في تل أبيب وأمام منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء السبت، للمطالبة بالإفراج عن كل المحتجزين في قطاع غزة، كما طالب المتظاهرون برحيل نتنياهو من الحكومة، ووصفوه بالفاشل، وجاء ذلك في ثاني أيام الهدنة الإنسانية مع حماس، والتي من المفترض أن يتم بموجبها إطلاق سراح 50 محتجزا من غزة، مقابل 150 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال.

وتعد هذه التظاهرة هي استمرار للغضب المتزايد داخل الكيان الإسرائيلي ضد الحكومة الإسرائيلية بعد أكبر إهانة يتعرض لها الجيش العبري مع عملية طوفان الأقصى التي قامت بها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس صبيحة السابع من أكتوبر الماي، وقد سبق تلك التظاهرة، أخرى مثيلة بالأسبوع الماضي، وتشير كافة التوقعات أن حرص نتنياهو على استمرار الحرب الحالية للهروب من المحاسبة الداخلية على ما جرى بطوفان الأقصى. 

 

الصفقة تمت بشروط حماس 

 

وبحسب صحيفة وللا العبرية، فقد كانت الصفقة التي تم عقدها مع حماس، ضربة موجعة لإسرائيل ونتنياهو قد تساوي وجيعة عملية طوفان الأقصى نفسها، وذكرت في تقرير لها، أنه لم يكن أحد يتخيل في بداية أزمة حماس الكبرى في 2006، وذلك حين الخلاف الأكبر من السلطة الفلسطينية، أنه يمكن أن يأتي يوما، وتكون لحماس راية داخل الضفة الغربية، ولكن في 3 ليال تاريخية، وهي الأيام الماضية من الهدنة، عكست المكاسب الغير مسبوقة لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، وكتائبها المسلحة من جنود القسام، حيث كانت الرايات والهتافات والأحاديث تعكس شعبية طاغية وغير مسبوقة للحركة داخل النسيج الفلسطيني. 

واعترفت الصحف الإسرائيلية نفسها، أن حماس استطاعت أن تستولى على الضفة الغربية الآن بدون طلقة واحدة، على عكس غزة التي سيطرت عليها بمعركة حربية مع فتح، حيث زاد من تاريخية الأيام الثلاث، هو الصورة الذهنية لدى الشارع العربي في المقام الأول، ثم الشارع الغربي والإسرائيلي ذاته، في رقى التعامل مع الأسرى، حيث عكست الشهادات التي أدلى بها المفرج عنهم من كلا الطرفين عن قسوة وعنف تعامل إسرائيل من النساء والأطفال المفرج عنهم داخل سجونها، في مقابل إشادة حاولت إسرائيل إخفائها من قبل المفرج عنهم ممن كانوا محتجزين داخل قطاع غزة من الإسرائيليين، وكما رصدت القنوات الفضائية حجم الشعبية التي تحظى بها حماس في الضفة الغربية وكافة الميادين التي تجمع بها مؤيدي القضية الفلسطينية حول العالم. 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رئیس الوزراء قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

خلافات مع سارة نتنياهو تطيح بالمتحدث الرسمي باسم رئيس وزراء الاحتلال

أقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، المتحدث باسمه عومر دوستري بعد أقل من عام على تعيينه، وذلك بسبب خلافات متكررة مع زوجته سارة نتنياهو.

أفادت بذلك وسائل إعلام إسرائيلية منها صحيفة "يديعوت أحرنوت" وقناة "13" الخاصتان.
ونقلت الصحيفة والقناة عن مصادر من مكتب نتنياهو لم تسمها، قولها إن "دوستري لن يرافق رئيس الوزراء في زيارته المقبلة إلى واشنطن، حيث يسافر من تل أبيب مساء اليوم السبت".

وقالت المصادر، إن "أحد أهم أسباب إقالته خلافاته المتكررة مع سارة نتنياهو زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي".

وأشارت إلى أنه "خلال فترة عمله أثار دوستري سلسلة من الجدل الإعلامي، بما في ذلك مقابلات اعتُبرت غير دقيقة، وتوترات مع صحفيين، وتسريبات لمعلومات محظورة.



كما اتُهم دوستري بإقصاء صحفيين من مجموعات الإعلام الرسمية لمكتب رئيس الوزراء، ووفق المصادر نفسها.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، اعتقل جهاز الأمن الداخلي 4 موظفين في مكتب نتنياهو، بينهم متحدث سابق باسمه، في قضية "تسريب معلومات أمنية حساسة لوسائل إعلام أجنبية".

وسبق لنتنياهو أن عين دوستري متحدثا باسمه في آب/ أغسطس 2024.

ونقلت "يديعوت أحرنوت" عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، أن ترامب قد يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خلال اجتماعه مع نتنياهو، الاثنين.

ومساء الجمعة، قالت حماس إنها سلمت الوسطاء ردها على مقترح قدموه لها بخصوص تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة بعدما أكملت بخصوصه مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية.

ووصفت ردها على المقترح بأنه "اتسم بالإيجابية"، وأكدت "جاهزيتها بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ" المقترح.



وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت هذه الحرب أكثر من 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.



مقالات مشابهة

  • مكتب نتنياهو: التغييرات التي تطلبها حماس "غير مقبولة" لدينا
  • نتنياهو يعلن رفض إسرائيل "تعديلات حماس" على مقترح غزة
  • نتنياهو يقدم طلبا خاصا للجيش بشأن معبر رفح
  • خلافات مع سارة نتنياهو تطيح بالمتحدث الرسمي باسم رئيس وزراء الاحتلال
  • "حماس" تدعو الدول العربية والإسلامية للتحرك إثر "المجازر اليومية لحرب حكومة مجرم الحرب نتنياهو"
  • ‏رئيس الوزراء اللبناني: الاستعراضات المسلحة التي شهدتها بيروت غير مقبولة بأي شكل من الأشكال وتحت أي مبرر كان
  • حكومة نتنياهو.. نقاش مرتقب اليوم حول رد حماس
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يلتقي وزير خارجية الإمارات في أبوظبي لبحث وقف إطلاق النار في غزة
  • رئيس الإمارات يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلي لبحث تطورات غزة وملف الرهائن
  • نتنياهو في أول زيارة لـ"نير عوز" منذ 7 أكتوبر.. هل اقتربت صفقة الأسرى مع حماس؟