صحيفة الاتحاد:
2025-05-07@13:02:31 GMT

الشجر.. يصلح ما أفسده البشر!

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

أحمد شعبان (القاهرة)
الأشجار جزء مهم من البيئة، وتلعب دوراً بارزاً في الحفاظ على التوازن البيئي، والتخفيف من الانبعاثات الكربونية التي تسبب فيها الإنسان، وتساعد على التخفيف من ارتفاع درجات حرارة الأرض وحماية الشواطئ من عمليات النحر.
الغاف
من الأشجار التي تحافظ على البيئة بصورة كبيرة «الغاف»، أو «الغافة»، من الأشجار الأصيلة في الإمارات، وهي رمزٌ للصمود والتعايش في الصحراء، وتمثل قيمة ثقافية كبيرة، وتعتبر من النباتات المعمرة، وتنبت في الصحراء العربية بشكلٍ رئيس، وبالتحديد في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، شجرة نادرة جداً، إلا أنها تتواجد بكثرة في الإمارات، وتنمو في السعودية والهند وباكستان تحت اسم «جهند».


ويتميز شجر الغاف بسهولة تكاثره وسرعة نموه، فهو يتكيف مع الأجواء البيئية المحيطة به بشكلٍ لا مثيل له، حيث تتعمّق جذوره لمسافات عميقة يمكن أن تصل إلى 50 متراً، ويتواجد في السهول والكثبان الرملية، ويصل ارتفاع الواحدة منه إلى 12 متراً، وتتحمل أقصى ظروف الجفاف والحرارة والملوحة، ولا تتأثر بأشعة الشمس.
وبجانب فوائد الغافة في صناعة الأدوية والمستحضرات التجميلية، تعود بالنفع على الإنسان بشكلٍ كبير، ولديها قدرة عالية على مكافحة التصحر؛ وتعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال امتصاصها وبذلك تساعد على تقليل آثار التغير المناخي، وتحسين جودة الهواء، يصل عمرها إلى 10 سنوات ويمكن أن تحتجز نحو 34.65 كيلوجرام من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
ويمكن استخدام هذه الأشجار كمصدات للرياح، كذلك يُستخدم صمغ أشجار الغاف في طلاء الفخار، وكغراء، وتدخل مكوناته في تصنيع صبغات الشعر، ووقود وعلف الماشية، ويحرص العديد من الناس على زراعتها للاستفادة من منافعها الطبية للجهاز الهضمي وعلاج التهاب الحلق والأمراض الجلدية وغيرها.

المانجروف
«المانجروف» أو القرم، من الأشجار التي تحافظ على البيئة، من الأشجار الاستوائية المتواجدة في المناطق الساحلية، مهمة للنظم البيئية الساحلية؛ حيث تعمل كحاجز بين البحر والبر وتعمل على حماية الشواطئ من التآكل والرياح والأمواج والفيضانات، وتؤمن الثبات التربوي للمناطق الساحلية.
وتشمل أشجار المانجروف ما يقارب 54 نوعاً، وتتميز بقدرتها الفريدة على العيش في البيئات الملحية، وتتم زراعتها على السواحل، وتنمو بكثرة في مناطق المد والجزر، وتوفر بيئة مثالية للكثير من الكائنات الحية والطيور البحرية، نظراً لفروعها وجذورها التي تشكل مكاناً للتزاوج والعيش.
والمانجروف من أندر النباتات الموجودة على الأرض، حيث يوجد هذا النوع من الأشجار في أربعة أماكن فقط حول العالم، ولديه قدرة على تحسين جودة المياه من خلال تصفية الملوثات وحبس الرواسب من الأرض، وتحويل المياه المالحة إلى عذبة، ولذلك اعتبر العلماء وجود هذه الأشجار في مكان ما إشارة إلى تنوع بيئي بيولوجي ضخم.
تمتلك المانجروف قدرة عالية على تخزين كميات كبيرة من الكربون، ومن الممكن الاستفادة من هذه الخاصية في مكافحة تغير المناخ، حيث تلعب دوراً مهماً في امتصاص الانبعاثات الكربونية، مما يساعد في تخزين الكربون بطريقة أكثر كفاءة مقارنةً بأنظمة بيئية أخرى مثل الغابات الاستوائية المطيرة، وبالتالي وجود هذه الأشجار يضمن استدامة البيئة وحماية النباتات النادرة.

أخبار ذات صلة «COP28».. جهد إقليمي ودولي لمعالجة أزمة تغير المناخ «التوطين».. خطط طموحة لـ «اقتصاد مستدام» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

العناب
العناب، شجرة شائكة يصل طولها إلى 8 أمتار وأوراقها مستطيلة، ثمرتها تشبه حبة الزيتون لذيذة الطعم، وتشتهر مدينة عنابة الجزائرية بإنتاجها لهذه الفاكهة منذ زمن بعيد، وسميت بذلك، موطنها الأصلي الصين واليابان منذ أربعة آلاف سنة، يُطلق عليه اسم التمر الصيني، وينتشر الآن في بلاد الشام وإيران وجنوب شرق آسيا، ونيوزيلندا والمغرب العربي وينمو في المناطق الحارة وشبه الحارة.
تم تطوير طريقة زراعة العناب على مدى قرون من أجل إنشاء نظام زراعي مستدام يراعي المناخ، وتُستخدم أشجاره كمصدر للظل من أجل الحد من التبخر في التربة، وتجري زراعتها بشكل بيني مع الخضراوات وكروم العنب والإجاص والتفاح والمشمش بغية توفير التغذية وسبل العيش للمجتمع المحلي.  وتؤدي أشجار العناب بشبكة جذورها الواسعة دوراً مهماً في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وكذلك في المحافظة على المياه، ومنع تآكل التربة، والوقاية من الرياح والعواصف الرملية.

الأركان
الأركَان أو أركانيا سبينوزا، نوع من الأشجار متوطن في المملكة المغربية، تلعب دوراً حاسماً في تعزيز التنمية المستدامة للسكان المحليين وفي التخفيف من الآثار السلبية لتغيّر المناخ في المنطقة، تنمو في المناطق القاحلة، وهو النوع المُحدد لنظام بيئي للغابات يعرف باسم أركَانيري الغني بالنباتات المستوطنة، وتتميز بالمقدرة على الصمود في البيئات القاسية التي تتميز بندرة المياه وخطر التعرية والتربة الفقيرة.
وفي مارس 2021، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة 10 مايو من كل عام يوماً دولياً لشجرة الأركان، لتسليط الضوء على دورها في تعزيز المجتمعات المرنة، والمساهمة في الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ، بالإضافة إلى تمكين المرأة الريفية من خلال دعم وتعزيز التعاونيات والمنظمات الزراعية.
وتزرع أشجار الأركَان منذ قرون، بالنظم الإيكولوجية القادرة على الصمود والتنوع البيولوجي الزراعي، ولهذه الأسباب حظيت باعتراف وحماية مؤسسات الأمم المتحدة وتعد من التراث الثقافي القيم، وتعود أهمية الشجرة بشكل رئيس إلى الحبوب الغنية بالزيت التي يتم استخراجها من ثمارها، زيتها ذو شهرة عالمية متعدد الاستخدامات، غني بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية، واستخدم في الطهي ومستحضرات التجميل والأغراض الطبية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الشجر المانجروف الانبعاثات الكربونية الغاف الصحراء الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ من الأشجار

إقرأ أيضاً:

استيقاظ وحش أعماق المحيط الهادئ.. ماذا ينتظر البشر؟

في أعماق المحيط الهادئ، على بعد نحو 300 ميل من اليابسة وتحت عمق يصل إلى 5000 قدم، يستعد بركان هائل للثوران من جديد. 

رغم أن موقعه البعيد يمنحه حماية نسبية من أي تهديد مباشر للبشر، إلا أن العلماء يحذرون من أن ثورانه قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في قاع المحيط كما حدث في ثوراته السابقة في أعوام 1998، 2011، و2015، بحسب تقرير نشره موقع ساينس أليرت.

علامات النشاط البركاني

أعلن ويليام ويلكوك، أستاذ فيزياء الأرض البحرية في جامعة واشنطن، أن البركان بدأ يظهر علامات الانتفاخ مجددًا نتيجة لتراكم الماغما تحته. وأشار إلى أن مستوى الانتفاخ الحالي يعادل ما كان عليه قبل الثورات الثلاث الأخيرة، مما يثير القلق بشأن احتمال ثورانه في أي وقت.

تسجل المنطقة المحيطة بالبركان عددًا كبيرًا من الزلازل، يصل إلى 200 إلى 300 زلزال يوميًا، مع فترات قصيرة قد يُسجل فيها أكثر من 1000 زلزال في اليوم، ويُعزى هذا النشاط الزلزالي إلى تأثير المد والجزر. 

وأوضحت البروفيسورة ديبورا كيلي من كلية علوم المحيطات في جامعة واشنطن أن مؤشرات عام 2015 تدل على إمكانية رؤية أكثر من 2000 زلزال يوميًا لعدة أشهر قبل أي ثوران.

هل يؤثر البركان على البشر؟

النشاط البركاني لا يمثل تهديدًا مباشرًا للبشر، إلا أن العلماء يراقبون الوضع عن كثب، حيث تعتبر هذه الثورات البحرية نادرة وبالتالي تقدم فرصة قيّمة لفهم ديناميكيات البراكين تحت سطح البحر. 

وأكدت مايا تولستوي، عالمة الجيوفيزياء البحرية، أن البركان يعيش تحت ضغط حرِج، وأن التغيرات في ضغط مياه البحر بسبب المد والجزر قد تؤثر على توقيت الثوران.

كما أعرب ويلكوك عن تفاؤله قائلًا: "مهما حدث، فسنتعلم شيئًا جديدًا." إن دراسة نشاط البراكين البحرية يساهم في تعزيز معرفتنا بعالم المحيطات، وبما أن هذا النشاط يتغير ويزداد تعقيدًا مع مرور الوقت، فهي فرصة لا تقدر بثمن للعلماء لتوسيع آفاقهم والفهم الأعمق لهذه الظواهر الطبيعية.

وبحسب العلماء، تثير هذه الأحداث اهتمامًا كبيرًا، ليس فقط بسبب قوتها الطبيعية، ولكن أيضًا لما يمكن أن تقدمه من دروس حول كوكبنا، مؤكدين أنهم مستمرين في متابعة تطورات الوضع عن كثب، آملين في الحصول على نتائج جديدة وتأطير استراتيجيات أفضل لفهم وتحليل النشاط البركاني في المستقبل.

طباعة شارك المحيط الهادئ وحش المحيط الهادئ نشاط بركاني بركان المحيط الهادئ

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة تشارك فى فعاليات مؤتمر كوبنهاجن الوزاري بشأن تغير المناخ
  • "مؤسسة الري": إعادة استخدام 522 مليون م3 من المياه المعالجة لزراعة الأشجار
  • "حافة العالم".. جوهرة طبيعية على أطراف الرياض
  • الإرشاد الزراعي يحذر من أخطر الآفات على أشجار النخيل
  • استيقاظ وحش أعماق المحيط الهادئ.. ماذا ينتظر البشر؟
  • حملة لاستزراع الأشجار المحلية بالمزيونة
  • الشفاء البطيء… سرّ جروح الإنسان التي تتحدى سرعة الطبيعة!
  • موعد خروج مودة الأدهم من سجن النساء.. أكملت 5 سنوات خلف القضبان
  • دراسة تؤكد قدرة أشجار اللُبان العُمانية على مواجهة التحديات البيئية
  • البيئة: مؤتمر المناخ COP27 ودعم القيادة السياسية كان لهم دورًا فى تغيير لغة الحوار عن البيئة