موقع 24:
2025-07-30@23:57:29 GMT

كيف أضحت غزة «مقبرة للصحافيين»؟

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

كيف أضحت غزة «مقبرة للصحافيين»؟

بموازاة الحرب الطاحنة التي تجري في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ثمة حرب أخرى تُشن بلا هوادة على الصحافيين الميدانيين، وغيرهم، ممن تصدوا لتغطية وقائع الحرب، أو أدلوا بآراء حيال طرفيها.



وفي تلك الحرب التي تستهدف الصحافة وحرية الرأي والتعبير، ترتكب إسرائيل مجموعة من الجرائم، وتتخذ عدداً من الإجراءات التي ترمي إلى تطويع المجال الإعلامي المواكب للحرب، بما يحد من انتقاد السلوك الإسرائيلي ويُعتم على ما يجري في قطاع غزة، ويحرم الجمهور العالمي من متابعة تطوراته.


تشمل هذه الاستهدافات، التي تقف إسرائيل خلف معظمها، قتل صحافيين تابعين لوسائل إعلام مؤسسية مختلفة، أو استهداف أسرهم بالقصف - كما يرد في بعض الشكاوى - فضلاً عن منع إعلاميين من القيام بدورهم في التغطية الميدانية، أو ملاحقة آخرين بداعي ارتباطهم بـ«حماس»، وعلمهم بموعد هجوم «طوفان الأقصى»، فضلاً عن قصف مقار بعض المؤسسات الإعلامية، وقطع «الإنترنت».
ترسم هذه الممارسات والإجراءات مجتمعة صورة كاملة لاستراتيجية إسرائيلية بدت مفاعليها واضحة على الأرض، وهي استراتيجية تعتيم متكاملة الأركان، وجوهرها جعل الصحافة المواكبة لحرب غزة «مهمة خطرة»، بالشكل الذي يجفّف منابعها، ويجعل من ممارستها مغامرة غير مأمونة العواقب.
وفي الأسبوع الماضي، اتهمت منظمة «مراسلون بلا حدود»، إسرائيل، بتحويل غزة إلى «مقبرة للصحافيين»، بعدما أحصت مقتل نحو عشرة منهم خلال ثلاثة أيام فقط.
وحسب الاتحاد الدولي للصحافيين، فإن قتل الصحافيين يجري، للأسف الشديد، بانتظام منذ ثلاثة عقود في بيئات الصراع والاضطراب الأمني المختلفة، حتى إن إجمالي عدد الصحافيين الذين قتلوا بلغ 2721 صحافياً في كل أنحاء العالم، في الفترة من 1991 إلى 2021. لكن الأرقام الأخيرة عن الضحايا من الصحافيين تشير إلى تراجع ملموس في السنوات الأخيرة، حيث لم يتجاوز هذا الرقم 45 صحافياً، في عام 2021، مقابل 65 صحافياً في العام السابق عليه.
يعني هذا أن إسرائيل وحدها استطاعت خلال 49 يوماً من اندلاع معركتها مع «حماس» إسقاط ضحايا بين الصحافيين أكثر مما حدث خلال عام 2021.
ووفق «لجنة حماية الصحافيين»، فقد تأكد مقتل 50 صحافياً وإعلامياً خلال العمليات العسكرية التي تتفاعل منذ 7 أكتوبر الماضي؛ ومن بين هؤلاء الصحافيين 45 صحافياً فلسطينياً على الأقل.
وإضافة إلى ذلك، شنت الحكومة الإسرائيلية حملة منظمة ضد أربعة صحافيين عملوا لصالح وسائل إعلام عالمية كبرى منها «أسوشييتد برس» و«رويترز»، بداعي أنهم «علموا بموعد هجوم عملية (طوفان الأقصى)، ولم يبلغوا السلطات الإسرائيلية».
وعمدت الحكومة الإسرائيلية إلى ملاحقة هؤلاء الصحافيين الأربعة عبر اتهامهم بالمشاركة في هذا الفعل الذي استهدف مستوطنات «غلاف غزة»، خصوصاً بعدما وجدت صورة لأحدهم يتلقى قبلة من القيادي «الحمساوي» يحيى السنوار، ما عدّته دلالة على انتمائه المفترض لـ«حماس».
لقد نفت معظم هذه الوسائل أن أياً من العاملين بها أو المتعاونين معها كان على علم بموعد هجوم «حماس»، كما دافعت عن مواقفها إزاء التغطية، ورغم أن إحدى هذه الوسائل قطعت تعاملها مع المصوّر الذي نُشرت صورته برفقة السنوار، فإن هذا القرار لم يكن كافياً لكي توقف إسرائيل مطالباتها بمحاسبة هؤلاء الصحافيين، واعتبارهم «مشاركين في الجريمة» المفترضة.
يُعد هذا جزءاً من الإجراءات التي سعت من خلالها إسرائيل إلى إدارة المجال الإعلامي المواكب للصراع، عبر الضغط على وسائل الإعلام الدولية، وعلى بعض صحافييها، بغرض «ضبط الرسائل والتحكم فيها بما يخدم الصورة المرجوة».
تعد تلك واحدة من أكثر الخسائر الدموية في صفوف الصحافيين خلال القرن، وقد وقعت بموازاة إجراءات تقييدية استهدفت «خنق الفاعلين الإعلاميين في غزة».
وإضافة إلى ذلك، فقد رصدت المنظمات المعنية عمليات تدمير مبانٍ تُستخدم مقاراً لوسائل إعلام، فضلاً عن قطع «الإنترنت»، وفرض الرقابة.
سيمكن لإسرائيل أن تمضي قدماً في سياساتها الرامية لفرض العتمة في القطاع، بينما تواصل عملياتها العسكرية، التي باتت تثير انتقادات واسعة على الصعيد العالمي، وسيمكن أيضاً أن تفلت من العقاب كما حدث في مرات عديدة سابقة.
لكن التغيرات التي طرأت على البيئة الاتصالية العالمية لن تكون مواتية لسياسة التعتيم الإسرائيلية، لأن ناشطي وسائط «التواصل الاجتماعي»، وبعض المؤثرين عبرها، يواصلون عملهم في نقل ما يحدث و«ما لا يحدث» في القطاع.
ضرب الصحافة المؤسسية عبر قتل الصحافيين وطردهم وتقييد عملهم ليس حلاً، لأن الرسائل تصل عبر الوسائط الجديدة، لكنها ترد من دون التدقيق والضبط والقابلية للمحاسبة، التي ما زالت تُميز الوسط الصحافي المؤسسي، خصوصاً في أوقات الصراع.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

مدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعًا بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، لاستعراض الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية (2025 – 2030)، بحضور الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، و/ باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والدكتور رأفت عباس، نائب الرئيس التنفيذي للجهاز، و/ محمد مدحت، نائب الرئيس التنفيذي للجهاز، و/ هشام عماد عبد العزيز، استشاري تنمية وتطوير سلاسل القيمة بالجهاز، و/ عقيلة محمد رفيق، استشاري التنمية والاستراتيجيات بالجهاز.

وأكد رئيس الوزراء في مُستهل الاجتماع أن إحياء الحرف التراثية واليدوية يُعد أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية خلال هذه المرحلة، بما يسهم في الحفاظ على هذه الحرف واستدامتها.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنه نظرًا لعمل عدد من الجهات في هذا الملف، كان من المهم أن تكون هناك استراتيجية وطنية للحرف اليدوية، وقد تم تكليف وزارة التضامن الاجتماعي وجهاز تنمية المشروعات بتوحيد الرؤى والجهود للخروج بهذه الاستراتيجية، بالتنسيق والتعاون مع عدد من الجهات الأخرى التي تتماس مع هذا الملف.

مدبولي: المؤسسة الدولية الإسلامية للتجارة شريكٍ مُهم في تمويل السلع الاستراتيجية لمصرسميرة صدقي تكشف مفاجآت بشأن بداية مشوارها الفني وعلاقتها بعبد المنعم مدبولي.. فيديومدبولى يؤكد التزام الحكومة بدعم استثمارات شركة شل ودفع مستحقات الشركاء الأجانب بقطاع البترولبالفيديو.. الرئيس السيسي يكلف 3 وزراء بمهام عاجلة خلال اجتماع مع مدبولي

وفي ضوء ذلك، صرّح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن الاجتماع شهد استعراض الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية "2025 – 2030"، من حيث منهجية وآليات إعداد الاستراتيجية، وشركاء التنمية في صياغة الاستراتيجية من الوزارات والجهات المعنية. فضلًا عن دوافع إعداد الاستراتيجية التي تتضمن: التغيرات في أسواق التجارة العالمية وسلاسل الإمداد والسوق المحلية، التغيرات في توجهات المشترين عالميًا، معايير ومتطلبات الاستدامة البيئية والاجتماعية، وضرورة إعداد خطط عمل فعالة تحدد الجهة المسئولة والجهات المنفذة والشريكة والميزانية ومصادر التمويل ومؤشرات الأداء وأطر المتابعة والتقييم.

وتناول الاجتماع أيضًا، محاور الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية، ومن ذلك رؤيتها المُتمثلة في أن تصبح مصر من أهم مراكز إنتاج وتصدير الصناعات اليدوية على مستوى العالم من خلال بناء سلاسل القيمة التي تتميز بالتنافسية والاستدامة والقدرات الإبداعية العالية المُستمدة من تعدُد الثقافات وعراقة التراث المصري. وتتحقق تلك الرؤية من خلال إرساء بيئة حاضنة قوية ومنظمة تكفل فرص عمل لائقة في سبيل مساهمة أكبر للقطاع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتواجد أقوى في الأسواق الخارجية، وإعداد سلاسل إمداد محلية متطورة ومستدامة.

وأضاف المستشار محمد الحمصاني أنه بالإضافة إلى ما سبق، تم استعراض أهم أهداف الاستراتيجية التي تنعكس في: زيادة الصادرات إلى 600 مليون دولار في عام 2030، استئثار المنتجات اليدوية بنسبة 70% من السوق المحلية، توفير 120 ألف فرصة عمل جديدة مع الحفاظ على استدامة فرص العمل القائمة، زيادة المشروعات الرسمية بالقطاع بنسبة 10% سنويا، وتطوير 15 تكتلًا حرفيًا طبيعيًا.

ولفت المتحدث الرسمي إلى أن الاستراتيجية تشمل 32 خطة عمل تستهدف اختراق الأسواق وتنمية التكتلات الطبيعية الحرفية وتطوير البيئة التمكينية لقطاع الحرف اليدوية بشتى جوانبها، منوهًا إلى أنه وفقًا لما تم تأكيده خلال الاجتماع، سوف تنعكس هذه الاستراتيجية على مستقبل الحرف اليدوية بدءًا من 2031 وحتى 2035 من حيث زيادة إجمالي الصادرات خلال السنوات الخمس وانخفاض التكاليف الإجمالية.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء أنه تم استعراض أهم متطلبات تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية "2025 – 2030"، والتي تشمل إنشاء "المجلس القومي للحرف اليدوية" لقيادة القطاع، و"مركز تصميم وتصدير الحرف" للدعم الفني واللوجستي، وبعض الإصلاحات القانونية، فضلا عن التنسيق مع الجهات المعنية.


هذا، وتناول الاجتماع كذلك وضع قطاع الحرف اليدوية في مصر، وتحديدًا سلسلة القيمة لقطاع الحرف اليدوية المصرية من حيث المدخلات والإنتاج والتصنيع وقنوات التسويق والبيع وكذا الأسواق، فضلًا عن النقل واللوجستيات، وتدفق الأموال والمعلومات، مع استعراض بعض التحديات في سلسلة القيمة والحلول الممكنة لمعالجتها.

كما تم استعراض أفضل الممارسات الدولية التي تستهدف تنمية قطاع الحرف اليدوية، وأهم عناصر نجاح تلك الممارسات؛ والتي من بينها وجود كيان مؤسسي قوي يقود القطاع، والالتزام بتنفيذ استراتيجيات تنمية متتابعة، ووجود كيانات تسويقية قوية، وتنمية التكتلات الطبيعية والحفاظ على هويتها.

طباعة شارك مدبولي مصطفى مدبولي مجلس الوزراء الوزراء

مقالات مشابهة

  • بَللو: الديناميكية التي يشهدها قطاع السينما تعكس التزام الدولة إلى بعث الصناعات الإبداعية
  • وزيرة التضامن تكشف حجم المساعدات التي قدمتها مصر لـ غزة خلال 4 أيام
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • الواقع القضائي في سوريا والتحديات التي تواجه عمل العدليات خلال اجتماع في وزارة العدل
  • الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح
  • استعدادات مكثفة لإنجاح الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي التي تقام خلال الفترة من الـ 27 من شهر آب المقبل حتى الـ 5 من أيلول
  • مدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية
  • هآرتس تكشف خطة نتنياهو التي سيطرحها على الكابينت بشأن غزة
  • لأول مرة.. هولندا تدرج الاحتلال الاسرئيلي ضمن الدول التي تشكل تهديداً
  • لأول مرة… هولندا تدرج إسرائيل ضمن الدول التي تشكل تهديداً