مستشار الرئيس الفلسطيني للحرة: واشنطن وحدها يمكن أن تأمر إسرائيل بوقف الحرب
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
أكدت السلطة الفلسطينية أن الولايات المتحدة الأميركية، هي الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تؤثر على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب في قطاع غزة.
وقال مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود الهباش، في مقابلة أجراها مع قناة "الحرة": "مع دولة الاحتلال وحكومة فاشية عنصرية إرهابية كهذه الحكومة الإسرائيلية التي يرأسها بنيامين نتانياهو، لا أعتقد أن عاقلا يمكن أن يثق في أي ضمانات أو تعهدات يمكن أن تقدمها هذه الحكومة.
وأضاف "الإدارة الأميركية هي الوحيدة التي يمكن أن تأمر حكومة الاحتلال فتطيع"، مشيرا إلى أن "باقي الجهات تجري اتصالات وتبذل جهودا".
وأكد الهباش أن السلطة الفلسطينية، تتحرك في نفس الوقت "مع كل الاتجاهات، ليس فقط مع الولايات المتحدة، رغم أن كل الأوراق في يد الإدارة الأميركية، لكننا على مدار الخمسين يوما الماضية بذلنا ولا نزال نبذل كل ما يتوفر لنا من جهود، من خلال اتصالات دبلوماسية وسياسية مع شركاءنا وإخواننا العرب وأصدقاءنا في العالم، وهدفنا وأولويتنا وقف هذا العدوان".
وأشار إلى أن "رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أجرى اتصالات مع أكثر من 70 مسؤولا مؤثرا في العالم. دعونا إلى قمة عربية وإسلامية عقدت، انبثق عنها لجنة دبلوماسية وزارية تجوب الدنيا الآن من أجل وقف العدوان ومنع مؤامرة التهجير وتحقيق كل الأولويات التي تقود إلى إنهاء الصراع بشكل كامل لأن هذا هو الضمان الوحيد لوقف شلال الدم".
وأكد أن "الجهد مستمر، ولكن الأثر يتوقف على مدى استجابة الولايات المتحدة الأميركية".
ودعا الهباش الدول العربية لاستخدام ما وصفها بـ"لغة المصالح" للضغط على الولايات المتحدة، من أجل وقف الحرب في غزة.
وقال: "أنوه على أن اللغة التي يجب أن يتحدث بها أشقاؤنا العرب، الذين لهم مصالح مع الولايات المتحدة يجب أن تختلف قليلا، ليس فقط لغة القيم والأخلاق والمبادئ والقانون الدولي هي التي تنجح مع الولايات المتحدة وإنما اللغة التي يمكن أن تؤثر مع الولايات المتحدة هي لغة المصالح، وبإمكان الأشقاء أن يستخدموا هذه اللغة بكل قوة وبكل تأثير".
وأضاف: " نتمنى أن يتم تمديد هذه الهدنة وإدامتها، ليس فقط لأيام وإنما إدامتها لأننا لسنا بحاجة إلى مزيد من الضحايا والاعتداءات".
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية ليست جزءا من مداولات تمديد الهدنة "لكننا نثق بالأشقاء العرب المنخرطين في هذه العملية، مصر وقطر، ونثق بأنهم حريصون مثلنا أيضا على حقن الدم الفلسطيني ووقف الاعتداءات الإسرائيلية"، مضيفا أن "هذه الحرب أصلا لم تكن على مزاج الشعب الفلسطيني ولم يكن أحد ينتظرها أو يتمناها".
وأكد أن ما يدخل من مساعدات في أيام الهدنة لا تكفي قطاع غزة "كان يدخل إليه كل يوم حوالي 800 شاحنة محملة بالاحتياجات الأساسية، الآن لا يدخل إلا أقل من 200 شاحنة، وهو أمر يفاقم الأزمة في ظل حالة الدمار، وحاجة الاحتياج المتصاعدة لأهلنا مع تدمير مستشفيات ومدارس ومراكز إيواء مكتظة تفتقر إلى أبسط الاحتياجات الإنسانية الطبيعية".
وتعتبر الهدنة، التي من المقرر أن تنتهي الاثنين في غزة، أول وقف للقتال المستمر منذ سبعة أسابيع بعد هجوم حماس على إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، واحتجاز نحو 240 رهينة في غزة بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
وردا على هجوم حماس، قصفت إسرائيل القطاع وشنت هجوما بريا على الجزء الشمالي منه. وتقول السلطات الصحية في غزة إن نحو 16 ألف فلسطيني، بينهم الكثير من النساء والأطفال، قتلوا وشُرد مئات الآلاف.
وذكرت مصادر أمنية مصرية لرويترز، الاثنين، أن حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، تسعى إلى تمديد الهدنة لمدة أربعة أيام بينما تريد إسرائيل تمديدها ليوم بيوم مع استمرار المفاوضات بشأن المعتقلين الفلسطينيين الذين ستطلق سراحهم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مع الولایات المتحدة السلطة الفلسطینیة التی یمکن یمکن أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تراجع الدعم لغزة بعد الهدنة.. أرقام صادمة تكشف عمق المأساة
غزة- فجأة ودون سابق إنذار توقف الدعم المالي الذي كانت تتلقاه الفتاة أسماء أحمد، من غزة، والمتمثّل بكفالة شهرية ثابتة من إحدى الجمعيات العربية كانت تصلها خلال عامي الحرب، وساعدتها في تغطية العلاج والأدوية واحتياجاتها اليومية.
ومع إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، توقّفت المساعدة لأسماء حيث أعاقتها الحرب، وقالت للجزيرة نت، "كأنهم اعتقدوا أن حاجتي انتهت بتوقف الحرب، لكن حياتي لم تتغير، ولا أزال أخضع للعلاج ولا أملك مصدر دخل"، وتضيف "لم يحزني توقف الكفالة بقدر ما آلمني الشعور أن العالم تخلّى عني عندما لم يعد يرى الدمار على الشاشات".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قطر الخيرية تقدم دعما عاجلا للمتضررين من الفيضانات في بنغلاديشlist 2 of 2أردوغان: نبذل جهودا لإيصال المساعدات إلى غزةend of listوتعيش أسماء قلقا وخوفا من المستقبل، على أمل أن يعيد الداعمون النظر في قراراتهم، لأن الهدنة بالنسبة لها وللآلاف مثلها ليست نهاية للمعاناة، بل بداية فصول جديدة منها.
الأزمة تتعمّق
ورغم أن الهدنة في غزة بدت لكثيرين وكأنها بوابة لالتقاط الأنفاس بعد عامين من القصف المتواصل، إلا أن الواقع على الأرض، يشير إلى مفارقة موجعة؛ فكلما خفت صوت المدافع، قلّ التضامن وتراجع الدعم، في وقت تتصاعد فيه معاناة الناس وتتعمّق.
ومع انحسار صور الدخان والدمار عبر وسائل الإعلام، بقيت آلاف العائلات ترزح تحت عبء فقدان منازلها، وانقطاع مصادر رزقها، وتراكم الديون ونفاد المدخرات.
ويؤكد عاملون ومبادرون في الإغاثة الانسانية بغزة للجزيرة نت، أن الدعم والإغاثة شهد تراجعا كبيرا فور توقف العدوان، باعتقاد خاطئ لدى بعض الداعمين بأن توقف القصف يعني انتهاء الحاجة، لكن الواقع، بحسبهم، يؤكد أن الضرورات الأساسية من الإيواء والغذاء والرعاية الصحية والدعم النفسي بلغت ذروتها بعد توقف الحرب، ومحاولة العائلات انتشال نفسها من براثن النزوح.
ويُحذّر هؤلاء من أن ربط التبرعات بفترة الحرب يترك آلاف الأسر في مواجهة فراغ خطر، مؤكدين أن مرحلة ما بعد الحرب هي أكثر المراحل احتياجا للدعم المنظّم والمستدام.
وعن ذلك، يقول المدير التنفيذي لمعهد الأمل للأيتام نضال جرادة، للجزيرة نت، إن حجم المسؤوليات بعد الحرب تضاعف بشكل غير مسبوق، بفعل النزوح الواسع وفقدان المأوى ومصادر الدخل، وارتفاع أعداد الأيتام والأرامل بشكل مستمر.
إعلانويضيف "التبرعات التي كانت تتدفق خلال الحرب تراجعت بوضوح مع الهدنة، رغم أن نهاية الحرب تُمثل بداية المرحلة الأصعب؛ إذ تتضح الاحتياجات الأكثر عمقا".
ويشدد جرادة على ضرورة استمرار الدعم وتوجيهه عبر المؤسسات الرسمية الموثوقة، لضمان وصوله إلى مستحقيه بشفافية وعدالة، مبينا أن معهد الأمل يعمل في ظل ضغط هائل لتوفير الرعاية الصحية والنفسية والتعليمية للأيتام، إضافة إلى دعم الأسر المنكوبة، مؤكدا أن استقرار التمويل شرط أساسي لاستمرار هذا الدور الإنساني.
تبعات الحربوبحسب الأمم المتحدة، فقد نزح ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص، أي نحو 90% من سكان قطاع غزة خلال الحرب، بعضهم اضطر للنزوح عشر مرات أو أكثر ويعيشون في خيام بالية دون أدنى مقومات للحياة. في حين تشير بيانات المكتب الإعلامي الحكومي إلى وجود أكثر من 56 ألف يتيم وما يزيد عن 21 ألف أرملة جراء العدوان.
وتشير بيانات المكتب الإعلامي الحكومي إلى وجود 56 ألفا و348 طفلا يتيما فقدوا أحد الوالدين أو كليهما، إضافة إلى أكثر من 650 ألف طفل مهدّدين بسوء التغذية، و40 ألف رضيع بلا حليب أطفال. كما يوجد 21 ألفا و200 أرملة فقدن المعيل في ظل انعدام السكن ونقص الطعام وغياب الرعاية الصحية نتيجة العدوان. وتواجه 107 آلاف سيدة حامل ومرضع خطرا مباشرا على حياتهن.
كما يسجَّل وجود 19 ألف مصاب بحاجة إلى تأهيل طويل الأمد، و4800 حالة بتر، وأكثر من 12 ألفا و500 مريض سرطان بلا علاج، إضافة إلى 350 ألف مريض مزمن بلا أدوية.
أما فيما يتعلق بالعمال وذوي الدخل اليومي، فهناك أكثر من 250 ألف عامل فقدوا مصدر رزقهم بشكل تام، مما يعني ربع مليون أسرة بلا دخل، وبلا منزل في كثير من الحالات.
هذه الأرقام وحدها تكشف حجم الكارثة القادمة إن لم يستمر الدعم بكثافة. فغزة اليوم ليست بحاجة إلى "مساعدات طارئة" فحسب، بل إلى خطة شاملة للدعم والإغاثة وإعادة البناء.
وفي السياق يقول مدير مؤسسة المستقبل للتنمية والبيئة، علي الديراوي، إن الهدنة لم تُعالج شيئا من تبعات الحرب، وأن آلاف الأسر لا تزال نازحة وبلا دخل، والأعمال الحرفية متوقفة، والمدخرات تبخرت بفعل الغلاء وتراكم الديون.
ويقول الديراوي، للجزيرة نت، إن "الحديث عن تحسن الأوضاع، بناء على روايات إعلامية إسرائيلية عن دخول المساعدات، يعكس صورة مضللة للممولين في الخارج، ما يدفع بعضهم للاعتقاد بأن دورهم انتهى".
ويضيف الديراوي أيضا أن "الاعتماد على المبادرات الفردية بدل المؤسسات الرسمية أضعف الشفافية في توزيع المساعدات"، مؤكدا أن الناس بعد الحرب يعيشون مرحلة جديدة من الألم تتطلب مضاعفة الدعم لا تقليصه.
الناطق باسم حمـ ـاس حازم قاسم:
- سكان غـ ـزة يغرقون مجددا في خيامهم بسبب الأمطار ولم تفلح جهود العالم في التخفيف من الكارثة بسبب الحصار الإسرائيلي
- نطالب الجميع بالتحرك أمام المأساة الإنسانية غير المسبوقة في غزة مع غرق الخيام بسبب الأمطار#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/i9ovQk8NxO
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 25, 2025
"الاحتياج أكبر"ورغم توقف القصف تصاعدت الأزمة، بل انكشفت بالكامل، والمعاناة لم تختف، بل تغيّر شكلها؛ من صدمة القصف إلى واقع النجاة، فلم تشهد مرحلة ما بعد الحرب أي تعافٍ، ولا تزال تحتاج لدعم كبير وإلى مؤسسات قادرة على إدارة هذا الدعم بمهنية.
إعلانويؤكد إبراهيم، المعروف بـ "زوما"، أحد المبادرين الشباب في غزة، أن الهدنة لم تُغير واقع الناس، بل كشفت حجم الفجوة. ويقول للجزيرة نت، إن "التبرعات التي كانت تمكّنه من تجهيز طرود غذائية وإقامة تكايا للنازحين، توقفت فور إعلان الهدنة، وكأن انتهاء القصف يعني انتهاء الحاجة".
ويضيف "اليوم، الاحتياج أكبر بكثير. الناس بلا بيوت ولا دخل ولا قدرة على توفير أساسيات الحياة، لكن الدعم تراجع كأن المعاناة توقفت مع صمت القصف".
وتوضح مسؤولة الإعلام في مؤسسة "غزي دستك" التركية للإغاثة، إسراء الشريف، أن الهدنة وإن أوقفت القصف، لكنها لم تمنع الانهيار الإنساني في غزة، بل كشفت حجمه الحقيقي.
وتقول الشريف للجزيرة نت، "رغم ما يراه العالم من هدوء نسبي، يعيش السكان واقعا أشد قسوة؛ اقتصاد مشلول، وآلاف العائلات بلا دخل أو مأوى، وخيام مهترئة لا تصمد أمام برد الشتاء".
وتشير الشريف إلى أن الخدمات الأساسية تكاد تكون معدومة؛ فلا مدارس، ولا بنية تحتية، ولا مستشفيات قادرة على تقديم الرعاية، في حين يعاني الأطفال آثارا نفسية عميقة ويحتاجون تدخلا عاجلا.
وتُحذّر من تراجع الاهتمام العالمي بغزة بشكل لافت منذ بدء الهدنة، سواء بالتغطية الإعلامية أم تفاعل النشطاء، رغم أن الاحتياج الحقيقي يبدأ بعد توقف الحرب.
وترى الشريف أن أخطر ما تواجهه المؤسسات الإنسانية اليوم هو حملات التشويه التي تستهدف المتطوعين والداعمين وتتهمهم بالفساد، ما أدى إلى تراجع التبرعات وانكماش الثقة، وهو ما يفاقم معاناة العائلات التي تنتظر الغذاء والدواء والمأوى.
وتؤكد أن هذه الحملات ليست عفوية، "بل جزء من مسعى ممنهج لضرب ثقة العالم بأي جهة تقدّم المساعدة لغزة، بهدف خنق آخر شريان دعم يصل للمدنيين". وتختتم "الهدنة ليست نهاية المأساة، بل بداية مرحلة أصعب، وإذا تراجع العالم الآن، فإنه لا يترك غزة بلا قصف فقط، بل يتركها بلا حياة".