دعا عضو لجنة النفط والغاز النيابية ضرغام المالكي إلى استكمال مد أنبوب نقل النفط من البصرة إلى العقبة.

وقال المالكي  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “مصلحة العراق تقتضي إكمال خط نقل النفط من البصرة عبر ميناء العقبة من أجل ضمان عدم توقف صادرات النفط العراقية في أي حال من الأحوال”.

وأضاف المالكي أن “الجدل السياسي والاجتماعي المثار حول الموضوع غير صحيح، فقد تأسس الخط في ثمانينات القرن الماضي أبان الحرب العراقية الإيرانية، وكان الهدف منه هو إيجاد منفذ آخر لتصدير النفط العراقي”.

وأشار إلى أن “التوترات في المنطقة يجب أن تدفع العراق إلى الإسراع في استكمال هذا الخط البديل وعدم ترك صادرات النفط العراقية رهينة لمنفذ واحد”، مشددًا على “ضرورة وضع الخطط والرؤى المستقبلية من أجل إنشاء خطوط نقل بديلة للنفط لتجنب أي تطورات غير محسوبة العواقب”.

ومشروع خط أنبوب نفط البصرة – العقبة هو مشروع مقترح لإنشاء خط أنابيب لنقل النفط الخام من حقل الرميلة، جنوب العراق إلى العقبة، جنوبي الأردن.

ويهدف المشروع إلى نقل النفط الخام المستخرج من حقول البصرة في جنوب العراق إلى ميناء العقبة في جنوب الأردن، على مسافة 1700 كلم. وعلى مدى السنوات تفاوتت التقديرات حيال تكلفة المشروع، إذ طُرح بداية رقم 18 مليار دولار، لتعلن وزارة النفط العراقية في تصريح آخر بالعام 2022 أن التكلفة التقديرية للخط حددت بـ 8.5 مليارات دولار، بطاقة تصديرية تصل إلى 3 ملايين برميل نفط يومياً.

وتقود قصة الانبوب الى عام 1980 بعدما أغلقت إيران منفذ التصدير الرئيسي للصادرات العراقية عبر الخليج العربي، وتلتها سوريا في عام 1982 عندما أغلقت خط أنابيب للتصدير النفطي العراقي إلى البحر المتوسط، فبدأ العراق في شحن النفط عبر الأردن وتركيا وتفاوض معهما ومع السعودية لبناء خطوط أنابيب نفطية لتصدير نفطه.

وكانت البداية الفعلية للمشروع عام 1983، إذ اتفق الجانبان العراقي والأردني على مد أنبوب من البصرة جنوبي العراق إلى ميناء العقبة على البحر الاحمر، مروراً بالأراضي الأردنية، وطالب الجانبان بضمانات من قبل الولايات المتحدة حتى لا تستهدف إسرائيل الأنبوب.

وفي عام 2012، عاد المشروع إلى الواجهة بقوة، حيث زار رئيس الوزراء  الاسبق نوري المالكي الأردن، واتفق مع الجانب الأردني على إنشاء أنبوب لنقل النفط الخام من البصرة إلى العقبة، مع منح الأردن الأولوية بالتزود من النفط الخام.

وفي 2013، وقّع الأردن والعراق اتفاقية مبادئ في شأن إنشاء خط البصرة – العقبة، تلتها زيارة في عام 2014 لوزير النقل حينها هادي العامري الى الأردن وأبلغ الحكومة الأردنية موافقة العراق رسمياً على المضي قدما بالمشروع.

وفي 2015، زار وزير النفط حينها عادل عبدالمهدي الأردن ووقع مع نظيره الأردني والمصري مذكرة تفاهم حول إنشاء خط البصرة – العقبة، قبل ان يعود العراق في عام 2019  الى اعلان إعادة النظر بدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع بشكل كامل، بحيث يُمدّد الخط إلى مصر بدلاً من انتهائه في العقبة، وبتكلفة 18 مليار دولار.

وفي 2020، عقدت قمة ثلاثية بين الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كان خط أنبوب نفط البصرة – العقبة محوراً أساسياً فيها.

وبعد موجه اعتراضات كبيرة من قبل قوى الاطار التنسيقي على المشروع اعلنت الحكومة السابقة تأجيل مشروع خط أنابيب البصرة – العقبة مع الأردن، وإحالته إلى الحكومة الحالية لكي تحسم قرارها سواء بالاستمرار فيه أو إلغائه، والتي يبدو انها على قناعة ايضا بتنفذه بعد تغيير نبرة القوى المعترضة.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: النفط الخام العراق إلى نقل النفط من البصرة إنشاء خط فی عام

إقرأ أيضاً:

تلاشي دعوات الانسحاب الأمريكي يرسم معادلة أمنية جديدة في العراق

9 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: تتلاشى دعوات انسحاب القوات الأمريكية من العراق وسط تأكيدات رسمية على ضرورة استمرار التحالف الدولي لمواجهة تهديدات “داعش”.

ويؤكد وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي أن أمن العراق وسوريا مترابط، مما يعزز الحاجة إلى الدعم اللوجيستي والجوي الأمريكي.

ويشير صمت الفصائل التي طالبت سابقاً بالانسحاب، إلى تغيرات محتملة في أنساق النفوذ الإقليمي.

وتثير هذه التطورات تساؤلات حول تراجع النفوذ الإيراني في ظل التوترات السياسية والأمنية.

وتكشف الضربات الأخيرة ضد “داعش”، بدعم التحالف، عن أولوية مواجهة الإرهاب على الخلافات السياسية. ويبرز هذا الواقع جدلاً حول توازن القوى بين واشنطن وطهران في العراق.

ويعزو محللون صمت الفصائل المتحالفة مع إيران في العراق إلى جملة عوامل سياسية واستراتيجية.

ويربط البعض هذا الصمت بالضغوط الأمريكية والإسرائيلية المتزايدة على إيران، خاصة بعد تهديدات واشنطن برد عسكري محتمل.

ويضيف تحليل أن تركيز الفصائل على الاستقرار الداخلي ومواجهة عودة “داعش” قلل من حدة خطابها المناهض للتحالف.

وتشير تقارير إلى أن الحوارات بين بغداد وواشنطن لإعادة تنظيم وجود التحالف ربما خففت التوترات. ويبقى هذا الصمت مؤشراً على حسابات معقدة للنفوذ وسط التحديات الأمنية.

ويأتي هذا المتغير في ظل تأكيدات “لجنة الأمن والدفاع” البرلمانية على استمرار الحاجة إلى الدعم اللوجيستي والجوي الذي يقدمه التحالف. وأوضح عضو اللجنة ياسر إسكندر وتوت أن القدرات العراقية الحالية لا تكفي لضبط الأجواء المشتركة مع دول الجوار، مشيراً إلى نجاحات القوات العراقية في تأمين الحدود السورية بمساندة التحالف.

وكشفت عمليات أمنية حديثة عن تصاعد نشاط “داعش” في مناطق نائية مثل صحراء الأنبار وجبال حمرين. ونفذت القوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي، في 31 يناير 2025، ضربة جوية دقيقة في منطقة الزركة بصلاح الدين، أسفرت عن مقتل سبعة إرهابيين، .

ويذكّر هذا التصاعد بأحداث 2014، عندما سيطر “داعش” على مدن مثل الموصل والفلوجة، معلناً “خلافة” مزعومة. وواجهت القوات العراقية، بدعم الحشد الشعبي والتحالف الدولي، التنظيم في معارك استمرت حتى 2017، محققة انتصارات حاسمة مثل تحرير تكريت في مارس 2015. وأسهمت الضربات الجوية للتحالف في استعادة 95% من الأراضي التي سيطر عليها “داعش” بحلول 2019.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • المؤسسات العراقية تتجه نحو الدفع الالكتروني: لا للتعامل بالكاش
  • بدءا من هذا الموعد.. لا دفع نقدي في المؤسسات الحكومية العراقية
  • تلاشي دعوات الانسحاب الأمريكي يرسم معادلة أمنية جديدة في العراق
  • حملة في المملكة.. نجم الأردن يوجه رسالة لأسود الرافدين والجماهير العراقية
  • الأردن..بالعزم بنى اقتصاده إلى إطلاق الإمكانيات لبناء المستقبل
  • القبض على فتاة أردنية أساءت للجماهير العراقية بعد مباراة تصفيات المونديال
  • كورونا يعود للواجهة.. متحوّر جديد يثير القلق و الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر
  • رحيل الفنانة العراقية غزوة الخالدي بعد مسيرة حافلة على خشبة المسرح
  • ضبط زيوت محركات مخبأة غير مجازة من النفط العراقية
  • خام البصرة يسجل مكاسب أسبوعية مع ارتفاع أسعار النفط عالمياً