«تيم» مش «يتيم» يا «منياوى»
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
جاء خبر وفاة الزميل والصديق الشاب حسن المنياوى، الصحفى بالوفد ومسئول ملف الأزهر الشريف كالصاعقة على الجميع، إثر حادث أليم بسيارته التى لم يتبق منها إلا الحطام، وذلك أثناء ذهابه إلى العمل الجمعة الماضى بمقر الوفد، ليلقى وجه ربه شهيدًا للقمة العيش ولتأدية الرسالة حتى آخر لحظة.
وأشهد الله أن «المنياوى» كان مميزًا عن أبناء جيله، فى أشياء كثيرة جعلته قريبًا من كل الأجيال داخل مؤسسة الوفد سواء فى الصحيفة الورقية أو الموقع الإلكترونى.
ويشهد الزملاء فى الموقع الإلكترونى حينما أصعد للدور الثانى بأن مكان حسن المنياوى ورفاقه المخلصين هو المكان الذى أقف فيه كثيرًا، فحينما أجد الزميل أحمد دراز أسأله عن المنياوى وحينما أجد المنياوى يكون السؤال عن أحمد دراز، مع حبى وتقديرى لكافة الزملاء وعلاقتى الوطيدة بهم.
كان «المنياوى» لمن يعرفه جيدًا يشعر بأنه لديه إحساس داخلى بأنه سيرحل قريبًا حيث عدم اللهفة على أى شىء، والإصرار على ترك ذكرى طيبة مع الجميع، فتشعر أنه «ماشى بالبركة»، ولا أنسى شكواه لى فى أحد المواقف وشعوره بالظلم، فكان مؤمنًا بقضاء الله، وأتذكر أننى قلت له وقتها «لما تنام مظلوم أفضل ما تنام ظالم يا منياوى وربنا هيعوضك» وقد كان.
«عمنا» و«عم الناس».. هكذا كان الرد حينما أراه فأقول «فينك يا منياوى؟»، لنتبادل الحديث عن آخر الطلبات الخاصة بنا سواء فى جامعة الأزهر أو المستشفيات الجامعية التابعة لجامعة الأزهر، وهو كذلك فيما يتعلق ببعض الطلبات فى الجامعات التابعة لوزارة التعليم العالى والمستشفيات الجامعية بها منذ توليت مسئولية الملف.
لم تكن رسائل الواتس أب والمكالمات بيننا سوى للسعى نحو تقديم العون والمساعدة للآخرين، ولم يكن هناك أى طلب شخصى لى أو له على مدار سنوات ويشهد الله على ذلك. والآن أفتقدك يا زميلى وأفتقد قلبك الطيب ووجهك البشوش وحسن المقابلة واللقاء، وأفتقد «عمنا» التى كانت لها نبرة مختلفة من لسانك.
لقد تركت يا «منياوى» الأثر الطيب والذكرى العطرة وجزءا من الحلم الذى حملته على كتفك قادمًا من محافظة المنيا إلى العاصمة، فكنت الشاب الطموح والصحفى الناجح الذى لا يعرف الكسل، وكانت السيرة الطيبة التى يفخر بها صغيرك «تيم» بأنك والده وهو الصغير الذى لا يستوعب ما حدث، فظل يحبو أمامنا أول أمس فى سرادق العزاء ليبحث عن والده فلم يجده وسط الزملاء الذين اصطفوا لاستقبال ضيوف العزاء فى مشهد أبكى الجميع.
لن أسأل بعد اليوم «فينك؟» أو «فين المنياوى؟» لأننى لأول مرة أعرف مكانك المحدد يا زميلي، والذى أثق فى رحمة الله وعدله بأنك فى مقعد صدق عند مليك مقتدر جزاء بما قدمت وفعلت وسعيت لآخر لحظة، وأدعو الله أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يبارك في «تيم» وأن يلهم أسرتك وأسرتك الثانية بمؤسسة الوفد الصبر.
رسالتى الأخيرة لك يا «منياوى» وأنت فى دار الحق حتى نلتقى بإرادة الله أن تكون مطمئنًا على «تيم» من اليتم، لأن اليتيم ليس من فقد الأب فقط، وإنما اليتيم من فقد السيرة الطيبة للوالد وعمله الصالح ومواقفه النبيلة وشهامته ورجولته، فتركت لصغيرك كل ما هو جميل ومشرف رغم قصر الرحلة، ولن يكون «تيم» يتيمًا وهو يحمل اسمك وسيرتك وهو فى رعاية الله وأسرتك وأحبابك والزملاء المخلصين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسن المنياوي المنياوى إثر حادث أليم الموقع الإلكترونى
إقرأ أيضاً:
صبى المعلم فى واشنطن!!
قلت لكم فى مقال سابق إن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى هو صبى المعلم الذى يأتمر بتعليمات الفتوة الكبير، وأن الفتوة المُعتمد رسميًا للتحكم فى مصائر العالم، الآن، هو الرئيس الأمريكى دونالد ترامب!!
المعلم أو الفتوة.. اتصل بالأمس بالصبى المتهم فى قضايا فساد كبيرة ويسعى منافسوه داخل إسرائيل للتخلص منه بهذه الذريعة.. المعلم طلب من صبيه عدم إزعاج سوريا!!! نعم.. رئيس أمريكا طلب من نتنياهو عدم إزعاج سوريا، التى يترأسها الآن قائد تنظيم إرهابى مسلح، كما كان يقول عنه ترامب منذ أشهرٍ قليلة!
الرئيس الأمريكى دعا نتنياهو لزيارة البيت الأبيض فى المستقبل القريب، ووجه له تحذيرًا مباشرًا بضرورة الامتناع عن أى خطوات تعرقل سوريا.. بل إن الأمر تجاوز مجرد التحذير، وقال له: من المهم جدًا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوى وحقيقى مع سوريا.. هذه فرصة تاريخية!!
ولكن نفس الرئيس الأمريكى لم يتحدث مع نتنياهو عن ضرورة إيقاف جرائمه الجديدة فى الضفة الغربية، وهو ما يعنى أن ترامب لا يعرف سوى لغة المصالح، فسوريا تجد دعمًا من بعض الدول العربية الغنية، وهى التى تتوسط للرئيس السورى، منذ جاء بديلًا لبشار الأسد الذى لم يكن يلقى نفس الرضا والدعم، أما الضفة الغربية فلم يعد يسأل فيها أحد، وقد تدخل نفس النفق المظلم الذى سقطت فيه غزة من قبل!!
الاستيطان فى الضفة بدأ يأخذ خطوات متسارعة، ولا أحد يدرك مخاطر تنفيذ هذا المشروع على الأمن القومى العربي، وأن الاستمرار فى هذا المشروع الذى يستهدف تهجير سكان الضفة، قد يؤدى إلى مشكلات داخلية فى بلدان عربية عديدة مجاورة أو بعيدة، ويؤدى أيضًا إلى تغيير فى الخريطة الديموغرافية للمنطقة، بما يترتب عليه من تغيير فى خريطة موازين القوى العسكرية والاقتصادية، لأن الأراضى التى تسيطر عليها إسرائيل تضاعفت منذ ديسمبر 2024 أى خلال عام واحد فقط، وهو ما يهدد سلامة باقى الأراضى سواء فى لبنان أو العراق أو سوريا خلال الفترة القربية المقبلة، وهو ما يهدد سلامة الأراضى فى مصر والأردن والخليج العربى خلال الفترة الزمنية البعيدة!!
ما يحدث فى سوريا منذ العام الماضى يكشف عن ملامح الخطة التى تسعى لتغيير الخريطة الثابتة منذ عشرات السنين عبر مقاومات متعددة، بعضها مقاومة بالحرب وأخرى بالسلام، ولكن الاختراق من داخل منظومة الأمن العربى ذاتها هو موضوع جديد قد يؤدى إلى تسارع الخطوات نحو مزيد من التوسع الإسرائيلى برعاية أمريكية على حساب مستقبل البلدان العربية!!
صبى المعلم يقوم بدوره بشكل صارم وينفذ التعليمات دون تردد.. ومشروعه هو نفس مشروع معلمه.. ولكنهما يختلفان فى التوقيتات وبعض التفاصيل الصغيرة التى تُظهر بعض الخلافات غير المؤثرة فى متن المشروع المكتوب.
اللهم احفظ بلدنا.. وجيش بلدنا.