مسؤول مغربي: الجفاف يهدد الغابات وأنواعا من الحيوانات في المملكة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
قال عبدالرحيم الهومي مدير الوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب :"إن التغيرات المناخية التي تجتاح العالم تؤثر سلبا على غطاء الغابات في البلاد وتهدد عدداً من الحيوانات بالانقراض"
وأضاف الهومي: "من الآثار السلبية للتغيرات المناخية على الغطاء الغابوي في المغرب، تدني معدل نمو المنظومات الغابوية ومنتوجاتها، كالخشب الفليني، والنباتات العطرية والطبية".
وأشار في حديثة لوكالة رويترز إلى أن "معدل إنتاج خشب الأرز شهد انخفاضا بنسبة 50 في المئة في العشرية الأخيرة مقارنة بفترة السبعينيات".
وتابع المسؤول الكبير بأن معدل إنتاج الفلين عرف هو الآخر انخفاضا بنسبة 50 في المئة خلال نفس الفترة "مما أدى إلى تراجع المداخيل الغابوية التي تساهم بشكل فعال في تنمية المناطق القروية الغابوية".
وذكرت منصة (جلوبال فورست ووتش) العالمية لمراقبة أوضاع الغابات في وقت سابق، أن المغرب كان يملك 406 آلاف هكتار من الأراضي المغطاة بالأشجار في 2010 تمتد على مساحة تزيد قليلا عن 0.98 في المئة من مساحته البرية.
وفي عام 2022 فقد المغرب 12 ألف هكتار من الغطاء الحرجي، ووفقا لبيانات المنصة فقد المغرب 54.6 ألف هكتار من الغابات في 2001 و2022، أي بانخفاض 8.4 في المئة من غطاء الغابات منذ عام 2000.
وقال الهومي أن الحرائق لوحدها "التهمت منذ بداية يناير كانون الثاني من العام الماضي إلى نوفمبر الحالي 6610 هكتارات على الصعيد الوطني، رغم أن 60 في المئة من هذه المساحة عبارة عن أعشاب ثانوية".
ضغوط طبيعية وبشرية
تتمثل التغيرات المناخية التي يعرفها المغرب على غرار عدد من دول العالم في فترات جفاف طويلة ومتوالية، أو فيضانات أحيانا مما يشكل ضغطا كبيرا على الموارد الطبيعية.
كما أن الجفاف وموجات الحرارة التي باتت طويلة في السنوات الأخيرة، تعد السبب المباشر في اشتعال حرائق الغابات.
وشب أكثر من 222 حريقا في غابات المغرب فقط منذ مطلع 2023 وحتى أواخر يوليو تموز الماضي، حسب إحصائيات سابقة للوكالة الوطنية للمياه والغابات.
وذكر الهومي أنه بالإضافة إلى كل هذا هناك "مشاكل التصحر وانجراف التربة حيث تعاني بعض المناطق من زحف الرمال".
وقال الهومي إن هنالك "ضغطا متزايدا من طرف السكان على الثروة الغابوية، مما يؤدي إلى الاستنزاف المفرط للغطاء النباتي لتلبية احتياجات السكان من الأراضي الزراعية والموارد الخشبية والعلف للماشية، مما يسبب هشاشة التربة".
حيوانات نادرة تنقرض في المغرب
أشار الهومي إلى جانب آخر مهم من تأثيرات التغيرات المناخية في المغرب هذه المرة على الثروة الحيوانية.
وقال إن المغرب "فقد خلال القرن الماضي ثمانية أنواع من أروع الثدييات، منها أسد الأطلس والنمر والفهد والعناق والمها والأُيَّل، وتوجد حاليا عشرات الأنواع على حافة الانقراض بسبب تدمير موائلها".
وذكر على سبيل المثال "الضربان والضبع المخطط وأنواع من الغزال تسمى غزال مهر وغزال أغيس (الجبلي) والفنك والفقمة".
وأطلق العاهل المغربي محمد السادس في 2000 مبادرة لحماية الغطاء الحرجي ترتكز على أربعة محاور رئيسية، تتمثل في خلق شراكة مع المجتمعات المحلية وجعلها "الشريك الأول في التدبير" وذلك عن طريق تشكيل أكثر من 200 منظمة محلية لتنمية الغابات ووضع برامج تشاركية من أجل حماية 50 ألف هكتار من الأشجار المغروسة سنويا.
بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار الخاص على مساحة 120 ألف هكتار من أشجار الصنوبر وتشجيع السياحة البيئية لجلب نحو مليون سائح حتى عام 2030.
وتتضمن هذه الخطة أيضا "تطوير وتحديث المهن الغابوية عن طريق إنشاء مشاتل غابوية حديثة بمواصفات عصرية وبشراكة مع القطاع الخاص".
أما الشطر الأخير من الخطة، فيتضمن "الإصلاح المؤسساتي للقطاع" عن طريق تأسيس وكالة للمياه والغابات تشرف على الغابات والمتنزهات الوطنية.
وقال الهومي إن هذه الاستراتيجية من شأنها "استدراك ما يعادل 30 عاما من تدهور الغطاء الغابوي في أفق 2030، عبر استعادة 133 ألف هكتار من هذا الغطاء، من خلال تشجير 50 ألف هكتار سنويا لبلوغ 100 ألف هكتار في أفق 2030، عن طريق غرس أصناف تتلاءم مع التغيرات المناخية".
كما أضاف أن هذه التدابير "ستمكن من خلق أكثر من 28 ألف فرصة شغل مباشر".
وبالنسبة لخطر الحرائق الذي يتهدد الغابات المغربية، قال الهومي إنه يتم تتبع الغابات المحروقة سنويا عن طريق الأقمار الصناعية "لتقييم نجاح عمليات التشجير... وكذا برمجة تدخلات تقنية إضافية إذا دعت الضرورة لذلك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغرب التغيرات المناخية الغابات الانقراض المغرب انقراض تغير المناخ الغابات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التغیرات المناخیة ألف هکتار من الغابات فی فی المغرب فی المئة عن طریق
إقرأ أيضاً:
جهود متواصلة لمحاصرة حريق التهم 41 هكتارًا من غابة “هوارة” بطنجة
تواصل فرق الإطفاء جهودها المكثفة لإخماد حريق مهول اندلع، أمس الاثنين، بغابة “هوارة” بجماعة اكزناية بمدينة طنجة، وسط ظروف مناخية صعبة زادتها رياح “الشرقي” القوية اشتعالا، وأتت، إلى حدود الساعة، على مساحات واسعة من الغطاء الغابوي الذي يحتوي على أشجار الصنوبر والكالبتوس والحشائش الثانوية، في حصيلة أولية لم تسجل فيها أي إصابات بشرية أو أضرار بالممتلكات الخاصة بالساكنة.
وأوضح عثمان العزاوي المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بطنجة في تصريح لـ « اليوم24″، بأن الحريق الذي اندلع حوالي منتصف نهار أمس الإثنين، تجند له حوالي 450 عنصرا متدخلا من جميع فرق الوقاية المدينة، والقوات المساعدة، والقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والسلطة المحلية، والمياه والغابات، وعمال الإنعاش والساكنة.
وأشار العزاوي إلى أنه ونظرا لخطورة الوضع، سخرت في عمليات الإطفاء وسائل برية وجوية، أبرزها طائراتي “كنادير” تابعتين للقوات الجوية الملكية، وطائرات أخرى من نوع “توربو تراش” تابعة للدرك الملكي، والتي نفذت أزيد من 24 طلعة جوية، بحيث وصلت الحصيلة الأولية لهذا الحريق إلى حدود الساعة السادسة من مساء يومه الثلاثاء، إلى 41 هكتارا من أشجار الصنوبر، فيما التدخل الجوي والأرضي مازال مكثفا من أجل تطويق ومحاصرة الحريق بالبؤر.
وبالتوازي مع ذلك، فتحت مصالح الدرك الملكي تحقيقا ميدانيا بتنسيق مع السلطات المحلية، أسفر عن توقيف شخص ثلاثيني يشتبه في تورطه في إضرام النار عمدا بالملك الغابوي. وقد جرى وضعه تحت تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، في انتظار تعميق البحث لكشف دوافعه والوقوف على ملابسات الحادث.
كلمات دلالية اشجار الصنوبر والكالبتوس النيابة العامة المختصة طائراتي “كنادير” غابة "هوارة" بطنجة محاصرة الحريق مصالح الدرك الملكي وسائل برية وجوية