درجت إسرائيل منذ بداية احتلالها للأراضي الفلسطينية على بناء سردياتها الخاصة عن القضية الفلسطينية وترويجها للعالم بكل ما تملكه من آلة إعلامية، وكان عليها خلال ذلك كله أن تسكت السرديات الأخرى التي لا تتفق مع روايتها؛ ولذلك عمدت بشكل ممنهج إلى قتل الصحفيين واعتقالهم والتنكيل بهم، وتاريخها في هذا طويل جدا وموثق لدى المنظمات الدولية وبشكل خاص تلك المتعلقة بالعمل الصحفي في العالم مثل الاتحاد الدولي للصحفيين.
وخلال الحرب البشعة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي قتل 62 صحفيا دون أي ذنب سوى أنهم كانوا يسعون لنقل حقيقة ما يحدث في غزة للعالم! فيما أصيب أكثر من 100 صحفي آخر، وهذه الحصيلة هي الأكبر خلال العقدين الماضيين والأكبر بالنظر إلى الفترة الزمنية التي قضى فيها هؤلاء الصحفيون «أقل من شهرين».. فعلى سبيل المثال قتل العام الماضي 68 صحفيا في مختلف مناطق الصراع بالعالم ومع استمرار الحرب في غزة، حتى مع الهدنة الحالية، يمكن أن يرتفع عدد القتلى من الصحفيين في غزة وحدها عن الرقم الذي سجل في العالم أجمع العام الماضي.
وأدان الثلاثاء الاتحاد الدولي للصحفيين ما تقوم به إسرائيل من قتل الصحفيين في قطاع غزة، وتضمن بيان الإدانة توثيقا لتواريخ وأماكن قتل 62 صحفيا. وقال نادي الأسير في رام الله إن قوات الاحتلال اعتقلت منذ السابع من أكتوبر 42 صحفيا وما زالت تبقي على اعتقال 32 صحفيا منهم دون أي تهم إلا نقل الحقيقة.
وظهرت الصحفية الفلسطينية آيات خضورة قبل أيام وهي تقول في تغطية من بيت لاهيا «سيكون هذا الفيديو هو الأخير»، وصدق حدسها فقد قتلت بعد ذلك بفترة وجيزة وانقطع صوت كان يوثق ما يحدث في بيت لاهيا من جرائم الاحتلال. ومثل خضورة صحفيون كثر فقدوا حياتهم وهم يوثقون بالصوت والصورة والكلمة جرائم الاحتلال الفظيعة.
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الاحتلال من أجل إخفاء الحقيقة عن العالم وإظهار الرواية الإسرائيلية إما بقتل الصحفيين أو عبر الضغط على وسائل الإعلام الدولية إلا أن صوت الحقيقة وصل للعالم كما لم يصل من قبل، واستطاع العالم أن يرى الحقيقة كما هي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولاحقا عبر الكثير من الصحف المرموقة في العالم التي اضطرت أمام حجم الجرائم إلى نشر الحقيقة أو جزء منها ولو عبر لغة تحيل القارئ أحيانا إلى التشكيك في الرواية الفلسطينية.. ولكن التحول الذي حصل في الرأي العام الشعبي بالعالم ضغط كثيرا على الدول الراعية لإسرائيل وقد يساهم خلال الفترة القادمة في وقف الحرب ولو عبر استمرار تمديد الهدن الإنسانية.
وهذا الأمر يؤكد أهمية العمل الممنهج من أجل دحض السرديات الإسرائيلية ونشر وفضح حقيقة ما يقوم به جيش الاحتلال في فلسطين من إبادة جماعية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الخارجية الفلسطينية تدعو إلى تحرك عاجل لحماية القدس والأقصى
دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الأحد، الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة إلى التحرك العاجل من أجل حماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، من "مخططات الاحتلال الإسرائيلي وخطواته التصعيدية أحادية الجانب".
وقالت الوزارة، إن التصعيد المستمر في اقتحامات المسجد الأقصى وأداء طقوس دينية يهودية في باحاته يشكل "انتهاكا خطِرا" للوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة، محذرة من تداعيات أي مساع لتغييره.
وأكدت الوزارة أن القدس الشرقية المحتلة هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وهي عاصمة دولة فلسطين.
وشددت على أن التنسيق مع الأردن لحماية المسجد الأقصى والمقدسات في المدينة يجري على "أعلى المستويات"، بهدف وقف الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة.
وأضاف البيان أن ما يجري في القدس يندرج في إطار "الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي"، ويتصل بسياسات "التهويد والضم والتهجير" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
الخارجية تشدد على ضرورة التحرك العاجل لحماية الاقصى من مخططات الاحتلال
The Foreign Ministry stresses the need for urgent action to protect #Al_Aqsa from the occupation’s plans pic.twitter.com/MyYQLfjOSL
— State of Palestine – MFA ???????????????? (@pmofa) July 6, 2025
غناء ورقص متواصل في الأقصىوفي السياق؛ اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأحد، المسجد الأقصى بحماية وحراسة شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي منعت وصول المصلين للمسجد فترة الاقتحامات الصباحية.
وأفاد مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي في القدس، أن شرطة الاحتلال اعتدت على عدد من المرابطين في ساحة الغزالي، قرب باب الأسباط، أحد أبواب الأقصى، ومنعتهم من التواجد في المكان.
وأدى المستوطنون المقتحمون صلواتهم جماعيا، إضافة إلى الغناء والرقص في المنطقة الشرقية من المسجد.
إعلانوتأتي هذه التطورات في ظل تعليمات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لشرطة الاحتلال بعدم منع مقتحمي الأقصى من أداء طقوسهم، وخصوصا الغناء والرقص، في ساحات المسجد.
اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي منعت المصلين من دخول المسجد فترة الاقتحامات الصباحية، كما اعتدت على عدد من المرابطين المتواجدين في ساحة الغزالي.
وأدى المستوطنون صلوات وطقوسا تلمودية بشكل جماعي، بالإضافة إلى الرقص… pic.twitter.com/g0FBfe7ynI
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) July 6, 2025
وفي سياق منفصل؛ استدعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، 15 محاميا مقدسيا للتحقيق معهم إثر مشاركتهم في انتخابات نقابة المحامين الفلسطينيين أمس السبت.
وكانت شرطة الاحتلال اقتحمت، أمس السبت، مقر مجمع النقابات الفلسطينية في بلدة بيت حنينا، شمال القدس المحتلة، أثناء إجراء انتخابات النقابة، وشرعت بتفتيش المكان وإخضاع مَن فيه للتحقيق والتفتيش.