نهاية الحرب وبداية الدبلوماسية
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
بعد أن نجحت الوساطة المصرية- القطرية- الامريكية فى تنفيذ هدنة مؤقتة فى غزة، ومهما طالت الحرب البربرية التى قامت بها إسرائيل فى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، فسوف تنتهى هذه الحرب الأكثر وحشية فى العصر الحديث، وسوف تبدأ الدبلوماسية فى إيجاد حل سياسى لهذا الصراع الدموي، فهل نحن مستعدون لذلك؟ وهل بدأت مراكز الأبحاث العربية فى إيجاد بدائل أمام المفاوض الفلسطيني، أم أننا سوف ننتظر ونتردد إلى أن تضيع الفرصة، ثم نبكى على الفرص الضائعة؟.
من خلال تطور الأحداث منذ السابع من أكتوبر، اتضح جليًا أن القاهرة هى العاصمة العربية الوحيدة التى تمتلك رؤية واضحة لمستقبل حل الدولتين. استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، للعديد من قيادات العالم، واخرها استقبال كل من رئيس وزراء إسبانيا وبلحيكا فى القاهرة والتصريحات الجريئة التى أدلى بها رؤساء وزراء البلدين، أثبتت أن بعض الدول الأوربية قد أصبحت أكثر تحمسًا لحل الصراع، والمتمثل فى حل الدولتين، رغم اعتراض إسرائيل على ذلك.
وتاريخيًا، كان الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات هو أكثر رؤساء العرب حنكة وبُعد نظر، واستطاع أن يستغل النصر العسكرى فى حرب أكتوبر ٧٣، لتحقيق سلام دائم مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأمريكية. وحصلت مصر على ماتريد، وعادت سيناء كاملة إلى أرض الوطن. فهل تستطيع السلطة الفلسطينية الحالية تحقيق السلام للشعب الفلسطينى وحقه فى إنشاء دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو ٦٧؟
بمعنى آخر، هل عند العرب خطة جاهزة قابلة للتنفيذ؟ آخذًا فى الاعتبار أن الولايات المتحدة غير مستعدة فى ظل الإدارة الحالية للقيام بدور الوسيط النزيه فى ظل انحيازها الكامل لإسرائيل. أعتقد أن مصر أيضا هى الدولة العربية الأكثر خبرة لوضع تصور لتحقيق حل الدولتين.. المتابع لموقف مصر خلال هذه الأزمة، يرى أنها اتبعت سياسة قوية تهدف إلى رفض التهجير القسرى للفلسطينيين، ووقف الحرب، والبحث عن مخرج سياسى فى ظل التعاطف الدولى الغير مسبوق من شعوب العالم وبعض الدول مع القضية الفلسطينية.
استضافة مصر لوفود الدول الأكثر تعاطفًا مع القضية الفلسطينية، يجب ان يتبعه تحرك دبلوماسى مكثف، فى عدة عواصم عربية، وبتنسيق كامل مع القيادة الفلسطينية (الحالية أو المستقبلية) لوضع عدة بدائل للخروج بنصر سياسى من الأحداث الاخيرة. يجب ألا نسمح لإسرائيل أن تكون هى الفاعل فى الأحداث، ونجلس نحن على مقاعد المتفرجين، خاصة وأن إسرائيل تتابع الموقف الدولى وردود الأفعال دقيقة بدقيقة. الدليل على ذلك أن مراكز الأبحاث الإسرائيلية (Think Tanks) قد أعلنت أن الرأى العام العالمى قد تحول لصالح الفلسطينيين بنسبة ٩٥٪ خلال النصف الثانى من شهر أكتوبر، ووضعت سيناريوهات وبدائل للالتفاف على هذا التأييد غير المسبوق للحق العربي. خير دليل على ذلك هو استدعاء إسرائيل لكل من سفيرى إسبانيا وبلجيكا فى تل ابيب وتوبيخهما بسبب موقف رئيسى وزراء البلدين المؤيدين للحق الفلسطيني. ونفس الشئ فعلته الدوائر المؤيدة لإسرائيل مع إليون ماسك، صاحب منصة (X) تويتر سابقا، والذى أبدى رغبته فى مساندة أهل غزة، فكان جزاؤه العقاب بوقف إعلانات كبرى الشركات المؤيدة لإسرائيل من التعامل مع منصة X، وإلحاق خسارة مالية كبيرة لشركته، وكانت النتيجة أن تراجع إليون ماسك عن موقفه، وأعلن أنه سوف يقوم بزيارة إسرائيل ومقابلة قادتها، وهو ما حدث بالفعل. كل ما أخشاه هو، أن تتبع إسرائيل نفس السياسة مع كل من يؤيد الحق الفلسطينى وتنتهى الحرب، وينتهى التعاطف، وتعود القضية الفلسطينية إلى الثلاجة مرة أخرى، فماذا نحن فاعلون؟.
د. السعيد عبدالهادي: رئيس جامعة حورس
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الوساطة المصرية العصر الحديث بداية الدبلوماسية نهاية الحرب غزة الحق الفلسطيني القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
بعد نهاية حرب إسرائيل وإيران.. ما إنجازات كل طرف؟
كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أرقامًا دقيقة حول المواجهة العسكرية التي اندلعت مؤخرًا بين تل أبيب وطهران، مسلطة الضوء على نتائج العمليات الهجومية والدفاعية من الجانبين، وكذلك عدد الضحايا والخسائر الاستراتيجية في كلا المعسكرين.
أبرز إنجازات إيران خلال حربها مع إسرائيل أبرز إنجازات إيران خلال حربها مع إسرائيلحرب إيران وإسرائيل.. حسب الإذاعة، فقد أطلقت إيران ما بين 500 و550 صاروخًا باليستيًا على الأراضي الإسرائيلية، إضافة إلى أكثر من ألف طائرة مسيرة هجومية.
وقد أسفرت هذه الهجمات عن سقوط 28 قتيلًا إسرائيليًا، بينهم 27 مدنيًا وجندي واحد، إلى جانب مئات المصابين نتيجة سقوط المقذوفات على المدن.
خسائر استراتيجية في الداخل الإسرائيليوتسببت الضربات الإيرانية في إصابة منشآت استراتيجية بالغة الأهمية، من بينها مجمع "بازان" الصناعي في حيفا، ومعهد "وايزمان" للعلوم في رحوفوت.
كما دُمّرت عشرات المواقع الحيوية داخل إسرائيل، ووقعت أضرار مادية جسيمة بمئات المنازل، مما أدى إلى تشريد مئات العائلات.
الدفاعات الإيرانية تسقط طائرات إسرائيليةوفي خطوة غير معتادة، تمكنت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية من إسقاط طائرتي استطلاع تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي، ما اعتُبر اختراقًا نوعيًا في المواجهة الجوية.
إسرائيل ترد بضربات نووية مركزة وتغتال قادة رفيعي المستوىوعلى الجانب الآخر، ردت إسرائيل بقوة، حيث استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية داخل إيران: نطنز، وفوردو، وأصفهان، مما تسبب في أضرار وُصفت بالكبيرة، رغم عدم التأكد بعد من مصير مخزونات اليورانيوم المخصب في هذه المواقع.
هجمات نوعية تطال العمق الإيرانيتوسعت الضربات الإسرائيلية لتشمل عشرات الأهداف المرتبطة بالبرنامج النووي، أبرزها مقر القيادة النووية في طهران ومنشآت لتصنيع أجهزة الطرد المركزي.
كما تم اغتيال 15 عالمًا نوويًا بارزًا، من بينهم أعضاء في ما يُعرف بـ "مجموعة السلاح".
تصفيات قيادية في قلب الحرس الثوريواصلت إسرائيل ضرباتها مستهدفة القيادات العليا في القوات المسلحة الإيرانية، حيث تم تصفية أربعة من كبار القادة، بمن فيهم قائد الحرس الثوري وقائد الأركان وقائد غرفة الطوارئ وخليفته.
كما شملت الضربات اغتيال قائد سلاح الجو والفضاء بالحرس الثوري، إضافة إلى كامل طاقم القيادة الجوية.
الضربات تطال قوة القدس والميليشياتومن بين أبرز الأهداف التي تمت تصفيتها أيضًا قياديان بارزان في "قوة القدس"، وهما عزّادي وشهرياري.
كما أسفرت الغارات عن مقتل المئات من عناصر الحرس الثوري وميليشيا الباسيج في مناطق متفرقة.
ترامب لـ إسرائيل: "إذا ألقيتم القنابل على إيران عليكم إعادة طياريكم فورا" مصادر أمنية إسرائيلية: وقف إطلاق النار مع إيران دخل حيز التنفيذ وانتهى الأمر شل الترسانة الصاروخية الإيرانية قبل انطلاقهاوبحسب التقديرات الإسرائيلية، تمكن سلاح الجو من تدمير ما بين 800 إلى 1000 صاروخ إيراني قبل إطلاقها، فيما يُقدر أن ما تبقى في الترسانة يتراوح بين 1000 إلى 1500 صاروخ فقط، أي أقل من نصف الكمية الأصلية.
ضربات موجعة لمنصات الإطلاق والدفاعات الجويةكذلك، تمكنت إسرائيل من تدمير نحو 65% من منصات إطلاق الصواريخ، إضافة إلى القضاء على أكثر من 80 بطارية دفاع جوي من نوع أرض-جو، ما أدى إلى تدهور كبير في قدرات إيران الدفاعية، وفق ما أكده مصدر في سلاح الجو الإسرائيلي.
اعتراض صواريخ بنسب عالية.. والمسيّرات خارج المعركةرغم كثافة الهجمات، نجحت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي في اعتراض 80 إلى 90% من الصواريخ، حيث لم تصب العمق الإسرائيلي سوى 50 إلى 60 صاروخًا، أدت 8 منها فقط إلى سقوط قتلى.
أما على مستوى الطائرات المسيّرة، فقد تم اعتراض 99.99% منها، ولم تخترق الأجواء سوى واحدة فقط أصابت منزلًا دون أن تُسفر عن إصابات.
دعم أميركي مباشر وغياب حلفاء إيران عن المواجهةولم تقتصر العمليات على إسرائيل وحدها، إذ شاركت الولايات المتحدة في المعركة من خلال ضرب أهداف نووية إيرانية، لا سيما منشأة "فوردو" المحصنة تحت الأرض.
وفي المقابل، لم تشارك ميليشيات إيران الإقليمية في القتال، إذ امتنعت كل من "حزب الله"، وميليشيات العراق، عن التدخل، بينما اكتفى الحوثيون بإطلاق صاروخين خلال 12 يومًا فقط.