يُظهر مقطع فيديو تم التقاطه في مستشفى مهجور في غزة، جثث متحللة لأطفال تُركوا أثناء عمليات الإخلاء، وذلك وفقا لما نشرته سكاي نيوز البريطانية. 

 

تم إخلاء وحدة العناية المركزة للأطفال في مستشفى النصر للأطفال حوالي 10 نوفمبر، وقت مواصلة جيش الإحتلال الإسرائيلي غزوه البري لشمال غزة ودعا الناس إلى مغادرة المنطقة.

 

خلال وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة أسبوع، دخل محمد بعلوشة، الصحفي في قناة المشهد التلفزيونية، المبنى حيث عثر على جثث العديد من الأطفال الرضع الذين اضطروا إلى تركهم في أسرتهم بينما فر آخرون.

 

تم تصوير اللقطات بعد حوالي أسبوعين من إخلاء المستشفى، وأظهرت لقطات من القناة ثلاثة أطفال على الأقل من بين خمسة أطفال رضع، وفقًا لموقع أن بي سي الأمريكي الشريك لسكاي نيوز.

 

كانت أجسادهم تتحلل، بما في ذلك جسد يبدو أن الحشرات تزحف فوق صدره. ذكرت شبكة "إن بي سي" أن جميعهم كانوا بالقرب من أجهزة القسطرة وأجهزة التنفس الصناعي، ويبدو أن أحد الرضع لا يزال متصلاً بجهاز يقيس مستويات الأكسجين في الدم، مع وجود خزانات الغاز القريبة.

 

تتوافق المراحل المتقدمة من تحلل الأطفال الرضع مع الإطار الزمني بين التخلي عنهم وتاريخ تصوير الفيديو، حسبما قال اثنان من أطباء الطب الشرعي المستقلين لشبكة شبكة "إن بي سي".

 

قال الدكتور مصطفى الكحلوت، مدير المستشفى، إن الطاقم خلص إلى أنهم لم يتمكنوا من إجلاء خمسة أطفال بأمان، العديد منهم خدّجون و"على أجهزة الأكسجين" عندما طوقت الدبابات الإسرائيلية المستشفى.

 

قال لشبكة "إن بي سي" إن "إجلاءنا من مستشفى النصر كان صعبا للغاية وكان تحت النار". "لا يمكن حمل الأطفال باليد أو إجلاؤهم بدون معدات الأكسجين".

 

في لقطات تم التقاطها قبل الإخلاء، شوهد الدكتور الكحلوت في نفس غرفة المستشفى، محذرًا من أن المبنى كان هدفًا للقصف، وأن طفلًا قد توفي بالفعل بسبب "نقص الأكسجين".

 

واجه مستشفى الشفاء - أحد أكبر المستشفيات في غزة - موقفاً مماثلاً، حيث تعرض لقصف مكثف من قبل القوات الإسرائيلية. تم نقل مجموعة مكونة من 28 طفلاً خديجًا، وُصِفوا بأنهم مصابون "بالتهابات خطيرة"، من غزة إلى مستشفى في مصر، حيث واصلوا تلقي العلاج.

 

كانت إحدى الممرضات، التي تعمل مع منظمة أطباء بلا حدود الخيرية، تعمل بشكل تطوعي في مستشفى النصر وقت إخلائه، قالت "لقد أخذنا طفلاً واحداً فقط". 

 

وذكرت شبكة "إن بي سي" أنه خلال تسجيلًا صوتيًا سجلته في 10 نوفمبر، جري وصف "إطلاق نار قناص" مما جعل من المستحيل على أي شخص مغادرة المبنى أو الانتقال منه. سمع شخص يقول في التسجيل: "بقي خمسة مرضى في وحدة العناية المركزة على جهاز الأكسجين". "لقد تركناهم. ولم نأخذ سوى طفل واحد".

 

قالت الممرضة نفسها في مقطع فيديو منفصل تم التقاطه خلال هذا الإطار الزمني وشاهدته شبكة إن بي سي: "اضطررنا إلى ترك المرضى على الأسرة. ولم نتمكن من اصطحاب أي مريض معنا".

 

وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن الفرق الطبية لم تتمكن من إجلاء الأطفال الخمسة يدويا لأنه يجب أن تكون هناك "معايير صحية لنقلهم". وقال لشبكة "إن بي سي" إنه ألقى باللوم على الجيش الإسرائيلي في وفاة الأطفال الرضع.

 

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها لم تشارك في أي عمليات إجلاء، على الرغم من تلقيها "عدة طلبات" للمساعدة من مستشفيات شمال غزة.

 

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها: "إن اللقطات المتداولة للأطفال حديثي الولادة المتوفين تمثل مأساة لا توصف، وواقعًا غير مقبول لكيفية دفع المدنيين - بمن فيهم الرضع والأطفال - ثمن الصراع".

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة 50 ألف حامل في غزة عمليات الإخلاء فی مستشفى إن بی سی

إقرأ أيضاً:

طبيبة بريطانية توثق المأساة في غزة: لا طعام أو دواء والموت يلاحق الأطفال

يواجه الأطفال في غزة كابوساً يومياً تحت القصف، بين فقدان الأطراف وسوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية، وتعمل المستشفيات بالكاد، والأطباء يواجهون المستحيل لإنقاذ حياة الصغار وسط نقص حاد في الإمدادات.

ونشرت صحيفة "صاندي تايمز" مقابلة مع الطبيبة البريطانية فيكتوريا روز، قالت فيها إنها وفي جولتها الثالثة بغزة منذ بداية الحرب تواجه يوميا فيضانا من حالات الأطفال الذين يأتون للمستشفى مصابين وقطعت أطراف لهم.

وأشارت كريستينا لامب التي أجرت المقابلة مع الدكتورة روز، قائلة:" في البداية هناك فتاة عمرها ستة أعوام بتر خدها وكتفها الأيسر، ثم الطفلة ذات العامين، الطفلة الرضيعة، والصبي اليتيم ذو الثلاث سنوات، والطفل ذو الأربع سنوات، والصبي في الحادية عشرة الذي فقد جميع إخوته التسعة".

وقالت الدكتورة روز، البالغة من العمر 53 عاما: "نبدأ دائمًا بالأطفال"، إنه صباح عادي في غزة، وبينما تتناول فطورا سريعا من زبدة الفول السوداني مع بسكويت دايجستف (كل شيء في غزة مرتجل)، تفكر جراحة التجميل البريطانية في اليوم التالي في مستشفى ناصر بخان يونس، وعادة ما تجري 12 عملية و "معظم من هم على قائمتي جرحى بسبب تفجيرات أصابت أطفالا صغارا، بما في ذلك بتر أذرع، أرجل وأيدي"، قائلة :"هذا يجعلني أشعر بالغضب الشديد، لكنني لا أستطيع التوقف والتفكير بها أو التوقف عن العمل".

وأضاف الطبيبة أنه في معظم الأيام تعمل 14 ساعة حتى الحادية عشرة مساء، وبعد ذلك تحاول الحصول على قسط من الراحة في مهجع النساء خلف وحدة العناية الفائقة، وعادة ما يبدأ القصف الإسرائيلي في الساعة الرابعة صباحا.


وأشارت الطبيبة البريطانية إلى أنه ورغم ساعات العمل الطويلة والإجهاد، إلا أنها تحاول مواصلة عملها في الحفاظ على يوميات فيديو على انستغرام لكي تظهر للناس في الخارج، مع معرفتها أن إسرائيل لا تسمح للصحافيين الأجانب الدخول إلى غزة، وأطباء مثلها لهم دور مهم كـ "عيون وآذان العالم الخارجي".

 وفي منشور نشرته صباح السبت وصفت الطبيبة: "قصفا مكثفا" أدى لدخان لدرجة أنها لم تستطع رؤية السماء عندما خرجت الساعة السادسة صباحا.

وقالت روز التي كانت تتحدث عبر الهاتف "يا إلهي"، فقد انفجرت قنبلة و "يبدو أنها ضخمة"، وفي الوقت الذي يراقب فيه الناس ما يجري بفزع عن بعد، فإن الدكتورة روز في رحلتها الثالثة من اندلاع الحرب قبل 19 شهرا. وأضافت أن رحلتها في آب/أغسطس كانت سيئة لكن الوضع الآن أسوأ بكثير و "هو على قاعدة مختلفة جدا" و "يصل بشكل دائم أطفال وبأطراف مفقودة".

 وتابعت إن مستشفى ناصر هو المستشفى الوحيد العامل في جنوب غزة، ومع ذلك "يعاني نقصا من المواد الأساسية بنسبة 65 بالمئة"، ويعاني المستشفى من نقص حاد في الإمدادات، لدرجة أن معظم العمليات الجراحية تجرى باستخدام المسكنات وليس التخدير العام، ويضطرون لاستخدام أردية الجراحة كستائر حول غرفة العمليات، وتستخدم الخيوط الجراحية باقتصاد.

وقالت الطبية البريطانية إن الأهم من ذلك، أن مخزون الشاش المتبقي لا يكفي سوى لأربعة أيام، "عندما ينفد، سيكون من الصعب للغاية إجراء العملية الجراحية"، وقالت: "هناك الكثير من الحالات التي يمكننا عمل شيء لها لو كان لدينا الأجهزة كما في الماضي والوقت، لكن الأطفال يواصلون التدفق عبر الباب، ولهذا نقوم بتضميد جراحهم.

وترى الطبيبة روز أن "حالات سوء التغذية أكثر بكثير مما كانت عليه في رحلات سابقة. ويبدو الأطفال أنحف وأصغر حجما، وجروح معظم المرضى لا تلتئم، ومعدلات الإصابة أعلى بكثير".

وفي يوم الجمعة وصف متحدث باسم الأمم المتحدة يوم الجمعة غزة بأنها "أكثر بقاع الأرض جوعا"، وقال إن رفض إسرائيل إدخال المزيد من الإمدادات عرض "100 بالمئة من السكان لخطر المجاعة"، وتعرف غرفة المستشفى التي تقدم فيها التغذية للمرضى الذين يعانون من سوء تغذية حاد باسم "غرفة الحضارة"، وهذا بعيد كل البعد عن عملها المعتاد في مستشفيات لندن، غايز وسانت توماس وكلية كينغز، حيث تجري عمليات إعادة بناء الثدي بعد استئصاله لمرضى السرطان، وجراحة تغيير الجنس للأشخاص المتحولين جنسيا، بالإضافة إلى إنشاء وحدة إعادة بناء مجهرية في تشيلسي وويستمنستر.

وقالت روز إن جراحي التجميل مهمون في محور الحرب: "يعتقد الناس أن كل ما نقوم به هو عمليات تجميل - الثديين والأرداف، لكننا أساسيون في إدارة الجروح وأنت بحاجة إلى جراح عظام لإصلاح العظم وجراح تجميل للعناية بالجلد والأنسجة التالفة، وكل شخص تعرض للقصف هنا يستفيد من جراح تجميل حتى لو كان ذلك لإزالة الشظايا فقط. لا أنتظر أبدا حالة، فلا يوجد وقت للراحة".

وتابعت روز وكان الجمعة، يوما عاديا، بعد معالجة الحروق الناجمة عن الانفجارات في الذراع اليمنى والساق والجسم لسارة، وهي طفلة رضيعة، وتطعيم يد لهالة، وهي طفلة عمرها عامان، عالجت مرح، وهي طفلة عمرها أربع سنوات، تعاني من حروق في وجهها وذراعيها، وكذلك جود، وهي طفلة عمرها ست سنوات، فقدت جزءا من خدها الأيسر وكتفها الأيسر.

وأضافت روز: "نسبة كبيرة من الضحايا الذين نراهم هم من الأطفال - على الأقل نصف وقتي في العمليات الجراحية" و "هؤلاء ليسوا مقاتلين من حماس". وفي ذلك اليوم غيرت على جرح حاتم، طفل عمره ثلاثة أعوام، الذي يعاني نسبة 35 بالمئة من حروق في جسده بعدما ضربت غارة إسرائيل شقة عائلته.


وأضاف الطبيبة البريطانية: "كان صغيرا جديدا وحروقه سيئة جدا" و "حرقت رموش عينية ويديه وقدميه"، وعندما وضع حاتم على طاولة العمليات ظل ينادي "سيدو"، وعندما سألت عن معنى الكلمة وعرفت أنه جد حاتم. وسألت عن السبب، قيل لها أن والده ووالدته قتلا ولم يبق له سوى الجد على قيد الحياة.  "عمره 3 أعوام، ليس عدلا" و"لا شيء من هذا عدل".

 وقالت روز: "أصعب ما في الأمر هو رؤية كل هذا وسماع الناس يحاولون تبريره كعملية عسكرية للقضاء على منظمة إرهابية. لا علاقة لأي من هؤلاء الأشخاص الذين أعالجهم بحماس، إنه قصف جماعي للمدنيين عشوائي. علينا أن نتوقف ونفكر، فهذا أمر لا يمكن تبريره".

ووصلت الطبية البريطانية روز إلى غزة منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع مع زميلين آخرين من لندن، غرايم غروم، جراح عظام، والدكتورة تيزيانا روجيو، جراحة تجميل، في مهمة لصالح الجمعية الخيرية البريطانية "المساعدات الدولية للكوارث والطوارئ مع الدعم طويل الأمد".

وقد ذهبت إلى غزة قبل الحرب في عام 2019 لتدريب جراحي التجميل، والتقت في عام 2020 بجراح شاب يدعى أحمد المخللاتي، الذي تدربت معه في مستشفى غايز لمدة عامين، لتتعرف على زوجته وعائلته، ثم عاد، وعندما اندلعت الحرب، بدأ يرسل لها صورا لجميع الأطفال الجرحى: "كنت في مطبخنا بلندن عندما رأيتهم، وكانت تلك نقطة التحول، فقلت لشريكي فيل: أحتاج حقا للخروج ومساعدة أحمد، فهو لا يستطيع فعل كل هذا"، وروز هي زوجة أب له طفلين من زواج آخر.

 وأضاف روز أنه في اليوم الذي وصلت فيه، في قافلة بعد اجتيازها عمليات تفتيش أمنية إسرائيلية مكثفة، قصفت إسرائيل المستشفى الذي كانت متجهة إليه - المستشفى الأوروبي في غزة. تقول: "تم تحويل مسارنا". قتل ثمانية وعشرون شخصا وجرح العشرات، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

كان مستشفى ناصر، حيث توجد الآن، قد تعرض للقصف في وقت سابق من ذلك الأسبوع في هجوم على جناح في الطابق الثاني إذ يزعم الجيش الإسرائيلي أنه كان يستهدف أحد عناصر حماس.

وقالت روز: "هناك ضباب رمادي يخيم على كل شيء بسبب كل القصف والغبار في الهواء. لا يوجد مبنى واحد قائم لم يتعرض لقصف"، مضيفة: "أنا أكثر قلقا مما كنت عليه، لكنني أشعر أنني بحاجة للمجيء" و "لقد ناقشت مع شريكي وعائلتي أنني أفضل أن أموت في غزة وأنا أحاول المساعدة على ألا أفعل شيئا".

وتقيم روز مع زميليها في المستشفى بدلا من بيت ضيافة وضد نصيحة الفريق المحلي العامل، وذلك للاستفادة من مدة إقامتها وعملها في المستشفى.

وقالت:" سيكون نتنياهو ساذجا لو حاول عمل شيء هنا لأن لدينا فريق من الأجانب بمن فيهم أمريكيين". ويعتبر ضرب المستشفيات جريمة حرب، لكن إسرائيل هاجمت المستشفيات فيما وصفته منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بأنه استهداف منظم لنظام العناية الصحية. وزارت روز الغرف العليا التي استهدفت في مستشفى ناصر ونظرت للخارج وشاهدت "مقبرة لسيارات الإسعاف" و "لن أكذب عليك فلا أنام كثيرا".

وأضافت روز "لا يوجد وقف إطلاق النار" "فقد زادوا من القصف خلال الأيام الماضية". وستعود روز مع زميليها هذا الأسبوع وما يقلقها هو ما سيحدث بعد مغادرتهم و "ليس لديهم أحد حتى نهاية حزيران/يونيو ولهذا نحاول معالجة أكبر عدد من الحالات قدر ما نستطيع".


إلى جانب الأطفال، تأثرت روز بشكل خاص بحالة واحدة. يوم الخميس، أجرت عملية جراحية لشابة تبلغ من العمر 27 عاما تعرضت لتفجير أصاب كامل جهها. وتقول روز: "لم أر حروقا في الوجه بهذا السوء من قبل. لقد فقدت كلتا عينيها وجفنيها. عندما دخلت إلى طاولة العمليات، سألت طبيب التخدير إن كان مظهرها سيخيف طفلتها الصغيرة، لقد أثر ذلك بي بشدة".

مقالات مشابهة

  • الخدمات الصحية بوزارة الدفاع تدشّن أول مستشفى ميداني متنقل في المشاعر المقدسة
  • جزيرة ياس تستضيف برنامجاً صيفياً للأطفال في مدنها الترفيهية المختلفة
  • مأساة طبية: امرأة تدخل للولادة وتخرج مشلولة
  • حصار إسرائيلي خانق.. الإغاثة الطبية بغزة: لا مكان آمن بالقطاع
  • الصحة: إلزام تطعيم كل الأطفال ضد فيروس بي مجانا فور الولادة
  • طبيبة بريطانية توثق المأساة في غزة: لا طعام أو دواء والموت يلاحق الأطفال
  • منتجات تجميل الصغيرات.. متى يتحول الاهتمام إلى خطر؟
  • سخط شعبي بعد قرار مستشفى شبوة العام فرض رسوم “جبايات” جديدة على المرضى
  • إسرائيل تستهدف العائلات وتقتل الأطفال في غزة
  • فتح باب التقديم الإلكتروني لرياض الأطفال بالمدارس الرسمية واللغات بالمنوفية