منذ أول أيام عملية «طوفان الأقصى» اتفقت الدول العربية على الانحياز لجانب إسرائيل. وهو ما عبرت عنه بالانحياز العسكرى الذى قدمته واشنطن لتل أبيب، كى تستمر فى قصف المدنيين فى غزة. وبالتوازى مع ذلك سعى الخطاب الرسمى والإعلامى الغربى إلى نزع الشرعية عن عمل المقاومة الفلسطينية ووصفه لها بـ«الإرهاب».
وفى حين تكفل المواثيق الدولية والقرارات الأممية حق الشعب الفلسطينى فى المقاومة، بشتى الطرق، بما فيها المقاومة المسلحة، يضع حق المواثيق الغرب فى موقف محرج، إذ يتباهون بأنفسهم كحماة للقوانين، فى حين ينكرون على الفلسطينيين حقهم الشرعى فى المقاومة ويغضون الطرف عن جرائم الحرب التى تقوم بها إسرائيل.
تجاهل الغرب وهو يكيل بمكيالين ويمارس المعايير المزدوجة، عندما ينحاز لمقاومة الأوكرانيين، ويعتبر ما يقوم به الفلسطينيون إرهاباً، المادة الثانية من إعلان حقوق الإنسان الصادر عام 1789، بأن مقاومة القمع هى حق أساسى وللفلسطينيين حق المطالبة به. كما يعد حق تقرير المصير حقاً ثابتاً فى القانون الدولى، ومبدأ أساسياً فى ميثاق الأمم المتحدة، والتى فى قرارها رقم 1514 لـ«إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، عام 1960، أكدت بصفة صريحة أن «لجميع الشعوب حقاً فى تقرير مصيرها، ولها بمقتضى هذا الحق أن تحدد بحرية مركزها السياسى وتسعى بحرية إلى تحقيق إنمائها الاقتصادى والاجتماعى والثقافى.
ويشمل هذا الحق القضية الفلسطينية، وهو ما يؤكده القرار الأممى 3239، بتاريخ 22 نوفمبر 1974، والذى نص على أن: الأمم المتحدة تعترف كذلك بحق الشعب الفلسطينى فى كفاحه لاسترداد حقوقه.
وقبل هذا وفى عام 1970، أصدرت الأمم المتحدة القرار رقم 7649 بـ«إدانة إنكار حق تقرير المصير خصوصاً لشعوب جنوب أفريقيا وفلسطين، والذى ينص على: أن الجمعية العامة تؤكد شرعية نضال الشعوب الخاضعة للسيطرة الاستعمارية والأجنبية، والمعترف بحقها فى تقرير المصير، لكى تستفيد ذلك الحق بأية وسيلة فى متناولها».
كما أكدت الجمعية العامة على شرعية المقاومة المسلحة الفلسطينية، وربطتها وقتها بما كانت تعيشه ناميبيا وجنوب أفريقيا من أنظمة فصل عنصرى، أيضاً فى قرارها فى 4 ديسمبر 1946، والذى ينص «على شرعية كفاح الشعوب من أجل استقلالها وسلامة أرضها ووحدتها الوطنية، والتحرر من السيطرة الاستعمارية والفصل العنصرى والاحتلال الأجنبى بكل الوسائل المتاحة، بما فى ذلك الكفاح المسلح».
وفى نفس السياق، تؤكد كل من اتفاقية لاهاى واتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بحماية أسرى الحرب، على شرعية حمل السلاح لمقاومة المحتل. وأضفت اتفاقية جنيف صفة «أسرى حرب» على أعضاء حركات المقاومة المنظمة «التى تعمل داخل أرضها وخارجها وحتى لو كانت هذه الأرض واقعة تحت الاحتلال»، وذلك بشرط، أن يكون لهم رئيس مسئول، وأن يحملوا السلاح علناً، وأن يحملوا علامة مميزة ظاهرة، وأن يلتزموا فى نضالهم بقوانين الحرب وأعرافها، وهى كلها شروط تنطبق على المقاومة الفلسطينية.
سياسة الكيل بمكيالين وانحياز الدول الغربية لإسرائيل، وضربها للقانون الدولى والإنسانى عرض الحائط، جعل الاحتلال الإسرائيلى يخرق القوانين الدولية خلال العدوان على غزة، رغم وضوح جرائمها وضوح الشمس، وقد حولت هجماتها الجوية والمدفعية الدموية قطاع غزة إلى حفرة من الجحيم ينتشر فيها الموت والدماء فى ظروف إنسانية بالغة التعقيد ومن دون أى خدمات أساسية للحياة، هذه الجرائم التى راح ضحيتها الآلاف من الشعب الفلسطينى الأعزل يجعل الدول الغربية شريكة فيها وتتحمل العار الأكبر من آثارها، والمفترض أن تطبق عليها القوانين التى شاركت فى إصدارها، وإلا تستمر فى خانة البلطجة بدلاً من الدول الكبرى، التى تتذرع بالدفاع عن حقوق الإنسان وهى فى الحقيقة تستخدمها للابتزاز والاستيلاء على الثروات!.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني حكاية وطن عملية طوفان الأقصي المقاومة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
الجثة المفقودة.. الاحتلال يتحدث عن أدلة حول مكان غويلي
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في المؤسسة الأمنية أن "هناك معلومات ومؤشرات عن المكان المحتمل لجثة الأسير الأخير الجندي ران غويلي" لدى المقاومة في قطاع غزة، الذي أسر وقُتل يوم اندلاع معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقالت المصادر للقناة 12 العبرية، إنه "جرى في الأيام الأخيرة بدء فحوص ميدانية مرتبطة بخيوط أولية عن مكان جثمان غويلي".
وأضافت المصادر، أن "الفحوص تُجرى في منطقة يُعتقد أنها على ارتباط بحركة الجهاد الإسلامي، التي نفذت عملية أسر الجندي".
وأشارت القناة إلى تقديرات تفيد بأن عناصر حركة الجهاد الذين دفنوا غويلي "لا يزالون على قيد الحياة".
وأوضحت أن "المؤسسة الأمنية ترى أن حركة حماس في حال رغبتها بإعادة الجثة قادرة على التحقيق مع هؤلاء العناصر للحصول على معلومات إضافية حول مكان الدفن".
والاثنين الماضي، انتعت عملية للبحث عن جثة الأسير شرقي حي الزيتون بمدينة غزة دون العثور على الجثة حيث حاول فريق من كتائب الشهيد عز الدين القسام، واللجنة الدولية للصليب الأحمر إيجاد الجثة داخل مناطق سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الشرقية من حي الزيتون دون جدوى، وسط صعوبات كبيرة، إذ كانت تلك العملية هي الخامسة بخصوص جثة "غويلي".
وقد سلّمت المقاومة الفلسطينية 27 جثة للاحتلال ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، ولم تتبقَّ إلا جثة واحدة.
من جهتها، قالت والدة الأسير الإسرائيلي إن "جراح إسرائيل لن تلتئم إلا بعد عودته أو إعادة رفاته، والمرحلة التالية من خطة السلام يجب ألا تمضي قدما قبل ذلك" وفق القناة العبرية.
وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية قد ذكرت أن حكومة بنيامين نتنياهو، تصر على عدم بحث المرحلة الثانية من خطة ترامب إلا بعد إعادة جثة آخر أسير لدى المقاومة.
والجندي الإسرائيلي غوئيلي مقاتل في لواء النقب التابع لفرقة غزة بجيش الاحتلال، وتقدم صفوف القتال بمعركة "ألوميم"، وبحسب ما أعلنه الاحتلال بشكل رسمي في كانون الثاني/ يناير 2024، فإنه قُتل خلال هجوم 7 أكتوبر، وجرى نقل جثته إلى قطاع غزة.
ينتمي إلى مستوطنة "ميتار"، وكان في إجازة مرضية بعد خلع كفته حينما نفذت حركة حماس هجومها على المستوطنات والمواقع العسكرية المحيطة في قطاع غزة، وكان من المقرر أن يخضع لعملية جراحية في 9 أكتوبر 2023.، لكنه قرر ارتداء زيه العسكري والانضمام للقتال رغم إصابته.